التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,831
عدد  مرات الظهور : 162,256,783

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > النقد
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11 / 04 / 2009, 29 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

منيب مخول والجذور

[align=justify]
عند قراءة قصيدة "منزرعون" للشاعر منيب مخول، وهي القصيدة التي أخذ الديوان الصادر للشاعر في الناصرة عام 1980 عنوانها، نستطيع التواصل مع الكثير من محاور ومفاصل الشعر الفلسطيني المقاوم، لما تحمل من تأكيد على التاريخ والجذور والحق والثبات. ولنا أن نقرأ في العنوان "منزرعون" الكثير من جماليات وملامح التداخل مع نبض الأرض ومع كل حبة تراب وطبيعي أن تتوهج الكلمات وتمتد، حيث:
جذوري تغور تغور تغور بعيداً بعيداً ببطن الأزلْ
مع السنديان ولدت قديماً بأرض الجليل ولمًا أزلْ
خلاياي من نبت هذا الحمى غذا جسدي خيره فاكتملْ
وروحي تعطرها ريحه تفوح بغصنٍ رطيب خضلْ
دمي من عناصر هذا الثرى إذا ما تحلل ترباً يُحلْ
بلادي بلادي فداكِ دمي جراحي لعينيكِ أحلى قبلْ


لنكون أمام اشتداد الخفق وعلوّ وتيرته إلى أبعد حد. وفي مثل هذه المساحة تروي الصورة حكاية نابضة بكل معاني الحب والتألق والتداخل مع الأرض. ولنا أن نرى إلى الشاعر وهو يسجل بصمته المتميزة الواضحة في علاقته البارزة مع كل حبة تراب، وطبيعي أن المفردات في وقعها المؤثر وجمالياتها الأخاذة، إنما تضع أمامنا الكثير من ملامح الوجد الفلسطيني في التعامل مع الجذور الضاربة طويلاً في عمق التاريخ
لا يأتي التعبير ليقول جملة ناقصة أو مبتورة، بل يأخذ في مدّ اللوحة بألوان غنية جميلة متكاملة العطاء. تبدأ الفاصلة من هذه "الجذور" الراسخة لتطرح كل معادلة البقاء والثبات والوقوف والرسوخ، فهناك الولادة مع السنديان، وهناك التداخل بالنبات، وهناك التوهج في معاني الالتقاء بين الروح والريح، ثم انبثاق الدم من عناصر الثرى، لتقف الصورة في امتداد روعتها عند جسد الشاعر الذي يشكل سياجاً يحمي الأرض ويفديها.
منيب مخول في هذه "القصيدة / الشهادة" يدفع الكلمات لتصبح ذات امتداد رائع حين يشحنها بكل هذا الحب والعشق والإيمان بالأرض. وطبيعي أن تصل شحنة الوجد إلى أعلى وتيرة من الألق حين تتكئ المفردة على صورة النهوض والتوافق مع الإصرار على الثبات، كان جميلاً هنا أن يصرّ الشاعر على ربط الموقف بالحالة والطبيعة والتطلع والماضي، لنكون أمام لوحة متكاملة في معاني صمودها وتركيزها على الشموخ والثبات، مما جعل الخطوات أكثر اشتداداً وثقة على الدرب الذي سارته، وما زالت تسيره.
عليّ أن أشير هنا إلى أن النماذج القليلة التي بين يديّ للشاعر منيب مخول لا تخرج عن نمط الشعر العمودي التقليدي، وهو بذلك أقرب إلى صورة الشعر القديم في البناء والتركيب وما إلى ذلك. وإذا كان هذا الشاعر من جيل محمود درويش وسميح القاسم وسالم جبران وإدمون شحادة، فإنه يبتعد عنهم إلى هذا الحد أو ذاك في التعامل مع شكل القصيدة التي تطورت كثيراً وتقدمت على أيديهم. وطبيعي أن نلحظ في كثير من الأحيان تراجعاً في مستوى الصورة عند الشاعر إذا قورنت بقصائد معاصريه أو مجايليه، خاصة محمود درويش وسميح القاسم، حيث طور القاسم ودرويش قصائدهما لتكون في المقدمة خلال السنوات الماضية.. ولكن هل يعني هذا أن الشاعر لم يصل بالقصيدة إلى المستوى المطلوب، وأنه لم يسجل الجودة والتميز؟؟..
قصائد الشاعر منيب مخول تلتقي في محافظتها على الشكل العمودي، وتختلف في مستواها وصورتها وتشكيلها. فهناك قصائد "منزرعون مثلاً" تصل إلى أفضل مستوى في التصوير والحالة الوجدانية والترابط والتوافق. وهناك قصائد أخرى تبتعد إلى هذا الحد أو ذاك عن المستوى المطلوب، لتكون ذات تشكيل آخر لا يتوافق بأي شكل من الأشكال مع التدفق في "منزرعون" ويبقى أن الشاعر مليء بهذا وذاك في رسم ملامح قصيدته.. فماذا نقرأ أيضاً؟..
في قصيدة "لنا النصر" المنشورة بتاريخ 25/6/1982 نقف على وقع هادئ منذ مطلع القصيدة، حيث: "أجف الدم المطول أم لم يزل رطباً" في مساحة السؤال الحاد المؤلم عن هذا الدم الذي ما عرف جريانه التوقف، ثم:
لعمري لتبقى جارياتٍ دماؤنا وأعمارنا تعدو لآجالها وثبا
مواكب تترى موكب إثر موكب ويزحم سرب يفتدي أرضه سربا
لتبقى الوتيرة في هدوئها الحزين الجارح إلى حين، حيث تنقلب لتكون فيما بعد صورة من صور التغني بالبطولة والفداء والتضحية:

