أخي مازن أنا وأنت لن نختلف أبداً
وأنا عادة أحتفظ بوجهة نظري لنفسي
ولكني أنقل كل ما يدور لأننا صدقاً لا نعرف الحقيقة أين
شهادتك وشهادة أخي عدنان بالنسبة لي لا تحتمل إلا التصديق
ولكن أنا ما يؤرقني أمر آخر
فإلى الآن كما قلت لك الأخبار تتضارب وهذا وارد
لكن أنا ما يهمني هو الحصار والجوع والمخيم
أما من السبب فهذه أنا لست مسؤولة عنها
ولكن يجب أن نفكر بالحل ؟
الحل يا جماعة أي أحد يسعفنا بالحل
وبعدها لكل حادث حديث
ونتابع أخي مازن .. كل معلومة هنا ستكون شاهدا
شكرا لك وكن معنا
الصورة ثابتة .
سيدة شابة تتمدد على الأرضية الترابية ، في مدخل منزلٍ شبه منهار ، تفتح ساقيها معرية بطنها ، وفتاة لا تتجاوز العشرين ، تمد يديها إلى السيدة فتعود بهما مخضبتان بالدماء وسائل المخاض ، سيدة منهارةٌ تصرخ ألماً ، وأطفال ملقون كيفما اتفق ، كأنهم لا شيء , رجلٌ تسعيني يحتضن عكازه وهو نائم كجنين أمام المنزل من الخارج ، وجهه متغضنٌ من عصف الزمن وجسده متخشب من عصف الحياة التي تنازع الموت ، و بعض رجال خلف حائطٍ مهدم ، ينزف أحدهم ، وينتفض الآخرون قهرا .
لا شيء يعكر صفو الصورة ، فالسيدة لا تستطيع الولادة بصورة طبيعية ، وصوت صراخها لا يظهر في الصورة لأن صوت الرصاص كان أعلى ، وعورتها لم تلفت انتباه أحد !
تحاول أن تدفع جنينها فتعجز ، تقف على قدميها ، فلا تعود يدي الشابة من بين ساقيها إلا بمزيدٍ من الدماء ، تمسحها وهي تتمتم / ليتنا استطعنا إحضار طبيب ، دورة إسعاف لا تؤهلني لكي أقوم بهذا .
تقولها مرتجفة ، تتمنى البكاء فلا تجد له وقتا ، تربت السيدة على رأسها /
رويداً يا صغيرتي ، تستطيعين ذلك ، فقط قومي بشق البطن ، عملية قيصرية صغيرة ستضطرين لإجرائها ، دون مخدر موضعي أو أي مسكنات ، سكينك الصغير سيفي بالغرض .
تمتد يد الفتاة راجفة ، تصل بطن السيدة التي تمددت أمامها على ظهرها صارخة :
افعليها .
وتصرخ الفتاة وسكينها يقطع لحم جارتها ، سأفعل .
لا شيء جديد ، فالصورة لم تزل ساكنة .
****
الهدف ليس ببعيد ,
بضع خطوات لا أكثر ، سقط رجلٌ ، لكن هذا لن يوقفنا ، يهم بالانقضاض ، يوقفه زميله :
- فهل تريدنا أن نفقدك أيضا
- سأفعل إن تطلب الأمر ذلك
يربت على كتفه : سنفعلها يا أحمد ، لكن بدون أن نخسرك .
يمزق أحمد قميصه ، يضمد به جرح رجل توسد الأرض ، الرصاص يضرب الحائط الذي كاد أن ينهار ، يعري زميله المصاب من قميصه المخضب بالدماء ، ينادي همساً : هات لي تلك العصا من هناك .
يلف أحمد العصا بالقش ثم بالقميص ، يهمس لأصحابه ، ينظر إلى الكيس المعلق ببوابة المخيم ، يلقي زميله العصا ثم يندفع جريا ، ينقض آخر بالحجارة تجاه مكان القناصة المفترض ، ويندفع أحمد بأقصى ما يستطيع إلى الكيس ، يختطفه ، يحتضنه ، يتلقى رصاصة تخترق الكيس إلى صدره ، يستمر جرياً ، يتلقى أخرى في ساقه ، يستمر زحفاً ، تحمله رمال المخيم ، تكبيرات الرجال تدوي كالبكاء ، وترنيمة حزينة تتعالى من لا مكان ، تتساقط الحجارة من الحائط القديم فتثير عاصفة من الغبار تمنعه عن أعينهم ، يتوارى خلف الجدار وهو يصرخ : فعلتها .
