أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: همسات دمشقية
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
[align=justify]همساتك ترسم في خيالاتنا أجمل شكل لسورية وهي تنهض رغم جراحاتها وتنفض عنها كل الآلام لتنسج أعذب الأحلام ..
أحس بنبضك يكتب نيابة عنك أخي محمد .. في كل حرف نبرة صدق ..
تحية محبة لك [/align]
[align=justify]أخي الحبيب رشيد..
شكراً لمتابعتك وتعليقاتك ذات النكهة الخاصة دائماً، والتي تُشعرني بأنَّ النصَّ الذي أكتبه قد وصل إلى مُتَلَّقِيه على النحو الذي تمنَّيتُه تماماً..
مع محبتي..[/align]
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: همسات دمشقية
[align=justify]الهمسة (9)
على مُنْعَطَفِ تاريخها الذي نَشَرَتْ أعوامَه السبعة آلاف على كتفيها خلوداً زادَ شبابَها الأبدي أَلَقاً، التقيتُها، فهمسَتْ لي بسرٍّ جديدٍ من أسرارها:
- (أترى إلى ياسَمِينِي الأبيض هذا... إنَّه ذاكرتي الخالدة على مرِّ العصور... بياضُه من نصاعة سِيَرِ عظمائي وعطرُه بعضُ طِيبِ أخلاقهم وفِعالهم)..
أدهشَني قولُها..، ولكن ما أدهشنِي أكثر حفاظُها على ياسمينها ناصعَ البياض عَطِراً، رغم كثرةِ مَن عبرَ تاريخها من أصحابِ الفِعالِ السُّود والسِّيَرِ النتنة..!
قَرَأَتْ دهشتي، فابتسمت، ثم قالت:
- (نعم.. ما أكثرَ السَّيِّئِيْنَ الذين حاولوا جاهدين التسلُّلَ إلى ذاكرتي الياسَمِينِيَّة وسُكْنَاها للتَّمتُّع بخلودِها، ففشلوا... أتعلمُ لماذا؟ لأنَّ لهذه الذاكرة طبيعةً فريدة تُمَكِّنُها من عَرْضِ كلِّ ما يَعْبُرُها من سِيَرٍ على معيار قِيَمِها الفاضلة النبيلة، فما تَلاءَمَ مع هذه القيم أَثْبَتَتْه خالداً في بياضِها وعِطرِه، وما عَارضَ قِيَمَها وخالَفَها أَلْقَتْهُ في سلة الإهمال مَنسيّاً.. وبهذه القدرة الفريدة، حافظَتْ ذاكرتي الياسَمِينِيَّة على نصاعة بياضها وطِيبِ عطرها)..
قالت ذلك، ثم أطرقتْ ملياً، ثم رفعت رأسها وسَأَلَتْني أن أُبلِّغَكم رجاءها:
(رِفقاً بزهراتي الجميلات وأكرموهُنَّ، فكلُّ واحدة نسخةٌ من سِيَرِ عظمائي تفوح بطِيبِ مآثرهم..)..[/align]
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: همسات دمشقية
ما أجملها وأعذبها من همسات .. معها ومعك نغوص حيث اللؤلؤ والمرجان ..
أديبنا الغالي أستاذ توفيق شكراً على هذا الإمتاع .. متعة هي القراءة حين تزينها مفرداتك ويتوجها الحب والحنين وعمق الانتماء..
لك ولدمشق الحبيبة أبهى أزرار الياسمين.. والياسمين دمشقي الهوى والنسب.
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
رد: همسات دمشقية
[align=justify]الهمسة (١٠)
على ضِفَّةِ عُمُرٍ قد وَلَّى، جلسْتُ منهكاً ألتمسُ بعضَ الراحة من وَعْثاءِ رحيلٍ اضطراري في حاضرٍ مُعَبَّدٍ بالخوف والهَمِّ ومُلَبَّدٍ بالقلق...
كان الجو المحيط بمجلسي على تلك الضفةِ مُغَبَّشاً بذكريات ترسم وجوهاً لأحباب من ذلك الزمن الذي مضى.. أحباب عشتُ أجمل عمري معهم، فَهَيَّجَ مرأى وجوههم شوقي إليهم ودفعني للسؤال ملهوفاً عنهم.. فأنبأتني مويجات ماضيّ المُتهالِكَة بِغنْجٍ أمامي، أنهم رحلوا جميعاً إلى حيث أُهْدُوا من الجَمالِ ما فاق ما سألوه في أدعيتهم..
فابتسمتُ مسروراً بالسعادة التي صاروا إليها، وراجياً موافاتهم إلى حيث أحظى، أنا أيضاً، بما يفوق أمنياتي..
وكأن مويجات العمر المُتدافعة أمامي قرأْنَ ما رجوتُ بخاطري، فتَضاحَكْنَ وغَمَزْنَنِي عابثات ثم هَمَسْنَ لي بِودٍّ وهنَّ يَتَصَنَّعْنَ الاستغراب:
ـ ألا تظنُّ أنَّ الجمالَ الذي تمنيتَه في دعائك ثواباً، لهُ بعض ملامح حبيبتكَ دمشق؟
وبسؤال صاغَتْه بديهة العشق وعفويته، أجبتُ سائلاتي:
ـ أتَعْنِينَ أنَّ دمشقَ قد تكون إحدى جِنانِ الخلد؟!
[/align]