مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
الأخ الغالي الشاعر الأستاذ محمد الصالح بارك الله بك وبحسك الديني الإيماني والوطني والإنساني العالي..
معك كل الحق فثمن عظيم ندفعه عندما نهاب أن نقول للمخطئ " أنت مخطئ " وهل نحن اليوم من الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له إنك ظالم فقد تُوُدِّع منهم".
تقبل أعمق آيات تقديري واحترامي
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]
الأخ الغالي الشاعر الأستاذ حسن سمعون تحياتي لك ومرحباً
يارجل وتقولها بوجهي وكأنك تبرر وجودك لا غيابك: " ستكون مشاركتي الثانية بصفحات النور ومنذ أشهر ,, باستثناء الديوان الألفي ,," ؟!
ما زلت لا أفهم سبب انقطاعك عن نور الأدب ولا أجد له داعياً
نحن المثقفين الذين فرضت علينا الظروف أن نكون شخصيات عامة علينا أن نكون قدوة للناس ، فنلم الشمل حين يتفرق ولا نترك الاختلافات تفعل بنا ما تفعله بالجهلة، دورنا كبير ويجب دائماً أن يكون إيجابياً..
أنتظر منك دوماً يا أخي أن يكون غيابك هو الاستثناء وليس حضورك
الغريب أن لا أحد على فيس بوك يغادره إذا اختلف بالرأي مع الآخر لكننا نفعل في صروحنا الأدبية والوطنية التي نبنيها بجهودنا المضنية وتعب السنوات.
متى نعلن الحرب على الفرقة والتشرذم ونناقش خلافاتنا دون أن نسمح لها بالتفريق بيننا ؟
حملت الجميع بصحو عينيّ - اختلفوا معي - لكن احملوني في صحو أعينكم كما حملتكم...
تقبل من أختك أعمق آيات التقدير والاحترام
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]
الغالية الحبيبة أستاذة بوران تحياتي
كما قال لك أخي الشاعر الأستاذ محمد الصالح ، نحن لا نسعى مطلقاً للرأي الواحد..
قد أختلف معك باعتباره سبباً لا نتيجة واختراقاً وأتفق معك عداه في كل ما ورد في مداخلتك الكريمة ، والحقيقة لا تظهر إلا باختلاف الآراء وحل أي مشكلة يحتاج أن نناقشها كل وفق ما يرى.
أسعدتني جداً مداخلتك الراقية أيتها الغالية على قلبي مع أعمق آيات تقديري واحترامي لك
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
ا[align=justify]
لأديبة الحبيبة أستاذة ميساء تحياتي
سنتطرق بإذن الله لكل شيء في هذا الملف وكما أعلنت في مداخلتي الأولى: " نريده شاملاً وافياً "
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( الحلال بيّن والحرام بيّن )) والجاهل الذي يفتي بغير ما تعارف عليه علماء أهل السنة والجماعة ، ثم يقوم بتأويل النصوص كما يحلو له، أمر واضح أنه خروج عن المذهب وعن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم.
سيماهم في وجوههم ، تجدين فيهم الفظاظة ولا نجد على وجودهم هيبة الإيمان ونوره - ذلك البشر الذي يتجلى على وجه المؤمن ، ويكفرون الناس بالظن إلخ..
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
ا[align=justify]
الأديبة الحبيبة أستاذة ميساء تحياتي
سنتطرق بإذن الله لكل شيء في هذا الملف وكما أعلنت في مداخلتي الأولى: " نريده شاملاً وافياً "
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( الحلال بيّن والحرام بيّن )) والجاهل الذي يفتي بغير ما تعارف عليه علماء أهل السنة والجماعة ، ثم يقوم بتأويل النصوص كما يحلو له، أمر واضح أنه خروج عن المذهب وعن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم.
سيماهم في وجوههم ، تجدين فيهم الفظاظة ولا نجد على وجودهم هيبة الإيمان ونوره - ذلك البشر الذي يتجلى على وجه المؤمن ، ويكفرون الناس بالظن إلخ..
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ننتقل الآن في هذا البحث للإسلام السياسي وحين ننتهي منه نفتح ملفات البحث على ما يعرف بالإسلام الجهادي
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]
اقتبست عن ويكيبيديا ما ورد بصفحة واحدة عن حركات الإسلام السياسي والجهادي كمرجع وقاعدة للبدء ( بتصرف) على أن نقوم بالتفصيل فيما بعد والبحث في المواجع بشكل أعمق.
الإسلام سياسي مصطلح سياسي وإعلامي وأكاديمي استخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره "نظاماً سياسياً للحكم". ويمكن تعريفه كمجموعة من الأفكار والأهداف السياسية النابعة من الشريعة الإسلامية التي يستخدمها مجموعة "المسلمين الأصوليين" الذين يؤمنون بأن الإسلام "ليس عبارة عن ديانة فقط وإنما عبارة عن نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة". وتعتبر دول مثل إيران والسعودية ونظام طالبان السابق في أفغانستان والسودان والصومال أمثلة عن هذا المشروع، مع ملاحظة أنهم يرفضون مصطلح إسلام سياسي ويستخدمون عوضاً عنه الحكم بالشريعة أو الحاكمية الإلهية.
يتهم خصوم الحركات الإسلامية هذه الحركات بأنها "تحاول بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به، وبناء دولة دينية ثيوقراطية وتطبيق رؤيتها للشريعة الإسلامية". وتلقى فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها في السياسة عدم قبول من التيارات الليبرالية أو الحركات العلمانية ، فهي تريد بناء دول علمانية محايدة دينياً، وأن تكون مسألة اتباع الشريعة الإسلامية أو غيرها من الشرائع شأنا خاصا بكل فرد في المجتمع لا تتدخل فيه الدولة.
