التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,839
عدد  مرات الظهور : 162,284,906

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01 / 05 / 2021, 47 : 04 PM   رقم المشاركة : [21]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رواية تبحث عن مؤلف

دخل أمجد في هلوسة السؤال المنقادة بوسوسة الشيطان.. استعاد بالله منه.. عاد إلى رشده.. كيف ترتاح نادرة من نصفها الثاني؟ حبها الأول والأخير.. سرح فكره في ذكرياته الجميلة مع نادرة.. كان قنديلها الذي أضاء درب حياتها.. وكانت فرحة عمره.. لم تشتك منه في حياتها.. لكنه الآن خذلها بدافع العوز.. أحبط الثقة الموشومة في خلدها.. تركها مفزوعة عن الحالة التي آل إليها.. مرض، ضعف، وهوان.. عاوده التفكير من جديد بالرجوع إلى البيت.. لكن ماذا تجدي عودته مع قلة اليد؟ خائر القوى تابع المسير إلى لا وجهة.. في طريقه صادف شابا أنيقا بهي الطلعة.. يبدو من وسط راق.. رق لحاله البئيس..
- إلى أين يا عم؟
سؤال لا يملك جوابه.. ذكره بإصرار نادرة على عدم مغادرته البيت.. مر شريط أمام عينيه بلمح البصر.. ماذا لو كانت زهرات عمره في مثل سن هذا الشاب؟ وحالهم يألو كحاله.. ربما اختلف وضعه مائة وتسعين درجة عما هو عليه الآن.. كرر الشاب السؤال..
- لا أدري يا بني.. تهت في دنيا الضياع..
- أراك خائر القوى لا تقوى على المشي.. هل تسمح بمرافقتي؟
فتح باب سيارته وأقاله.. أخذه إلى بيته نشوانا.. اعتنى به أيما اعتناء..رأى فيه والده المفقود .. سرد عليه قصته.. كد أمه في توفير الراحة لفلذة كبدها.. صراعها مع المرض الذي نشب مخالبه في ذاتها.. فارقت الدنيا إلى غير رجعة.. وبقي فريدا يطارح الظروف القاسية.. وينازل عتمتها الكالحة.. ضاعت أحلامه التي امتطت السحاب بأجنحة الشهادات.. لكنها خلقت صيادا رغما عنه.. خوفا من ضياع مركب أبيه.. امتهن حرفته.. جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.. كرياح نادرة وأمجد التي خلفت فراقا قسريا.. أوقع أمجد في حضن هذا الشاب.. رافقه في عدة خرجات إلى البحر الفسيح.. منه استعاد قوته ونشاطه.. شرب مهنة الصيد رغم تقدم العمر..هي الحياة تجارب.. كل تجربة سفينة.. تمخر عباب العمر..
ليلى مرجان متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 02 / 05 / 2021, 18 : 01 AM   رقم المشاركة : [22]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

:more61: رد: رواية تبحث عن مؤلف


رحمك الله يا صديقي وابن عمتي الغالي.. رحمك الله أيها المبدع الموسوعي الاستثنائي..

تحياتي لك الأديبة العزيزة أستاذة ليلى..
وكأن الغالي طلعت ناداني بقلمك لتفعيل واحد من مشاريعه من خلالك لإكمالها..
يا الله ما أجملك..
سعيدة جداً بإعادتك لهذه الرواية التي تبحث عن مؤلف إلى السطح ووضعك مشاركة جديدة..
سأكون معك إن شاء الله قريباً
شكراً من أعماق قلبي
عميق محبتي وتقديري لك
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 05 / 2021, 59 : 05 AM   رقم المشاركة : [23]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رواية تبحث عن مؤلف

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى مرجان
دخل أمجد في هلوسة السؤال المنقادة بوسوسة الشيطان.. استعاد بالله منه.. عاد إلى رشده.. كيف ترتاح نادرة من نصفها الثاني؟ حبها الأول والأخير.. سرح فكره في ذكرياته الجميلة مع نادرة.. كان قنديلها الذي أضاء درب حياتها.. وكانت فرحة عمره.. لم تشتك منه في حياتها.. لكنه الآن خذلها بدافع العوز.. أحبط الثقة الموشومة في خلدها.. تركها مفزوعة عن الحالة التي آل إليها.. مرض، ضعف، وهوان.. عاوده التفكير من جديد بالرجوع إلى البيت.. لكن ماذا تجدي عودته مع قلة اليد؟ خائر القوى تابع المسير إلى لا وجهة.. في طريقه صادف شابا أنيقا بهي الطلعة.. يبدو من وسط راق.. رق لحاله البئيس..
