التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,822
عدد  مرات الظهور : 162,208,314

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07 / 06 / 2009, 27 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

" مرابط في غزة " قصة قصيرة بقلم / سليم عوض علاونه

قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
غــــزة الصمـــود

(( مرابط في غزة ))

إهداء متواضع .. عرفاناً بالجميل .. لـ " الدكتور العربي " .. المرابط في غزة .
--------------------------------
مَن منا لم يسمع بما حدث لغزة ؟؟ .. مَن في العالم لم يرَ حريق غزة ؟؟ .. العالم كله سمع .. العالم كله رأى .
حاول أن يعبر الحدود عله يخفف شيئاً من أنين ووجع الحصار المفروض على غزة ، شارك بعدة حملات مشتركة من أجل الوصول إلى غزة ، لفك الحصار.. ولكن كل محاولاته ومحاولات الآخرين باءت بالفشل ، كانت تصطدم بمعبر مغلق .. بل ومحكم الإغلاق ، وأوامر صارمة .. بل شديدة الصرامة .. وكان هذا وذاك كفيلاً بإسكات صوت أحلامه العريضة ووأدها في نفسه وقلبه .
فشلت محاولاته أكثر من مرة للوصول إلى غزة . المحاولات باءت بالفشل ، وفي كل مرة كان يعود إلى بلده والألم يعتصر قلبه .
واستيقظ العالم ذات صباح على " حريق غزة " .. " قتل غزة " .. تدمير غزة " .. جراح غزة . استيقظ العالم على شلال الدماء المنهمرة من الأجساد المحترقة .. مقطعة الأوصال .. المذبوحة حتى النخاع .. وعلى جرح واسع باتساع الكون .. من قبل عدو متغطرس ، في حرب قذرة .. شوهت تفاصيل الحياة .. وشوهت كل ما هو حيّ .. وأحرقت كل ما هو موجود .
وتوقفت الحرب المسعورة التي شنها العدو المتغطرس ضد بلد هو في عرف علم التاريخ والجغرافيا .. ما هو سوى رقعة أرض صغيرة .. يعيش عليها شعب مظلوم .. محروم .. جائع .. محاصر . ولكنه شعب ضرب المثل الأعلى لمعنى الإباء والشمم .. وقوة المراس . والصمود الأسطوري .
وانهالت الوفود الطبية .. الاجتماعية .. العلاجية .. الإعلامية .. تحمل ما استطاعت حمله من حمل متواضع بالنسبة لحجم الكارثة .. دواء .. غذاء .. وقلوب مضطربة ... حاولوا تضميد جراح غزة النازفة بغزارة .. المحترقة حتى النخاع .. حاولوا إطعام الأفواه الجائعة .. المحرومة حتى الموت .. حاولوا مواساة النفوس الحائرة .. المضطربة حتى الثمالة .
" الدكتور العربي " كان ضمن أوائل أفواج القادمين .. من أوائل الذين وصلوا .. من أوائل الذين صدموا بما رأوا .. بما شاهدوا .. من دمار وحريق وموت يفوق آلاف المرات ما رأوا وما سمعوا من وسائل الإعلام المختلفة ، وكان أول ما فعله عند دخول الحدود .. أن خر ساجداً لله شاكراً ..
" الدكتور العربي " رجل متواضع في كل شيء .. في حديثه العذب .. ابتسامته الرائعة .. جسده النحيل .. ولحيته الرقيقة ..
ما إن يسأل أحد " الدكتور العربي " عن مهنته .. وظيفته .. حتى يجيب والابتسامة الملائكية تغطي محياه .. " مرابط في غزة " .
عمل في مساعدة الطواقم الطبية التي دخلت غزة بكل ما لديه من قوة .. علم .. خبرة ودراية .. بكل جد واجتهاد ..
كان يتألم لألم طفل مصاب .. يبكي لبكاء طفلة فقدت أبويها تحت ركام منزلها .. كان يبتسم ابتسامة عريضة .. ملائكية في وجوه المرضى .. المصابين .. بينما هو يتألم من الداخل .. يتمزق .. يحترق .
أسعدني الحظ بأن كنت ضمن المستقبلين للوفود القادمة .. التي دخلت غزة لتداوي جراحها .. وتخفف عنها المصاب الجلل . .
لفت نظري إلى الرجل ابتسامته الملائكية رغم الموقف العصيب ، فغبار الحرب لم تنقشع بعد.. أناقته المتواضعة .. مشيته الهادئة المتزنة .. ثقته الكبيرة في نفسه .. خفة وزنه ورشاقته .. وقامته القصيرة ( العملاقة ) .
صافحت الرجل بحرارة وكأنني أعرفه منذ مئة عام .. ألف عام ، عانقته بسعادة .. ضممته إلى صدري .. إلى قلبي .. فشعرت بعظام صدره وكأنها تتألم وتشكو شدة ضغطي عليها لرقتها .. لم يتأوه .. لم يتألم .. لم يشكُ .. ظل يبتسم ويبتسم .. شعرت بمدى رقة الرجل .. رقة جسده .. رقة قلبه .. رقة عظامه .
