تلبية للأستاذ محمد صالح الجزائري فإنني سأبدأ بنشر كل ما يخص هذا الموضوع ، شاكراً اهتمامه ، مثنياً على افتراحه ، فالموضوع لا يحتمل الحديث عن أي شيءآخر ، وعليه سأبدأ بما يلي :
سأنشر بعض البوح الذي كتبته في الأيام السابقة تحت الحصار والجوع والخوف ولكنني من قلب الوجع .......
سأقدم شرحاً تفصيلاً أوضح فيه مالذييحصل بكل صدق وموضوعية ، مذكراً اجميع أن الموضوع بالنسبة لي لا يحتمل التأويل والخيانة ليست وجهة نظر أبداً ولن تكون كذلك
راجياً من الله أن يساعدني على إتمام ما سأكتبه ، أو ما سأنشره منسوخاً من صفحتي الشخصية على الفيس بوك ، وأن تصل الصورة بشكل واضح للجميع علماً أنني مصاب بخيبة أمل تفوق الوصف مما يحصل وليس لي قصد من وراء هذا النشر إلا توضيح الصورة كي يعلم كل شخص ما عليه أن يفعل والله من وراء القصد

[ميساء البشيتي]

ننتظر أخي زياد
ربنا يكون معكم وبعونكم

شكراً أستاذة ميساء وأرجو من الله الفرج

[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]ونحن جميعاً بانتظارك قريبي العزيز أستاذ زياد من قلب الحدث والوجع والمأساة[/align]

مقدمة لا بد منها :
أولاً : عندما وقعت اتفاقيات السلام بين م. ت . ف والعدو الصهيوني كان هناك عدّة أمور عالقة أهمها : العودة / القدس / المستوطنات ، ورفض الراحل ياسر عرفات أن يتنازل عن أي من هذه البنود ، مما أدى لتعطل عملية السلام واندلاع انتفاضة الأقصى ، ومن ثم حصار المقاطعة ، واستشهاد القائد ياسر عرفات .....
ثانياً : بعد استشهاد عرفات ، واختيار السيد محمود عباس رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطيينة ، كان خطه واضحاً في التمسك المطلق بخط التفاوض باعتباره الخيار الوحيد فقط ، أما العدو الصهيوني فكان متمسكاً بكل الخيارات ، موضحاً بالوقت نفسه بخطوطه الحمراء ، القدس ، المستوطنات ، اللاجئين ، لا بل زاد عليها يهودية الدولة !!! ، فيما أعلن السيد أبو مازن أنه على الصعيد الشخصي متنازل عن حقة في العودة لصفد في الدولة الجارة ، ومهما حاول مؤيدوه أن يلمعوا الفكرة أو يدافعوا عنها ، فإنهم حقاً لم ولن يفلحوا فهو لا يمثل نفسه ، إنما يمثل شعباً بكامله.
ولنترك هذه الهفوة الغير مقصودة ونعود قليلاً إلى حق العودة الذي لم ولن يسقط بالتقادم ، لا من الناحية الأخلاقية ، ولا من الناحية القانونية ، إلا إذا تنازل كل شخص عن هذا الحق بالطريقة التي يراها تناسبه ، وهنا الطامة الكبرى للعدو ، فهي قادرة على اللعب أن الفلسطيني الذي يحمل حنسية دولة ما لا يحق له العودة ، ويبقى مناقشة أمور بعض اللاجئين الذين بقوا بصفة لاجيء ، وطبعاً هذا سيسقط حق العودة عن كل فلسطيني الضفة وغزة كونهم يحملون جنسية فلسطين ، ويسقط حق العودة عن الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الأردنية ، وكذلك الأمر بالنسبة للفلسطيني الذي هاجر إلى دول أوروبا والقارتين الأمريكيتين ، وبإمكانهم أن يدخلوا دولة "اسرائيل " بصفة سائح ، تماماً كما يحصل الآن مع أي فلسطيني يحمل جنسية غربية .