- إلى أين يا عم؟
سؤال لا يملك جوابه.. ذكره بإصرار نادرة على عدم مغادرته البيت.. مر شريط أمام عينيه بلمح البصر.. ماذا لو كانت زهرات عمره في مثل سن هذا الشاب؟ وحالهم يألو كحاله.. ربما اختلف وضعه مائة وتسعين درجة عما هو عليه الآن.. كرر الشاب السؤال..
- لا أدري يا بني.. تهت في دنيا الضياع..
- أراك خائر القوى لا تقوى على المشي.. هل تسمح بمرافقتي؟
فتح باب سيارته وأقاله.. أخذه إلى بيته نشوانا.. اعتنى به أيما اعتناء..رأى فيه والده المفقود .. سرد عليه قصته.. كد أمه في توفير الراحة لفلذة كبدها.. صراعها مع المرض الذي نشب مخالبه في ذاتها.. فارقت الدنيا إلى غير رجعة.. وبقي فريدا يطارح الظروف القاسية.. وينازل عتمتها الكالحة.. ضاعت أحلامه التي امتطت السحاب بأجنحة الشهادات.. لكنها خلقت صيادا رغما عنه.. خوفا من ضياع مركب أبيه.. امتهن حرفته.. جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.. كرياح نادرة وأمجد التي خلفت فراقا قسريا.. أوقع أمجد في حضن هذا الشاب.. رافقه في عدة خرجات إلى البحر الفسيح.. منه استعاد قوته ونشاطه.. شرب مهنة الصيد رغم تقدم العمر..هي الحياة تجارب.. كل تجربة سفينة.. تمخر عباب العمر..

منذ أشهر وأنا أنتظر من سيلحق بي..( ابتسامة) شكرا ليلى راقني جدا ما كتبت، سأحاول العودة للمتابعة بعد حين بإذن الله تعالى
خولة السعيد متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 03 / 05 / 2021, 08 : 03 AM   رقم المشاركة : [24]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رواية تبحث عن مؤلف

' رواية تبحث عن مؤلف '

قالت لي وهي في حالة ذهول : إلى أين تذهب ؟؟.. ما زلت مسكونا بالمرض والتعب والإرهاق .. ذهابك هكذا سيتركني في حالة قلق لا تهدأ !!.. فقط قل لي إلى أين حتى أطمئن ؟؟..
كان بي جوع إلى الخروج .. الشارع بكل اتجاهاته يناديني بل يدعوني بإلحاح .. ماذا أقول لها إذا كنت لا اعرف أين سأذهب ..؟؟.. ربما كان خروجي فقط من اجل الخروج !!.. صحيح أنني فكرت البارحة تحديدا بالذهاب بعيدا دون عودة ، وصحيح أنني أخذت اخطط للابتعاد عن كل المحيط الذي أعرفه والوجوه التي الفتها .. لكن شيء ما كان يقول لي تريثْ ولا تكن مجنونا .. خروجك على هذا الشكل سيخلق مشكلة لك أولا لأنك وقبل أي شيء آخر لا تملك شيئا من النقود أو من متاع هذه الدنيا ..
جاء صوتها ممزوجا برجاء حار :
- فقط قل لي أين ستذهب .. لا بدّ أنك اشتقت لأصدقائك في المقهى القريب .. ستذهب إلى هناك أليس كذلك يا أمجد ؟؟.. لا .. أظنك ستمضي إلى بيت صديقك عبد الهادي ..لا بأس عبد الهادي من أفضل أصدقائك سترتاح هناك .. بربك قل لي ؟؟..
صوت المذيع صاخب .. ينقل الأخبار عن القتل والموتى وهو يبتسم !!.. حرائق في كلّ مكان .. هل تحول العالم كله إلى غابة قتل .. غابة !!.. لا يحدث في الغابة ما يحدث في عالم البشر هذا .. !!.. كم تمنيت ذات يوم أن أصعد إلى إحدى قمم الجبال وأبقى هناك .. طفولتي علمتني أنّ قمم الجبال مغطاة بكثافة عالية من الهدوء.. ربما أدور في الشوارع وأعود محبطا يائسا مكسورا كما هي الحال بالنسبة لي منذ فترة طويلة ..
