الأصدقاء في منتديات نور الأدب اسمحوا لي قبل أن أختم هذا الحوار بأن أهديكم مجموعة من قصائدي:
لقطات
حين ابتدأت أرش حسنك فوق أحضان الورقْ
لأرنم اسمكِ من شفاهِ الشعرِ أغنيةً جديدة
صمت الكلام عن الكلام كصمت ألوان الشفقْ
وانسابَ عطرُ الحبّ من جسد القصيدة
-2-
عيناك مثل خميلةٍ تمضي بها زُرق الجداولْ
وتزورها الشهب البهيةُ في الصباحِ وفي المساءْ
ويداك قطعة ُ جوهرٍ ضرجتها بدم الأصائلْ
وحَلاك أجمل ما تجمع من تصاوير النساءْ
-3-
ما بين عينك والجفون
عهدٌ حميميٌّ مصونْ
لا تلك تنقض عهدها
أبداً ، ولا هذي تخونْ
فاللحظُ سهمٌ راشهُ
إطراقُ جفنيكِ الحنونْ
والحلمُ إن غفت العيونُ
يعيشُ في حِضن الجفونْ
تفنى العهود جميعها
ويظل ميثاق العيونْ
-4-
مرَّت أمامي لحظةً
فحسبتُ أن البدر مرَّا
وترنحت في دُلّها
فحسبتُ أنَّ البنت سكرى
حسناء تستلب القلوب
وتشعل الأضلاع جمرا
جادت عليَّ بنظرةٍ
يا ليتها جادت بأخرى
-5-
يترنحُ خلف رِتاج الباب
كئيباً كالسحب العطشى
منهمكاً في آهات الحبّ
هزيلاً تسكنه الدهشة
ممَ يتشكل هذا الحبّ؟
فعطرُ الحبّ إذا رُشَّا
يتسلل ما بين العشاقْ
ويشعل نيران الأشواقْ
ويظل الوجد برغم أساه
عذاباً عذباً يتفشى
-6-
الحبُّ
أورثه الحنينْ
يمشي
ويرفعُ كفه نحو السماءْ
ويلمُّ أطراف الرجاءْ
و يقولُ:
يا رب الورى
جمِّع فؤاد العاشقين
-7-
أنا لا أفكر بالرحيلْ ..
فاضت ينابيع الهوى
وامتد حبك في فؤادي
مثلما ..
تمتد في الأرض الجذور
وانساب حبك في حياتي
مثلما ..
تنسابُ في الورد العطور ...
أنا لا أفكر بالرحيل ...
مازال بي شغفٌ إلى هذا المكان
مازال يدفعني الحنين
حتى أجول ببحر عينيك
اللتين تخبئان العطر...
والسحر ...
وحتف العاشقين ...
أنا لا أفكر بالرحيل ......
-8-
لمْلمْ أمانيك العِذابْ
و انسَ الغرامَ و ما أصابْ
واهجر أحاديث الهوى
والحبَّ ، والخمرَ الرُضابْ
بئس الغرامُ مُعاهداً
لا تركننَّ إلى السرابْ
الحبُّ آخرهُ النوى
والعمرُ أولهُ الشبابْ
بلادي
أنا هائمٌ بترابِ بلادي
أعودُ إليها برغمِ ابتعـادي
أعودُ إليها ففي كـلِّ وقـتٍ
تمـرُّ مدائنهــا في فـؤادي
تغذتْ بحبِّ ودورٌ الجهادِ
بلادي قصيدةُ حبٍّ ومجـدٍ
وثورةُ شعبٍ على الاضطهـادِ
جباهٌ تحدتْ شموخَ الجبالِ
وسارتْ إلى الموتِ دونَ ارتعادِ
جبالٌ تحدتْ علـوَ السمـاءِ
ومجدٌ تسطرَ في كلِّ وادي
كأنَّ الروابـي عروسٌ بعرسٍ
تزغـردُ فيه نسـاءُ بـلادي
بلادي كرومٌ غذتهـا دمـاءٌ
روتها ليشرقَ فجرُ الحصادِ
بلادي ... سترجعُ لو بعدَ حينٍ
سنحيـا برغـمِ أنـوفِ الأعــادي
ونرجعُ بعدَ الغيابِ إليهــا
فنخلعُ كلَّ ثيابِ الحـدادِ
بلادي تنادي فلبوا نداهــا
ألا هلْ سَمِعْتـُمْ نـداءَ بلادي
قصة بطل:
-1-
في مكانٍ منْ بلادي
ضمنَ أرتالِ الجهادِ...
كانَ ثائرْ...
ذلكَ الشبلُ المغامرْ
يمتطي ظهرَ الجوادِ
كانَ ذاكَ الخيلُ روحاً..!
أو جروحاً..!
أود ماءً....!
بُعثرتْ في كلِّ وادي....