ورغم الانتقادات والحملات الأمنية ضدها تمكنت حركات الإسلام السياسي من التحول إلى قوة سياسية معارضة في بعض بلدان غرب آسيا وبعض دول شمال أفريقيا. كما نجحت بعض الأحزاب الإسلامية الوصول للحكم في بعض الدول العربية مؤخرا مثل تركيا ومصر وتونس والمغرب وحركة حماس في فلسطين.
بعد أحداث 11 أيلول / سبتمبر 2001 وجه الإعلام العالمي اهتمامه نحو الحركات السياسية التي توصف "بالإسلامية"، وحدث في هذه الفترة الحرجة نوع من الفوضى في التحليل أدى بشكل أو بآخر إلى عدم التمييز بين الإسلام كدين وبين مجاميع معينة تتخد من بعض الاجتهادات في تفسير وتطبيق الشريعة الإسلامية مرتكزاً لها. وعدم التركيز هذا أدى إلى انتشار بعض المفاهيم التي لا تزال آثارها شاخصة لحد هذا اليوم من تعميم يستخدمه أقلية في العالم الغربي تجاه العالم الإسلامي بكونها تشكل خطراً على الأسلوب الغربي في الحياة والتعامل.
يعتبر مصطلح الإسلام الأصولي (عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]: Islamic Fundamentalism) من أول المصطلحات التي تم استعمالها لوصف ما يسمى اليوم "إسلام سياسي" حيث عقد في أيلول / سبتمبر عام 1994 م مؤتمر عالمي في واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية باسم " خطر الإسلام الأصولي على شمال أفريقيا" وكان المؤتمر عن السودان وما وصفه المؤتمر بمحاولة إيران نشر "الثورة الإسلامية" والتشيع في أفريقيا عن طريق السودان بعد ذلك تدريجياً وفي التسعينيات وفي خضم الأحداث الداخلية في الجزائر تم استبدال هذا المصطلح بمصطلح "الإسلاميون المتطرفون" واستقرت التسمية بعد أحداث أيلول / سبتمبر 2001 على الإسلام السياسي.
يعتقد معظم المحللين السياسيين الغربيين أن نشوء ظاهرة الإسلام السياسي يرجع إلى المستوى الاقتصادي المتدني لمعظم الدول في العالم الإسلامي حيث بدأت منذ الأربعينيات بعض الحركات الاشتراكية في بعض الدول الإسلامية تحت تأثير الفكر الشيوعي كمحاولة لرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأفراد ولكن انهيار الاتحاد السوفياتي خلف فراغا فكريا في مجال محاولة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، ويرى المحللون أنه من هنا انطلقت الأفكار التي ادعت بأن تفسير التخلف والتردي في المستوى الاقتصادي والاجتماعي يعود إلى "ابتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية وتأثر حكوماتهم بالسياسة الغربية" ولعبت القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي واحتلال العدو الصهيوني بالإضافة لفلسطين للضفة الغربية وقطاع غزة كل هذه الأحداث وتزامنها مع الثورة الإسلامية في إيران وحرب الخليج الثانية وما يعرف بالهلال الشيعي مهدت الساحة لنشوء فكرة أن السياسة الغربية "مجحفة وغير عادلة تجاه المسلمين وتستخدم مفهوم الكيل بمكيالين".
يرى بعض المحللين الأميركيين في شؤون الإسلام مثل روبرت سبينسر المعادي للاسلام أنه "لايوجد فرق بين الإسلام والإسلام السياسي وأنه من الغير المنطقي الفصل بينهما فالإسلام بنظره يحمل في مبادئه أهدافاً سياسية" وقال سبينسر ما نصه "ان الإسلام ليس مجرد دين للمسلمين وانما هو طريقة وأسلوب للحياة وفيه تعليمات وأوامر من أبسط الأفعال كالأكل والشرب إلى الأمور الروحية الأكثر تعقيداً كما يقول.
[/align]
[align=justify] بدايات الإسلام السياسي
بالرغم من وجود دول في التاريخ كانت تستند في إدارتها الداخلية والخارجية وتوجهاتها السياسية إلى الشريعة الإسلامية ولكن حركة الإسلام السياسي بمفهومه الحديث بدأت بعد انهيار الدولة العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى وقيام مصطفة أتاتورك بتأسيس جمهورية تركيا على النمط الأوروبي وإلغائه لمفهوم الخلافة الإسلامية في تاريخ 3 آذار / مارس 1924م وعدم الاعتماد على الشريعة الإسلامية من المؤسسة التشريعية وقام أيضاً بحملة تصفية ضد كثير من رموز الدين والمحافظين. وبدأت الأفكار التي مفادها "أن تطبيق الشريعة الإسلامية في تراجع وأن هناك نكسة في العالم الإسلامي بالانتشار" وخاصة بعد وقوع العديد من الدول الإسلامية تحت انتداب الدول الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى . واعتبر البعض نشوء الحركة القومية العربية على يد القوميون العرب وجمال عبد الناصر وحزب البعث العربي الإشترامكي النكسة الثانية للإسلام في العصر الحديث.
حركات الإسلام السياسي
الوهابية
جاءت الدعوة الوهابية بالمنهج السلفي بهدف ما تعتبره تنقية لعقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام وتراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل والتبرّك بالقبور وبالأولياء والبدع بكافة أشكالها. ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالحكمه والموعظه الحسنة والرجوع إلى الإسلام الصافي وهو طريقة السلف الصالح في اتباع القرآن والسنة والاعتماد المباشر على النص من القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح وإجماع العلماء.
حركة ديوباندي في الهند
نشأت حركة ديوباندي في الهند كردة فعل على الهيمنة البريطانية في الهند حيث انطلقت من قرية ديابوند الواقعة 150 كم من العاصمة نيودلهي على يد سيد أحمد خان (1817 - 1898) حركة إسلامية انتشرت في جنوب آسيا وكانت الحركة تتخذ من الفقه الإسلامي حسب المذهب الحنفي محوراً مركزياً لها وتم بناء مدرسة دار علوم ديوباند في القرية عام 1866 م وقامت المدرسة بتدريس مايعتبره العالم الغربي بالمفهوم الحديث الإسلام السياسي ويمكن تلخيص مبادئ هذه الحركة بالتالي: توحيد الله, اتباع سنة رسول الإسلام محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ( صلى الله عليه وسلم) في كل صغيرة وكبيرة, حب الصحابة, تقليد واتباع أقدم مدارس الفقه أو الشريعة الإسلامية والجهاد في سبيل الله.