قالت : يا أمجد الأولاد سيعودون بعد قليل من مدارسهم .. سيسألون عنك ماذا سأقول لهم.. ؟؟.. خرج ولم يقل إلى أين ؟؟..
الأولاد .. صبيان وبنتان .. سيكبرون ويسألون أسئلة اخطر .. عندها ماذا سأقول لهم ؟؟.. هل اخفي وجهي بين يديّ وأبقى صامتا .. أم أتهم الظروف والانهيارات العربية التي عشناها ؟؟.. ربما سأقول لهم عندها :" يا أولاد الحلال .. أبوكم كان مكسورا وجبانا مثل غيره فهاتوا ما عندكم وأرونا ؟؟..".. هل سيحقق هؤلاء شيئا من الطموحات التي عشنا طويلا ونحن نحلم بتحقيق جزء منها ؟؟.. ستكون خطواتي على الأرصفة مسكونة بكثير من الحيرة والشك والتشتت .. الأيام التي قضيتها في الفراش كانت كافية لتجعلني أستعيد شريط حياتي كله .. وماذا وجدت ؟؟.. مضت سنوات عمري دون معنى .. الآن أحسّ بذلك أكثر من أي وقت مضى ..
صوت المذيع يرن في الأذن متحدثا عن ضرورة التلاحم .. كلهم يقولون هذا .. فمن المخطئ إذن ؟؟.. حكام يشتركون بشيء واحد هو حبهم الجنوني للسلطة والبقاء على كراسيهم .. ولا شيء آخر يجمع بينهم .. كلهم يقولون أشياء رائعة عن الوحدة .. وكلهم يتهربون من هذه الوحدة .. !!.. حتى الشعوب صارت مجرد أرقام يزداد عددها يوما بعد يوم .. شعوب تبحث عن لقمة العيش وتعتبر الحديث في أي شيء مجرد تضييع للوقت !!..
قالت : أنسيت يا امجد أنني حبيبتك وزوجتك وأمّ أولادك .. هل صارت نادرة لا شيء عندك اليوم ؟؟.. نادرة التي كنت تحلف بحياتها .. يا روحي الأفضل أن تؤجل ذهابك .. الأيام كثيرة وعندما ترتاح وتشفى تماما ستذهب أينما تريد .. والله لن أسألك يا امجد .. لكن الآن خروجك سيرجعك إلى الوراء .. مرضك سيزداد .. لماذا لا ترد يا امجد ؟؟..
كانت نادرة عمره .. تزوجا عن حب .. لكن ماذا أبقى الزمان ومتاعبه من هذا الحب ؟؟.. الزمن دوامة .. جرح مفتوح .. خوف من كل شيء .. تمزق .. هي لا دخل لها في كل ذلك .. لكن ماذا يفعل إذا كان بمحض الصدفة رجلا من هذا الزمان ؟؟..
قفز السؤال إلى رأسه وكأنه يريد أن يقرع كل الأبواب :" لكن إلى أين يا امجد .. إلى أين ستمضي وأنت على هذا الحال من المرض ..
ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة .. فتح باب البيت .. خرج تاركا صوت زوجته يدور في فضاء الحيرة ..كان يريد أن يبتلع الشوارع كلها .. وكان مسكونا برغبة ملحة وكبيرة لن يبكي كل شيء ..
يبتلعه الشارع الرئيسي فينقاد لخطواته الواهنة وينظر إلى هناك .. إلى أقرب زقاق يتفرع من الشارع .. تختلط أصوات المارة بنبرة نادرة الباكية المتوسلة . تتلقفه الوجوه المقبلة المدبرة على عجل .. كأنها أقنعة قدت من صخر .. بعضها يتفحصه في فضول .. لو لم تكن جامدة لاستشف منها رثاء أو سخرية أو ربما شماتة .. متى يسدل الليل ستاره ويخلو الشارع ، فيخلو هو نفسه لخواطره ولتأملاته ؟
يحث الخطى نحو الزقاق .. لماذا اختار هذا دون الأزقة الأخرى ؟ .. الزقاق يمتد إلى ما وراء الدور المتكدسة في وجل .. يلفها نقع زاد من ملامحها البائسة .. تنظر إليه بدورها .. على الأقل ، في ملامح هاته يستشف تعاطفا و مسكنة كالتي تسكنه الآن .. هنا يسود السكون .. لم يتبق سوى صدى صوت نادرة يعلو ويخفت مع اقترابه من النهر الهادر .. تلاحقه توسلات الأولاد فيلتفت مرعوبا .. يخيل إليه أنهم على مقربة منه .. هل تفعلها نادرة ؟ لم لا وهي تعلم نقطة ضعفه مع الأولاد ؟.. يعاوده السعال فيضع كفه على فمه ثم ينظر إلى راحته متوجسا .