عليه فدائيون ساروا فأرخصوا
نفوساً بدت في ليل نكبتها شهبا


وفي عقد المقارنة، يرى الشاعر أن حربنا "نمارسها عدلاً وعن نفسنا" دفاعاً بينما تختلف أهداف وغايات الصهاينة:
وقد شنها الطاغوت حرباً حقيرة لينشر فيها الهدم والقتل والرعبا
فقتَّل أطفالاً صغاراً ونسوة وقتَّل أشياخاً وما اقترفوا ذنبا
وما رجح الميزان إذ مال عدة وقد قلب الإصرار ميزانه قلبا

لا داعي هنا للتوقف طويلاً عند مقولة انتصار الحق على الباطل رغم امتلاك الباطل لعدّة التدمير والتخريب والقتل، إذ أنّ القصيدة لا تقول غير ذلك. ولكن لا بدّ من القول إنّ الشاعر في هذه القصيدة يعود ليضع أهمية التلاحم الشعبي في المقدمة حين يتطلب الأمر تشكيل ملحمة من التصدي والوقوف بثبات في وجه العدوان، وهو ما حدث أثناء اجتياح العدو الصهيوني للبنان في العام 1982:
فلاقى من الأبطال ما لم يلاقه وذاق من الأهوال ما طيّر اللبا
لملحمة حاك النضال حروفها وأطبعها التاريخ من نفسه القلبا
رداء الشعب قد بلا الكرب عوده فكان على الطاغوت ذا منعة صلبا

لنا هنا أن نقرأ عدة مستويات في رسم ملامح الصورة، حيث:

يطرح المستوى الأول القول بهذا الحزن الجارح في التطلع إلى ملامح النزيف المتواصل والذي يثير دائماً السؤال "لماذا ؟؟".. و"إلى متى ؟؟".. وهو ما يحيلنا إلى المستوى الثاني..
يطرح المستوى الثاني الإجابة في الإشارة إلى درب الفداء فهو ضرورة للوصول إلى حماية الذات من الفناء، وحماية الأرض من استمرار الاحتلال. وإذا كان الظاهر يقول إن استمرار تدفق الدم لا يحمي الذات بقدر ما يعمل على تدميرها وإنهائها، فإنه في العمق يقول بأنّ الفداء دفاع وحماية ما دام العدو يعمل على إنهاء الشخصية الفلسطينية وتدميرها بأي شكل من الأشكال.
يطرح المستوى الثالث معنى الحرب بالنسبة لطرفي الصراع، فهو بالنسبة للعربي الفلسطيني دفاع عن الحق والجذور والنفس، وهو بالنسبة للعدو الصهيوني اعتداء وهدم وقتل ونشر للرعب والخراب والتدمير. وهذا يعني أنّ الانتصار في النهاية لا بدّ أن يكون لصاحب الحق مهما طال الزمان.
يطرح المستوى الرابع صورة التلاحم الشعبي في تصديه ووقوفه وثباته عند تعرضه للعدوان ليكون جبهة متراصة قوية قادرة على مواجهة كل آلات القتل والتخريب والدمار، وهو المستوى المعبر عن الحاضر والمستقبل في الوصول إلى عنونة القصيدة "لنا النصر"..
في الانتقال إلى قصيدة "الهزيع الأخير" المنشورة بتاريخ 5/2/1988 نقف على تأثر القصيدة بالانتفاضة الباسلة في الوطن المحتل وتغنيها بها، وكما نلحظ من تاريخ نشر القصيدة، فإن المسافة الزمنية لا تزيد عن الأشهر الثلاثة بين كتابة القصيدة وانطلاق الانتفاضة في الثامن من كانون الأول عام 1987، وهو ما يجعل الكلمات قريبة من بداية تشكل قصيدة الانتفاضة. فماذا تقول هذه القصيدة...؟؟..
نقرأ في البداية قول مخول:
أيا ليل هل كدّ الهزيع هزيعُ فحان لصبح المتعبين طلوعُ
أو أن النفوس الغاديات توهجت فشعت بليل الغائبين شموعُ

