رد: الأدب النسائى قضية للحوار
بسم الله الرحمن الرحيم .
أشكر الأخ الأستاذ بخيت على موضوعه المطروح حول الأدب ومحاولة تقسيمه إلى أدب أنثوي وأدب ذكوري , لنرى بعد ذلك إبداعات كلاً منهما , وتفوق أحدهما على الأخر من حيث الأسلوب ومظاهر التفكير إن صح هذا التعبير .
واستوقفني هنا فكرة المدرسة الأدبية بشكلها العام , هل يقودها الرجل في مجتمعه الذكوري , أم تقودها الأنثى في مجتمعها الأنثوي , أم أنها مختلطة تتلقى الفكرة والعبارة والمضمون من كلا الجنسين ؟
ومن هذا المنطلق أقول: هل المقولة القائلة ((لا أستطيع نقد النص إلا إذا عرفت صاحبه ) صحيحة ؟ , وهل يعني هذا القول أن يحمل النص الصورة الشخصية لكاتبه , لكي أنجح في نقد تفصيل تفاصيله ؟
ولكن إن كان هذا الفعل لا بد منه , فهل أضمن أن أحدنا قد خلع صورة الذكر ليضع بدلاً منها , على النص صورة مزورة لأنثى , لأرى ما يقوله النقاد حول النص الذي يُشك في جنس كاتبه ؟ لأنني أخشى أن يرى أحد نقادنا صورة الأنثى ويتأملها جيداً لينسج على منوالها جمال مستوى النص الذي يقرأه لها .
أخي العزيز:
إن المدرسة التي تخرج فيها الذكر والأنثى واحدة , وقد تختلف الأساليب من شخص إلى أخر , بغض النظر عن كونه ذكراً أو أنثى , لأن المعجم العربي واحد , والمراجع بين الجنسين واحدة , والهموم واحدة , والألوان التي نراها قد تكون مختلفة ولكنها تختلف على الجميع بالمستوى نفسه , فالأبيض هو الأبيض والأسود هو الأسود , وكتابة المرأة لا نستطيع تمييزها عن كتابة الرجل , وكلنا بشر من دم ولحم, وعقل مختلف في تفكيره للجنسين , ولا يوجد حدود جغرافية بين نص رجل يعيش في الجبال الوعرة لينتج لنا نصاً وعراً بأسلوبه , وبين نص رجل يعيش في سواحل لبنان اليانعة بأزهارها ليكتب لنا أسلوباً أدبياً مزهراً , بل يستطيع الأديب الناجح , والمفكر المبدع ( إن كان رجلاً أو أنثى ) أن يكتب نصاً لأنثى , أو يكتب قصة لطفل , أو أن يتخيل نفسه أديباً لجميع الأعمار أولكل النساء , لتكون ألوان كتابته مطابقة لما يكتبه الرجل أو المرأة على حدّ سواء . وكل هذا وذاك من الأفكار المطروحة قد تكون ضرباً من الخيال , واسمحوا لي لأعبر عن رأيي , بما كتبت , وسأقرأ ما تكتبون , وأظل على الحياد إن شاء الله .
أخوكم غالب أحمد الغول
|