ويتلقاه زملاؤه في أحضانهم وهم يتشربون دماءه بأجسادهم ، يقبل أحدهم وجنتيه ، يسقط أرضا بوجه قارب الذبول ، وبجسد نحيل هش ، تتراخى قبضته حول الكيس ، يفتحه الرجال ، أو ما تبقى منهم ، يتخطفون ما فيه ، ويحمل أحدهم نصيبه إلى داخل المنزل المنهار ، يهوي إلى جوار زوجته ليقبض بكفه على راحة يدها ، يناولها نصيبه مبتسما ، يسقط من فرط الإرهاق بجوارها ، ويده تمتد تتحسس جسد الطفل الساكن .
والصورة ثابتةٌ لا زالت ، فتاة شابة تخيط بأصابع مرتجفة بطن سيدة شبه عارية مغطاة بالدماء ، وزوج نحيل ذابل يلفظ أنفاسه الأخيرة مبتسما ، وطفلاً عمره خمس دقائق يضطجع على صدر امرأة جف ثديها ، ورغيفا خبز أحدهما سقط بالطريق أمام شيخ ينازع الموت بمدخل بيت منهار .
لا شيء تغير إلا : كسرة خبز !
البحرين: وقفة تضامنية مع مخيم اليرموك واستنكارًا لصمت المجتمع الدولي
المنامة - خدمة قدس برس
نظّمت "جمعية مناصرة فلسطين" في البحرين وقفة تضامنية مع مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، في الوقت الذي مات فيه أكثر من اثنين وخمسين منهم بسبب الجوع الناجم عن الحصار المشدد المفروض عليهم.
وحمل المعتصمون، الذين كان بينهم نواب سابقون، صورًا لضحايا الحصار المفروض على مخيم اليرموك، ولافتات تندد بوفاة الأطفال وكبار السن الفلسطينيين جوعًا، مشددين على ضرورة فك الحصار المفروض على المخيم فورًا وإغاثة من بقي من فيه بشكل عاجل.
ووجه ناصر الفضالة، عضو مجلس النواب البحريني السابق ورئيس جمعية مناصرة فلسطين، في كلمة ألقاها خلال الوقفة التضامنية، نداء استغاثة إلى العالم الحر لنصرة المحاصرين في مخيم اليرموك"، مخاطبًا أهالي المخيم بالقول "إنا على العهد لن ننساكم ولن ننسى قضيتكم وقضيتنا الأولى وبكم نستنهض هذه الأمة وندعوها للنفير والإنفاق من أجلكم".
واستنكر الفضالة "صمت العالم العربي والمجتمع الدولي وتخاذل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية عما يتعرض له إخواننا الذين يموتون في كل لحظة بسبب حصار بشار الظالم لمخيم اليرموك"، مطالبًا العالم العربي والدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية "بسرعة إغاثة أهلنا هناك وأن تضغظ على نظام الطاغية المجرم بأن يفتح مجالاً لممرات إغاثة آمنة كي تصل الإعانات لإخواننا المنكوبين والمحاصرين".
واستهجن موقف السلطة الفلسطينية من قضية حصار مخيم اليرموك، مطالبًا إياها أن "تتحمل كافة مسؤولياتها تجاه المخيمات الفلسطينية كلها ومخيم اليرموك، وألا تكتفي ببيانات التنديد والاستنكار التي لا ترجع الحقوق ولا توقف قطار الموت السريع الذي يخطف أرواح إخواننا المحاصرين في المخيم".
أعلن نشطاء سوريون أن شحنة من المساعدات الغذائية وصلت إلى مخيم اليرموك المحاصر في ضواحي دمشق يوم السبت بعد عزلة دامت شهورا ولكنها لا تكفي لآلاف المدنيين المحاصرين الذين يعانون من سوء التغذية ونقص الدواء.
وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن هذه هي أول دفعة تصل إلى مخيم اللاجئين الفلسطينيين الذي توفي فيه 15 شخصا جراء سوء التغذية ويحاصر فيه 18 ألف فرد منذ أن فرضت قوات الرئيس بشار الأسد حصارا عليه قبل سبعة أشهر.