لماذا اختار هذا الزقاق المؤدي إلى النهر؟ .. يتوقف عند الجسر وينظر إلى الأسفل فيحس بالدوار . يمر أمامه صبي يحمل بين يديه علبة سردين صدئة وأسلاك .. لا يعيره اهتماما .. كل اهتمامه منصب على ربط العلبة بإحكام حتى يمكنه جرها .. يعض شفتيه .. يغمض عينيه وهو يجذب أحد الأسلاك .. ما أهنأه ! .. أين منه ذهن فارغ من المشاكل .. من الأعباء .. من كل هذا الذي يجثم على صدره فيكاد يحبس أنفاسه ؟ .. لم كل هذه المعاناة ؟ .. لم يحمل نفسه ما لا طاقة لها به .. أليس مثله مثل الآخرين ؟ .. لماذا لا يعانون ؟ .. هم أيضا يشاهدون الدمار و الخراب و القتل .. لكنهم يضربون كفا بكف .. يتحسرون .. يتألمون .. يدعون بالويل و الثبور .. ينددون ..يحتجون .. لكنهم في آخر المطاف يعودون إلى ديارهم ليسهروا ويلاعبوا أولادهم .. ويداعبوا زوجاتهم .. لهم متسع من الوقت كي يحبوا ويعشقوا وينجبوا . ماله يحمل أعباء الدنيا كأنما قدر عليه حمل خطايا و أوزار الخلق ؟
يتعالى هدير النهر ، بينما تند من الصبي صيحة غضب .. لقد تقطعت الأسلاك و هوت العلبة/السيارة إلى النهر .. نظر مليا إلى لعبته وهي تطفو تارة و تختفي تارة أخرى بين مياه النهر .. ثم انصرف وهو يصفر .. لا شك أنه وجد فكرة أخرى .. لم ييأس . خيل إليه أنه يسمع نداء من بعيد :" أمجد .. أمجد " .. انتفض من مكانه . هل تأتي نادرة ؟ .. نظر إلى مياه النهر .. هل ما يدور في خلده جبن أم أن الخوف من ذلك وعدم الإقدام عليه ضعف و جبن في آن واحد ؟ .. أليس الأولى به و هو العاجز المريض المنهك ألا ينتمي لعالم الأحياء ؟
يترك الجسر و ينقاد من جديد لخطواته حتى يجتاز آخر منزل .. يجد نفسه أمام الجبل الجاثم على المدينة .. يتأمل الصخرة الناتئة أعلاه فتراوده فكرة تسلق الجبل .. تتلاحق أنفاسه و هو يسرع الخطى ، و تصطدم قدماه بقنينات الجعة وبعض الأكياس العازلة .. يحس بالغثيان و يتوقف عند إحدى الصخور و يطل على المدينة . ما أجمل المنظر ؟ .. لكن نفسه عازفة عن كل شيء الآن .. عليه فقط أن يحدد ما يريده.. و ما هو ناو فعله .. يلتفت إلى حيث بعض الكهوف .. حدثه أحد الأصدقاء أن بعض المقامرين يلتجئون إلى هنا للعب والسمر والعشق .. تراوده فكرة الانعزال عن الخلق والتأمل إلى أن يأتي الغد بجديد . و نادرة ؟ .. والأولاد ؟ .. هل يستحملون ؟ .. على الأقل .. سيقول لهم غدا أنه لم يكن طرفا فيما يحدث .. وسيخبرهم أنه ضحى بكل متعاته ولذاته كي لا يكون له يد في الوضع المخزي الراهن .. ماذا أفعل يا ربي ؟
شعر برغبته في البكاء تعاوده .. فليبك .. وهو الذي كان يكرر للأولاد أن الرجال لا يبكون ولا يذرفون الدموع .. وأن بكاء الرجل دليل على ضعفه .. لكنه الآن يبكي دون خجل أو خوف من أن يفتضح أمره ... لو كانت نادرة هنا لكفكفت دمعه و لأوسدت رأسه على صدرها الحنون .. لكن ماذا ينفع كل ذلك مع كل هذا العجز المقيت ؟
..