-2-
في مكانٍ منْ بلادي
في فلسطينَ الحبيبهْ
منْ ديارٍ دمرتها
آلةُ الغدرِ الرهيبهْ
منْ شفاهٍ أُغْدِقَتْ حُباً و طيبهْ
منْ أنينِ الجرحِ ...
منْ صوتِ الزنادِ ...
جاءَ ثائرْ...
طالباً ثأرَ الحبيبهْ
منْ جيوشِ الاضطهادِ
-3-
ثائرٌ
طفلٌ تربى
بينَ أحضانِ البطولهْ
ونما شبلاً شجاعاً
تحتَ أفياءِالرجولهْ
فغدا موتاً
يبثُ الخوفَ في صدرِ الأعادي
-4-
ذاتَ يومٍ
قامَ ثائرْ
ضمَّ أمهْ
ضمَّ للصدرِ أباهُ
ومضى كي يُسْمِعَ الدنيا خطاهُ
من جهادٍ لجهادِ
-5-
قررَ الشبلُ قرارهْ
شدَّ للخصرِ إزارهْ
ومضى يطلبُ ثأره
فتقدمْ.!
وتقدمْ.!
ما تلعثمْ.!
كلَّما مرَّ بدربٍ يملأُ الدربَ انفجاراً..!
وانفجاراً...!
فانتصارا..!
فغداً يأتي نهارهْ
بعد ديجور الأعادي
سيناريو من ثلاثة فصول:
الانتظار
-1-
عينايَ ... تنتثرانِ
مثلَ وريقةٍ صفراءَ تنشرها الرياحْ
لليمينِ .. وللشمالْ
وطيوفُ فاتنتي .. تعجُ بخاطري
فأحسُ قلبي
روضةً خضراءَ ظللها الأملْ
-2-
العقربانِ بساعتي
يتعثرانِ بمشيهمْ
وكأنَّ قطعهمْ الزمانَ .. من الأزلْ
جرَّهمْ نحوَ الكسلْ
-3-
الناسُ خارجَ عالمي
ذاكَ الذي ضمَّ الهوى
والشوقَ
والذكرى الجميلة
والجمالْ
الناسُ خارجَ عالمي
ذاكَ المسورِ بالخيالْ
يتخطفون معاشهمْ منْ فوقِ أشواكِ الحياة
يهرولونَ إلى العملِ
-4-
كلٌّ يسيرُ لعيشهِ
وأنا أسيرُ الشوقِ
أجلسُ تحتَ أفياءِ السؤالْ
هلْ يا ترى..؟
هلْ يا ترى تأتي الحبيبةُ
بعدَ طولِ الانتظارْ
اللقاء
-5-
حانَ اللقاءْ
وأتتْ إليَّ حبيبتي
كحمامةٍ بيضاءَ .. قادمةٍ
لتنسيني الجراحْ
وبريقُ عينيها
يضيءُ الكونَ منْ حولي
ويطفو فوقَ أضواءِ الصباحْ
-6-
عندَ اللقاءْ
يلقي السكونُ ظلالهُ
منْ فوقنا
لاشيءَ يخرجُ
منْ خبايا ثغرنا
لاشيءَ
غيرَ تأملٍ وتأملٍ وتأملِ ...
ما كانَ منْ متكلمٍ ...
إلا دموعُ عيوننا ....
-7-
قدْ جاءَ في قَصَصِ الهوى
وتجاربِ العشاقْ
الوصلُ ينمو
مثلَ داليةٍ تسلقتِ المُحَالْ
وجاوزتْ فصلَ الفراقْ
والوصلُ يأتي
رشفةًُ منْ خمرِ هاتيكَ الدوالي
بعدَ طولِ الانتظار
الوداع
-8-
قالتْ وداعاً
واختفى
ما كانَ يفرشُ لي دروبي
منْ ضياءْ
لمْ يبقى إلاَّ :
لمحةَ منْ طيفها ..
وشريطُ ذكرى..
والرجاءْ ..
-9-
قالتْ وداعاً
فإذا اشتياقي وانتظاري
صارَ مثلَ زوارقٍِ تمضي
ببحرٍ منْ صبابات الفراقْ
شطآنُها ...
جُبلتْ بميعادِ اللقاءْ
-10-
قالتْ وداعاً
وامتطتْ دربَ الغيابْ
العقلُ أنهكهُ التفكرُ
دونَ أنْ يلقى الجوابْ
هلْ يستطيلُ بِعادنا ؟
لمْ ألقَ في عقلي جوابْ
هلْ يرجعُ القلبُ الحنونُ
فتورقُ النفسُ الخرابْ ؟
هلْ ألتقيها ؟
هلْ أعودُ إلى رياضِ خدودها ؟
ومتى أحسُ بروعةِ اللقيا
وطعمِ الاقترابْ ؟
-11-
يا منْ ملأتِ أضالِعي حباً
وقررتِ الرحيلْ
عودي فإنِّي عاشقٌ
ينتابني السهرُ الطويلْ
عودي لنكسرَ بالهوى
قيدَ الغرامِ المستحيلْ