التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,842
عدد  مرات الظهور : 162,295,517

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > المقــالـة الأدبية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24 / 01 / 2008, 10 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


مقالات د. محمد جميعان

عافت الخاطر…..
د.محمد جميعان


كثيرة هي الأشياء والقضايا والأشخاص والنظم التي يقف الإنسان أمامها حائرا بعد رحلة طويلة من التفحص والتمحيص والقهر والعذاب والمداراة ومحاولة العلاج والاصلاح مرة تلو الاخرى دون جدوى او فائدة لنصل الى نتيجة تستقر في الوجدان بعد ان يقتنع بها العقل مفادها عبارة واحدة كثير ما نسمعها ” عافت الخاطر.. ” التي ترجمها البعض الى ” كفاية ” وقد يترجمها آخرون الى ” طفح الكيل “.

عافت الخاطر مرحلة أخيرة ما قبل العاصفة في علم الطبيعة والهيجان في علم النفس والثورة في علم السياسة ملامحها الصمت الرهيب والضجر والاشمئزاز والتندر مع الاستعداد للخسارة والتضحية مقابل الحصول على أدنى الحقوق ان حصل ذلك .. ولكن هيهات ان يعرف الظالم لغة الصمت والمتجبر لغة الضجر وضيقوا الأفق لغة الاشمئزاز والمتخبطون لغة التندر لان كل هذه الملامح تحتاج الى فراسة وبصيرة وإدراك دقيق ولا يمكن جمعها بالأبصار والأذان كالمعلومات لأنها لا تعمى الإبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور .

عندما يعاف الرجل زوجته يقول لها أنت “طالق وخذي حقك على داير مليم” وهكذا ينفرط عقد أسرة لتتشكل ربما أسرتين جديدتين وربما لا يحدث ذلك ويأخذ كل واحد طريقه الى الوحدة حتى لا تتكرر مرارة التجربة التي أوصلت الأمور الى عافت الخاطر وهكذا في السياسة عندما تعاف الشعوب تتهيأ في مرحلة الصمت الذي يسبق العاصفة الى ما هو اسوا لأنها تعرف ان التغيير أصبح حتمي وقريب.

والشعوب في المنطقة وصلت مرحلة العوف من السياسات الأمريكية والعنجهية الإسرائيلية والتخبط والقهر والفقر والمزاجية والكذب وانعدام العدالة.. وهي تعيش مرحلة الصمت وملامح عافت الخاطر الذي ينتظر التغيير سيما ان هناك الكثير ممن عميت بصيرتهم وعلو في الأرض وتجبروا على عباد الله وليس في حساباتهم فراسة الحكيم الذي يدرك ملامح عافت الخاطر …

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
قديم 24 / 01 / 2008, 14 : 06 PM   رقم المشاركة : [2]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رد: مقالات د. محمد جميعان

العدل أساس الاعتدال


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]



بقلم: د. محمد احمد جميعان.




من يتأمل بعمق وصفاء يجد ذلك الرابط القوي والتلازم المقترن بين العدل والاعتدال ،ليس بالتوافق اللفظي كمفردين لغويتين تتقاطع أحرفها فقط إنما في المحتوى والمضمون والجوهر، إذ أن العدل وممارساته حين يسود يؤدي إلى الاعتدال في المواقف والسلوك والمزاج ومواجهة الأخطار ويصبح معه منهج الوسطية المنشود طبعا ملازم للفرد او الجماعة تماما كما أن الوسطية والاعتدال في الطبع والموقف يجعل صاحبه اقرب إلى العدل منه إلى الظلم وشبهاته ومصائبه ...


وما يعزز هذا التأمل أن العدل حين يمارس على البشر يريح النفس ويجعلها وسطا تقيس الأمور بمعايير العقل والمنطق وتتقبل القدر وعثرات الزمان بل وهفوات من يظلمون بغير قصد أحيانا،في حين أن انعدام العدالة يفضي إلى التطرف والجنوح والخروج عن الفطرة ليس رغبة في ذلك كله بل دفعا للظلم وأهله وتحصيلا للحقوق في بعض الأحيان،او لعله القلق وعدم الاستقرار الذي تعيشه النفس حين تكون تحت وطأة الظلم فتلجأ إلى التخبط الذي قد يؤدي إلى العنف و(الإرهاب) أحيانا أخرى .

