[مازن شما]

[align=justify]

الدلالات المسكوت عنها لاستهداف الأقصى..

بحسب حارس الأقصى البطل الشيخ رائد صلاح، فإن الإسرائيليين باتوا يقيمون منشآت تحت المسجد الأقصى بعد أن أقاموا كنيساً تحته، كما أقاموا مركزاً أسموه قافلة الأجيال، وهم يخططون لإقامة مدينة مصغرة يهودية تحت المسجد، ويخططون لربط هذه الحفريات مع حي سلوان بواسطة أنفاق تحت الأرض، بل إنهم يخططون لربط هذه الأنفاق مع بعض المباني الوزارية الإسرائيلية بواسطة أنفاق تحت المسجد.
أياً يكن الجديد في ملف الاستهداف لهذا المسجد، فإن المسلسل ليس في وارد التوقف، فبحسب بن غوريون "لا معنى ل"إسرائيل" من دون القدس، ولا معنى للقدس من دون الهيكل". والنتيجة هي أن الإسرائيليين بعلمانييهم ويسارييهم ويمينييهم وحاخاماتهم يتوحدون خلف ملف "جبل الهيكل"، وقد قرأنا وسمعنا يوسي بيلين، "حمامة السلام" الإسرائيلي المعروف، وصاحب وثيقة جنيف الشهيرة، يقول إن جبل الهيكل بالنسبة لليهود، جميع اليهود، هو بمثابة مكة أو الكعبة بالنسبة للمسلمين، ما يعني أن أحداً ليس في وارد التنازل في هذا الملف، مع فارق في التفاصيل بين هذا الفريق وذاك .
ثمة قضية مهمة يتناساها الكثيرون من أولئك الراكضين على الدوام خلف سراب التسوية، وهي أن الانتفاضة التي لم تختم فصولها بعد هي انتفاضة الأقصى، وكانت انطلاقتها رداً مباشراً على استهداف شارون للمسجد، وإن كانت الظروف الموضوعية الأخرى هي التي وفرت إمكانية استمرارها، كما يتجاهلون أن انتفاضة أخرى سبقتها باسم انتفاضة البراق، وأخرى باسم انتفاضة أبو غنيم، رداً على مستوطنة أبو غنيم في القدس.
نعم، ما يجري هو محض تذكير بما يمكن أن تؤول إليه عملية التسوية في القريب عندما تطرح ملفاتها الأهم، ومن بينها ملف القدس والمسجد الأقصى، فضلاً عن ملف اللاجئين، ومن بعده قضايا السيادة والأرض.
ما يجري في القدس ينبغي أن يذكّر الراكضين خلف أوسلو الجديدة، بل لعلها المتاهة الجديدة، بأن الجدار المسدود في انتظارهم بعد وقت لن يطول، تماماً كما وقع للرحلة السابقة التي ارتطمت بجدارها المسدود في كامب ديفيد عام 2000، على رغم ما قدم من تنازلات، بما فيها الاستعداد الضمني للتنازل عن حق العودة، ونعلم أن ملف القدس والمسجد الأقصى هو الذي فجر الموقف في نهاية المطاف، عندما تبين أن الإسرائيليين لا يريدون جزءاً من الشق العلوي من المسجد، بل يريدون سيادة على الشق السفلي منه، بما ينطوي عليه ذلك من دلالات تتصل بمستقبل وجوده .
ينبغي أن يتذكر أصحابنا ذلك كله في سياق رحلتهم الجديدة، كما ينبغي أن يتذكروا أن قطاع غزة لم يتحرر إلا بالعسكرة والمقاومة المسلحة التي طالما سخر منها الكثيرون، وليعلم المعنيون أنهم إزاء رحلة تيه جديدة، ولو تدبروا الموقف لانصبت جهودهم على بناء وحدة حقيقية. وحدة على قاعدة المقاومة الشاملة بعنوان واضح هو دحر الاحتلال، لا وحدة على قاعدة تثبيت ما يسمى التهدئة وإطلاق رحلة مفاوضات معروفة النتائج، بل يعلم العقلاء أنها نتائج لن تصل بحال من الأحوال سقف ما عرض في نهاية الرحلة الأولى.
هل ابتعدنا عن موضوع المسجد الأقصى؟ كلا لم نبتعد، إذ إننا في صلبه تماماً، فما يحمي المسجد ليس أن يبادر كل طرف عربي وإسلامي إلى إصدار بيان يحذر من مغبة المساس به، وكفى الله المؤمنين القتال، فيما مسلسل استهدافه ماض من دون توقف، وإنما أن تعود المقاومة إلى ساحة الفعل وصولاً إلى دحر الاحتلال عن المسجد، كمحطة لإنهاء مشروعه تماماً .
لسنا متأكدين مما يمكن أن يجري للمسجد الأقصى، ولكننا متأكدون من أن المسلسل لن ينتهي ببناء الهيكل، بل سينتهي بنهاية المشروع الذي جعل بناء الهيكل عنواناً لانتصاره الأخير، ومن يعش ير.
الدستور الأردنية[/align]