تداعيات مجنون رسمي 14 أو اتقي شرّ من أحسنت إليه
تداعيات مجنون رسمي 14
تبتعد عيون لتقترب أخرى ... وتقترب ألسن الواهمين بأن الصيد ثمين ... وأن الزمن لصالحهم هم فقط ..لتدوين الوهم ... تاركين بصمة رجس على صدر الأيام الذليلة ... ورخو دائم في تفاصيل 'القلم وما يسطرون'.
تتابع الصور مركزية الكلام... وتتأجج ظلمة ورقة التوت الأخيرة... التي تغطي عورة التكوين في صميم صلاة الغائب...ليت برق البحر يخطف إنشاءات الحبّ ... مدينة لا حبّ فيها ..ميت لا قبر له...وجناح، كلّ كسور الكون فيه...إذا اتقي شرّ من أحسنت إليه ... حتى لا يغوط في سراويله . ويكبّل حلق الساعات السعيدة بطهارة مفتعلة .. من صميم ماء آسن ..وغرين.. لتطويق غابة الخلد وما يصفون.
هناك على الطرف الآخر من النمط... نماذج للخوف الباسل... وشغف بوهيمي بأوتار الرضا والنور ... والصبايا الحور ...وهناك صدف للكشف عن خبايا القصيدة ... هي كلمة وحيدة ...مجرّد كلمة تحمل على كاهلها تاريخ الكلم... والمتردّم...والمتفحّم من صور انفجار النعوت ... لكم صوت ؟ ... لي صوت أيضا سيظل صادحا حتى أموت ...
كلمة هي مفتاح لأول التناهيد ... ومصيدة لأقفال كونية جاهزة لإغلاق الحرث والنسل ونمى الفكر الحرّ ... بوسواس قهر القلم وما يسطرون ... لكن للناس مذاهب في الحب ..لذالك تراهم يهرولون نحو ظلّهم المنحوت على صخرة سقراط ...
كلمة هي مفتاح لأول همسة حرّية ... تحرر نيّة الكوني والإنساني من الإغفاء في إسطبل الخيول العربية الأصيلة... وتكون ومضة ... تكون قصيدة سليلة نوح بطوفانه ... وموسى بعصاه... وعيسى بصليبه ... وأحمد بقرآنه ... وخصوصا يوسف بجماله ... وعلي بسيفه الذي يقاتل الفقر ...
للناس مذاهب في الحبّ ... وفي حمل الكرب حتى آخر حفرة نؤوب إليها ... كم يكون الكرب جميل حين يرتبط بحب أنثى الليل ... وكأس دهاق.. مزاجها كافورا... وكم يكون الليل أجمل حين يقصر حيث يطول في حضن 'حصن حصين' بثديين من جمر... وفخذين من مرمروعنبر... تلعق من سمرتهم خمره العشق الماكرة اللعوب ... حين تعانقهم... تخال نفسك تعانق الوطن 'بطم طميمه'... بجماله ... وجحيمه ...لذالك أعلن الآن.. وعلى الملأ بأني مجنون رسمي بحب الوطن.. كما أشاء له أن يكون في عيوني ... التي تعبت من حصد جماله ..وآياته المبينات ...التي تعمي عتاة الكون.. في سبيل امتلاكها وكنزها له وحده.. بأنانية المستعمر ...
نعم سأستعمر وطني.. بجنوني الحنون على كلّ عود ياسمين ليلة صيف.. على شواطئ الليل القمري الذي يغزل من شعاع الروح موجة عمر.. في شعر لوكأنه قرآن المجانين.. المتحدين من شرق لغرب ومن شمال إلى جنوب .. فلا نتوب عن حبّ المعبودة ...هي السحر الذي يتلألأ ..الوضّاء في دجى العمر الأخرس ..الذي يمضي إلى مستقرّ في قلب الفلّ .
مجنون أنا.. مستعمر لبلادي.. بالحبّ وبالأغاني ..وبسحر البيان ..وبغزلان الليل والعشية ... مجنون أنا ورسمي. بالزمن الجميل الذي كان ... وكلّ شيء أصيل من الذي كان .. مفتون أنا بذياك الزمان.. الذي..له سلطان علي لأن كل ما فيه تونسي فقط للتونسي .. وهناك حضور للأخر لمن يريد التذوق من طبق المقارنة...لكن الذي يرد ويفد من الجودة بمكان يعجز عن هضم حقّه إنسان ... وأعود لأذكّر بما قاله غاندي العظيم ...بما معناه ' سأفتح نوافذي لتبلغني رياح الكون من الاتجاهات الأربعة . على أن لا تقتلعني ريح منها من روحي وجذوري. ' ..
نعم أنا مجنون رسمي ببلادي .. وبلادي ' وإن جارت علي عزيزة ' .. لكن لي الحق في القول ولكم حقّ العمل .. على أن تحترموا الحب أولا وأخيرا...لسنا 'مطورنين' حتى تقيسوا على أجسادنا طول الشارع وعرضه ...
نحن العاشقين نعلن ما يلي:
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|