اقترحت مرافقته لأخذ قسط من الراحة بعد عناء يوم سفر طويل .. وتعقيدات معبر قاتلة .. تلاشت الابتسامة عن محياه الملائكي .. اكفهر وجهه .. دمدم بصوت يقطر ألماً :
- ما جئت إلى هنا لكي أرتاح .. أنا هنا للعمل .
صادق الجميع .. أصبح لهم الأخ الروحي .. الأب الرءوف .. والطبيب المداوي الذي كان يعمل كل ما في جهده للتخفيف عنهم وبأقصى ما يستطيع .. كان يكرر دوماً : " كم أحب هذا الوطن .. كم أحب هؤلاء القوم " .
... وكان لا بد من الفراق ؟؟!! .. لا بد من لحظة الفراق .. فلكل بداية نهاية ..
فللرجل في بلده زوجة وأطفال في انتظاره للعودة إليهم .. وللرجل بيت وأهل هناك ينتظرون عودته بعد طول غياب ..وللرجل عمله الوظيفي .
وكان لا بد من لحظة الفراق العصيبة ..
كان موعد المغادرة قد تحدد وبشكل نهائي وباتٍ ..وكان على جميع الوفود مغادرة القطاع .. الطبية .. الاجتماعية .. الإنسانية .. ووفود تقديم المساعدات بشتى أطيافها بلا استثناء ..
أصعب لحظات العمر كانت تلك .. وأقساها ..
كيف سيسافر الرجل .. صاحب الذكريات ؟؟!! .. صاحب اليد الطولى .. صاحب السجل الناصع ..كيف ؟؟ .. كيف سيسافر ويترك كل هذا ؟؟!! .. كيف يتركنا ؟!! كيف يترك الجرحى .. المصابين .. والذين ما زالوا في حاجة لإكمال شوط العلاج ؟؟.
من سيجفف الدموع في المآقي غير هذا الرجل .. الطبيب .. الطيب .. الرجل .. الإنسان ؟؟!!
كيف ؟؟ ومليون كيف ؟؟
وكان لا بد من لحظة الوداع .. ويا له من وداع ..
رافقته بسيارتي المتواضعة وحتى المعبر .. انضم الرجل للوفود المغادرة .. بدأت الاستعدادات والترتيبات الرسمية من أجل إتمام إجراءات المغادرة للوفود .. إلى الجانب الآخر من المعبر .. لبداية رحلة العودة لأوطانهم ..
غالبتني الدموع .. تملكني الأنين .. مزقني الألم .. .
انتهت الإجراءات المعقدة للسفر .. بدأ الجميع بالتحرك للمغادرة ..
اندفع الرجل نحو زملائه .. راح يصافحهم واحداً واحداً .. يحتضنهم واحداً واحداً .. ويقبلهم واحداً واحداً .
استدار الرجل نحوي .. جهزت نفسي للحظة الأخيرة .. لحظة الوداع .. حاولت أن ألملم شتات نفسي .. حاولت أن أكتم ألمي .. أن أحبس دموعي .. فها هي اللحظات الأخيرة .. وها هي النهاية .. للوداع .. قد أزفت .
فتحت ذراعيّ عن آخرها .. لأحتضن الرجل .. لأضمه .. إلى صدري .. إلى قلبي ..
سأحتضنه .. سأضمه بقوة .. رغم معرفتي الأكيدة بأن عظامه رقيقة .. ولن تتحمل .. عليه أن يتحمل .. فسوف تكون هذه هي المرة الأخيرة التي سأحتضنه فيها .. وأضمه .
أغمضت عينيّ .. حتى لا يرى دموعي .. وحتى لا أراه وهو في اللحظات الأخيرة للوداع وهو يبكي .. أردت أن أحتفظ بصورة ابتسامته الملائكية إلى الأبد .
انتظرت .. وانتظرت .. هي ثوانٍ في عمر الزمن .. ولكنها دهور في حساباتي ... طال انتظاري .. ولم يصافحني الرجل ؟؟!! .. ولم يحتضنني .. مصافحة واحتضان الوداع الأخير ؟؟!!
بينما كنت مغمض العينين .. كنت أسمع صوت أقدام الوفود المغادرة وهي تبتعد عني.. تتلاشى تدريجياً .. إلى الأبد .
اعتقدت جازماً بأن الرجل قد غادر مع الوفود .. يبدو أنه قد نسي وداعي في خضم لهفته للعودة إلى وطنه .. على أقل تقدير .. يبدو أنه لم يتحمل لحظة الوداع .. فآثر المغادرة دون وداع ..
بعد لحظات حسبتها دهراً .. وبعد أن ابتعدت أصوات الأقدام المغادرة وتلاشت بشكل نهائي .. وبعد أن تلاشت كل الأصوات والهمهمات .. .. قررت أن أقفل راجعاً إلى غزة .. لكي أستعد لتضميد جراحها .. وجراح نفسي من جديد .
وكان عليّ أن أفتح عينيّ قبل البدء برحلة العودة .. وقد كان .
فتحتها .. فرأيت .. رأيت طيف الرجل .. يتراءى لي من بين الدموع الكثيفة .. بابتسامته الملائكية المعهودة .. مددت يدي إلى عينيّ .. كي أزيل الغمامة .. كي أزيل الدموع... أزيل شبح الرجل ..
زالت الغمامة .. زالت الدموع .. ولكن شبح الرجل لم يذهب .. لم يتلاشَ ..
اقترب مني .. لم يعانقني .. لم يحتضنني ؟؟!!
أمسك بيدي .. قادني نحو السيارة .. هتف جذلاً :
- هيا بنا .. الآن ها أنا أعود مرة أخرى إلى وطني الحبيب .. إلى غزة ...