الذكريات تنهمر على وجنتيه والمدينة صامتة في ليل وحدته ماذا جاء به إلى هنا ؟؟ خطاه والدروب التي مر من خلالها الأولاد و نادرة الأصدقاء دخان يتصاعد من النار التي أوقدها كي ينعم بالدفئ ... استلقى على ظهره ثيابه تمزقت وأحلامه تبعثرت فضاءات كثيرة كان يراودها في تلك النجوم يحاول أن يلتقطها تحرقه بنيراها وتسقط من بين أصابعه مازالت بعيدة ... البدر وضيائه يتحول بين الفينة والأخرى إلى صور حلم بمنجاتها طويلاً وسعاد الحب الأول في حياته تخرج من ذاكرة الأبجديات التي أحبها وحرمه القدر من الظفار بليل شعرها وبحر عينيها ....البدر يختفي جزئياً وسعاد تبدو حزينة لقد حجبتها الغيوم السوداء.... الطبيعة بقسوتها تحجب ذكريات أمجد وتزيد من همومه وحزنه... المطر يتهاطل بغزارة النار تنطفئ والدخان يتلاشى والصور تتبعثر ....... كل شيء يبدو حزيناً في هذه الأمسية أختلطت دموعه بحبات المطر وتساقطت لتروي قصة شقاء وعذاب أراد القدر أن يكون بطلها الأول .... الرياح تمضي مسرعة وصريرها يحاصره من كل الاتجاهات يحمل أسئلة كثيرة لايريد الإجابة عنها .... يتجاهل كل شيء ويبدأ بالتسلق الحذر نحو القمة.....
..
وهو في محاولته لتسلق قمة الجبل تعثرت قدمه بحجر لم يكن ثابتا ًبشكل جيد فهوت قدمه ثم تأرجح يمينا ً ويساراً ، حاول أن يتمسك بأي شيء لكن عبث ومحاولاته لم تجدي إذ شعر بأن الدنيا تدور به وأخذ يتدحرج مثل كرة معطوبة تقفز من فوق السلالم ، أسرع إليه أحد الأشخاص ممن اعتراه الفضول لمراقبته ومعرفة ماذا يريد من تسلق هذا الجبل وفي هذا الوقت المتأخر وما أن وجده يتأرجح حتى هرع على الفور لإنقاذه لكنه وصل متأخرا ً حيث وجده ملقيا ً على الأرض مغشيا ً عليه فقام على الفور بإخبار الإسعاف الذي حضر وقام بنقله إلى أقرب مستشفى حكومي ..

يفتح عينيه ،فلا يرى سوى الضباب .. ثم شيئا فشيئا ينجلي عن وجه صبوح يبتسم له .. عصر ذاكرته فلم يفلح في لملمة أفكاره وإدراك سبب وجوده هنا .. " أين أنا ؟ " .
- استرح .. جرح رأسك بليغ .. ماذا كنت تفعل في ذالك الجبل وحيدا ؟.. أليس لك أهل ؟
آه .. الجبل .. نادرة .. الأولاد .. رحلة القنوط .. لا شك أنهم لم يعثروا على بطاقة الهوية .. نسيها في جيب سترته التي احتفظ بها رغم قدمها و لونها الباهت .. تعلقه بها يثير التعجب .. بل والاشمئزاز .. هي ما تبقى له.. شاهدة على عهد كان ينعم فيه بالطمأنينة و راحة البال .. بطاقة الهوية ؟ .. و أية هوية بعد أن لفظته المدينة وصار يحس بالغربة بين دروبها ؟ .. منذ متى لم يطالبه أحد بها ؟ .. ومع ذلك احتفظ بها في سترته حتى خيل إليه أنها التصقت بالجيب .
- سيأتي الطبيب بعد قليل لفحص جرحك .. عليك بعدم الحركة .. طاب يومك ..
وجه مشرق .. وقوام معتدل .. ذكرته الممرضة الشابة ب نادرة زوجته .. من ذا الذي حمله إلى هنا ؟ .. لا شك أنه أحد المقامرين الذين سمع عنهم .
- كيف الحال يا أخي ؟
التفت ليجد كهلا متكئا على السرير المقابل لسريره .. رد التحية بإيماءة من يده وابتسم ..
- الحمد لله .. لقد قيل لي إنك نجوت من الموت بأعجوبة .. لو بقيت تنزف لما كنت الآن هنا ؟.. هل كنت تريد ... ؟
أشار بأصبعه بالنفي وتمتم :
- أعوذ بالله ..
