لا تمضي الحياة على وتيرة واحدة ولذلك نبقى في حالة أرجحة ما بين التغيرات،
فراق ولقاء ،
فرح وحزن ،
لهفة وجفاء،
ضحك وبكاء،
أخذ وعطاء ،
ببساطة نحن كالبحر نعيش حالة دائمة من المد والجزر
ليس دائماً يهدينا القدر ما نرغب فيه ، أو نحلم به
ليس دائماً الحب فصل ربيع، الحب كالفصول الاربعة ،
تارة مشتعل كحرارة الصيف،
وتارة يصيبه البرود كصقيع الشتاء
واحيانا يكون متأرجح بينهما كفصل الخريف ،
وعندما يراقصنا الحظ يكون فرحاً كفصل الربيع
اتسائل
لماذا كل هذه الأرجحة
هل نحتاج للحزن حتى نشعر بالفرح؟
هل نحتاج للدموع حتى نشعر بقيمة الابتسامة؟
هل نحتاج للهجر حتى نستشعر حاجتنا للقاء؟
هل نحتاج للتضحية والعطاء حتى نقدر قيمة ما نأخذه؟
اعتقد إننا نحتاج لكل ما ذكرت
وما يحدث لنا من عذابات هي عبارة عن وخزات نحتاجها برغم من قسوتها
وانا أحتاج اليوم لإن أتحسس بعض الوخزات
الوخزة الأولى:
يغيب العقل والمنطق ويبقى القلب وحده بلا منازع عندما تكون القضية عاطفية ، ولا يستفيق العقل وباقي حواسنا الا عندما يقع القلب مهزوماً بالضربة القاضية مخلفاً وخزة في عمق الروح.
الوخزة الثانية:
عندما نستشعر طعم المرارة في اللحظة المريرة التى نتيقن فيها بأن وجودنا كعدمه ، وبقائنا كرحيلنا ، وإنا تاريخنا مع من نحب كان هامشياً.
الوخزة الثالثة :
عندما يقرر من يسكن قلبنا ان يغيب بقرار فيتو ،
فنفقد التوازن ونجوب ذرات الهواء بحثاً عن الأسباب حتى نجد مبرراً للسماح وعندما نستسلم للأمر الواقع، يتحامل القلب المتهالك على نفسه ويقتطف من الماضي اجمل التفاصيل ليقدمها في دعوى استئناف.
الوخزة الرابعة:
عندما نضعف ونستأنف وتصبح أعيننا أدوات بحث تجوب الدنيا باحثة عن من صفعنا بالرحيل منقبة في كل وجوه البشر علها تظفر حتى لو بشبيه له، وعلى هذا الامل نعيش لحظات انتظار ربما تطول الى نهاية العمر.
الوخزة الخامسة:
عندما نذرف الدموع على أمل أن نغسل الامنا ونبرئ جراحنا بملحها ، فنجد انها تسقي الذكريات فتنمو وتترعر وبالرغم من هذا لا نستطيع قمع دموعنا لإن من يقاومها يقاوم طبيعة الاشياء.
الوخزة السادسة:
عندما يصبح شعور الفقد كالرمال المتحركة نغوص فيه رغماً عنا ونبقى معلقين على أمل النسيان لينتشلنا من هوة الحزن ، ولكن تتأمر ذاكرتنا علينا وتراشقنا بالذكريات فنغوص في شعور الفقد أكثر وأكثر
.
الوخزة السابعة:
عندما نضحك ونبتسم امام الجميع ونتصنع السعادة واللامبالاة برغم الألم ،وعند أول منعطف خالي من الفضوليين ننكفئ على أنفسنا ونكتشف بإننا مملؤين بالحزن ، نتحسس جراحنا فنجد بإنها مازالت رطبة، فنتيقن بإننا أصبحنا مزيفين نتصنع كل شيئ ، ببساطة نتصنع الحياة.
الوخزة الثامنة:
بالرغم من إننا نعلم جيداً بإن لكل بداية نهاية الإ اننا نستعذب إجترار طعم البدايات الذي يحمل نكهة فاكهة
القطفة الاولى، ويظل شبح النهايات يرعبنا كل ما لاح لنا ليذكرنا بمرارة وداع المواسم.
الوخزة التاسعة:
عندما ترقد مشاعرنا مستسلمة في غرفة الإنعاش بعد ان نستنفذ كل وسائل العلاج ويصبح لزاماً علياً ان نعترف بحقيقة واحدة وهي اننا وصلنا المحطة الأخير
الوخزة العاشرة:
عندما يخلو قاموس الأبجدية من كل الكلمات ولا يبقى امامنا إلا كلمة وداعاً.
سلوى حمّاد