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 06 / 2009, 45 : 12 AM   رقم المشاركة : [2]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رد: " مرابط في غزة " قصة قصيرة بقلم / سليم عوض علاونه

الأخ العزيز سليم عوض علاونه

كما عودتنا دائما , تقدم لنا الجميل والممتع من
القصص والصور الرائعة .
أسجل لك هنا إعجابي وتقديري.
توقيع بوران شما
 بيننا حب أمامنا درب وفي قلوبنا أنت يارب
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(( الأمير أحمد )) قصة قصيرة بقلم / سليم عوض علاونه سليم عوض علاونة الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 19 / 06 / 2009 20 : 07 PM
( امرأة من بغداد ) قصة قصيرة بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه ) سليم عوض علاونة الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 09 / 06 / 2009 25 : 10 PM
" وردة " فصة قصيرة بقلم / سليم عوض علاونه سليم عوض علاونة الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 3 06 / 06 / 2009 09 : 02 PM
(( ست الحبايب )) قصة قصيرة .. بقلم / سليم عوض علاونه سليم عوض علاونة الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 3 01 / 06 / 2009 23 : 02 AM
عاجل: مؤتمر "للكفار المسلمين" في أمريكا "لإصلاح الإسلام" محمد هجرس الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل 1 13 / 03 / 2008 01 : 02 AM


الساعة الآن 09 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|