وكانت الأمم المتحدة فشلت في محاولتها إدخال قافلة مساعدات يوم الاثنين بسبب إطلاق نار غير أن بعض السكان قالوا إنه تم استخدام طريق أكثر أمنا يوم السبت.
وقال نشط في اليرموك طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية الموضوع إنه لم يصل إلى المخيم سوى 50 طردا غذائيا.
وأضاف: "دخلت الإمدادات من نقطة تفتيش خاضعة لسيطرة الحكومة. والنساء يتجمعن لتلقي الإمدادات."
ويتهم عمال المساعدات في سوريا السلطات بعرقلة وصول الإمدادات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتهديد جماعات الإغاثة بالطرد إذا حاولت تجاوز العقبات البيروقراطية لمساعدة المحاصرين في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو ثلاثة أعوام.
وترجع سوريا تأخير المساعدات إلى هجمات المعارضة المسلحة.
وقال أحد سكان المخيم: "إن توزيع الإمدادات الغذائية نظمته جماعات فلسطينية محلية في اليرموك"، وذكرت وسائل إعلام رسمية أنه تم توصيل الإمدادات ولكنها لم تقدم تفاصيل.
طبعاً بعد أن وصلت المعونات لأحبتنا في اليرموك
لا داعٍ لهذا الملف .. لأنني القصد كان من هذا الملف هو إغاثة
المظلومين والمحاصرين جوعا وقهراً ومحاولة أن نسلط الضوء
ونعلي الصوت حتى يلتفت العالم إليهم ويصلهم نداء الاستغاثة ..
لم أفتح هذا الملف للتحقيق مع س وص وع فشهاب الدين ..
لذلك أنا أطلب لهم المعونة من الله وليس من أحد
أما ما يحصل في مخيم اليرموك فالله وحده شاهد عليه
وكانت مقولة نضحك عليها حين كنا صغاراً وأصبحنا نبكي منها حين كبرنا
وهي " اتفق العرب على أن لا يتفقوا "
وهذا حالنا اليوم ابتداءً من الأسرة الصغيرة وحتى الكبيرة لا يوجد اثنان يتفقان
على رأي وكل فرد يريد أن ينتصر لرأيه بتجريم الآخر .. مع أنه فعلياً وعلى الأرض
الكل في هذه اللحظة مجرم ..والساكت عن الحق شيطان أخرس ..
طبعاً الحق الذي رآه ذلك الطفل وهو يموت وليس الحق كما ترتآيه أنت أو هو ..
أرجو إغلاق الملف وشكرا لكل من ساهم فيه ..
ولا بد أن يكون الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين .. وعلينا أن نبحث عن هذه الأمة ..
شكرا .. أطفال مخيم اليرموك لكم الله وفقط .
[align=justify]أخواتي اخوتي
مأساة اليرموك لاتنتهي بإدخال سلة غذائية.. مأساة اليرموك مستمرة الا أن تنتهي مأساة كل سوريا
قبل قليل ورد هذا الخبر:
من صفحة أسرار مخيم اليرموك
منذ 37 دقائق
اطلاق نار من جانب المسلحين لتفريق المدنين الذين تجمعوا بكثرة لاستلام المساعدات ....
مما ادى إلى ايقاف مؤقت لتوزيع المساعدات والجميع يعمل بجهد لاستمرار توزيع المساعدات ...
وايضا:
من صفحة أسرار مخيم اليرموك
منذ 21 دقائق
قنص أحد عناصر اللجان الانسانية التابعة للجبهة الشعبية القيادة العامة أثناء قيامه بحمل السلات الغذائية لايصالها إلى الأهالي ...
واصابته خطيرة وتم نقله إلى المشفى ...
ولمتابعة الأخبار لحظة بلحظة هذا هو رابط الصفحة:
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
أكدت مصادر مطلعة لوكالة صفا أنّ شاحنات الأدوية والأغذية التي كان مقررا دخولها لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بسوريا عصر اليوم قد عادت أدراجها، وتم منعها من دخول المخيم بالقوة.
وكان من المقرر أن تدخل عصرا إلى مخيم اليرموك المحاصر منذ 7 أشهر 6 شاحنات محملة بالأدوية والأغذية، من بينها نحو 1600 طرد غذائي.