- أنا نفسي قلت هذا لما رأيتك .. وجهك يدل على طيبوبتك وإيمانك .. قل لي .. أين تقطن ؟
ما لهذا ينكأ الجرح المندمل ؟.. ما ذا يقول له ؟ .. إنه لا مأوى له بعد أن هجر البيت والمدينة ؟.. لكنه عاد إليها مرغما .
- لا أدري .. لا أدري .
أحس فجأة بالتعب.. وبرغبته في النوم .. على الأقل ،سيخلو للأحلام ولو أنها كوابيس ..لا أحد يقض مضجعه بالسؤال .
- محسوبك أبو العز.. من القرية المجاورة التي مربها الطريق السيار والتهم الكثير من دورها . حاولت أن أحتفظ ببيتي لكنهم أبعدوني بحجة أن موقعه سيستعمل مركزا للأداء .. تشاجرت مع أحد رجال الأمن فضربوني .. لكنهم الآن يتوددون إلي .. قيل لي إن التعويض سيكون هاما .. يمكن أن أشتري به منزلا أفخم وفي أي مكان أختاره خارج القرية البائدة .
يحس أمجد برغبته في أن يواصل الآخر حديثه .. فيبتسم من جديد مشجعا إياه على الاستمرار .
- الأهل هناك انقسموا .. منهم من يتشبث ببيته أو على الأصح بموقع بيته بعد أن دمرته الجرافات ،ومنهم من قنع مثلي بالتعويض .. وآخرون انصرفوا متوعدين بعرقلة إحداث الطريق السيار وتخريبه إذا أنجز.. ما الفائدة من ذلك ؟
يشعر في قرار نفسه بالخجل .. لم غادر البيت ؟ .. هؤلاء فقدوا دورهم ولا يزالون متمسكين به .. وهو ؟ .. أية لعنة حلت به ؟ .. الآن أدرك أنها كانت نزوة .. ربما كانت رغبة في تغيير الجو الرتيب وليس شعوره الكاذب بغربته في هذه المدينة .. عليه العودة بأسرع ما يمكن .. لن ينتظر حتى يشفى .. آه يا درية ..كم سببت لك من الألم .. لم تكفك معاناتك مع الأولاد و قساوة الجارات وضنك العيش ..
انتبه إلى الآخر و هو لا يزال يتحدث .. ربما كان يضع مشاريع لما سوف يقوم به بعد تسلمه لمبلغ التعويض .
- ولكن ... قبولك بـ...التعويض ربما ... يحرج الأهالي الـ..متمردين .. ألا يسبب ... لك هذا ...
- شعورا بالذنب ؟..ولكن ما جدوى التمرد ونحن أمام الأمر الواقع ؟..الأهالي أنفسهم لم تفتر صراعاتهم على الأراضي .. و لا أخفيك سيد ...
- أمجد .
- لا أخفيك سيد أمجد أن ما شجع هؤلاء على مشروعهم بإقامة الطريق السيار هو هذا الصراع نفسه .. أنا رأيي أن يأخذوا التعويض حتى لا يخرجوا من المسألة " بلا سلة و لا عنب " .. ألست محقا يا .. سيد .. قلت ماجد ؟
- أمجد ..
في هذه المرة ود لو يسكت صاحبه .. أحس بالتعب .. عليه أن يستجمع قواه كي يكون قادرا على مغادرة المستشفى متى رأى الفرصة سانحة . و كأن الآخر فطن إلى ذلك ،فانصرف عنه متشاغلا بقضم حبيبات اللوز المقلي . يدخل في تلك اللحظة مجموعة من الشبان المصابين بجروح .. يكثر اللغط وتتدخل الممرضة آمرة الجميع بالتزام الصمت .. لم يميز من الجدال سوى كلمات .. خونة .. عصابة .. جواسيس ..
التفت إليه الرجل المجاور لسريره ولسان حاله يقول " ألم أقل لك ؟"
- ما ذا جرى ؟
- هؤلاء ممن رفضوا التنازل عن أراضيهم .. يقال إن بعضهم قتل في اشتباكات مع الحراس .. إنهم يتهموننا بالوشاية .
- ألا يكون ذلك حقيقة ؟
- ربما ولكني أقسم لك أنني لست ضالع في كل هذا .. لا ناقة لي و لا جمل ..
- ولكن هذا يهمك .. أليسوا أهلك ؟ .. من المفروض أن تنصر المظلوم و تردع الظالم ..
- كان ذلك من زمان .. تغيرت الأحوال .. الكل يقول.. نفسي..نفسي .
