رد: صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الأول
قرأت القسم الأول وكان لا بد ان اسجل ملاحظاتي
اولا الدور الذي يقوم به الباحث والناقد والأديب محومد توفيق الصواف، له اهمية في فهم معادلة العلاقات التي تتحكم بمسار العلاقات العربية اليهودية عامة والفلسطينية الصهيونية على وجه التحديد.
نكسة 1967 اطلقت حالة من الاستهتار بالانسان العربي عامة والفلسطيني خاصة. الاستيطان فرض اخلاقيات تجاوزت مساحة الفكر العنصري الاضطهادي الى حالة التعامل مع الفلسطينيين بصفتهم ما دون البشر، تعمقت الجرائم ضد سكان المناطق المحتلة وامتدت الجرائم ايضا للوسط العربي في داخل مناطق 48.. عشرات القتلى سقطوا نتيجة النظرة الاستهتارية بالعربي..
من هنا هذا الرصد الذي يقوم به الصواف له اهمية تتجاوز مساحة الأدب الى التركيبة الأخلاقية والنفسية التي بدأت تشكل انفلاتا لآوساط يهودية اوسع وأوسع ، رأي بها الكثيرين من العقلانيين اليهود خطرا على المجتمع اليهودي نفسه, صحيح اننا لا نلمس بعد ابعاد هذا الخطر .. لكنه ليس بعيدا.. ان انتفاضة السكاكين والقيام الفردي بتنفيذ اعمال ونشاطات مقاومة فردية، رغم محدوديتها ، تشكل ظاهرة كل من يفكر بشكل عقلاني يجب ان يرتعب من اسقاطاتها المستقبلية.. ما زلنا في مرحلة جنينية منها.
كلما تعمقت عنصرية المجتمع الاسرائيلي ستكون ردود الفعل اكثر اتساعا حتى بدون ان تقوم تنظيمات بتوجيه المقاومة.
وكما هو في الفيزياء ، حسب قانون نيوتن الثالث: لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه، تعملان على نفس الخط وتؤثران على جسمين مختلفين
مأساة فلسطين هو الواقع العربي.. ولا ارى ضرورة للتوسع هنا، لأن الواقع مؤلم ليس للشعب الفلسطيني فقط، بل لكل انسان عربي ، يطمح الى رؤية العالم العربي مشاركا في الحضارة العالمية ويملك ما يجعل العنصريين والمعادين لتطوره وتقدمه ،على مختلف اشكالهم ، يعيدون حساباتهم.. لأن الثمن لا قعر له.
هناك تفاصيل تشكل القاعدة الفكرية لمنطلقات الأدب .. بدأت مع اقامة اسرائيل واسلوب التعامل مع الفلسطينيين الباقين في وطنهم.. وهي تفاصيل تكاد تكون مقتبسة من افلام الخيال العلمي سانشر اليوم مادة مذهلة .. ול عملاء مخابرات يهود تزوجوا نساء فلسطينيات بهدف مراقبة المجتمع الفلسطيني في إسرائيل من داخله.. قد تضيف للتحليل الرائع الذي يقوم به محمد توفيق الصواف في المساحة الأدبية. للأسف نشرت هذه المادة سابقا ولم تلفت انتباها كافيا خاصة من مؤسسات رسمية لا اعرف ما تفعل !!
|