كان لهذه المدرسة الأثر الأكبر في نشوء حركة طالبان فيما بعد. كان مؤسس الحركة سيّد أحمد خان يشعر بالقلق من كون المسلمين أقلية في الهند وكمواجهة للمد البريطاني في الهند نصح اتباعه بتقبل الثقافة الغربية بصورة محدودة مع عدم الانفتاح الكامل على الغرب وكان يخطط لإنشاء مؤسسة تعليمية ضخمة توازي في ضخامتها جامعة كامبريدج وقام باصدار صحيفة باسم "تهذيب الأخلاق" وتدريجياً نشأت خلافات بينه وبين الهندوس من جهة والسلطات البريطانية من جهة أخرى وعندما بدأت بوادر الأزمة في عام 1876 م نتيجة إصرار الهندوس على اعتبار اللغة الهندية لغة رسمية بدلاً من لغة أردو عندها صرح أحمد خان أنه كان ولفترة طويلة يعتقد أن المسلمين والهندوس هم أمة واحدة ولكنه مقتنع الآن أن هناك خلافات جذرية تمنعهما من أن يكونا أمة واحدة". بالرغم من أن حركة سيد أحمد خان لم تكن مسلحة ولم تتسم بطابع العنف إلا أن آثار وأفكار هذه المدرسة كانت لها دوراً كبيراً في نشوء دولة باكستان وحركة طالبان فيما بعد.
حركة الشيخ أبو الأعلى المودودي
يعتبر سيد أبو الأعلى المودودي (1903 - 1979) من الشخصيات الدينية البارزة في تاريخ باكستان وكان المودودي متأثراً بحركة ديوباندي في الهند . نادى المودودي بإقامة دولة إسلامية يتم فيها تطبيق للشريعة الإسلامية وفي عام 1941 م أنشأ المودودي مجموعة "جماعتِ إسلامی" أي الجماعة الإسلامية وكانت عبارة عن حركة إسلامية سياسية وسيطرت هذه الحركة في الوقت الحاضر على 53 مقعد من المقاعد البرلمانية البالغة عددها 272 في البرلمان الباكستاني ويؤمن بعض المؤرخين بأن سيّد قطب الذي ينتمي لحركة الاخوان المسلمين قد تأثر بأفكار المودودي ويعتبر قطب والمودودي من مؤسسي تيار ما يسميه البعض "الصحوة الإسلامية". تعرض المودودي إلى الاعتقال بسبب انتقاداته الشديدة والمتكررة للسياسيين في باكستان من عدم اعتمادهم على الشريعة الإسلامية في رسم سياسة الدولة. من عام 1956 م إلى عام 1974 م قام المودودي بمجموعة من الرحلات لنشر أفكاره على شكل محاضرات في القاهرة ودمشق وعمّان ومكة والمدينة وجدة والكويت والرباط واسطنبول ولندن ونييورك وتورنتو.
الإخوان المسلمون
طبقاً لمواثيق جماعة الاخوان المسلمين فإنهم يهدفون إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر وكذلك في الدول العربية التي يتواجد فيها الاخوان المسلمون مثل الأردن والكويت وفلسطين كما أن الجماعة لها دور في دعم عدد من الحركات الجهادية التي تعتبرها حركات مقاومة في الوطن العربي والعالم الإسلامي ضد كافة أنواع الاستعمار أو التدّخل الأجنبي، مثل حركة حماس في فلسطين، وحماس العراق في العراق وقوات الفجر في لبنان، وتسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضارية للإسلام عن طريق منظورهم. وشعار الجماعة "عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله اسمي أمانينا".
حركات الجهاد الإسلامي
أدى اعتقال سيّد قطب وتنفيذ حكم الإعدام فيه مع 7 آخرين في فجر الاثنين 29 آب / أغسطس من عام 1966م إلى نشوء نوع من بوادر الانقسام في حركة الإخوان المسلمين حيث استمرت قيادة الجماعة متمثلة في حسن الهضيبي في انتهاج نهج معتدل يدعو إلى الحوار بينما بدأت بعض الفصائل التي تتبنى تغييرات جذرية في الخطوط العريضة للحركة بالظهور وكان محركهم الرئيسي الكتابات الأخيرة التي كتبها سّد قطب من المعتقل قبل إعدامه ومهدت هذه الأحداث الطريق إلى نشوء حركة الجهاد الإسلامي في مصر في أواخر السبعينيات والتي تبنت مسؤوليتها عن اغتيال الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات وحاولت اغتيال وزير الداخلية المصري حسن الألفي ورئيس الوزراء عاطف صدقي في عام 1993 م.
كما تعتبر حركة الجهاد الإسلامي في مصر مسؤولة عن تفجير السفارة المصرية في باكستان العام 1995 م وسفارة الولايات المتحدة الأميركية في ألبانيا عام 1998 م. وكان أيمن الظواهري زعيمًا لحركة الجهاد الإسلامي في مصر في الثمانينيات ولكنه انضم إلى القاعدة فيما بعد.بعد نشوء هذه الحركة في مصر ظهرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وكانت معارضة لمنظمة التحرير الفلسطينية وزعيمها ياسر عرفات .