بقيت عند دولة العدو ، وسلطة التفاوض برام الله ، مشكلة اللاجئين الفلسطنيين في العراق وسوريا ولبنان ، جاءت قصة احتلال العراق وتهجير الفلسطنين جبراً ، وهم اللاجئين منذ عام 1948 ، ولا يعرفون بحياتهم بلداً إلا العراق ، ملتزمين بحقهم لبلدهم الأصلي فلسطين ، ورغم أن العراق تعرض منذ الثمانين وحتى الاحتلال الأمريكي لكل أنواع الحروب والقمع والحصار فقد بقي فلسطينيو العراق في وطنهم الثاني رافضين هجرة أخرى مع أن أكثر العراقيين كان حلمهم الهجرة ، كل هذا لم يشفع لهم فتم طردهم ، وكلنا نعلم أن قصتهم والمعسكر الذي تم إنشاؤه على الحدود السورية العراقية ، وكيف تم دراسة وضعم ببطء شديد ، حتى تم توزيعهم على كافة أصفاع الأرض ، المهم هنا مايلي :
أ ـ اسرائيل تخلصت من شريحة كبرى من اللاجئين بضربة واحدة بتواطيء فلسطيني رسمي ، وعربي ودولي .
ب ـ تفاجيء الفلسطينين في سوريا من موقف المنظمة الرسمي ، والذي أدان إدانة خجولة ، وأعطى المهدئات ، والمسكنات ، ومرر الشتات الجديد ، وطوي الموضوع .
ج تفاجيء الفلسطينين في سوريا من الموقف الرسمي السوري ، وهو موقف جديد ولافت ، يناقض تماماً كل القوانين السورية التي تسمح لأي عربي الدخول إلى سوريا دون فيزا ، والإقامة الدائمة ، وبدأنا نتذكر أشقائنا في لبنان الذين دخلوا سوريا بإقامات مؤقتة تجدد كل فترة ، والطامة الكبرى أن الدولة اللبنانية كانت تعتبر الفلسطيني اللبناني الذي يغادر الأراضي اللبنانية أكثر من ثلاثة أشهر كحد أقصى مخالفاً للقوانين قد يتعرض لعدم السماح له بالعودة أو السجن الطويل الأمد ، وكيف أن الكثير من فلسطيني لبنان كانوا يدخلون سورية ومن ثمة يطتشفوا أنهم خافوا القوانين اللبنانية، فيضطر للتواري حتر يؤمن طريقاً لتصحيح وضعه غت طريق إحدى المنظمات الموجودة في سوريا ، أو الهجرة لأوروبا .
وقد يقول قائل ، أنَّ الدولة في سوريا كانت حريصة على عدم إدخالهم كونهم عملاء لصدام ، ولكن رغم هذا الطرح فقد دخل كل العراقيين الموالين للنظام العراقي أو المعارضين له ، لا بل على العكس ، الأكثرية الكبرى من المعارضة التاريخية الموجودة في سوريا عادت للعراق ، ومن المفارقات المبكية ، أن المعارضة السورية ، والسوريون الذين كانوا مقيمين في العراق منذ الستينات أو السيبعينيات أو الثمانينات عادوا جميعا ً، إلا الذي رفض لإن له خيار آخر .
وبعد ذلك لم يبق من معضلة اللاجئين والتخلص من حق العودة الجمعي إلا فلسطيينوا سوريا ولبنان .
حتى جاء 15 آذار 2011 وللحديث بقية إن بقي بالعمر بقية ...........

