أبجـدية التنـاقضـات
جميلة هي ابجديتنا ،
مثيرة هي خلطة التناقضات التى تبهر مشاعرنا،
مربكة هي معادلة الحفاظ على وثيقة العهد بيننا،
مملة هي رحلات السفر الطويل الى عواصم الاغتراب التى لاتحتمل لقاء الأحبة،
جميلة هي احلامنا عندما يغزلها القمر ويطرزها بالنجمات الراقصة،
جميلة هي صباحاتنا عندما تدغدغها شقاوة الشمس الهاربة على نسمات الصباح العليلة،
وجميلة هي ساعات انتظاري لك عندما تهديها باقة لهفة عند اللقاء وقبلة،
وجميلة هي ليالي السهر عندما يكون طيفك فيها الخليل،
حزينة هي حروفي عندما تغيب لمساتك عن قوافيها،
غريب هو بوحي عندما يتوه عنك في عتمة المسافات،
شاردة هي افكاري عندما لا يطوقها حضورك،
مستبشرة هي روحي عندما تطل من نافذة قلبك على غد مشرق،
عذب هو شعور احتراق اناملي عندما تعانقها اناملك،
حيوي لقائنا كقطرة ندى على صدر ورقة ليمون في صباح مبكر لم تؤرقه بعد صحوة المارة،
حزينة هي هوامش قصائدي عندما يخاصمها قلمك المشاكس،
آخاذة هي لغتنا عندما تعاتبني واراضيك واعتب عليك،
بليغة هي لغتنا عندما تغضبني ثم تشق بضربة محب بسمة فرح على ثغري،
تقترب فأخالك تسكن بيني وبين جلدي ، تبتعد فأشعر بأنك تقف على اخر بقعة في الدنيا وتفصلني عنك بحوراً وجبال لا حصر لها،
تهامسني فأشعر بأن بداخلك منابع الرومانسية فأحسد نفسي ، وعندما تثور وتطفو حمم غضبك ، اراك كبركان لا يعرف الرحمة.
بداخلك طفل مشاكس يبحث عن لعبة، وشاب مغامر يبحث عن الغموض ليعيش دور الفارس المغامر، ورجلاً ناضج يبحث عن انثى تحتضن احلامه ، واحياناً يروق لك ان تعيش دور الكهل فتنزوي باحثاً عن السكون فلا تعود تسمعني.
هذه هي ابجدية التناقضات التى اكتشفتها معك،
انت كصحراء مجهولة تستهويني ابعادها اللآمحدودة وتثيرني تناقضاتها، فمعك يصعب علي رسم خريطة لأيامي القادمة ، ومعك يصعب علي التنبؤ باللحظة القادمة ، ومعك يجب ان اتوه في غياهب الدهشة ، معك يجب ان اكون دوماً خارج أسوار كل التوقعات، فأنت كصيف ماطر يفاجئنا ونحن بلا مظلات واقية ، انت كالشتاء الذي ننتظربأن يغرقنا بالمطر فتفاجئنا غيماته بأنها حبلى بالفراغ.
اعترف لك بأنني استمتع بجهلي لفك رموزك.، أنتشي لتسرب اللحظة التى تجمعنا من بين اصابع انتظارنا ، ما أجمل ان ننتظر احلامنا ، اجدها اجمل بكثير من انتهائها. سأبحر في عينيك اكثر لأبحث عنك ، فهما دليلي اليك وهما قنديلي عندما يرخي غموضك ستاره في طريقي اليك.
انا الأخرى احمل بعضاً من تناقضك، معك اتخيل نفسي عصفوراً أرهقه الريح في ليالي البرد القاسية، فأحلق باحثة عنك لأبني عشي بين اوردتك، وأحياناً الوذ بك كطفلة تائهة ..فأركض اليك لأختبئ وراءك واحتمى بك، اتحسس يديك لأتكئ عليها واقترب منك حتى احس انني اتنفسك واشاركك التنهيدة، واحياناً اخرى اتخيلك طفلي فأمارس معك مشاعر الامومة بكل تفاصيلها...واعطي نفسي حق الخوف عليك ، ، وتطويقك بسلاسل من اسئلة ونصائح لا تنتهي.
يحلو لي ان اتخيل لقائي بك على ظهر سفينة خيالية تجوب بحار الأحلام الوردية ، نرسم فيها معاً ملامح لرومانسية من نوع جديد نهزم فيها المسافات ونعانق زرقة البحر ونلتحف صفاء السماء ،نضع الهمسات ، وندشن ابجديتنا الجديدة ونلوح للعاشقين الهاربين من عيون المتطفلين الى الشطآن، نلقي لهم بعض من خلاصة ابجديتنا...كم من الوقت يلزمهم ياترى ليتعلموا ابجدية التناقضات؟؟؟
سلوى حماد