وقال عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عوني أبو غوش لـ"صفا" ظهر اليوم إنَّ 6 شاحنات تحمل مساعدات طبية ونحو 1600 طرد زنة 30 كجم هي على تخوم المخيم بانتظار الدخول.
لكن مصادر لـ"صفا" أكدت أن المساعدات دخلت بالفعل عبر حاجز السبينة، وعند وصولها إلى المنطقة المكشوفة تم إطلاق الرصاص بالرشاشات على القافلة من جهة صهيا, ومطالبتها بالعودة، فعادت القافلة أدراجها.
ورصدت وكالة "صفا" تشكيل عناصر موالية للنظام السوري صفحة على "فيسبوك" بعنوان "على أجسادنا...لمنع دخول الإمدادات لمسلحي وإرهابيي مخيم اليرموك".
وقالت هذه الصفحة في ديباجتها: "تقوم بعض المنظمات المسماة بالخيرية الفلسطينية بتسيير قوافل مواد غذائية لداخل مخيم اليرموك بحجة أنها ذاهبة للمدنيين هنالك، وهي سوف يستفيد منها مسلحو حماس وإرهابيو النصرة وعوائلهم في الحجر الأسود ويلدا ومخيم اليرموك".
وأضافت هذه الصفحة تقول: "عندما ستدخل هذه الشاحنات ستذهب تضحيات المئات من الشباب ودموع الأمهات سدى، معا لمنع هذه القوافل من المرور".
وجهة نظر ؟؟؟؟ !!!!!
الموضوع ليس مخيم وأطفال وجوع وحصار
الموضوع تصفية حسابات وتكسير رؤوس
المهم الانقسام بالداخل انعكس على المخيم
والكل استثمر هذا الخلاف لصالحه
ولما يموت الضمير لا فائدة من الجسد
وكل من حاصر اليرموك مات ضميره أيا كان أو يكن .
المهم السلطة في رام الله سعيدة ومرتاحة ؟؟؟
[align=justify]ما وراء استهداف الفلسطينيين في سوريا ومصر
د/ إبراهيم أبراش
كأنه مكتوب على الشعب الفلسطيني أن يكون كبش فداء الأنظمة والأحزاب العربية سواء في ظروف الاستقرار أو في المنعطفات والتحولات التي لا تتوقف في العالم العربي من خلال الانقلابات أو الثورات الخ . قديما كان يتم توظيف القضية الفلسطينية لتبرير الانقلابات والمؤامرات حيث يرفع الانقلابيون شعار تحرير فلسطين ورد الكرامة العربية الخ،وباسم فلسطين وتحريرها كانت الأنظمة تصادر الحريات وتقمع شعوبها مما يؤدي لحقد بعض قوى المعارضة وقطاع من الشعب على الفلسطينيين وخصوصا عندما يتم ترويج أن ثروات البلاد تذهب للتسلح من اجل تحرير فلسطين أو تذهب مباشرة للفلسطينيين ، وعندما حدثت انقلابات أو ثورات على الأنظمة يدفع الفلسطينيون الثمن باعتبارهم كانوا يؤيدون النظام السابق ، حدث هذا في أكثر من بلد وفي فترات تاريخية متعاقبة آخرها ما تعرض له الفلسطينيون في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين وفي ليبيا بعد سقوط القذافي واليوم في سوريا ومصر .
بوقاحة وانعدام أخلاق وتزييف للتاريخ ينبري إعلاميون وسياسيون عرب لمهاجمة وشيطنة ليس حزبا فلسطينيا بعينه ربما يكون تحالف مع هذا النظام أو ذاك ، بل مهاجمة وشيطنة الشعب الفلسطيني والتشكيك بتاريخه وعدالة قضيته، زاعمين أن الفلسطينيين ناكرين للجميل وان العرب ضحوا من اجل فلسطين وخاضوا حروبا من اجلها الخ . لا ننكر تضحيات وخسائر الشعوب والجيوش العربية نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي ،في أوقات الحرب أو أوقات السلم ، ولكن الأنظمة العربية خاضت حروبا ليس من اجل تحرير فلسطين ولكن في إطار صراع عربي إسرائيل وفي مواجهة إسرائيل التي كانت وما زالت تشكل تهديدا للدول العربية ولأمنها القومي ، أو هكذا صنفت هذه الأنظمة والحركات القومية إسرائيل، ومن يعود للخطاب العربي بكل تلاوينه سيجد توصيفا للصراع بأنه عربي في مواجهة الخطر الصهيوني والاستعماري ،وفلسطين مجرد بوابة للأطماع الغربية الصهيونية في المنطقة، وشعب فلسطين يدفع ثمن التصدي لهذه الأطماع ،ولو خضع الشعب الفلسطيني للصهاينة وأنهى صراعه معهم لانتقلت إسرائيل منذ زمن لتوسيع أطماعها في المنطقة .
