قصة مسلسلة : احتضار طفلة من غزّة
قبلة... قبلتان... غزة واحدة
و كانت تحمل دميتها القديمة لتذكرها أنه غدا عيد، و في العيد تؤكل الحلوى و تتطاير البالونات على امتداد السماء الجميلة و السهول المخضرة بلون الحشائش و الزهور، كانت طفلة بمثل ألف حكاية من حكاوي الصبايا الحالمة بموسم الرّبيع و تغريد الفراشات، كانت ترفض أن يزجّ بها الكبار في صالونات السياسة البغيضة لأنها بكل عفوية الطفولة زهرة في عمق الانطلاق، كانت تتودّد إلى قطتها التي ما فتئت تفتّش في الأتربة المجاورة عن دودة مختبئة و كلبها الذي سهر على حراسة الشارع و كلّ بيوت الحي الصّامت .... كانت تغرّد على امتداد سدائلها التي مشطتها لها أمّها و الكلّ نيام، و كانت تحمل على شفتيها أجمل ابتسامة من حُضن غـــزّة.
دبّـابة ... دبّابتان ... مجزرة واحدة
و من جهة الجحيم اُتّخذ القرار خلسة عن الجميع ... كان لزامًا أن تُمحى و تُقتل أغنية الطّفولة النّابتة على أرض غزّة ... كان على السّفحة أن يشحذوا كلّ صواريخهم الفسفوريّة و العنقوديّة و العنكبوتيّة لأنّ قتل طفلةٍ ليس بالأمر الهيّن، كانت طائرات فـ 16 و الآباتشي تتحضّر لكتابة رسالةٍ إلى السّماء عنوانها " إنّنا الأقوى و اليوم سنقتلُ ألف طفلةٍ و طفلة" ................ يُتبع
ملاحظة: هذه القصّة هي مأساة لمدينة بأكملها احتضرت ذات شتاء كان بالقريب، و لطفلةٍ هي لحدّ اليوم على سرير الموت تحتضر.
كُتبت بعيون جمال سبع