عندما بدأت رياح التعيير في الوطن العربي ، انطلاقاً من تونس ومن ثمة مصر ، كانت سوريا مثلها مثل بقية الدول العربية ، قد وصلت إلى حافة الإنفجار ، وقد نبه البعض لذلك ، ولكن كانت فرحة الدولة السورية الرسمية بهذه الثورات تفوق الوصف ، وكأنهم هم الذين حركوها ، حتى أنهم هنائوا شعب مصر بتحطيم اتفاقيات كامب ديفيد !!! حتى هبت رياح التغيير في ليبيا وتفاجيء السوريون بموقف بلادهم الذي وقف ضد هذه الثورة ، ولكن محموعات من المثقفين والنشطاء اعتصموا أمام السفارة الليبية في دمشق ، وبدأ التنور يغلي، وبما أننا في هذا المقال نتحدث عن الشأن الفلسطيني ، فلنترك تفاصيل ما حضل لمقال آخر ، وننطلق لموضوعنا ....

وقف الفلسطينون في سوريا على الحياد التام كون أنَّ لكل شعب ثورته ، وأن ما يريده السوريون نريده ، وكانت جملتنا الشهيرة الله يفرج ، ولكن:
منذ البدايات كان الموقف السوري يحمّل الفلسطيني السبب ، وصرنا نشعر كأنها رسالة غزل للغرب لأن القمع يتم للفلسطينين وعلينا أن نتذكر الموقف الذي أعلنته السيدة بثينة شعبان في البدايات ، عند قمع الثورة في حوران ، وهي القصة المعروفة والتي فجرت الثورة في كل الأراضي السورية ، وكان موقفها مؤذياً جداً لمشاعر الفلسطينيين الذين يخشون ويرقبون أي تغيير بعين الخوف والريبة ، فالثورة في بداياتها وربما حتى الآن لم ترفع شعارات تخصنا ، وهاهي السيدة بثينة شعبان تصرح أن القمع تم ودخول الجيش لدرعا تم لكي يتم القضاء على مجموعات من المخربين الفلسطنيين!!!!! وعادت بنا الذاكرة / المخربين الفلسطنيين / أظنكم جميعاً تعلمون هذا المصطلح جيداً ،وإذا علمتم أن السيدة بثينة هي بحكم عملها بوزارة المغتربين ، فهي ترسل رسائل واضحة .
ومع ذلك فقد كانت الصورة واضحة للجميع فهي ثورة بين السوريين أنفسهم ، ولكن لكي نكون على حق فقد قتل / استشهد ثلاث شبان فلسطنيين من مخيم درعا خرجوا من مخيمهم يهربون الطعام للمحاصرين

ملاحظة أعتذر عن التقطيع ولكن الحديث طويل جداً وأخشى أن تنقطع الاتصالات مع الشبكة ، وأعتذر عن التأخير أيضاً

بعد أحداث حوران المعروفة انفجرت المظاهرات السلمية الحماهيرية في كل من دمشف وريفها ، وحمص وبانياس وحماه ، وكلنا نتذكر قصة باتنياس وانكار الحادثة عبر وسائل الإعلام والتأكيد أن الحدثمفبرك ، وأن القصة حدثت في كردستان وأن البشمركة هم من قام بالقمع !!!وبعيداً عن الحدث ، فقد شعرنا أن قصتنا وإدخالنا بالأحداثقد انتهت فقد بدأ الحديث أنها مؤامرة كونية تستهدف صمود سوريا ويقودها بشكل مباشر تيار المستقبل /سعد الحريري / وبندر بن سلطان ، ووو ، وإن النظام لم يقم بقمع المتظاهرين السلميين يقوم منسين بقتلهم .
والحقيقة أننا نجحنا في تحيييد أنفسنا في هذا الحدث رغم وجود مخيمات في حمص ودمشق وريفها ومدينة حماه ، إلا أن زخم المظاهرات كان في مركز كل مدينة وبعيد عن المخيمات ، وفي دمشق وريفها كانت المظاهرات بعيدة عن المخيمات ، ولكن للحقيقة فقد تعرض الكثير منا في تلك الفترة لقمع في حال ضُبط أحد ما يشارك بأي فعالية مهما كانت بسيطة ، فصرنا نحاول أن تحاشى المرور من مكان التظاهر ، مجرد المرور

استمر الوضع بالإنفجار ، وتوسعت المظاهرات ، حتى وصلت مدينة اللاذقية ، وهنا لم يكن بإمكان الفلسطينيين الحياد التأم فهناك كان القمع شديداً والتظاهر في حي وحيد خو حي الصليبة ، وطبعاً هرب الكثير من هذا الحي ولجأوا للمخيم ،وتم قمع شديد واجتياح ، لا لشيء إلا لاستقبالهم جيرانهم وأهلهم ، علماً أ، المخيم يضم عدداً كبيراً من سكانه من أبناء سوريا ، هذا عدا على عمليات التزاوج والقرابة .
حتى الآن كنا نستطيع أ نلتزم الحياد ، ولكن الدولة السورية اتخذت كافة الإجراءات لتبقى ـ وهذا ما حصل ـ وكان من أهمها إما أن تكون معنا ، أو أنت ضدنا حتى تثبت العكس ، وبالمناسبة حتى هذه اللحظة كان الموقف الفلسطيني الرسمي من أسوأ ما يكون :
ـ المنظمة وفصائلها والسلطة برام الله أعلنت الحياد التام ، والنأي بالنفس ، مذكرة بمقولة مع ما يريده السوريون ولكن
ـ حماس والجهاد ، وقد كانوا بتحالف مع الدولة السورية ، وقفوا بشبه صمت غريب ملتزمين النأي عن النفس
القيادة العامة وحزب البعث الفلسطيني وفتح الإنتفاضة وجيش التحرير الفلسطيني ، كانوا على الحياد العسكري ، وبطبيعة الحال ، وبحكم انتمائهم وولائهم وتمويلهم ، فقد كان خطابهم متطابق تماماً مع الخطاب الوطني السوري الذي يبدأ بالمؤامرة الكونية ، وينتهي ببندر ، ويؤكد على قتل المتظاهرين على يد مندسين .....