مع كامل التقدير والاحترام لكل مواطن أو جندي عربي استشهد أو جُرِح في مواجهات مع إسرائيل وحلفائها الغربيون ، إلا أنه يجب التأكيد بأن فلسطين ضاعت بسبب هزائم حروب خاضتها جيوش عربية لأهداف خاصة بها أو دفاعا عن نفسها في مواجهة خطر يهددها . ضاعت ثلثي فلسطين بسبب حرب 1948 ولا نعتقد أن مزيفي التاريخ يستطيعون الزعم بأن الملك فاروق ملك مصر والملك عبد الله ملك الأردن وملوك ورؤساء العرب في تلك المرحلة كانوا قوميين وثوريين عندما دخلوا حرب 48 بجيوشهم التي كانت بقيادة كلوب باشا الضابط البريطاني – قائد الجيش الأردني - وبأسلحة فاسدة –سلاح الجيش المصري كما اعترف بذلك جمال عبد الناصر حينها - وكان عدد أفراد سبعة جيوش عربية اقل من عدد العصابات الصهيونية ! . ولا اعتقد أن مزيفي التاريخ يستطيعون إنكار أن حرب 56 كانت عدوانا من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على مصر بسبب تامين هذه الأخيرة لقناة السويس، وان حرب 67 كانت عدوانا إسرائيليا على الدول العربية وكانت نتيجة هزيمة الجيوش العربية ضياع بقية فلسطين بالإضافة إلى احتلال سيناء والجولان ، ولا اعتقد أن مزيفي التاريخ ينكرون أن حرب أكتوبر 1973 ، التي قاتل فيها الجيشان المصري والسوري ومعهم فرق من جيوش عربية بشجاعة ما زالت موضع افتخار كل عربي، كانت حربا تحريكية لاستعادة سيناء والجولان وليس لتحرير فلسطين.
نعم أخطأت حركة حماس بحق الشعب الفلسطيني قبل الشعب المصري عندما ربطت نفسها بجماعة الإخوان المسلمين،ويُفترض أن نلوم نحن الفلسطينيون المصريين لأن اكبر حزب عندهم دعم وسلح حركة حماس التي انقلبت على الشرعية وأحدثت الانقسام بالساحة الفلسطينية ، وربما أخطأت أحزاب في سوريا لأنها ربطت نفسها إما بالنظام أو بالمعارضة ، ولكن هذه الارتباطات التي أنتجت هذه الأخطاء تتحمل المسؤولية عنها الأنظمة والأحزاب العربية نفسها عندما سعى كل منها لابتزاز الفلسطينيين واستغلال ظروفهم وكونهم يعيشون تحت سيادتهم وسيطرتهم ليتعاونوا معهم أو جرهم لأيديولوجيتهم .
حتى مع افتراض خطأ أحزاب أو أشخاص فلسطينيين فإنه لا يجوز تحميل الشعب الفلسطيني كله مسؤولية ذلك ، ومن يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وبأن إسرائيل عدو مشترك للفلسطينيين والعرب فعليه ألا يحول بوصلة العداء من إسرائيل إلى الفلسطينيين ،إلا إذا كان هدف هذه الحملة المعادية للفلسطينيين تبرير نهج سياسي قادم لأنظمة الثورة و (الربيع العربي) يريد مصالحة إسرائيل أو على الأقل تحييد الصراع معها ،وشيطنة الفلسطينيين ذريعة قد تقنع الشعب بهذا السلوك. نعم إن ما يجري بطريقة ممنهجة : من معاداة للفلسطينيين وتشكيك بتاريخهم وبعدالة قضيتهم الوطنية وعمليات تقتيل وإذلال وكسر للكرامة داخل الحدود وعلى الحدود والمعابر والمطارات ليس مجرد رد فعل على سلوك أو خطا أشخاص أو جماعة فلسطينية .