حزب التحرير
حزب التحرير هو الحزب الإسلامي الوحيد الذي يعمل على استئناف حياة إسلامية في ظل دولة خلافة إسلامية يكون الإسلام فيها هو المبدأ الوحيد الذي يطبق كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي كذلك فهو الحزب المبدئي الوحيد الذي لم يغير من أفكاره ومبادئه منذ انشائه عام 1953 م وما زال متمسكاُ بأفكاره ومبادئه التي ترفض فكرة التدرج في تطبيق أحكام الإسلام وكذلك الانخراط في الأنظمة السياسية الكافرة أو الغير إسلامية للوصول للحكم بما انزل الله عن طريق خلافة إسلامية, وهو يسير على طريق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في اقامة الخلافة, وذلك استناداً إلى أحكام الشريعة الإسلامية. A.K.F
الصدام مع الانظمة
قامت العديد من حركات الإسلام السياسي باعلان التمرد المسلح ضد عدد من الأنظمة العربية مثل ما حدث في سورية بين 1979 و 1982 الذي انتهى بمجزرة حماة وفي الجزائر أيضا بين 1992 و2002 والذي عرف باسم عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
أحداث مؤثرة
1- بعد الثورة الإسلامية في إيران
شهد ما يسمى بحركات الإسلام السياسي من قبل البعض أو ما يسمى بالصحوة الإسلامية من قبل البعض الآخر نشاطاً في الثمانينيات والتسعينيات ويعتقد معظم المحللين السياسيين أن هناك عوامل عديدة ساهمت في هذا النشاط منها فشل حركات القوميون العرب والتيار الشيوعي من تحقيق أي تقدم ملموس في الواقع الاقتصادي المتردي في كثير من الدول العربية إضافة إلى قيام الجمهورية الإسلامية في إيران والتدخل السوفيتي في أفغانستان وصعود محمد ضياء الحق إلى السلطة في بكستان وحرب الخليج الثانية ، كل هذه العوامل مجتمعة مع التوتر في علاقة السعودية مع إيران وخاصة بعد فشل مساعي السعودية من الحد من انتشار الفكر الإيراني والعمل لتشييع العالم السنّي بعد اعتمادها على صدام حسين وحرب الخليج الأولى، أدى هذا إلى اعتماد السعودية استراتيجية بديلة في منافستها مع إيران ألا وهي الدعم المالي للمدارس الإسلامية القريبة من تفكير السعودية إضافة إلى الدعم المالي للمجاميع الإسلامية في البوسنة والهرسك وأفغانستان.
في التسعينيات أخذت حركات الإسلام السياسي طابعاً عنيفاً في الجزائر، فلسطين ونيجيريا وكان الحدث الأكبر في هذه الفترة هو صعود حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان مما أدى بصورة عملية إلى تشكيل كيان جغرافي وسياسي وجد الكثير ممن يُوصفون باتباع منهج الإسلام السياسي "ملاذاً ونقطة انطلاق فيها" ومن أبرزهم تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ( والذي كانت غذته أميركا سابقاً في حربها ضد الاتحاد السوفيتي) وفي تركيا فاز حزب العدالة والتمية ذو التوجه الإسلامي المحافظ بزعامة رجب طيب أردوغان بأغلبية مقاعد البرلمان في تركيا في عام 2002 م.
2- بعد 11 سبتمبر 2001
بعد أحداث 11 أيلول / سبتمبر 2001 حاولت الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن ايجاد طريقة للحد من انتشار ما يسمى الإسلام السياسي فقامت الولايات المتحدة بإعلان الحرب على الإرهاب المثير للجدل الذي يرى البعض أنه بطريقة أو بأخرى أدى إلى زيادة انتشار فكر الإسلام السياسي حيث انتشرت هذه الأفكار في دول كانت تتبع في السابق منهجاً علمانياً مثل العراق حيث بدأت أفكار الإسلام السياسي بالظهور بعد غزو العراق وانهيار البوابة الشرقية للعالم الإسلامي السنّي في عام 2003م وتسليمها لإيران التي أنشأت بدورها ودعمت بعض هذه الحركات، وبدأ الملف الشيشاني مع الاتحاد الروسي يأخذ طابعاً أكثر عنفاً. ورأى الرئيس الأميركي جورج بوش جنيور أن الإصلاح الاقتصادي في العالم الإسلامي يعتبر عاملاً مهماً في الانتصار على ما سماه الحرب على الإرهاب ولكن هذا الإصلاح بدى بطيئاً جداً في ساحات الحرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق .
بعد الثورات العربية
( المسند فارغ حتى الآن )
الليبرالية الإسلامية
هناك العديد من الحركات التي توصف بانها "حركات الإسلام الاجتهادي" أو "حركات الإسلام التقدمي" التي تعتمد على الاجتهاد أو تفسير جديد أو عصري لنصوص القرآن والحديث النبوي ويرى هذا التيار بأنهم يحاولون الرجوع إلى "المبادئ الأساسية للإسلام". يمكن تلخيص المحاور الرئيسية لهذا التيار بالنقاط التالية: استقلاية الفرد في تفسير القرآن والحديث , التحليل الأكاديمي للنصوص والاللهم الإسلامية المحافظة, انفتاح أكثر مقارنة بالتيار المحافظ وخاصة في مسائل العادات وطريقة اللبس والهندام, التساوي الكامل بين الذكر والأنثى في جميع أوجه الحياة, اللجوء إلى أستعمال الفطرة إضافة إلى الاجتهاد في تحديد الخطأ من الصواب.
يرى هذا التيار أن التطبيق الحرفي لكل ما ورد من نصوص إسلامية قد يكون صعباً جداً إن لم يكن مستحيلاً في ظروف متغيرات العصر الحديث. وهذا التيار لا يؤمن بصلاحية أية جهة باصدار فتوى ويؤمن هذا التيار بحق المرأة في تسلم مناصب سياسية ومعظم من في هذا التيار يحاولون فصل السياسة عن الدين ويفضلون مبدأ اللاعنف ، يرى التيار المحافظ في الإسلام أن مصطلح "مسلم ليبرالي" هو "صنيعة غربية" ولا يوجد على أرض الواقع مثل هذه التسمية وأن من يحملون هذه الأفكار قد "ابتعدوا عن المبادئ الأساسية لدين الإسلام بسبب تأثرهم بالعالم الغربي.
