يحمل إجازة في اللغة العربية .دبلوم في التربية، يكتب القصة المسرحية والشعر
الشاعر العربي بين الاسم واللقب
الشاعر العربي بين الاسم واللقب
إعداد : عبد الرحمن إبراهيم سرور
بحث جامعي
نشر في جريدة الثقافة الأسبوعية بدمشق بتارخ : 13/9/1997
كثيرا ما قرأنا عن الشعراء العرب القدماء وتقفينا أخبارهم , ولكن ثمة أسئلة كثيرة نطرحها ونقف عندها , ولا سيما عند الشعراء الذين لهم ألقاب اشتهروا بها , وغلبت على أسمائهم الأصلية .
فمن أين أتت هذه الألقاب؟
وما هو سبب تسمية الشعراء بها ؟
اللقب في العربية هو ( النَّبْزُ ) ، ولقبتُ الاسم بالفعل اذا جعلتُ له مثالاً من الفعل , فالشاعر قد يحمل لقباً لفعل كان يقوم به أو لصفة اتصف بها أو لعاهة دائمة كانت تلازمه وما إلى ذلك .. وسوف أبين في هذه الدراسة السبب العائد إلى لقب الشاعر وماذا قصد به حسب الروايات المشهورة في كتب الأدب وأبدأ بالشاعر :
الأحوص :
واسمه عبد الله ، ولقب بالأحوص لِحِوَصٍ كان في عينيه والحوص :هو ضيقٌ في مؤخره العين أو في احداها .
الأخطل :
هو غياث بن غوث بن الصلت , والأخطل لقب غلب عليه , فقد روي أنه هجا رجلاً من قومه فقال له يا غلام إنك أخطل فغلبت عليه ، ويروى أن عتبة بن الزّعل حمل حَمالة فأتى قومه يسأل فيها , فجعل الأخطل يتكلم وهو يومئذ غلام فقال عتبة من هذا الغلام الأخطل؟ , فلقب به والأخطل تعني : المضطرب , وأخطل في كلامه أي أفحش , والخطل المنطق الفاسد.
ذو الإصبع العدواني :
هو شاعر جاهلي فارس من فرسان العرب , واسمه حرثان بن الحارث وذو الإصبع لقب غلب عليه , وسمي بذلك : لحيةٍ نهشته في إصبعه فيبست .
الأعشى :
العشو : هو سوء البصر في الليل والنهار أو سوء في البصر من غير عمى , والأعشى جمعه عشوٌ , والعشو من الشعراء سبعة هم : أعشى بني قيس أبو بصير , وأعشى باهلة أبو قحافة ، وأعشى بني نهشل الأسود بن يعفر ، وفي الإسلام أعشى بني ربيعة , وأعشى همذان , وأعشى طِرْوَدْ من سُليم .
الأقيشر :
وهو المغيرة بن عبد الله , والأقيشر لقب غلب عليه , لأنه كان أحمر الوجه أقشر , وهي الشدة في الحمرة .
البحتري :
هو الوليد بن عبيد الله والبُحتر بالضم : القصير المجتمِع الخلق وبُحتر بطن من طيء ويعود نسب البحتري إليه .
تأبط شراً :
هو ثابت بن جابر ، وتأبط شراً لقبٌ لقِّب به ، فقد ذكر الرواة أنه رأى كبشاً في الصحراء , فاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول طريقه , فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقلُّه فرمى به فإذا به الغول ، فقال له قومه ما تأبطت يا ثابت ؟ , قال : الغول ، قالوا : لقد تأبطت شراً فسمي بذلك . وقيل بل قالت له أمه كل أخوتك يأتونني بشيء إذا راحوا غيرك ، فقال لها سآتيك الليلة بشيء ومضى فصاد أفاعٍ كثيرة من أكبر ما قدر عليه , فلما راح أتى بهن في جراب متأبطاً له , فألقاه بين يديها , ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت وخرجت , فقال لها نساء الحي ماالذي أتاك به ثابت قالت : أتاني بأفاعٍ في جرابٍ مكنٍ , قلن : وكيف حملها ؟ , قالت : تأبطها ، قلن: لقد تابط شراً , فلزمه ذلك . وروي أيضاً أن أمه قالت له: ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهليهم الكمأة فيروحون بها؟ , قال : أعطني جرابك حتى أجتني لك فيه ’ فأعطته فملأه لها أفاعٍ مع ذكر باقي الرواية السابقة . وروي أيضاً أنه خرج للصيد فلقي الغول في ليلة ظلماء في موضع يقال له / رحى بطان / في بلاد هذيل فأخذت عليه الطريق , فلم يزل بها حتى قتلها وبات عليها , فلما أصبح حملها تحت إبطه وجاء بها إلى أصحابه فقالوا له لقد تأبطت شراً .
