الظلمات الثلاث في سورة الزمر و تفسير الآية:6
بسم الله الرحمان الرحيم
قال تعالى :"خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون"
سورة الزمر/آية:٦
الظلمات الثلاث التي ذكرها عز وجلا المقصود بها:
*1ظلمة الرحم
*2ظلمة المشيمة
*3ظلمة البطن
تفسير الآية :
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} أي خلقكم أيها الناس من نفسٍ واحدة هي آدم، وهذا من جملة أدلة وحدانيته، وانفراده بالعزة والقهر، وجميع صفات الألوهية {ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} أي ثم خلق من آدم حواء ليحصل التجانس والتناسل، قال الطبري: المعنى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} يعني آدم {ثم خلق منها زوجها} يعني حواء خلقها من ضلعٍ من أضلاعه {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} أي وأوجد لكم من الأنعام المأكولةوهي : الإِبل، والبقر، والغنم، والمعز، ثمانية أزواج من كل نوعٍ ذكراً وأنثى، قال قتادة: من الإِبل اثنين، ومن البقر اثنين، ومن الضأن اثنين، ومن المعز اثنين، كلُّ واحدٍ زوج، وسميت أزواجاً لأن الذكر زوج الأنثى، والأنثى زوج الذكر، قال المفسرون: والإِنزالُ عبارةٌ عن نزول أمره وقضائه {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ} أي يخلقكم في بطون أمهاتكم أطواراً، فإِن الإِنسان يكون نطفة، ثم علقة، ثم مضغة إلى أن يتم خلقه، ثم ينفخ فيه الروح فيصير خلقاً آخر {فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ} هي البطن، والرحم، والمشيمة وهو الكيس الذي يغلّفُ الجنينء {ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ} أي ذلكم الخالق المبدع المصوّر هو الله ربُّ العالمين، ربكم وربُّ أبائكم الأولين {لَهُ الْمُلْكُ} أي له الملك والتصرف التام، في الإِيجاد والإِعدام {لا إِلَهَ إِلا هُوَ} أي لا معبود بحقٍ إلا الله ولا ربَّ لكم سواه {فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}؟ أي فكيف تنصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره ؟.
صدق الله العظيم و سبحانه تعالى خالق كل شيء .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|