الإسلام السياسي في تركيا كنموذج
يرى بعض المحللين أن مشاريع الإسلام السياسي قد فشلت في طرح أسلوبها ما أن وصلت للحكم ويشير الكاتب فرج العشة في كتابه "نهاية الأصولية ومستقبل الإسلام السياسي" كيف أن جماعات الإسلام السياسي المسلحة استخدمت شعارات محاربة فساد الدولة والاستبداد إلى استخدام ممارسات العنف والإجرام ضد الدولة ومواطنيها. كما أشار إلى أن فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا والذي يصنف على أنه من جماعات الإسلام السياسي ماهو "الا اعلانا مدويا عن نهاية الإسلام السياسي وليس انتصارا ساحقا له" مشيرا إلى أن زعيم الحزب رجب طيِّب أردوغان قد انقلب على الأيديولوجيا التقليدية السابقة للحزب، بسبب تأثره بكتابات المفكر الإسلامي التونسي الشيخ راشد الغنوشي كون الحزب يمارس السياسة حسب المسار العلماني كما أن برنامجه الانتخابي سيلسي صرف يفصل الدين عن السياسة وأن ذلك لايعني فصل الدين عن المجتمع، لدرجة أن عبد الله غول الرئيس التركي وهو نائب أردوغان في الحزب اعترض على تسميتهم بالإسلاميين وقال "لا تسمونا إسلاميين. نحن حزب أوروبي محافظ حديث لا نعترض إذا وصفنا بأننا ديمقراطيون مسلمون على غرار الديمقراطيين المسيحيين في البلدان الأوروبية الأخرى".
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] موقع قصة باكستان. (إنجليزية)
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] منظرين التيار الإسلام السياسي. موقع بي بي سي. (إنجليزية)
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، الإسلام اليوم، 5 أغسطس 2006 م
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، إسلام أون لاين، 28 يوليو 2006
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
الإسلام السياسي
ن[align=justify]
عرض الكاتب دراسة للباحث السياسي الفرنسي (فرانسوا بورغا )
احتجت لنقل هذه الدراسة الكثير من العمل والجهد لاحتواتئها على الكثير من الأخطاء الإملائية واللغوية ( لا أدري السبب) ولعله النقل عن الكاتب أو أي سبب آخر.
تحمل عنوان:
(L’islamisme Au Maghreb La Voix du sud)
والتي حملت في ترجمتها العربية عنوان:(الإسلام السياسي في المغرب صوت الجنوب) وهي دراسة يؤكد المفكر نصر حامد أبو زيد) في تقديمه لها، رغم أنها تركز على التجربةالإسلامية في المغرب العربي، فإن هذه التجربة تتمتع بخصائص متشابهة في كل
أنحاء العالم العربي والإسلامي.
وتعتبر هذه الدراسة التي صدرت عن دار Karthala للنشر سنة 1988 وتوالت طبعاتها
وترجماتها المتعددة فيما بعد، أول دراسة غربية حول ظاهرة الإسلام السياسي في العالم العربي، تتمتع بدرجة من الموضوعية، قد لا تكون متاحة بنفس القدر من الوضوح للباحث العربي المسلم، سواء كان هذا الأخير متعاطفاً مع الظاهرة أم كان معارضاً لها. وتكمن أهمية الكتاب (حسب نصر حامد أبي زيد) في تعامله مع الظاهرة الإسلامية، باعتبارها محصلة طبيعية ناشئة عن مناهضة الاستعمار أولا، ومتطورة عن فشل الخطاب النهضوي القومي ثانياً. ولذلك فإن هذا التحليل يعطي للظاهرة، عمقها الطبيعي في بنية الخطاب العربي من جهة، وفي آليات المقاومة الاجتماعية والسياسية ثانيا. وضمن هذا السياق التاريخي، الذي تنتمي إليه حركات الإسلام السياسي، فإن (فرانسوا بورغا) ينتهي في كتابه إلي نتيجة، في غاية الأهمية تدحض (عبر التحليل المنهجي) الأطروحة التي تروجها بعض حركات الإسلام السياسي عن نفسها، ويروجها عنها بعض المحللين والمراقبين والخصوم الإيديولوجيين ــ بتوظيف مختلف ــ هذه الأطروحة التي تربط بين الإسلام كدين، وحركات الإسلام السياسي كحركات سياسية.
إن الإسلام التاريخي المدون في النصوص المقدسة (حسب فرانسوا بورغا) ليس وحده المولد لظاهرة الإسلام السياسي، بل الظاهرة متولدة عن واقع مركب ومعقد.
إن اعتماد شفرة الإسلام في خطاب الإسلام
السياسي، هي عملية تتم علي مستوى اللغة، لمناهضة شفرة أخرى غربية استعمارية
أساساً، وهي شفرة قامت الأنظمة الحاكمة بإعادة إنتاجها في خطابها القومي العلماني.
وإذا كان الصراع يدور علي مستوى الشفرة (في مستوى الخطاب) لمناهضة الاستعمار الغربي من جهة، ولمناهضة القومية العلمانية التابعة له من جهة أخرى، فالإسلام في هذه الحالة مجرد هوية يتسلح بها الإسلام السياسي، هوية تتجاوز العقيدة وتعلو عليها.
