مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
حكايات جدتي قصة وطن
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/93.gif');border:4px ridge red;"][cell="filter:;"][align=justify]
طلعت يا ابن عمتي وفي هذا المقام لا يمكن إلا أن أخاطب فيك ابن عمتي..
هل تذكرك مثلي هذه الخلفية البيضاء الملتهبة بدماء الألم بجيد جدتنا؟
تعصف في الذاكرة حكايات جدتنا أحياناً كما تعصف الأعاصير فتزلزل وجداني
جدتنا تجلس هناك.. هنا.. كانت جدتي وكنت طفلة.. كانت جدتي وكأني للتو رفعت رأسي عن صدرها المتعب تروي لي حكايات الوطن وتقسم عليّ أن أحفظ وصاياها وأحكيها للناس وللضمائر..
حكايات جدتنا حكاية وطن اسمه فلسطين، وفلسطين ليست مجرد وطن، فلسطين هي ضمير الناس.. كل الناس
فلسطين هي ميزان الإنسانية في عصرنا الفاصلة الناس بين الخير والشر.. بين الإنسانية والبشرية..
نجلاء سقيرق - أم نورالدين - جدتي الكنعانية العربية التي زُرعت في أرض فلسطين منذ آلاف السنين وكانت الأولى هناك وكانت سماد التربة والأشجار.. كانت هي فلسطين ولم تزل....
جدتي هي كل نساء فلسطين اللاتي روعن وأخرجن من بيوتهن وفلسطينيهن وشردن في بلاد الله..
خرزية العينين كانت جدتي وهبها الله من الجمال والملاحة الكثير ولطم الظلم والشرّ صفحة حياتها بآلام لا تطاق حتى كنت أحياناً أبعد رأسي عن صدرها الأحمر الملتهب حين تلسعني نار فجيعتها وهي تروي لي حكايات الوطن..
كانت جدتي.. كانت جدتك.. و جدة كل أبناء وبنات فلسطين
جدتنا.. قصة وطن...
صفحة جيدها ما زالت حمراء ملتهبة تلسع وجهي وقلبي بأحزانها..
فتعال نبدأ حكاياتها ويرويها معنا كل أبناء فلسطين فكل حكايات الجدات قصة وطن اسمه فلسطين....
[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
التعديل الأخير تم بواسطة هدى نورالدين الخطيب ; 19 / 05 / 2009 الساعة 43 : 10 AM.
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
رد: حكايات جدتي قصة وطن
[align=justify]
هدى يا بنت الخال ، يا حفيدة امرأة غسلتْ قدميها ذات يوم بتراب الوطن ، وتنشقت رائحة الزعتر والبرتقال وتفاح حيفا من نسيم الوطن ، امرأة اسمها نجلاء سقيرق .كانت ، وما تزال الذاكرة معجونة بعطر كفيها ، تعرف تماما كيف تفرط حبات الحب لتوزعه مثل حبات رمانة على من حولها ، فيكون شتاء الغربة أقلّ قسوة ، ويكون حرّ التشرد أقلّ قيظا .. أذكرها يا هدى ، وأنا الأكبر منك سنا -وهذه ميزة تحسب لي لأنني عايشتها أكثر - في كلّ طرق طرابلس وهي تصرّ بما أنني البكر لابنتها أن أكون قربها حتى في الوجع اليوميّ ..
أتدرين كيف يكون الوجع اليوميّ لامرأة بعمرها وعطائها وحبها وحنانها ومحاولتها أن تريح الكلّ وتتعب هي .. هذا التعب اليوميّ يا هدى هو قدرتها الفذّة على أن تكون البيت والوطن ، الغربة واليد الذي تمسح دمعة العين ، الطيبة حتى التداخل مع رقة النسيم ، والقاسية حين تدفع الأذى عن أيّ واحد منا..أو في مجابهة أيّ موقف ترى أنّ وقوفها فيه يمكن أن يحمي واحدا من أحبابها،الأبناء والأحفاد ، وكلّ فرد في العائلة.. مثل هذه المرأة يا هدى ، بداية الحكاية عن وطن ، أو كلمة في سطر الحكايات الطويل عن فلسطين ، فالجدة التي جاءت مع جدنا الشيخ العلامة يونس الخطيب ، وبعض الأولاد، كان عليها في وجود الجدّ القصير ، وفي رحلة الغربة التي عاشت في صحرائها عمرا يدخر ألف عمر ، كان عليها أن توازن بين عيشة طيبة هانئة ناعمة غنية في حيفا ، وعيشة قاسية الملامح في الغربة ، فكان أن أزهر الورد على يديها إلى حين ، إلى أن طعنت تلك الطعنة المرعبة يوم وفاة ابنها ، الشاعر والصحفيّ اللامع ذائع الصيت وهو في ريعان الشباب ، ما أصعب أن تصيبها هذه الطعنة وهي تصارع الحياة من أجل سعادة كلّ فرد في العائلة .. آسف يا هدى إن ذكرتك بوالدك خالي الحبيب نور الدين الخطيب ، لكن في ذاك الزمن ، الذي أعتبره قريبا ، تغيرت حياة كثيرين عرفوا ما معنى أن يرحل نجم العائلة وهم في بعد وغربة وتشرد وقسوة عيش ..
