كل عام وأنتم في ربيع دائم
بقلم مرفت شكري
ودَعتنا منذ أيام ورحلت ليالي الشتاء الطويلة الباردة , برياحها .. و سحبها.. وبرقها.. ورعدها.. و أمطارها .
فصل الشتاء يتميز بالسكون والهدوء .. حتى المشاعر والأحاسيس تكتسب كل صفات هذا الفصل .. وقد أثبتت بعض الدراسات النفسية زيادة حالات الإكتئاب شتاءً .
بالرغم من ذلك يعشق البعض هذا الوقت من السنة .. لما يتسم به من هدوء و نظام نسبي للحياة اليومية .. فالكل يلتمس دفء المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة , فالشوارع تكاد تخلو من المارة .. السماء تتحول إلى اللون الرمادي مع غياب الشمس .. وظهور السحب .. الأمطار الخفيفة تتساقط على وجوه المارة و زجاج المنازل والسيارات .
وفجأة نجد السماء ملبدة بالغيوم والسحب الكثيفة , وسرعة الرياح تزداد , ثم يظهر البرق ليملأ السماء بأضوائه الساطعة , ويعقبه صوت الرعد القوي المخيف الذي يهز أرجاء الكون – سبحان الله - .. وتنهمر الأمطار الغزيرة التي تسقي الزرع وتحول الحدائق والأشجار إلى لون أخضر زاهي .
وها نحن نستقبل الربيع بجوه البديع .. شمس ساطعة .. سماء صافية .. ألوان زاهية جميلة في كل مكان .. حركة ومرح وانطلاق .. نشاط وحيوية ونماء .. شوارع مزدحمة .
ما أجمل ليالي الربيع بنجومه المتلألئة , والنسيم العليل الرقيق .. الذي يملأ النفوس بالحب والرومانسية .. السهر والسمر مع الأهل والأحباب .. إنه حقاً أروع فصول السنة .
كل هذا يحرك المشاعر تجاه الخالق عز وجل وقدرته اللا محدودة في التنظيم الرائع للكون .
الكون الرائع يدعونا .. لنفتح في القلب عيونا .. لنرى الآيات تنادينا ولا يسعنا إلا أن نسجد شكراً للبارئ .