ولكي يوضح (فرانسوا بورغا) صراع الشفرات هذا بشكل أوضح، فهو يلجأ إلي رسم صورة موجزة عن المجال الثقافي والسياسي، الذي نشأت فيه ظاهرة الإسلام السياسي، وهو مجال ارتبط بنموذج من التحديث المعاق، الذي مارسته الأنظمة السياسية التي تقلدت الحكم بعد انسحاب الاستعمار، فقد تطور نمط من التحديث بطريقة أسرع بكثير من ذلك التحديث الذي حاول أن يفرضه المستعمر من قبل، فقامت عدة أنظمة في اليوم التالي للاستقلال (معتمدة علي قوتها النابعة من شرعيتها التي تستمدها من إنجازاتها في التحرير الوطني) بتبني مجموعة من التشريعات، زعزعت إلي حد كبير
مكانة بعض المؤسسات (مثل القضاء والجامعات)، وهي مؤسسات لم يجرؤ الاستعمار
نفسه على المساس بها. وهكذا لم يتورع بورقيبة عن إنهاء اثني عشر قرناً من التقاليد الجامعية عندما أغلق جامعة الزيتونة الشهيرة، ويضيف (فرانسوا بورغا)نماذج أخرى (كاريكاتورية)لهذا النموذج التحديثي المعاق والمدوخ ببخور
إيديولوجيا الاغتراب، حينما يرسم صورة لأتاتورك وهو يشنق أولئك الثائرين الذين يتشبثون بالطربوش، بينما يقوم عبد الناصر بمطاردة أمثالهم من الذين يرفضون التخلص من رموز وشفرات الثقافة التقليدية، ويطلب شاه إيران قص اللحي وحرق زي الحجاب.
ويفسر (فرانسوا بورغا) إقدام الأنظمة الحاكمة على هذه النماذج من التحديث الكاريكاتوري المعاق، برغبة الجنوب في الوصول بطريقة أسرع إلى "الوليمة التكنولوجية الكبرى" ولذلك فقد ألقى بقوانينه وعاداته ولغته وأغانيه، بل
وبملابسه... وأكثر من أي وقت سبق أصبحت اللغات الأجنبية، الفرنسية في المغرب العربي،والإنجليزية في المشرق العربي، السلاح الذي يضطر أن يلجأ إليه كل من يريد أن يحقق صعوداً مهنياً واجتماعياً.
ولعل هذا الوضع الثقافي والسياسي العربي المستلب من قوى الاغتراب داخلياً وخارجياً، هو الذي كان يمهد الطريق لظهور حركات الإسلام السياسي، التي جاءت كرد فعل طبيعي، على العنف الرمزي الذي مارسته النخبة السياسية الحاكمة، على فئات
عريضة من المجتمع، خصوصاً وأن هذه النخبة التي تولت الحكم بعد الاستقلال، لم تدرج ضمن اهتماماتها معالجة ذلك التصدع الذي أصاب الذهنية الجماعية في المجتمعات العربية وذلك عندما أصبحت الشفرات الثقافية لتلك المجتمعات تحتل مكاناً هامشياً.
قد عملت هذه النخبة، على العكس من ذلك، على تعميق الجرح أكثر، حينما عملت على تحقيق استمرارية المشروع الاستعماري، عبر رفع شعارات التحديث، وبذلك كرست تهميش الشفرات الثقافية الخاصة بالمجتمعات العربية، وفي المقابل فرضت شفرات ثقافية بديلة، تعتبر امتداداً للفكر الغربي، الذي لبس جبة الاستعمار، حينما عمل علي اختراق البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمعات العربية.
هكذا إذن يستخلص (فرانسوا بورغا) في آخر التحليل، أن الإسلام السياسي، تعبير عن رد فعل تجاه السيطرة الثقافية الغربية، فالمد الإسلامي من الخليج إلى المحيط، وفيما أبعد من ذلك، في المناطق التي انتشر فيها التوسع الغربي، تعبير إذن عن إدانة لطبيعة العلاقة الثقافية التي كانت سائدة أثناء المرحلة الاستعمارية. وبذلك تصبح أرضية الإيديولوجية والشفرات والرموز، هي الإطار الذي تتم فيه محاولة إعادة التوازن في العلاقة مع "الشمال" في مرحلة ما بعد القضاء على الاستعمار.ولكي يفصل (بورغا) في هذه الخلاصة أكثر، فهو يلجأ إلى تطبيق مقاربة استقرائية، يستنتج من خلالها، أن الدول التي يكون فيها تيار الإسلام السياسي، يجمعها قاسم مشترك، هو أنها عانت خلال القرن الماضي (يقصد القرن التاسع عشر) من مجموعة قيم فرضها الغرب أو صدرها إليها، وكانت درجة هذه المعاناة تزيد أو تقل حسب نوعية الاستعمار، فتتدرج من حالة، مثل حالة الجزائر، إلى درجات أقل حدة، نظراً لقصر المدة نسبياً، ولتواجد عدد أقل من المستعمرين(مثل المغرب الذي كان تحت نظام الحماية).
وبناء على هذا التحليل، يؤكد (فرانسوا بورغا) بحدس علمي استشرافي عميق، قابلية الإسلام السياسي للتوازن، لأن بإمكانه أن يصل إلى استيعاب الشفرة الغربية التي يرفضها الآن، كرد فعل علي محاولة طمس الشفرة الثقافية المحلية. ولذلك فإن الإسلام السياسي (حسب بورغا)في تأسيس مشروعه الثقافي والسياسي، يحاول تحقيق التوازن للذات العربية، بعد أن نجح الاستعمار وأذنابه من الأنظمة السياسية المغتربة، في إفقاد الشعوب العربية لتوازنها الحضاري، عبر تحويل شفرتها الثقافية إلى الهامش، ومركزة شفرة ثقافية بديلة، تشوش على الأفق الثقافي
المشترك للشعوب العربية/الإسلامية. ولعل مهمة إعادة التوازن إلى الذات الثقافية العربية، هي الكفيلة (حسب تصور بورغا)بتسهيل استيعاب الشفرة الثقافية الغربية، التي يمكنها أن تسهل مهمة التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لكن بأفق مغاير لما تم ترسيخه، خلال مرحلة التحديث الكاريكاتوري المعاق، بعد مرحلة الاستقلال.
