[طلعت سقيرق]

[align=justify]
المركز الثقافي العربي في كفر سوسة كان محتفيا بمهرجانه الشعري الأول من 7 ولغاية 11 أيار 2006 ، حيث كثرت أسماء الشعراء ، بل زادت وصولا إلى ستة عشر شاعرا ، إضافة إلى مسك الختام في اللقاء الذي تم مع الشاعر خالد أبو خالد يوم الخميس 11/ 5 / 2006 .. وهو اليوم الذي سأتحدث عنه تاركا الحديث عن بقية الأيام للشاعرة الصديقة مادلين إسبر التي كانت من بين المشاركين في المهرجان ، والأقرب إلى الحضور المستمر لكل أيام المهرجان ، وإن كنت أمرر ملاحظة هامة تقوم على نقطتين الأولى ، غياب الجمهور ، والثانية الخلط والضياع في انتقاء الأسماء التي يفترض أن تعبر عن المشهد الشعري !!..
من المعروف حضور خالد أبو خالد بقوة وتميز في المشهد الشعري العربي والفلسطيني .. فرحلة الشاعر متنوعة غنية نشيطة معطاءة .. وميزة أبو خالد شحنه القصيدة بقفزات أعطته القدرة على التجديد الدائم .. والأمسية التي بدأت بالأسئلة ، غاب عنها أكثر الشعراء الذين كانوا ضيوف المهرجان في الأيام السابقة ، هذا إذا أبقيت على شيء من التفاؤل ولم أعمم ظاهرة الغياب .. !!.. والمفروغ منه أن الشاعر أبو خالد هو الاسم الأبرز بامتياز والأهم في المهرجان !!.. بدأ الحوار في العودة إلى البدايات وما هو فلسطيني في ذاكرة الشاعر ورحلة حياته ، فانفتح الجو بشحنته وفضائه على بيت الوالد الشهيد ، والد الشاعر خالد أبو خالد ، وعلى أساتذة أعطوا دروسا في الشعر والنضال كالشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود صاحب " سأحمل روحي على راحتي".. ومن بعد رحلة الشاعر الطويلة والمضنية في التنقل والعمل ، ومساهمته الفعلية فيما بعد بالثورة.. ومعروف أن الشاعر خالد أبو من شعرائنا الذين أتوا القصيدة مسكونين برائحة البارود وفعل المقاومة ، بكل المعاني ..
يصعب اختصار رحلة وتجربة خالد أبو خالد وحديثه الذي تعدد في التعرف على دروب التجربة،
لكنه الحوار والحديث الذي كان غنيا مفيدا لدراسة قصيدته ، خاصة الملحمية منها والتي تعنى بإعطاء الملحمة دورا معاصرا في الاستفادة من الإسقاط والامتداد .. كما يفيد الحديث الذي جرى مع الشاعر إجابة على أسئلة كثيرة طرحت في التركيز على تواؤم القصيدة والموقف .. فخالد أبو خالد من الندرة الذين طابقوا تماما بين القول والفعل ، فلم تكن قصيدته زائدة كلامية ، بل كانت بامتياز تعبيرا عن موقفه وتجربته وخوضه لغمار الفعل ..
والشيء المهم الذي أشار له الشاعر والذي يفترض الانتباه له كثيرا ، وحدة الهم ، وتعميم القضية وإعادتها إلى المسار الصحيح لتكون قضية عربية .. وفي الأدب رأى الشاعر أن الأدب الفلسطيني ليس بالضرورة أدبا كتبه من يحملون الهوية العربية الفلسطينية ، بل هو الأدب الذي يكتبه كل أديب عربي عن فلسطين .. ومثل هذه النقطة يفترض باعتقادي أن تعود إلى وجهها الحقيقي ، حيث خسرت القضية العربية الفلسطينية الكثير، حين حصرت بين قوسي القطرية ، مما أفقدها بريقها وأهميتها وفضاءها الطبيعي ..
بعد الأسئلة التي طرحت على الشاعر خالد أبو خالد ، والأجوبة التي وضع فيها الكثير من جوانب التجربة الغنية .. قرأ من قصائده في تعدد زمن كتابتها وتنوعه وصولا إلى جديده .. والأبرز في قصائد أبو خالد الثبات على الموقف .. فالتراخي بالنسبة له جريمة لا يفترض أن يقترفها أي كان ، فكيف الشاعر ؟؟..
لقاء مع الشاعر خالد أبو خالد .. لقاء غني مفيد ومعبر .. لقاء امتد لوقت طويل .. لكن الشاعر أبو خالد قادر على حمل أمسية تمتد وتطول في زمنها .. والعتب كل العتب على حضور ، خاصة الشعراء والأدباء ، يبقى محتاجا إلى الكثير كي يكون حضورا يليق بالشعر والشعراء .. !!..

[/align]