في هذه المرة أحس بالغثيان .. كان محقا حين فكرفي مغادرة المدينة .. كيف يستطيع العيش في هذا الجو الموبوء ؟ .. هل يأتي يوم ينعته الأولاد بالجبن كما ينعت هؤلاء المستفيدين من التعويض ؟ .. مرة أخرى يلغي فكرة العودة إلى البيت . أين يذهب ؟.. هذه المدينة تشده إليها بإصرار.. يحس بها تستغيثه وتترجاه أن يبقى.. تزداد حيرته فيقرر أن ينام ليرتاح قليلا .
صوت المذياع الخافت يعلن عن مؤتمر للقمة .. عليكم اللعنة .. قمة بلا همة .. ماذا جنينا من القمم سوى مزيدا من الخنوع .
..
هبت نادرة لإستقبال زوجها والدموع تنهمر من عينيها .. دموع الفرح بلقائه
سالما ً معافى بعد أن فقدت الأمل بعودته إليها وإلى أطفاله الذين ما فتئوا
يسألونها كل صباح ومساء عن مصير والدهم ومتى يعود من سفرته التي طالت
وعن اشتياقهم الكبير وعن خوفهم الذي بدا يتسرب إليهم كل ليلة مع وحشة الظلام
كانت نادرة لا تعلم بماذا تجبهم عن اسئلتهم الحائرة والملحة ولكنها كانت دائما تطمئنهم بالوقت الذي كانت هي أحوج منهم
لهذا الإطمئنان .. كانت تطمئنهم وتعدهم بعودة والدهم بالقريب العاجل وها هو قد عاد
أينعم في القلب انكسار وفي العين دمعة حارقة ..
لكن المشوار لم ينته ولا بد أن يكمل المشوار
..
هكذا بدأ أمجد يفكر كيف يمكن أن تستقبله نادرة والأولاد.. ويتمنى لو أنه يستطيع العودة إلى بيته بسهولة .. لكنه تذكر كيف خرج من البيت دون أن يبالي بكلامها أو يهتم لنصائحها.. شعر بشيء من الندم يخالجه ..كيف سيتصرف الآن؟ ماذا سيفعل الآن؟ .. إلى من يلجأ؟
بدت دموع الرجل تنسكب على خده لؤلؤا.. ابتلت لحيته حتى بدأ شهيق بكائه يسمعه كل مار بجانبه .. يعتريه الندم ولم يجد حلا لكل ما يدور برأسه.. أيرجع إلى بيته بهذه السهولة..
توقف لحظة ثم قادته خطاه حيث قادته.. سار من جديد نحو مكان يجهله .. ومع ذلك تابع السير، أسيظل الرجل هكذا؟ أسيظل جاهلا طريقه؟ جاهلا حياته؟ يا ليته سمع كلام نادرة وهي تتوسل إليه! ترى ما الذي يمكن أن يكون قد حل بها؟ والأبناء! كيف هم الآن؟ ماذا يفعلون؟ هل بحث عنهم أحدهم؟ أم أن غيابهم قد أراحهم من الاعتناء بشخص مريض ومزعج.. كثير اللغط، كثير الصراخ والعويل..؟ أكيد ارتاحوا.. فلولا ذاك لتمكنوا من إيجاده حين كان بالمستشفى.. لابد أن أهله لو بحثوا عنه وسألوا عنه بمراكز الشرطة والمستشفيات لكانوا وجدوه حين كان مرميا بالمستشفى بعد الذي حصل به بالجبل..
..
دخل أمجد في هلوسة السؤال المنقادة بوسوسة الشيطان.. استعاد بالله منه.. عاد إلى رشده.. كيف ترتاح نادرة من نصفها الثاني؟ حبها الأول والأخير.. سرح فكره في ذكرياته الجميلة مع نادرة.. كان قنديلها الذي أضاء درب حياتها.. وكانت فرحة عمره.. لم تشتك منه في حياتها.. لكنه الآن خذلها بدافع العوز.. أحبط الثقة الموشومة في خلدها.. تركها مفزوعة عن الحالة التي آل إليها.. مرض، ضعف، وهوان.. عاوده التفكير من جديد بالرجوع إلى البيت.. لكن ماذا تجدي عودته مع قلة اليد؟ خائر القوى تابع المسير إلى لا وجهة.. في طريقه صادف شابا أنيقا بهي الطلعة.. يبدو من وسط راق.. رق لحاله البئيس..