إن رفض حركات الإسلام السياسي للفكر الديمقراطي (حسب فرانسوا بورغا) يرجع إلى الظروف التاريخية التي أدت إلى ظهوره أكثر مما يرجع إلى مضمونه، لأن المفارقة الحقيقية (فيما يتعلق بالمعارضة الثقافية الإسلامية) تكمن في أنها قد تنجح في تحقيق، ما فشل في تحقيقه العنف الاستعماري والعنف المضاد القومي، إذ أن العودة إلى استخدام ثقافة الأجداد قد تتمكن من التوصل (بطريقة متناقضة للغاية)إلى
المصالحة بين شفرات ورموز المجتمعات التي كانت مستعمرة، وبين المضمون الأساسي لهذه القيم الغربية، تلك القيم التي لم يستطع كل من الاستعمار والنخبة التي استوعبت ثقافته، والتي تولت الحكم بعد الاستقلال، توفير الظروف الملائمة
لتوظيف هذه المفردات "الغربية" وبالتالي توفير ظروف فاعليتها. هكذا يفاجئنا
(فرانسوا بورغا) بقراءة استشرافية، لا يمكن للتلقي المؤدلج والمغترب أن يستوعبها، وهي أن حركات الإسلام السياسي، تعتبر مرحلة أساسية في تاريخ الأمة العربية/الإسلامية، لتحقيق التوازن المفقود، ومن دون تحقيق التوازن للذات
العربية/الإسلامية، عبر رد الاعتبار للخصوصية الحضارية، التي عمل الاستعمار وأذنابه على تهميشها، من دون تحقيق هذا التوازن، لا يمكن للعالم العربي/الإسلامي أن ينجح في استيعاب مقومات الحداثة الغربية، لأن ذاتاً لا تؤمن بقوتها وتماسكها النابعين من خصوصيتها الحضارية، لا يمكنها أن تدخل في تثاقف بناء ومثمر مع الآخر، وخصوصا إذا كان هذا الآخر يسعي إلى استلابها واستغلالها.
الحركات الإسلامية صوت الربيع العربي..
في البحث عن الخصوصية الحضارية المفقودة
إن القراءة الاستشرافية التي قدمها (فرانسوا بورغا)في وقت مبكر، لمشروع الحركات الإسلامية، هذه القراءة هي التي تتحكم، اليوم، في أحداث الربيع العربي، التي فرضت الإسلام السياسي كلاعب أساسي ومحوري في المعادلة السياسية
الجديدة، ومن منظور الفكر السياسي الحديث، القائم على أساس الديمقراطية والدولة المدنية، هذه القيم السياسية الحديثة التي أصبحت بمثابة البوصلة التي تقود اتجاهات الحركات الإسلامية، سواء بخصوص النموذج الإسلامي التركي سابقا، أو بخصوص النموذج الإسلامي العربي، الذي بدأ يتخلص من اتجاهاته السلفية النصية، التي تحكمت في رؤيته الفكرية والسياسية، لعقود، وبالمقابل بدأ يستفيد،
من التجربة الإسلامية التركية، التي يمكن اعتبارها، اليوم، بمثابة النموذج المثالي، الذي يمكن أن يقتدي به في العالم العربي. وإذا نجحت الحركات الإسلامية العربية في هذا الرهان، فإنها ستؤسس في العالم العربي، لمرحلة جديدة/قديمة مجهضة. هي مرحلة جديدة لأنها ستنجح بالتأكيد في حل إشكال التراث والحداثة، على مستوي الممارسة السياسية، علي شاكلة التجربة الإسلامية التركية، وهي مرحلة قديمة مجهضة، لأنها ستجدد الوصل مع تراث عصر النهضة، الذي تم إجهاضه على يد الانقلابيين، الذين استبدلوه بإيديولوجية عسكرتارية، مطعمة ببهارات(قومية/يساروية/علمانوية)، لم يجن من ورائها العالم العربي، سوى الخراب على جميع المستويات، سياسياً عبر صناعة أنظمة استبدادية تسلطية، واقتصادياً عبر
هيمنة اقتصاد الريع غير المنتج، وثقافياً عبر ممارسة عنف رمزي غير مسبوق، حتى مع الاستعمار، على الذات الثقافية العربية الإسلامية، ونفس هذا الخراب هو الذي عم جميع المجالات الأخرى، لنستفيق أخيراً على كوابيس مرعبة، أصبحت تشكل تهديداً وجودياً على امتدادنا الحضاري، خصوصاً مع دخول النيوكولونيالية على الخط، محاولة ضخ دماء جديدة في هذه الأنساق السياسية والاقتصادية والثقافية المتهالكة، طبعاً لأنها تخدم أجندتها، بشكل يفوق بكثير، ما كانت تحصل عليه خلال المرحلة الاستعمارية ذاتها. وهنا، لابد أن نتوقف قليلا لمناقشة، ما يروج داخلياً قبل
الخارج، حول نجاح التجربة الإسلامية، وخصوصا ما يتعلق ببعض الأصوات الشاردة، التي لا يمكن تصنيفها بالمعنى الإيديولوجي (الخاضع لمرجعيات فلسفية)وذلك لأنها تخدم بشكل لا واع الأجندة الغربية، حينما تروج للإسلاموفوبيا، التي ترفضها نخبة الغرب المتنورة نفسها، بينما تعتبر رهان اليمين المسيحي ــ اليهودي المتطرف، الذي يتعامل مع جميع تمظهرات الإسلام بشكل عام كمنافس جدي،
لابد من وضع حد له، حتى ولو تطلب الأمر إعلان حرب صليبية، كتلك التي أعلنها اليمين المتطرف الأميركي مع جورج بوش. إنه ليس من حق أي كان، أن يحاكم النوايا، فيزعم أن حركات الإسلام السياسي تمارس التقية فقط، وأنها تتعامل مع
