 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرجاوي |
 |
|
|
|
|
|
|
الأستاذة سلوى:
|
|
 |
|
 |
|
الاستاذ الفاضل هشام، اهلاً وسهلاً بك واشكرك على المرور
اعتذر على تأخري بالإجابة وذلك لإنشغالي وابدأ بإجابة السؤال الأول:
* ما رأيك بقولة:" إن الألم(العنف، الخوف...) ضروري كالموت"؟
فكرت كثيراً بهذه المقولة ، وسألت نفسي ما هي ضرورة الموت؟ وذلك حتى اجد اشياء مشتركة ما بينه وبين الألم
في الموت قسوة والم و في العنف والخوف قسوة وألم ،
نحتاج لأن نتألم حتى نشعر بطعم الراحة ، ونحتاج لأن نخاف حتى نشعر بروعة الأمان، ونحتاج ان نستشعر رهبة الموت حتى نقدر لحظات الحياة ولا نهدرها بلا فائدة.
لا أدري ، ربما لم اوفق في اجابة سؤالك.
*ألا يمكن أن نعتقد أن الاستنكار الصاخب للإساءات لا يتجاوز مستوى صرخة ألم عابرة، خاصة و أن البوليس العربي المشهود له بالبطش و الفتك لم يتعرض للمتظاهرين المنددين بما حدث للنبي محمد؟ هناك من يقول إن الأنظمة العربية استثمرت الرسوم للتأكيد على دفاعها عن المنظومة الدينية و أقطابها و بالتالي تمارس نوعا من خداع الشعوب؟
يا سيدي ان الشعوب العربية هي شعوب مغلوبة على امرها، تتحرك في حدود المساحة الضيقة التى تتيحها لها الانظمة ، ولذلك تأتي ردود افعالها واهية ولحظية ، لا يٌسمح لها بالاستمرارية.
صحيح ان الانظمة متمثلة في اجهزة امنها سمحت للناس بالخروج للشارع والتعبير عن سخطهم بسبب الرسوم المسيئة لشخص رسولنا الكريم ، ولكن هل استمر هذا الموضوع؟بالطبع لا، كانت ردود الأفعال كفقاعة لحظية ما لبثت وان تلاشت، لو قررت هذه الشعوب في التمادي لفترة اطول حتماً كان سيتم قمعها .
الشعوب اصبح عندها وعي وتعرف كل اشكال الخداع ولا تنطلي عليها الخطابات الرنانة او الغزل الإعلامي الفاقع الذي اصبح مكشوفاً.
* ما رأيك في إعدام صدام حسين؟
بغض النظر عن ما قيل عن افعال صدام وبأنه كان طاغية ومستبد والى اخره من التهم، الا ان اعدامه اثر محاكمة هزيلة تحت الاحتلال امر مشين وغير مقبول على الأطلاق لا عراقياً ولا عربياً ( اقصد الشعوب وليس الأنظمة).
تقررالإعدام بعد لقاءات بين بوش ورئيس الوزراء العراقي نور المالكي ، وبين بوش وعبد العزيز الحكيم في واشنطن ، اي ان اعدامه جاء بقرار امريكي ، في الوقت الذي مازالت القوات الأمريكية تعبث بمقدرات الشعب العراقي وتدوس حرماته وكرامته. ثم نجئ الى توقيت اعدامه والذي كان مخالفاً للقوانين العراقية التى تنص على انه لا يجوز تنفيذ حكم الإعدام ايام الأعياد والعطل الرسمية ، كان هذا استفزاز لمشاعر المسلمين وإهانة لهم. باختصار إعدام صدام كان بمثابة رسالة مفادها: "هذا مصير كل من يخالف الشرع الأمريكي ويخرج من جلباب الطاعة الأمريكي ، وحتى تستوعبوا الدرس جعلنا اعدام احد قادتكم في يوم مميز من ايامكم ايها المسلمين وهو يوم عيد الاضحى حتى تبقى الذكرى عالقة في اذاهانكم ولا يتجرأ احد منكم على فتح فمه الا عند طبيب الأسنان". رحل الرجل شامخاً كعادته وفي عينيه بريق الكبرياء الذي لم ينطفئ حتى اللحظة الأخيرة ليقابل وجه رب كريم ، وبقي العملاء الذين هتفوا من وراء الأقنعة ليغوصوا اكثر في مستنقع العمالة وليسجل التاريخ المزيد من اللعنات عليهم.
رحم الله صدام ، شغل العالم بحياته وشغلهم اكثر بمماته اخي هشام ، اشكرك مرة اخرى على المرور واتمنى ان اكون قد اجبت على اسئلتك كما يجب. تحياتي وكل الود، سلوى حماد