على ورقةٍ مُهمَلَةٍ، ُأدَوِّنُ شيئًا ما من حياتي
ألتقطُ ريشةً ،ألقاها طيرٌ مُسافرٌ مرَّ من ها هنا.
وأمشي بلا ترددٍ إلى مقعدٍ مهجورٍ ،وأبدأ كتاباتي
قبل عشرينَ عامًا من الآن مرَّ قطارُ الصِّبا عليّ، ألقى جمجمةً وبضعَ ذراتٍ من تراب ، وملأ سمائيَ بعضاً من دخان
صفقتُ له التقطتُ سنبلةً كانت مستلقيةً بجانبي ومضيتُ إلى حيثُ أنا
كتمتُ أنفاسيَ ،ووَزَّعتُ باطِنَها بالأرض ودخلتُ إلى داري لأتابعَ شتائي
تأخرَ الحَصادُ ،وتأخرَ نموُ النبات ،ومعهم تأخرَ كثيراً شبابي
ضاقت ملابسي ،وانفتحَ شقٌ صغيرٌ هناك في داري، كان يعبرُ من خلالهِ نورٌ صغيرٌ من شعاعِ الشمسِ،إلى حياتي .
كنتُ أنتظر ُمرورَ قطار ٍليحمِلَني معه .
تأخرَ القطارُ عشرينَ عاماً
وها أنا فوقَ ورقةٍ مهملةٍ أدوِّنُ مأساتي
بريشةٍ ألقاها طيرٌ مرَّ من هاهنا
صصصصصصصصصصصص
صفيرُ قطار ٍ، يدنو ، لقد جاءَ القطارُ
وانتهت رحلةُ الحياة
عروبة