إن ما يجري في سوريا من حصار وتدمير لمخيم اليرموك ودفع الفلسطينيين للموت جوعا لا يمكن تفسيره أو رد أسبابه بأن طرفا فلسطينيا يدعم هذا الطرف السوري أو ذاك، بل وراء الأمر مؤامرة خطيرة على القضية الفلسطينية من خلال التلاعب بحق العودة ، ذلك أن استهداف المخيم بهذا الشكل الإجرامي إنما يرمي لتدمير وتفريغ المخيم الذي كان يستوعب حوالي نصف مليون لاجئ فلسطيني ودفع الفلسطينيين للهجرة خارج سوريا ، وهو نفس السيناريو الذي حاولوا تطبيقه على مخيم نهر البارد ومخيمات أخرى في لبنان ، وهو الأمر الذي يتطلب من القيادة الفلسطينية سرعة التدخل ليس من منطلق إنساني فقط بل ولمواجهة هذا المخطط الكبير الذي يسعي لتشتيت التجمعات الفلسطينية ودفع سكانها للهجرة إلى خارج دول الطوق.
أيضا فإن ما يجري في مصر من طرف بعض الإعلاميين يثير كثيرا من القلق، حيث تجري شيطنة الفلسطينيين بل والتشكيك بقضيتهم واعتبار الفلسطينيين ناكرين للجميل الخ لأن حركة حماس التي هي امتداد لإخوان مصر والتي لا تحظى اليوم بشرعية أو شعبية عند الفلسطينيين أخطأت في موقفها من ثورة 30 يوليو،ويتجاهل هؤلاء أن غالبية الرأي العام الوطني الفلسطيني الذي تمثله القيادة الفلسطينية يقف لجانب الشعب المصري ولجانب المتغيرات الأخيرة . الحملة الإعلامية ضد الفلسطينيين والمصحوبة بسلوكيات معادية تثير تخوفات أن وراء الأكمة ما وراءها وأن المُستهدف ليست حركة حماس بل القضية الوطنية الفلسطينية. إن ما يجري محاولة لتغيير طبيعة الصراع في المنطقة من صراع عربي إسرائيلي إلى صراع فلسطيني إسرائيل ، وهو ما جرى مع الإخوان الذين اسقطوا البعد الديني للصراع مع إسرائيل وقبلوا بالتعامل معها بل والاعتراف بها .
إن تحويل مؤشر العداء من إسرائيل إلى الفلسطينيين وهو عداء بدأ يتغلغل إلى نفوس الشعب المصري وينعكس في سلوكياتهم تجاه الفلسطينيين ، هذا التحول سيؤدي لأن يفقد الفلسطينيون دولة وشعبا من أهم دول وشعوب المنطقة وهو ما قد يؤثر على مواقف شعوب ودول أخرى،الأمر الذي يشكل انتصارا كبيرا لإسرائيل ودافعا قويا لها لتنفرد بالفلسطينيين وتستكمل مشروعها الاستيطاني والتهويدي .
غريب أمر هذا (الربيع العربي) مع الشعب الفلسطيني، كان الفلسطينيون سيدفعون ثمن نجاحه لأنه كان يؤسس لشرق أوسط جديد يقوده تحالف إخواني أمريكي متصالح مع إسرائيل وعلى حساب القضية الوطنية الفلسطينية ، واليوم ، والربيع العربي يتحول لحالة فوضي وحروب أهلية، يدفع الفلسطينيون الثمن ، الأمر الذي يتطلب من الفلسطينيين استيعاب خطورة المرحلة وسرعة انجاز المصالحة الوطنية قبل أن يتم التضحية بهم على مذبح صراع مصالح دول وأحزاب تعمل لمصالحها فقط ولا تعترف لا بأبعاد قومية ولا أبعاد إسلامية للقضية الفلسطينية – الطرفان المسئولان عن عمليات التطهير العرقي في مخيم اليرموك ،أحدهما يزعم انه قومي والآخر يزعم انه إسلامي – وبالتالي فهذه الأطراف مستعدة للتضحية بفلسطين وشعبها من اجل مصالحها .
[/align]