لنكون أمام هذا الإصرار على طرح السؤال. وطبيعي أن يكون السؤال فاتحة حديث يحمل الجواب في طياته. والحديث هنا لا يخرج عن صورة الانتفاضة، ليكون الجواب في هذا السياق قائلاً بطلوع الصبح بعد حين:

ففي غزة الأحرار نار توقدت وفي جبل النار الأشمّ سطوع
يؤكد أن الليل لا شك ينجلي وإن مصير الظالمين شنيع
لتكون ملحمة العطاء تواصلاً في زرع الأرض بالفداء:

فهبت جموع الشعب تطلب ذاتها جموع وراها تشرئبُّ جموع
يدقون باب الموت والموت واجف ويقتحمون الهول وهو يروع
فدالت لعمري دولة الموت عندنا وصار مروعاً حيث كان يريع
وأضحى طريقاً للحياة نخوضه ونحيا وإلا ننتحي فنضيع
فيا أمنا يا أرض جلّلك الوفا وألبسك الثوب القشيب ربيع
كما نرى، ورغم دفء الصورة وجماليتها، فإن القصيدة لا تشكل قفزة في رسم ملامح شعر الانتفاضة كونها ما زالت في البدايات زمنياً، وكنا نتمنى الحصول على قصيدة حديثة للشاعر منيب مخول عن الانتفاضة لنرى إلى أين وصلت في تعاملها مع هذا الحدث الرائع الشامخ. وهذا لا يعني أن قصيدته "الهزيع الأخير" ضعيفة أو ما شابه، ولكنها ذات تشكيل أولي في الحديث عن الانتفاضة لقربها الشديد من بداية الحدث زمنياً.

وأخيراً نقول إن الشاعر منيب مخول استطاع أن يتواصل بدفء وجمالية مع قصيدة المقاومة، وإن كانت الأبرز في هذا المجال قصيدته "منزرعون" كونها القصيدة التي حققت الكثير من فعالية وتأثير الشعر المقاوم إلى جانب تمتعها بنقل كل النبض الذاتي المتدفق لدى الشاعر وكأننا أمام قصيدة رومانسية تغرق في التغزل بالحبيبة. وفي كل الأحوال يبقى منيب مخول واحداً من الشعراء الذين استطاعوا أن يعطوا الكثير للشعر الفلسطيني المقاوم..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ميرامية .. فيلم قصير عن نكبات الفلسطينيين .. لجوء الى لجوء ميساء البشيتي نورالاستراحة الصوتية والمرئية 3 26 / 04 / 2014 59 : 08 PM
الفلسطيني: لجوء بعد لجوء ومعاناة تزداد وتُثقل كاهله مازن شما الملتقى الفلسطيني للحوار 2 04 / 10 / 2012 46 : 10 PM
بادر بالتسجيل.... منحة تحرير...منحة تحرير! علاء زايد فارس الأدب الساخر 15 09 / 01 / 2012 57 : 03 AM
هل هناك أدعية وأذكار ليوم الجمعة، وأخرى ليوم السبت، وهكذا .... ناهد شما أدعية و أذكار و فوائد دينية 0 30 / 04 / 2010 59 : 05 AM
فندق سبع نجوم صبحي البشيتي قصيدة النثر 2 20 / 10 / 2008 08 : 09 AM


الساعة الآن 35 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|