فلسطين الذاكرة
[align=justify]
نمشي في شوارع العمر ، نتجول في الطرقات ، تكبر فينا الأيام ويكاد المشيب أن يصبح زيتون القلب الذي لا يشيخ وإن اغتسل بكل البياض .. وهنا وهناك ، مع كل خطوة نمشيها ، ومع كل يوم يكبر فينا أو نكبر فيه ، تبقى فلسطين ذاكرة ووطنا ، تبقى شجرة أعلى من كل الأشجار ، ومسافة من الشوق لا تحد .. كم كان علينا أن ندمن هذا الحب ، وكم كان على هذا الحب أن يدمننا .. ولدنا في شوارع الغربة مهدنا الحنين إلى وطن سرقوه ، وكبرنا في شوارع المنفى وعيوننا معلقة بسماء وطن اغتصبوه ، وكان لنا أن كبرنا ونحن ندحرج الشوق كرة ثلج تزداد ضخامة كلما مرت الأيام .. فكيف لنا أن ننسى وبأي حال .. ؟؟!!..
مجنون هو الحب الذي فينا ن ومجنونة تلك الذاكرة التي نحمل ، ومجنون ذلك الحنين الذي نعيش .. كل ما فينا شوق بشوق ، وكل ما فينا حنين بحنين، وكأننا ما عرفنا في الأيام التي مضت وانقضت إلا تلك المعشوقة الحسناء فلسطين .. فهل كانت في الذاكرة أكبر من مجرد أن نحملها منذ الولادة ، لتكون شاطئ الذاكرة أو كل تكوينها ومادتها منذ الأزل .. وهل كان القلب إلا خفقة من شجر الزيتون في فلسطين ، حتى تشكلت الشرايين على هذا الشكل من صورة الوطن .. فلسطينية ملامحنا وأحاسيسنا وحتى أفكارنا .. فلسطينية كل أنفاسنا ، فكيف ننسى أجمل وأروع وطن ، وهل هناك أجمل وأروع من فلسطين ؟؟..
هي الذاكرة والبال والحب والقلب والعمر والأولاد والخطوة على الدروب.. كل الطرق تقود إليها ، وكل الدروب تسوقنا إلة شاطئ من شواطئها ، فكيف نقتلع الجذر من الجذر ن والحب من الحب ، والقلب من القلب .. صعب أن يفهم الاحتلال ماذا تعني فلسطين للفلسطيني ، لأنه يبقى غريبا عن أرضها بعيدا عن فهم سر وجدها .. لذلك تبقى فلسطيننا الذاكرة لنا والوطن الذي لا نرضى بديلا عنه .. ولن تكون العودة التي نريد إلا إلى فلسطين ..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|