رد: هل يقود التعنت الاسرائيلي الى فرض حل دولي ؟!
لا بد هنا من فهم دوافع السياسات الدولية. هناك قلق مما يجري في الشرق الأوسط. اوروبا أكثر قلقا نتيجة قربها من ساحة الحدث وتأثيره المباشر عليها. ومن المهم ان نشير ان اوروبا بدعمها للسلطة الفلسطينية توفر على اسرائيل مليارات الدولارات سنويا.هذا يجعل العقلية الاحتلالية أكثر تمسكا بنهجها. الدعم الأوروبي هو بهدف محدد ، بناء البنى التحيتة للدولة الفلسطينية العتيدة.
هذا لا يحدث بالشكل المتوقع. اسرائيل لم تسلم بعد مناطق ب للسلطة الفلسطينية من الناحية الأمنية. ومناطق ج لا تزال بسيطرة مطلقة مع اسرائيل وتتصرف فيها كما يحلو لها.
المياه تحت السيطرة الكاملة للإحتلال, حصص الفلسطينيين لا تتجاوز ال 50 لتر مياه وبعض المناطق لا تصل الى 30 لتر بينما حسب المفاهيم الدولية الحد الأدنى للمياه للإنسان يجب ان لا يقل عن 100 لتر مياه يوميا.
اذن الدعم الأوروبي الاقتصادي للفلسطينيين يوفر على اسرائيل. المفارقة هنا غريبة من نوعها. الدعم انطلق من مفهوم ان الدولة الفلسطينية ستقوم قبل نهاية القرن الماضي حسب اتفاقات اوسلو.
هل بامكان اوروبا ان تفرض حلا؟
لا ارى ذلك . لها دورها ، ضغطها ، تأثيرها .. بدون تحرك الراعي الأمريكي للإبن العاق لن يكون حلا.
التحرك الأمريكي مرهون بمصالح دولية عديدة. اسرائيل توفر لها ما لا يوفره لها العالم العربي في المجالات الأكثر اهمية في عالمنا المعاصر: الهايتك، تطوير السلاح، كون اسرائيل قاعدة عسكرية ومخزنا متقدما للسلاح.العلوم والابحاث التي تستفيد منها الولايات المتحدة. بمواجهة عالم عربي مفكك، بلا هوية قومية. الهوية السائدة دينية وضررها اكثر من فائدتها بكونها تزيد الواقع العربي تفسخا وانشقاقا على صعيد ديني وطائفي واثني.
الدين لا يوفر للولايات المتحدة فوائد .. بل اشكاليات التطرف.
لا دين للدول . والويل من دولة تنتظم تحت شعارات دينية. ستجد نفسها دولة قرون وسطى في القرن الحادي والعشرين.
المشكلة في غياب نظام عربي ، في غياب دولة عربية تفكر بعقلية المصالح. في غياب حريات اجتماعية ودينية . تحول الهم العربي الأساسي الى الصراع السني الشيعي والاسلامي مسيحي عدا الصراعات الاثنية. العلوم في الحضيض وادنى من الحضيض. العقول العربية تهاجر وتسبب خسائر بالمليارت .. من يقلق؟ بشار الأسد ام حسني مبارك ام بن علي ام القذافي او اللاحقين؟ هل يؤثر هذا على فسادهم ونهبهم للثروة الوطنية وافقار الشعب وقمعه؟
والسؤال الحرج ، وساكون فظا : هل توجد دولة عربية في المفهوم السياسي الحديث للدول؟ ام هي صيغة للقبيلة بشكل مغلف باسم دولة؟
الدين لا يمكن ان يقدم للمجتمعات العربية اي حل لمشاكل التطور وبناء نظام مؤسسات مستقلة. نستطع ان نستبدل الاسنبداد السياسي باستبداد ديني، والويل اذا التقي الاستبدادين السياسي والديني.
كل هذه العوامل تؤثر على حل القضية الفلسطينية,
العرب لم يكونوا جادين اطلاقا بالاستعداد للحل من موقف قوة سياسية وعسكرية ومكانة دولية .
حتى مشروع السلام العربي يعطي اسرائيل كل مطالبها الأساسية بما فيها ايجاد حل لمشلكة اللاجئين في دولة فلسطين والدول العربية. وبقاء مستوطناتها وتبديل بعض الأراضي مقابل اعتراف شامل من العرب والمسلمين بدولة اسرائيل.
اسرائيل ترفض لأن أطماعها لم تصل نهايتها بعد.
حل دولي؟
كل حل قادم سيكون متأثرا بمواقف دولية. ولكن الحل الدولي لن يكون مطلقا, اسرائيل ليست العراق. اسرائيل ليست مصر. اسرائيل ليست 350 مليون عربي بلا قيمة على الساحة الدولية.
كلامي فظ؟
الحل سيبدأ بالتغيير في العالم العربي.
لا ارى الحل قريبا. ارى المزيد من الاستيطان والدعم الأمريكي.وربما توقف اوروبا دعمها الذي يوفر على اسرائيل. سيكون كارثة للفلسطينيين ولكنه الزاما لاسرائيل بمسؤوليتها عن المواطنين تحت الاحتلال بات ضروريا لإرباكها اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.
المصير الفلسطيني بائس وبائس جدا. والانقسام مدمر واستمرار نهج حماس يقود الشعب الفلسطيني الى حالة ضياع رهيبة. لا ادافع عن السلطة وعن اخطائها. ولكن نفي شرعيتها وهي الجسم المعترف به دوليا هو تصرف احمق. نتائجه تبرز بقوة اليوم، خاصة بعد ما جرى في سيناء من عناصر خرجت من غزة.
حل دولي. طبعا للدول مواقفها وتأثيرها. اولا تعالوا نعرف كيف نتعامل كدول عربية مع امريكا من منطق المصالح، النفط والتجارة والقواعد العسكرية .. عندما اشتري العرب في السنة الأخيرة فقط ما قيمته 65 مليار دولار اسلحة امريكية فهم ينقذون الاقتصاد الامريكي في ساعة ضيقه، من المستفيد غير اسرائيل؟ . هذه ليست لغة مصالح ، بل لغة دعارة سياسية.من ناحية اخرى لا يمكلك العرب علوم ولا ابحاث تستحق ان تشد الامريكان او دول الغرب كلهم يريدون الحصول من اسرائيل ، حتى روسيا ، على الهايتك والتكنلوجيات المتطورة .وبالطبع لا يطمعون بالحصول على تكنولوجيا الفتاوى المدمرة لكل ما هو عقلاني في مثل فتاوى ارضاع الكبير والجماع مع الجثة الجديدة وغيرها من الهرطقة ... وهي تشكل اوتسترادا عربية نحو الاندثار.. اذا لم توقف بقوة.
واعذروني على فظاظتي !!
|