الديمقراطية كسلم يوصلها إلى الحكم، لتحطمه فيما بعد، وأن الفكر الإسلامي يتعارض مع الديمقراطية والحداثة... إن ما يجب على القراءة الموضوعية أن تأخذ به، هو الممارسة على أرض الواقع، ولذلك سيكون من حقنا أن نصدر هذه الأحكام في حينها، بعدما تؤكد لنا الممارسة صدقية هذا المنحي. وفي هذا الصدد، لابد أن نذكر بأن نفس الخطاب، هو الذي كان رائجا منذ سنة 2002 بعد وصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلي الحكم في تركيا، فقد كانت جميع الأصوات ترتفع من الداخل والخارج، شرقاً وغرباً، محذرة من خطورة الوضع السياسي في تركيا، ومشككة في نوايا الإسلاميين، الذين قيل عنهم كذلك، أنهم يتعاملون مع الديمقراطية كسلم، سيحطمونه مباشرة بعد الوصول إلى الحكم. لكن الممارسة الواقعية تنفي بقوة جميع هذه الادعاءات، وتؤكد بالملموس أنها جزء من الإسلاموفوبيا التي انتشرت غربا وشرقا، محذرة من الخطر الإسلامي الداهم، الذي سيعود بالعالم الإسلامي إلى القرون الوسطى.فتركيا، اليوم، وبعد عقد من ممارسة الإسلاميين للسلطة، تبدو في التقارير الدولة وقد أحدثت ثورة كوبرنيكية، في جميع المجالات، من السياسة إلى الاقتصاد والمجتمع، كما أن استمرارية التجربة الإسلامية في تركيا، يخضع للمنهجية الديمقراطية، التي تبوؤه في الانتخابات كمعبر عن الإرادة الشعبية. إن المدخل الذي اعتمده ( فرانسوا بورغا) في تعامله مع حركات الإسلام السياسي، باعتبارها صوت الجنوب، في مقابل صوت الشمال (الغرب) الذي حضر إما عبر الاستعمار، وإما عبر الأنظمة السياسية الحاكمة التي تعتبر امتدادا للوجود الاستعماري، هذا المدخل هو الذي مكن الباحث، من تقويم الأطروحة الغربية (التي تم استنساخها في العالم العربي)، والتي تربط بشكل ميكانيكي بين الحركات الإسلامية كحركات سياسية والإسلام كدين متعال، وهذا الربط هو الذي كان جوهر
الإشكال، فقد تم رسم صورة لحركات الإسلام السياسي، كحركات دينية، تسعى إلى إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة، وهذه الصورة تم تكريسها، من طرف بعض الحركات السلفية، التي اتخذت منهجاً راديكاليا، في ربطها بين الدين والدولة،
بينما حقيقة الأمر أن هذه الحركات هي تعبير عن وضع فكري وسياسي واجتماعي، عاشه العالم العربي خلال المرحلة الاستعمارية، واستمر مع الأنظمة السياسية التي وصلت إلي الحكم بعد الاستقلال الشكلي، نتيجة توافقات مصلحية بينها وبين قوى الاستعمار الغربي.
وسواء اتخذت هذه الأنظمة طابعاً قومياً أو علمانويا أو يساروياً، فإنها كانت تشترك في ارتباطها بالنموذج الغربي، مع اشتراكها كذلك في محاولة استئصال الجذور الثقافية والدينية للمجتمعات العربية، لكن بشكل (كاريكاتوري) على حد وصف الأستاذ محمد أركون للعلمانوية الأتاتوركية.
وبناء على هذا التحليل، فإن حركات الإسلام السياسي، باعتبارها حركات سياسية وليست حركات دينية، تعتبر نبتاً أصيلا وليس طارئا أو دخيلاً ــ بتعبير حامد أبي زيد ــ فقد خصص (فرانسوا بورغا) فصلاً كاملاً من الكتاب (الفصل الثاني) للكشف عن أسباب ميلاد الظاهرة ونموها في صيرورة المجتمع العربي، حال انتقاله من تقليديته إلى خضوعه للاستعمار والتقائه بأوروبا، ثم نضاله ضد هذا الوجود
الاستعماري بما يمثله من قيم ورموز، ثم ميلاد الدولة القومية وفشل المشروع القومي، وبعد ذلك ميلاد الإسلام السياسي مشروعا بديلا.
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
[align=justify]
علينا أن ندخل الآن بأهم جزء من البحث - لبّ الموضوع - والهدف منه
ما يعرف بالحركات المتطرفة
تاريخها - أهدافها وتشكيلاتها
من يدعمها ومدى حقيقة اختراقها على مستوى قياداتها
ممن؟
1- النظام العالمي؟
2- الصهيونية؟
3 - الاستعمارية؟
4- الاقليمية؟
( لتحقيق أهداف وإنقاذ من ورطات)
( لتفكيك المذهب السنّي الأشعري المستهدف من قبل الجميع ، والذي يمثل الأكثرية )
هل هذه الحركات مخترقة فعلياً؟
ما هي شهاداتك ومشاهداتك وقراءتك حول بعض هذه التنظيمات؟؟
هنا تحديداً نحتاج الدعم والمشاركة في البحث
وشكراً
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
النظرية والواقع
أرفع رأسي عالياً عندما أقرأ تاريخنا العربي الاسلامي، وخاصة عند قراءة القرآن، أو السنة النبوية، أو سيرة الخلفاء الراشدين، وبعض المفكرين والعلماء والنوابغ القلائل في تاريخنا، اما ماعدا ذلك، وأخص بالذكر ماتعيشه أمتنا منذ قرون كثيرة، فإنه يحني الرأس إلى ما أسفل الحوافر.
أستاذة هدى أتمنى لو أني بمثل تفاؤلك، الذي توقعين فيه كل مشاركاتك.
وأنتظر أن أقرأ لك مايؤكد هذه الثقة والتفاؤل الذي تسطع به حروفك.
كما أتمنى أن تكون قراءتك عملية واقعية أكثر منها نظرية أو مثالية، وخاصة أني أعتقد أن ((نظرية)) الاسلام شيء والمسلمين شيء آخر وشتان بينهما، وإذا ماميزنا المسلمين إلى شيع وطوائف ومذاهب لسودَّت الصورة إلى درجة الإعتام الكامل الذي لانور بعده. فهل ستبشرينا بصحوة؟
دمشق 8/12/2013