- إلى أين يا عم؟
سؤال لا يملك جوابه.. ذكره بإصرار نادرة على عدم مغادرته البيت.. مر شريط أمام عينيه بلمح البصر.. ماذا لو كانت زهرات عمره في مثل سن هذا الشاب؟ وحالهم يألو كحاله.. ربما اختلف وضعه مائة وتسعين درجة عما هو عليه الآن.. كرر الشاب السؤال..
- لا أدري يا بني.. تهت في دنيا الضياع..
- أراك خائر القوى لا تقوى على المشي.. هل تسمح بمرافقتي؟
فتح باب سيارته وأقاله.. أخذه إلى بيته نشوانا.. اعتنى به أيما اعتناء..رأى فيه والده المفقود .. سرد عليه قصته.. كد أمه في توفير الراحة لفلذة كبدها.. صراعها مع المرض الذي نشب مخالبه في ذاتها.. فارقت الدنيا إلى غير رجعة.. وبقي فريدا يطارح الظروف القاسية.. وينازل عتمتها الكالحة.. ضاعت أحلامه التي امتطت السحاب بأجنحة الشهادات.. لكنها خلقت صيادا رغما عنه.. خوفا من ضياع مركب أبيه.. امتهن حرفته.. جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.. كرياح نادرة وأمجد التي خلفت فراقا قسريا.. أوقع أمجد في حضن هذا الشاب.. رافقه في عدة خرجات إلى البحر الفسيح.. منه استعاد قوته ونشاطه.. شرب مهنة الصيد رغم تقدم العمر..هي الحياة تجارب.. كل تجربة سفينة.. تمخر عباب العمر..
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 05 / 2021, 42 : 01 PM   رقم المشاركة : [25]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رواية تبحث عن مؤلف

تعايش أمجد مع حياته الجديدة بين بحر وبر.. بحر وجد فيه بر الأمان من قساوة الزمان.. وبر غاص في أمواجه المتلاطمة.. في حيرة مشلول الاختيار .. بين البقاء حيث هو.. والعودة إلى بيته.. إلى الأولاد ونادرة.. التي يراها في كل سمكة صادتها شبكته.. في كل موجة انطفأت على شفاه الرمال.. بعد أن جرفتها الرياح العاتية.. وطرحها المد الكاسر.. لكنه أدرى بقدراتها الخفية.. التي يستطيع جزر الظروف.. أن يرفعها كالطود العظيم.. وهي القادرة على طمر همومها.. ونصب عزيمتها.. لتصلح عجلة قطار حياتها المثقوبة .. بسكين ساسة الغدر عنوا.. وتعيدها إلى السكة لتي انحرف عنها.. ولو بنصف مقود.. وهذا ما أرسى اختياره أخيرا.. على الاستمرار في مواصلة ركوب بحر الصبر.. لغرض في نفس يعقوب.. كان والشاب منصف يشكلان حلقة واحدة.. لإدارة المركب الذي ملء وقوده من أنابيب دمه الفائر.. والتصرف بحكمة فيما يذره من نعمة.. حتى اشتريا بدل المركب اثنان وثالث ورابع.. اختارا لكل مركب قائد متمرس.. ربح أمجد الرهان الذي خاطر به .. ذات اتفاق مع منصف.. فكان ربحه امتلاك مركب.. وهو غنيمة الهجرة التي لفظته إليها بؤرة الفقر.. وسوء تدبير جياع الكراسي.. من بيت لا مؤونة فيه.. إلى مجهول استقر على وفاض ممتلئ.. شجع أمجد بالعودة إلى بيته.. فعاودته هلوسة السؤال الذي أثقل تفكيره.. هل ستعذر نادرة والأولاد غيابه الطويل المثمر؟ أم ستعيده رياح الغضب إلى تلاطم الأمواج العالية.. وشهقات الصبر الذابحة؟
ليلى مرجان متصل الآن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تبحث عن مؤلف، طلعت سقيرق ، رواية طلعت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية تبحث عن كتّاب / العذراء والسيّد المسيح(ع) من منظور قرآني هدى نورالدين الخطيب إعلانات إدارية (خاص بالمدير العام فقط) 6 18 / 01 / 2023 49 : 11 PM
أول مؤلف حول فن الإذاعة بالمغرب خولة السعيد الشؤون المغاربية 0 20 / 08 / 2020 54 : 09 AM
ذاكرة لألف عام رأفت العزي القصة القصيرة جداً 9 03 / 11 / 2010 51 : 03 AM


الساعة الآن 25 : 08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|