تريدين أن نفتح دفتر الحكايات عن الوطن ، نقلب أوراق الجدة ، وكل الجدات عن فلسطين .. ليت كل واحد منا يروي للعالم كله ، وهو يروي حكاياته عن الوطن .. ما معنى أن تنكسر الحياة بكل هذا الضجيج والوجع في حياة ناس ٍ كانوا يعيشون في أمن وأمان في فلسطينهم ، فأتت شرذمة غريبة وقلبت كل شيء في حياة كل فرد منهم ، حتى صارت الصورة ملعونة الألوان !!.. وفي لعنتها تلك ، تلعن كلّ من ينادي بسلام يقوم على زيف ما بعده زيف !!..إذ كيف نغفر لمن وضعوا هذا الألم الجارح في حياة كل واحد منا وعلى أيّ أساس ؟؟.. أنغفر وقد ذقنا العذاب حتى صرنا ننزف عذابا ؟؟.. من هنا يا هدى تبدأ حكاية جدتنا لتعود إلى هناك .. تبدأ من أنّ الوطن ممتد من النهر إلى البحر ، وكل ما يغاير ذلك ، خيانة ..
هدى ليكن سنحكي .. لكن لنزرع قبل ذلك وردة على قبر جدتنا .. ووردة على قبر جدنا .. ووردة على قبر والدك /خالي ..ووردة ... آخ يا هدى ما أكثر القبور في غربتنا .. آخ يا بنت الخال كم هو موجع أن يموت كلّ هؤلاء بعيدا عن الوطن .. كأنّ علينا أن نعجن كل وردة بدمعة .. لكن معك حق تعالي لنحكي فقصة الوطن طويلة ..
13/5/2009
فأنا فلسطينية أعشق تراب الوطن وان كنت مغتربة عنه وحال بيني وبينه سنوات طوال إلا أنه ما زال في قلبي
ومازال صدى حكابات جدتي في أذني
هل ترغبون ان اذكر قصة من قصص وحكايات الجدة الغالية
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
رد: حكايات جدتي قصة وطن
الأستاذة الأديبة والمبدعة هدى الخطيب
الأستاذ الأديب والمبدع طلعت سقيرق
لكما مني كل التقدير والاحترام موصول بالشكر الكبير لهذا الموضوع الهام " حكايات جدتي قصة وطن "
صدقاني وأنا أقرأ ماكتبتماه , بكيت وكأنني عشت هذه المأساة فعلا معكما , لاشك أنني ابنة مأساة شبيهة
ولكن نحن أبناء الشعب الفلسطيني المعذب نتشارك المآسي والآلام .
أبكاني الأستاذ طلعت عندما يقول" آه ياهدى ماأكثر القبور في غربتنا , آه يابنت الخال كم هو موجع أن يموت
كل هؤلاء بعيدا عن الوطن " تذكرت كل من حولي من الأهل الجد والجدة , العم والعمة , الوالد والوالدة
كلهم ماتوا بحسرة الوطن والبعد عنه . رحمهم الله جميعا .
نعم ياليتنا نبدأ المشوار بقصص الجدة , قصة الوطن , قصة فلسطين , بانتظار إبداعاتكما , لكما مني فائق
المودة والتقدير .
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم
رد: حكايات جدتي قصة وطن
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/2.gif');border:5px double black;"][cell="filter:;"][align=center]الأديبة الفاضلة هدى الخطيب - الشاعر العزيز طلعت سقيرق
جدي كان حجارًا. مرض مرة واحدة فقط وذلك حين دنا أجله.
حين كان يحضر لزيارتنا في الأردن كان يرفض تناول أي طعام يطبخ خصيصًا للضيف لأنه كان يعتبر نفسه أحد أفراد العائلة، وكان يحتد الأمر كثيرًا دون طائل.
جدي كان عزيز النفس حتى الجنون وكان طوله يقارب مترين ويداه قويتين قادرتين على صحن الحجر لكنه كان طيب القلب وأحب مرة واحدة فقط وكان يفتخر بذلك! أحب مرة واحدة وتمكن أن يتزوج حبيبته بالرغم من الكثير من الصعاب التي واجهته حسب قوله. رسم لي يومًا دائرة وفي وسطها وضع نقطة وقال: اليهود سيسمحون لنا بالعيش في هذه النقطة فقط! وأرى بأنه صدق في توقعاته بالرغم من مضي خمسة عشر عامًا على وفاته.
آه من قصص الأجداد لا تنتهي مهما طال الزمن.
محبتي مهما طال الزمن.[/align][/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]مع اقتراب ذكرى النكبة تذكرت هذه السلسلة التي نتمنى فعلا استمرارها.
تحياتي و تقديري لكما أستاذة هدى وأستاذ طلعت.[/align][/cell][/table1][/align]
مازلنا على الوعد بتتمة هذه السلسلة من حكايات جدتي (قصة وطن )
لأنني واثقة أن هذه الحكاية لم تنتهي عند هذا المكان
فقصص الأجداد ما زالت تروى لأنهم عاشوا المأساة !! مأساة وطن
والعودة أصبحت قريبة بإذن الله تعالى