ق ق ج في سطور
[align=justify]
القصة القصيرة جدا هي قصة لا تتجاوز كلماتها الصفحة الصغيرة الواحدة ، أي يفترض ألا يتجاوز عدد الكلمات المئتي كلمة ، دون التقيد الحرفي بهذا العدد لأنه تقريبي وافتراضي .. وهي تعتمد الحكاية والقص دون جدال ، ومن الطبيعي أن نجد الشخصية والفعل أو الحدث في داخلها وإن إيحاء وإيماء، وهذا يعني وجود الحركة والزمان والمكان في إهابها .. ولا نسمي مالا يعتمد كل ذلك قصة .. لذلك يفترق المثل والحكمة والنكتة وما إلى ذلك عن القصة القصيرة جدا ، ولكل منها تسميته وجذوره وأصوله .. وتجدر الإشارة إلى أن القصة القصيرة جدا ، كجنس أدبي مستقل ، انطلقت في العام 1970 تقريبا ..
وكما قلت سابقا في مقالة موسعة ، فإنني أجد أنّ التركيز والتكثيف والإيجاز والصور السريعة والإيحاء والإدهاش ، والاختيار الذكي الثر للمقدمة والنهاية ، من أهم صفات القصة القصيرة جداً . وظني أنّ الوصف يجب أن يكون مختصراً أشدّ الاختصار، وأنّ الشخصيات يجب أن تحضر بكثافة وقوة ، وأنّ الحدث يجب أن يكون متحركا غنيا نابضاً على الأغلب . وفي كلّ الأحوال ، على القصة القصيرة جداً أن تترك أثراً ودهشة ومغزى ورعشة إعجاب ..وفي التعريف فإنّ القصة القصيرة جداً ، هي القصة التي تقدم الحدث والحبكة والشخصيات في سطور قليلة.. فهل هناك أشياء أخرى ؟؟..
ما يتعلق بالقصة القصيرة جدا بشكل عام أوردته في المئتي كلمة السابقة عن قصد، لأقول إن هذا العدد من الكلمات يمكن أن نقول من خلاله الكثير ، وبشيء من التكرار والإعادة أحيانا .. ولا أدري حتى الآن لماذا يعترض البعض على تحديد طول القصة ، مع أننا من خلال كلمة " جدا " نركز على قصر القصة وتكثيفها قدر المستطاع .. صحيح أننا نتحدث عن هذا الشأن أو ذاك من شؤون القصة القصيرة جدا ، لكن كما ترى العين الثاقبة فكل شيء موجود في القصة القصيرة دون " جدا" .. وأي حديث يأتي ملتصقا ومداخلا لخصوصية القصة القصيرة جدا ، يأتي ليكون مترافقا مع " جدا " هذه .. فكيف وعلى أي أساس يجد البعض أنه من الممكن كتابة هذا الجنس في عدة صفحات .. كل المحددات يفترض أن تنطلق من القص وما يتعلق به ثم الالتزام بالتكثيف وعدم تجاوز السطور القليلة .. وطبيعي ، وكما أسلفت ، لا أعني أن تكون الكلمات كعدد محددة محسوبة ، لأن هذا يخرج عن الفن وأبعاده ، لكن تجاوز الصفحة الواحدة يعتبر غريبا في عالم القصة القصيرة جدا ..
أما ما له علاقة بالقصة القصيرة كالحدث والشخصيات والفعل والحكاية والزمان والمكان ، فكلها واجبة الحضور في القصة القصيرة جدا بذكاء وتميز كون القصر الشديد يلزم أن نستحضر كل شيء بنوع من الإيحاء والحركة السريعة وقطع كل زائدة .. وباعتقادي فإن اللجوء إلى الصفحات يعني تجاوز عملية التكثيف والتركيز الشديد وهو شيء يبتعد بما نكتب تماما عن القصة القصيرة جدا ، ولست أظن أنّ من يكتب هذا الجنس الأدبي تحديدا يريد بشكل ما العبور إلى الصب في جنس آخر لأن الكتابة مباشرة في هذا الجنس الآخر أفضل بكثير وتحت تسمية واضحة كل الوضوح لا لبس فيها ..في الختام ، أرى أن كتابة القصة القصيرة جدا الناجحة صعبة ، بل في غاية الصعوبة ، وليست سهلة كما يتصور البعض ، لأنها تتطلب مهارة وحذقا وتركيزا وتحديدا شديدا للخطوات ..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|