ثابت قطنة :
هو ثابت بن كعب , ولقب قطنة : لأن سهماً أصابه في إحدى عينيه فذهب بها في بعض حروب الترك , فكان يجعل عليها قطنة . وهو شاعر فارسي شجاعٌ من شعراء الدولة الأموية :
الحطيئة :
هو جرول بن أوس , والحطيئة لقب غلب عليه لقصره وقربه من الأرض , وقيل لأنه ضرط ضرطة بين قوم فقيل له ما هذا ؟
فقال : إنما هي حطيئة , فسمي الحطيئة .
الراعي النميري :
هو عبيد بن حصين شاعرٌ من الشعراء الإسلاميين والراعي لقب غلب عليه لكثرة وصفه الإبل وجودة نعته إياها .
ذو الرمة :
وهو غيلان بن عقبة وذو الرمة لقب غلب عليه , يقال لقبته به ميّة وكان اجتاز جانبها وهي جالسة إلى جنب أمها فاستسقاها ماء , فقالت لها أمها قومي فاسقيه , وقيل بل خَرق إداوَته لما رآها , وقال لها احرزي لي هذه , فقالت والله ما أحسن ذلك , فقال لأمها : مريها أن تسقيني ماء , فقالت لها : قومي فاسقيه ماء , فقامت وأتته بماء وكانت على كتفه رمّة وهي قطعة من حبل , فقالت : اشرب ياذا الرمة , فلقب بذلك , وقيل بل كان يصيبه في صغره فزع فكتبت له تميمة فعلقها بحبل فلقب بذلك .
زيد الخيل :
هو زيد بن مهلهل بن يزيد , وسمي زيد الخيل لكثرة خيله , وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير عندما قدم إليه مسلما .
الشنفرى :
شاعر من الشعراء الصعاليك , والشنفرى لقب غلب عليه ويعني الخفة , وهو من الشعراء العدائين وسمي بذلك : لخفته وسرعته وقيل إنه سمي بذلك لأنه كان غليظ الشفة .
الطِرِمَّاح :
هو الطرماح بن حكيم بن الحكم من فحول الشعراء الإسلاميين وفصمائهم , والطرماح لقبٌ غلب عليه ويعني الطويل القامة .
أبو العتاهية :
هو إسماعيل بن القاسم ولقب بالعتاهية لأن المهدي قال له يوماً : أنت إنسان متحذلقٌ معتَّه فاستوت له من ذلك كنية غلبت عليه دون اسمه والمتحذلق أي : المتكيس المتظرف المتعتّه إذا كان مجنوناً مضطرباً في خلقه ، وروي أيضاً أنه كنّي بأبي العتاهية لأنه كان يحب الشهرة والمجون والتعته , وقيل لقب بذلك لأنه كان طويلاً مضطرباً .
العرجي :
هو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان , ولقب العرجي لأنه كان يسكن عرج الطائف وقيل بل سمي بذلك لماء كان له ومال عليه بالعرج أي عرج الطائف .
الفرزدق :
وهو همام بن صعصعة ، والفرزدق لقب غلب عليه ويعني : الرغيف الضخم الذي يجففه النساء للفتوت , وقيل بل هو القطعة من العجين التي تبسط فيخبز منها الرغيف , شبه وجهه بذلك لأنه كان غليظاً جهماً .
المتلمس :
وهو جرير بن عبد المسيح , والمتلمس لقب غلب عليه ببيت قاله وهو :
فهذا أوانُ العرضِ جُنَّ ذبابهُ زنابيره والأزرق المتلمسُ
المقنع الكندي :
وهو محمد بن ظفر بن عمير , والمقنع لقب غلب عليه لأنه كان أجمل الناس وجهاً وكان إذا سفر اللثام عن وجهه أصابته العين .
النابغة الجعدي :
هو حبان بن قيس , وسمي النابغة لأنه أقام مدة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله وقيل أنه أقام ثلاثين سنة لا يتكلم ثم تكلم بالشعر .
وضاح اليمن :
وهو عبد الرحمن بن إسماعيل ووضاح لقب غلب عليه لجماله وبهائه .
وبوضاح اليمن أختم هذه الدراسة الموجزة التي عرضت فيها معنى كل لقب للشعراء الذين ذكرتهم
وأتمنى أن أحقق بها نفعاً لمحبي الشعر والأدب
والله الموفق .