وقد كان للعدل شأن لدى الحكماء في التاريخ حين جعل أساسا للملك والحكم والسياسة حيث قيل أن (العدل أساس الملك) ،وما ذلك إلا لقدر العدل وقيمته وتأثيره في النفس والمجتمع وحياة البشر وفي منهج الحكام والساسة في إدارة البلاد والعباد ، لذلك فقد نقشت في الذاكرة بعد إن كتبت مرارا وتكرارا على الرقاع والورق وعبر التاريخ وجسدت في الواقع تجربة برهنت حكمة قائلها ، فرسخت في الذاكرة الشعبية بعمق وقوة وتأثير.

والعدل حين يسود تستقر النفوس نه ويهدأ البال عليه وتبدع العقول معه،وترتفع المعنويات حماسة للعمل والإنتاج فيتوسع الرزق و تتوزع معه مكاسب التنمية بين الجميع ، فتضيق الفجوة بين الأغنياء والفقراء ويسهل تدارك الفقر ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد وتقبل الرأي الأخر ،وتصبح مع هذا العدل مفاهيم المجتمع وقيمه وعاداته وتقاليده قوانين تمنع وتضبط بل بمثابة القضاء غير المكتوب يمنع البعض من اللجوء إلى العنف و(الإرهاب) طريقا للتمرد وتحصيل الحقوق. .

والعدل يشمل كل شيء ابتداء من عدل الإنسان مع نفسه في توازن المادة والروح ،والجد واللعب والنوم والعمل وهكذا ... وتكبر مسؤولية العدل تبعا لموقع الفرد من عدل الفرد مع أهله وأسرته والنفقة عليهم والإحسان لهم وإعطاء كل ذي حق حقه من دون محاباة ولا تميز ….ويتوسع مفهوم العدل حين يكون الإنسان منا في موقع المسؤولية في مجتمعه سواء في العمل العام او الخاص وكلما كبرت أمانة المسؤولية عظمت معها مسؤولية العدل وعظم معها التأثير في قيمة الاعتدال في المجتمع وهكذا يكبر مع الفعل رد الفعل لتصل إلى مسؤولية الدولة والقائمين عليها... ومسؤولية الدولة الأعظم أكثر تأثيرا التي يقع على
عاتقها حمل الأمانة وتحقيق العدل في العالم لا سيما عندما يتعلق الأمر في القضايا التي تشغل العالم من الاحتلال والديمقراطية ومشاكل البيئة والقضايا الدولية المختلفة والتي تشكل بؤر التوتر وتعزز المعاناة التي تدفع البعض لممارسة (الإرهاب)

وليبدأ الكبير بنفسه وينظر في عمله عدلا ليكون قدوة للآخرين، ولتبدأ أمريكا بنفسها وتنظر إلى ممارساتها ومدى ملاءمتها مع حقوق الإنسان التي تنادي بها لا سيما عندما أصبحت دولة احتلال محتلة ولها القرار الفصل في إيجاد الحلول العادلة لقضايا العالم المختلفة ابتداء من فلسطين والعراق وغيرها...إلى أن تصل إلى ابسطها حين يقف المواطن العربي في مطارات أمريكا كيف يعامل ؟ بل وكيف يمارس عليه التجبر حين يحاول الحصول على تأشيرة زيارة الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد أنفقت المليارات من اجل خلق الاعتدال وقطع دابر التطرف والإرهاب وقد باءت بالفشل بل كانت النتيجة مغايرة تماما فتوسع (الإرهاب) باضطراد وتعمق وتجذر غير مسبوق ولنا في ذلك عبرة وحكمة ،وكان بالا مكان الاقتصاد في الإنفاق والتوجه نحو العدل بمفهومه الضيق والواسع الذي يبدأ بالفرد وينتهي بمسؤولية الدولة والدولة العظمى التي تملك النفوذ والسلطة لفرض العدل وحل المشاكل والقضايا العالقة والمستجدة بإنصاف وبمكيال واحد عنوانه العدل والحقيقة .

إن الأساس عندما يعتل او يختل يصعب معه البناء ويصبح العمل معه والإصرار عليه بمثابة الزيف والتخبط ونقصان العقل ،تنهار معه كل الآمال وتضيع معه كل الأموال هباء منثورا بل خدمة للتطرف نفسه ودعما( للإرهاب) ذاته ما دام العدل غائبا وشريعة الغاب هي الحكم .فالعدل أساس الاعتدال وصمام أمان للعالم بأكمله ومنه المجتمع المدني في كل دولة أيضا ، يمنع التطرف ويشكل دواء حقيقيا ناجعا لما يحشد إليه من سرطان العنف و(الإرهاب)...
  رد مع اقتباس
قديم 24 / 01 / 2008, 17 : 06 PM   رقم المشاركة : [3]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رد: مقالات د. محمد جميعان

جــــــــــّوع كــلبــــــــــــك

ينهشك وليس يلحــــــــقك


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]




الدكتور محمد جميعان




لا تأقلم مع الجوع و لا صبر فيه ،فلا يستطيع الإنسان تحمله حتى قيل (الجوع كافر)وليس بعد الكفر ذنب ،يحرك الشعوب وتفقد صوابها لذلك قيل( ثورة الجياع تأكل الأخضر واليابس)،وقد ألغى الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحدود في عام الرمادة تقديراً منه لعظم الجوع وتأثيره فهو العادل المدرك لفلسفة العقاب ولا شك ...


والجوع حالة متطورة في الوصف كما المجتمع يتطور مع العصر ومتطلباته من الأساسيات التي ترتبط به،فلم يعد نقص في المواد الغذائية والعلاجية والمأوى كما كان قبل عقود مضت عندما كان مأواهم بيوت الشعر والخيام ومأكلهم خبز القمح والشعير مع غموس من اللبن او السمنة او ما قدر الله وقد تمضي أيام بل شهور دون غموس يذكر، مواصلاتهم مشيا على الإقدام وان تيسر فركوبة من خيل او حمير..بيئة معيار الجوع فيها نقص بهذه المكونات،أما الآن فأن للجوع بعد اكبر فالطالب الذي لا يملك نقودا يومية كبدل مواصلات توصله الى مدرسته ..والموظف الذي لا يستطيع ان يغطي قيمة الفواتير الشهرية المترتبة عليه حتى لا تقطع عنه الخدمة .. بل ورب الأسرة الموظف والمتقاعد والعامل بالمياومة وجيش العاطلين عن العمل الذي يتلوى كل واحد منهم حصرة في منتصف الشهر او قبل ذلك يفكر حيران يهرش رأسه ويعض يديه وينهش رجليه يفتش على قرضة (دين) هنا ومعونة هناك يتكسف ويتنازل أحيانا.. من اجل ان يوفر قوت أسرته ومتطلبات فقرها بانتظار معاشه (راتبه الذي لا يعيشه) في نهاية الشهر ليضحك ويبسط أساريره بضعة أيام ثم يعود الى الغم والهم في حلقة دوارة تحت عناوين ليس أولها (ما في مديون شنقوه ..) ولا آخرها (الله يفرجها علينا..) يموت مديونا ووصيته تحت وسادته (سددو ديوني لأنام مرتاح في قبري وألقى الله راضيا عني ..) أليس هذا جوع وهؤلاء جياع...؟


ولن استرسل اكثر فهذا غيض من فيض ومعذرة للنماذج التي لا تحصى من مظاهر الجوع التي تنهش أبناؤنا وأسرنا وأهلنا ومجتمعنا والتي تبكي العين وتدمي القلب لمن ما زال يحتفظ بقية من قلبه او جزءا من إنسانيته.. وكم منا يعيش حالة الجوع هذه اويرى أقاربه وأصدقائه ومعارفه وجيرانه من يعيشها ممن يقرأؤن هذا المقال عل الأقل؟ وهل بقي من فسحة لرفع الأسعار ومزيدا من العمالة الوافدة التي زادت على المليون حتى الجامعات الأردنية وللأسف لا يحلو لها إلا تشغيل عمالة من غير الأردنيين وتحت ذرائع شتى لا يقبلها ذوق ولا منطق الى قطع الأرزاق والمنع والحرمان من الوظيفة وما الى ذلك .. يصبح معها هذا المضطهد المظلوم من البشر في حالة إنذار فوري يسعى معها الى حالة لا تحمد عقباها ولا تسر نتائجها ولا يكون للتسامح معها طريق فالبطون إذا جاعت حكمت بالويل والثبور لمن يجوعها...


ان الخوف كله ان يلتبس الأمر على بعض الاقتصاديين سيما أولئك الذين لا يعرفون الوطن إلا اسما ورسما وحبرا على الورق المولعون بالتجارب وجلب تجارب الآخرين دون وعي للظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ...الذين يظنون ان ما يجري ما زال في بحر الفقر الآمن واذ بهم في غياهب الجوع ومتاهات عواقبه وردود فعله التي ينتظرها الارهاب ليستغلها وقودا في اتونه ...


لقد تبدل العصر وتغيرت معه الظروف الدولية والإقليمية والمحلية ولم تعد القواعد كما كانت ولا بعض الأمثال كما جرت ،فقد قيل ان زنقيلا متنفذا مترفا متخما قد أعجزه كثرة ماله فعمد الى شراء كلب بلدي ليحرسه باعتباره اكثر وفاءا واقل كلفة ومتطلبات ، واخذ يعامله على ضوء القاعدة الشعبية المشهورة (جوع كلبك يلحقك) وقد أقدم على تجويعه،ولم يتمالك الكلب نفسه فانقض على هذا المتخم ينهشه تمهيدا لأكله وكان القدر حاميا له عندما وجد من ينقذه…فاخذ الكلب الى أطباء البيطرة ليفحصه لعل به داء من الجنون او مرض نفسي فأخبره الأطباء بعد الفحص ان الكلب سليم معافى ،فاحضر له خبراء في مجالات أخرى،وبعد دراسة وتداول وتمحيص اخبروه ان الكلب قد طفح به الكيل وارتفع مستوى الوعي لديه مع انتشار الخلويات والفضائيات التي تنقل كل شيء وتحلل كل صغيرة وكبيرة.. الى الانترنت الذي يكتب به كل شيء ويكشف المستور من الفضائح ..وما يرتبط من تغير الظروف الدولية والإقليمية ورياح الإرهاب وهبوب الديمقراطية كل ذلك أدى الى تفتق ذهنه وتوسع افقه وتبدل ردود فعله أصبح معها هذا الكلب ينهش من يجوعه ولم يعد صابرا محتسبا يلحق من يمارس تجويعه ،وجاءت توصية الخبراء ان يغير منطوق المثل الشعبي من (جوع كلبك يلحقك) الى (جوع كلبك ينهشك وقد يقضي عليك) حتى لا يقع احد فريسة التجويع..

  رد مع اقتباس
قديم 24 / 01 / 2008, 18 : 06 PM   رقم المشاركة : [4]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رد: مقالات د. محمد جميعان

وتبدد الوهم على يد الإبــطال

ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]



بقلم الدكتور محمد جميعان




هكذا هم الصادقون اصحاب المروءة لا تذهب معهم النخوة سدى ،لم يطل انتظارهم جوابا على النداء وصراخ هدى على جثة أبيها وكامل أسرتها على شاطىء غزة المجاهدة الأبية ،جواب لم يترك لأحد التأويل والتشكيك والمماطلة. هاهم في جرأة وإقدام يحولون كرم أبو سالم على مشارف القطاع ملحمة بطولية تغيض العدى وتسر الصديق..
ها هم يلبون الواجب في عملية نوعية غير مسبوقة بكل المعايير لم تترك لأحد ان يستنكرها او ينعتها بالإرهاب تشكل منعطف في تاريخ المقاومة تجدر مواصلته ،هاهي عملية عسكرية استخبارية دقيقة بحتة لم تستهدف المدنيين كما يفعل الإسرائيليون رغم سهولة الوصول إليهم ولم تغتال غدرا غافل في سيارة او مارا على طريق او مقعد في عربة او نائم في بيته كما يستسهل ذلك الصهاينة رغم قدرتهم على ذلك.

ثلاثة فصائل عسكرية اجتمعت وخططت ونسقت ودربت عناصرها وحفرت النفق في بضعة أيام باغتت العدو في نقطة محصنة ومدرعة بالآليات والأسلحة والجنود لم تستطع أجهزة الأمن الإسرائيلية التي أوهمتنا بقدراتها اختراقها رغم كثافة عملها على هذه التنظيمات منذ سنين طويلة وتبجحها بالقدرة الفائقة على الوصول والاغتيال ...واذ بقدراتها لا تعدوا ان تكون تجنيد لعملاء خارج الجسم العسكري او عناصر هامشية ربما يقدمون خدمات إدارية او غيرها ضعفت نفوسهم على أبناء جلدتهم وأقربائهم او ربما تم استدراجهم وابتزازهم بطرق استخبارية معروفة الأمر الذي يقتضي بهذه المناسبة ان تعطى أهمية بالغة لملاحقة العملاء وتقديمهم للعدالة وان كانوا هامشيين لأنهم الخطر الأكبر على المقاومة.
أحسنت المقاومة صنعا حين أطلقت على هذه العملية اسم(الوهم المتبدد) نعم لقد بددت وهم القدرة الاستخبارية للموساد والشين بيت ،وبددت وهم القدرة العسكرية الاسرائلية حين ضربت وحداتهم العسكرية المدرعة بالمقاومين المشاة فدمروا وقتلوا ما قدر لهم واسروا آخر دليلا على تمكنهم ورباطة جأشهم وعظم بأسهم فكانوا الأجدر بإعجابنا وتقديرنا بوركت أيديكم يا اصحاب الهمة والعزة خذوا موقعكم في قلوب المؤمنين الغيارا ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون دفاعا عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم واستجابة لنداء طفلة جزر المحتل البغيض أهلها جميعا وبقيت تصرخ على اصحاب النخوة والمرؤة وتفضح من بدلوا جلودهم.
  رد مع اقتباس
قديم 24 / 01 / 2008, 20 : 06 PM   رقم المشاركة : [5]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رد: مقالات د. محمد جميعان

الرجولة مواقف وليست ذكورة





عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]



د.محمد احمد جميعان



تختلط المفاهيم مع الزمن وظروفه أحيانا، وقد تصدأ لأسباب تتعلق بعوامل الإهمال في استخدامها الذي قد يكون سببه وهن الأمة وضعفها أو لعله تعمد البعض ممن له غاية في ذلك يقصدون بها تجريد تلك المفاهيم من المعاني والمضامين التي تشكل خطرا عليهم أو تساهم في بناء مدميك الخطر على مكتسباتهم وكراسيهم ولا يجدون معها حل او مهرب،وفي كل الأحوال فان خلط المفاهيم او صدأها يسهل جلاؤه وتوضيحه إذا تنبه لذلك أصحابه وأهله الذين يقصدونه ويسهرون على حفظه...

وما الرجولة إلا إحدى هذه المفاهيم التي ابتليت بالخلط والصدأ فجعلت ذكورة وحسب بل اقتصر مفهوم الرجولة على الذكورة دون الأنوثة ، وتراكم الصدأ على هذا الخلط ردحا من الزمن عزت فيه المواقف وتراجعت فيه الأمة وكان لاستكانتها وضعفها وهزلها دور في صدأ المفاهيم وخلطها بل إن الخوف ياتي أن تقتل هذه المفاهيم التي تشكل وجدان الأمة وتربية شبابها إذا طال هذا الوهن الذي تجمد معه الروح .. فمن يهن يسهل الهوان عليه سيما إذا لم ينتبه المخلصون إلى خلط تلك المفاهيم وصدأها ويعملون على جلائها وتفعيل مضامينها ...

إن الرجولة مواقف عز ترجى عند الملمات وعندما تنتخي بك المواقف والظروف ، رجولة تدفعك لتلبية النداء دون تردد ما دام الحق والعدل والصدق والإخلاص وقيم الأمة ونبلها والخطر الداهم عليها هو العنوان لتلك المواقف والظروف وان جاء ذلك على حساب راحتك وهناء نومك ورغد عيشك وقل بعض المخاطر التي قد تواجهك ،فمن تسكن الرجولة داخله تهون عليه الحسابات وتسمو معه النفس مجدا وشموخا ينتشي بهاعزا وهو يشدوا لا تسقني كأس الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل ..

ومن تنعدم الرجولة في داخله فلا نخوة ترتجى منه ولا رجاء وان كان ذو مال او جاه او نفوذ.. حتى وان جارت الأيام على صديق او جار او زميل له فكيف بالأمة والوطن ؟! فالموت الأعظم والابشع جمود الروح والوجدان والشهامة وليس فناء الجسد وموته.

وللرجولة مدى واسع يشمل الحياة كلها من أضيق أبوابها إلى أوسعها ،فإذا كانت الرجولة تبدأ من الإيثار بمختلف معانيه وأوزانه "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " فأنها تصل إلى الدولة ومؤسساتها وساساتها ، لذلك كنا نسمع أن فلان كان رجل دولة مدحا له ولمواقفه كتعبير عن عزمه وإرادته وإيثاره ونخوته وتحمله للمسؤولية على أكمل وجه من اجل الأمة والوطن وأهله ولو كان على حساب شخصه ومصالحه ..

ولعل عظمة الرجولة تكمن في حجم التضحية ومقدارها التي قد تبلغ من الذروة بمكان تهون معها أعظم الروابط الإنسانية في سبيل الله جل جلاله والأمة وعزتها والوطن ومنعته والقيم العليا وتعميقها في النفوس.. ثلاثة مشاهد من التاريخ كانت الرجولة في قمتها ؛سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء يقدم على ذبح ابنه إسماعيل استجابة لنداء الله في منامه "أني أرى في منام أني أذبحك "وها هو الابن يستجيب لذلك عن طيب خاطر رضا لله وللوالدين "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء من الصابرين " وها هي الخنساء ألام من عّز التاريخ وشموخ الأمة تقدم أبنائها الأربعة فداء واحتسابا في سبيل الله ورفعه أمتها ،وهاهي أم الشهيد محمد بركات من غز ة هاشم تنتقص رجولة من وهن الأمة وكبوتها تودع ابنها وتحضه على الشهادة في سبيل الله ومن اجل تحرير الوطن ،والأمثلة كثيرة بلا شك ولن يقف التاريخ ...

إن مفاهيم الرجولة وقيم الرجال عندما تسود تعني التضحية من اجل الأخر في سبيل أهداف سامية عليا ،تخلق التكامل والتكافل والتضامن في المجتمع وتساهم في حل الكثير من المعضلات والقضايا و هموم الأمة والوطن ومؤسساته ، تصغر معه المسافات بين شرائح المجتمع وتعظم في عين أبنائه العزة والرفعة والبناء والإنتاج وتهون معه صغائر الأمور التي قد تعظم في عين الآخرين ،سيما أن الرجولة لا تعرف الجنس ولا العرق ولا تعترف بهيكل الجسم وتراكيبه البيولوجية والفسيولوجية بل تسكن نفس من يعشقها وينتشي بها ذكرا او أنثى من أي عرق كان ما دامت النخوة والشهامة هما المنهج ،والصدق والثبات هما العنوان والجوهر وصدق الله العظيم حين قال "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقامات أبي جهل... المصطفى حرموش الأدب الساخر 6 20 / 01 / 2017 46 : 12 PM
مقالات في الجمال - حب الشباب د. محمد رأفت عثمان الواحة.الطبية 5 10 / 08 / 2014 53 : 02 PM
مقامات... سامر عبد الله قصيدة النثر 8 08 / 04 / 2013 23 : 12 AM
مقالات في الجمال - بوتوكس2 د. محمد رأفت عثمان الواحة.الطبية 6 26 / 11 / 2012 31 : 01 PM
مقالات منقولة أ. د. صبحي النيّال المقــالـة الأدبية 2 08 / 03 / 2008 44 : 11 PM


الساعة الآن 58 : 08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|