رد: اقتباسات من روايات وقصص
نجيب الكيلاني. الظل الأسود
"[...]إن تملق الشعب لم يجد نفعا،وتلك الألاعيب والحيل التي قدمها"تفري" لم تنطل عليه، فإما أن يتراجع تفري أمام رأي الشعب وغضبته الأبية،وبذلك يفقد سلطانه وأمله وأمل الكنيسة فيه، وإما أن يمضي في طريقه مهما كلفه ذلك من ثمن، مدعما ببيانات الكنيسة ورضاها،مسنودا بعون الحلفاء وتدبيراتهم الخبيثة.
وأخذ تيفري يحادث نفسه:
ولكنها فرصة العمر يا تفري إن أم الإمبراطور وأباه وأخوته وزوجه كلهم رهينة في يديك. والعاصمة قد سقطت أمام ضرباتك،والمواقع العسكرية الممتازة، تسيطر عليها قواتك، والحلفاء يقدمون إليك ما أنت في حاجة إليه من المال والسلاح والمعونات الفنية.فلتسحق هذه الثورة الشعبية المضادة يا تفري.. لتفرق شملها..فما هو الشعب؟؟ مجموعة من الغوغاء الأغبياء الذين سحرتهم كلمات إياسو المجنون، وحماسه الأرعن.. الشعب قطيع من الخراف الضالة، قد تفرقهاصيحة بلهاء،أو تجمعها عصا راع حصيف...
والشعب يا تفري كأطفال المدارس يصابون بالذعر والهلع أمام إرادة المعلم القاسي، فينتظمون ويطيعون ولا يهمسون.. والشعب يا تفري لاوزن له في نظر الساسة الحصفاء... إنه قوة وهمية،طبل أجوف لا يصدر عنه إلا الضجيج الأخرق الذي يصم الأذن،دون أن يغير في الأمور تغييرا فعليا.
........وأصدر تيفري أوامره للجنود في كل مكان:
" يجب أن تحصدوا هذه التجمعات الشعبية بمدافعكم،نكلوا بها أسوأ تنكيل،لا تاخذكم بهم رحمة ولا شفقو،فلتحرقوا القرى الثائرة عن آخرها .. ولا ترحموا شيخا أو طفلا أو امرأة .. يجب أن تنفذوا هذه الأوامر بحذافيرها عن إيمان عميق، لكي تحفظوا وحدة الشعب وحريته واستقلاله..سيروا على بركة الله أيها الرجال الشجعان والنصر لنا.."
|