| 
				
				الإنتظار//////للأديب الجزائري بغداد سايح
			 
 جلست تنتظره تحت شجيرة بلل المطر أوراقها،و راحت تنظر إلى ساعة يدها تارة و إلى السماء الملبدة بالغيوم تارة أخرى...كانت الدقائق تمر أثقل من خطوات عجوز و هي تتحرق شوقا لملاقاة سمير...بدت الأسئلة كفا يصفع وجهها ممتدا من زوايا ترشف آخر قطرات الأمل...هذه الشقراء الجميلة المتسعة العينين لا زالت تبتلع الثواني و تتجرع أجزاءها المرّة...لم يكن قلقها إلا امتداد حبال الغرور فليس هناك موعد بينهما و لكنها اعتادت في مثل هذا الوقت من الظهيرة أن ترى ذلك الشاب الأسمر الطويل القامة يدخل كلية البيولوجيا بحثا عنها..شردت سعاد بذهنها و أخذت تسترجع تفاصيل لقائها معه هذا الصباح....كانت نازلة من المكتبة و في نهاية الدرج التقت به، تبسّم و مد يده إليها بلطف، صافحها وبادرها بالكلام...*صباح الخير ..سعاد../كانتا عيناه كالظلام الحالك لا بريق فيهما أما شفتاه فلا تغادران ابتسامته البلهاء البريئة.
 *صبح الخير/ردت عليه و هي تداعب شعرها بأناملها الرقيقة و ترسل إليه نظرة تحمل ألف سؤال...
 *سعاد..أريد أن أحدّثك قليلا/قال هذه الكلمات متلعثما يكاد خفقان قلبه يمزقها إلى حروف لا معنى لها.
 *لا..ليس معي الوقت الكافي...أتمنى لك يوما سعيدا.تركته يلملم أجزاءه المتناثرة من مشاعر تكسرّ بعضها و هي تغادره.
 و قفت سعاد و ها هو " العبد المطيع" يخطو بسرعة نحوها..
 لقد تلاشت صور الماضي القريب و لا بدّ لها من مواجهة حاضرها سمير..سمير الذي يذوب كقطعة الشوكولاطة بحبها في حليب ساخن...سمير المسحور بجمالها و بصوتها الخافت المتدفّق حنانا و أنوثة كشلال من الألحان المقدسة...
 سمير عاشقها الأول و الأخير في معتقداته الغريبة فهو حينما يدخّن سيجارة لا يرى ذلك إلا من طقوس حبه لها.
 _لأديب الجزائري بغداد سايح_يتبع......(
 
 
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |