إستفقت فجر اليوم ، ونفسي تردد كلمات لم أأبه لها كثيرا ، فالكلمات الحزينة ما فتأت تتردد في وعاء صدري ، وعند الله أسكبه ، فيعيدني كما يعاد تدوير الزجاج المحطم فتلتمع روحي من جديد وأنهض ، غير أن اليوم اختلف كثيرا ، كان الصوت في هذه المرة يقول ( علق البكاء في حلق الأيام ، والدمعة شقت أودية في أوردتي ) ، كلمات غريبة تلقنني إياها نفسي ، قلت خيرا ! لعله خير ، ومضيت أدير عجلات الروتين الأذلية ، وتتسارع تلك الكلمات في نفسي وكأنها تحثني على تدوينها قبل أن تمحيها ممحاة النسيان كعادتها ، توقفت لبرهة وقلت ماذا !؟ ولماذا كل ذلك الإلحاح الصعب !؟وفي حين عصر اليوم ، علمت أن الفراق الذي يشوه كل شيء قد دق مرة أخرى على أبوابي ، ليخبرني أنه لا شيء يدوم أبدا فلا تطمئني ، ولا تمني نفسك في هذه الحياة بلقاء .
مات كما يموت كل شيء تعلقت به مات ،، وفي هذه المرة شعرت أنني كدولة نكست جميع أعلامها دون عودة للإرتقاء ، نكست الأمل في كل شيء حولي ، نكست سعادتي بأي شيء ، نكست الحياة في ذاتي فكل الأشياء ستموت مثلك ، وكنت أتوهم أنك أخر الأحبة فراقا لي لكنك حزن ممتد ، والحياة دائما بالأحزان في مد .
سنة أخرى تهل علي ، ومازلت أناديك وأناجيك ، فهل تسمعني حبيبي ، كل لحظاتي لك أتحدث إليك أحكي لك أنصت لصوتك ترد علي تبادلني الكلمات تبادلني الأحاديث ، كل لحظة أجول فيها في أي بقعة من تلك الحياة أحملك حيا في قلبي لا ينقطع بك وصلي للحظة ، متعب قلبي متى اللقاء متى أحكي لك حكايا السنين ، وكل التفاصيل من مستصغرها وحتى عظامها ، تدهشني سرعة الأيام على أسفلت عمري وأنتظر ، ويدهشني أنك حقا رحلت مني كلما غفوت ومن ثم استفقت أسأل نفسي هل انتهى كل شيء ، هل رحل للأبد لما لا أستوعب ذلك ، لما لا أقبل إستيعابه ، لما لا أفكر في شيء ولا يلهيني ولا يمنعني شيء عنك لما وكل تلك السنوات مرت وأصر أنها لم تمر أم أنها مرت وأنا لازلت واقفة هناك في الذكريات ، في ملامحك ، صوتك ، تعمدت ألا أنساك لتظل في روحي حيا، تعمدت رغم الحزن ورغم التيه ورغم اليتم لتظل حاضرا في ، ولم يشبعني منك للآن تعمدي .
كل الأشياء تغيرت كل الأحوال تغير وكل النفوس انقسمت ما عدنا كما السابق ، الناس تمشي بين الناس والكل يحمل وجه أخر غير الذي يواريه ، الكل يبتسم وليس سعيدا ! الناس تتظاهر بالفرح ومضمخ صدرها بالحزن ! أمنيات متناثرة هنا وهناك ، ولا عمر يكفي للملمتها ، أحلام خاصة وأخرى عامة ، أحلام لأنفسنا وأخرى لغيرنا ولا سبيل للشيخ المفسر ، وقد هاجر الطائر أرض الأحلام منذ قرون . أفواج من الناس يرحلون
بأحلامهم وأفواجا أخرى تأتي بذات الأحلام والأرض تثاقلت بنا اقتظت بجثث الأحياء وعظام الأموات ، والهواء تلوث بالتأفف ولفظ الزفرات ، وأنظر حولي فلا أستسيغ الحياة بديدنها القديم المتهالك ، ووتيرتها المتجرثمة ، وأخرج من كل ذلك وأخلع عني كل ما بي من مادة ومن جمود وآتيك وآخذ عندك قيلولتي ، وأحلم بالنوم العميق عن تلك الحياة .
عشت معك سويعات وعلى فترات متقاطعة إلى أن انتهيت من قراءة أحاسيسك الفياضة بالحب الأبوي الصادق الذي لا يماثله حب , أحاسيس موجعة بمشاعر مؤلمة وصادقة , ومع كل ذلك لا يسعنا إلا القول (( الدنيا فانية ) والموت حق , والجنة في انتظار الصالحين , فطوبا لمن عمل عملاً صالحاً , وفرحة كبرى للقاء ربه مبتسماً وتاركاً أهله في البكاء والحسرة ,
@@@@@@
أتمنى لك حياة السعادة والهناء وكف البكاء على والد عمل صالحاً للقاء ربه مغفوراً إن شاء الله ))) تحيات أستاذة عزة .
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب احمد الغول
عشت معك سويعات وعلى فترات متقاطعة إلى أن انتهيت من قراءة أحاسيسك الفياضة بالحب الأبوي الصادق الذي لا يماثله حب , أحاسيس موجعة بمشاعر مؤلمة وصادقة , ومع كل ذلك لا يسعنا إلا القول (( الدنيا فانية ) والموت حق , والجنة في انتظار الصالحين , فطوبا لمن عمل عملاً صالحاً , وفرحة كبرى للقاء ربه مبتسماً وتاركاً أهله في البكاء والحسرة ,
@@@@@@
أتمنى لك حياة السعادة والهناء وكف البكاء على والد عمل صالحاً للقاء ربه مغفوراً إن شاء الله ))) تحيات أستاذة عزة .
لأنه كان الوحيد الذي يمثل الأمان المفقود ، والعطاء بلا من وبغير حدود ، ولأنه كان الوعد الذي لا يخلف ، والصادق الذي لا يكذب ، ولأنه كان الظل والشجرة ، والتأمل والفكرة ، ولأنه كان حنان مزين بالقسوة ، كان الحب والهيبة ، لأنه كان يعني الكثير بالنسبة لي ، أبي كان رجل معذرة إن قلت لا يضاهيه أحد ، في وجوده ، وكرمه وجوده ، سيطول الحديث أكثر ولن ينتهي ، معذرة على الأطالة لكن عندما يتجرأ بعد رحيلة من كان له يحسب الحسابات، فكيف لا أبكيه عمرين فوق عمري !؟ ولا بديل عن ذلك.
أشكر لك مواساتك ورقي إحساسك ولعلي أوفيه عشرا من الواحد في المائة من حقه .
كل التحية والتقدير.