التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,854
عدد  مرات الظهور : 162,337,707

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > الجمهوريات العامة > جمهورية الأدباء العرب
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 01 / 2010, 32 : 06 AM   رقم المشاركة : [1]
هنادة الحصري
شاعرة

 الصورة الرمزية هنادة الحصري
 




هنادة الحصري is a jewel in the roughهنادة الحصري is a jewel in the roughهنادة الحصري is a jewel in the roughهنادة الحصري is a jewel in the rough

:more61: شرفة الورد للشاعرة هنادة الحصري

[align=justify]الأُنوثةُ شعراً
بقلم: شوقي بغدادي‏
أحبُّ أن أُحسَّ حين أقرأ شِعراً لرجلٍ أنّه لرجل، بقدر ما أَوَدُّ حين أقرأُ لأنثى أن أشعرَ أنّه لأنثى.‏
إنّها الخصوصيّة المرغوبة في كلّ إبداعٍ فنّي بالتأكيد، غير أن الخصوصيّة التي أعنيها هنا هي التي تتجاوز الشخصي إلى النوع، والفرديّ إلى العامّ، فكما يجب أن تتجلّى هذه الخصوصيّة، في الشعر خاصةً، كتعبير عن الفرادة في شخصٍ مُعَيّن، يجب أن تتجلّى في الوقت ذاته كتعبير عن النوعيّة في الجنس الأنثوي عامّةً.‏
رادوني هذا الشعور مع "هُنادة الحصري" منذ طالعت بعضاً من نصوصها المتفرّقة في المجلاّت ثم حين قرأتُ مجموعتيها السابقتين:‏
"حروف ورديّة" - عام 1996، و "بوح الياسمين الدمشقي" -1997.‏
وأقول راودني هذا الشعور ولا أقول تملكّني إذْ ليس أصعب على المرأة من أن تكون امرأةً في مجتمعاتنا المحافظة في كلّ ما يصدر عنها من قَوْل أو فِعل. وهذا ما يفسَّر أن بعض نصوصها الأولى، كان يمكن أن يكتبها أيُّ شاعر -رجل- موهوب، ولكن النصوص الأخرى التي لا يمكن أن تُبدعها إلاّ ريشة المرأة كانت حاضرةً أيضاً بشكلٍ أو بآخر مبشرّةً بولادة شاعرة - أنثى- حقيقية لا تقلّد الرجال.‏
في مجموعتها الأخيرة هذه التي بين أيدينا تنضج التجربة الشعرية لدى هنادة الحصري أكثر فأكثر، ومع هذا النضج تتحرّر الأنثى في شعرها من هَيْمَنَة عباءة الذكر التي تغطّي عادة الإبداع الشعري للمرأة الشرقية شكلاً ومضموناً كي تحلّ في مجموعتها هذه الرقّة محلّ الجزالة، والخِفّة مكان الرصانة، والخاصّ المبتكر بديلاً عن العامّ التقليدي، والجرأة عوضاً عن التحفّظ، والصعب من السهل، والممنوع من المسموح به، وهكذا تفيض الأنوثة الموهوبة أقوى وأعمق، وبالتالي أمتع وأجمل..‏
هذه الرحلة الإبداعية من تحت عباءة الرجل إلى الفضاء الطلق، ومن خلال فتحات الشبابيك الموصدة إلى الساحة العامة المفتوحة، ومن أسر القوالب الجاهزة إلى أنهار الأراضي البكر، نراها هنا تُحقّقِ ذاتيّتها من خلال معالجةٍ ذاتِ جانبين متداخلين متكاملين:‏
الأوّل، ويختصّ بالشكل الفنّي، ويمكن تسميته بالتشكيليّة، ونعني بها هنا الاستعانة بالتشكيل - أو بالتصوير- إلى أقصى حدّ للتعبير عن المكنونات الوجدانية، ولكنْ من دون أن تنزلق إلى السريالية أو الرمزية مثلاً، فما من سطر يخلو من صورةٍ أو أكثر، حتى ليبدو النصّ أشبه ما يكون بمساحة لونيّة كمن يواجه فضاءً تتقاطع فيه عشرات، أو مئات، التشكيلات من خطوط وألوان محاطة بعدد من الزخارف والنمنمات اللفظية أو المعنوية ممّا يوحي ببعض الغموض الذي يسهل اختراقه. هذا الصخب اللوني إذا صحّ التعبير، المصحوب بشفافيّة تسمح بالتقاط مفاتيحه يوحي بخصوصية "أنثوية" مُبهرة، إذْ ليس كالأنثى من يهوى التزين بالألوان والأشكال.‏
خذوا أيّة قصيدة لا على التعيين، تجدوا هذا الفضاء المفتوحَ الملوّن بقدرة متّخيلةٍ لا حدود لخِصْبِها على إبداع صورٍ متلاحقة مترابطة مثل "الشكّ" على فستانٍ بديع الزخرفة. تُواجهنا هذه الظاهرة منذ فاتحة المجموعة ففي قصيدة "أحلام خضراء" نجد أنفسنا أمام هذه الرحابة الملوّنة بأوسع تجلّياتها بالرغم من أن معنىً أساسياً واحداً وراءها وهو التعبير عن التردّد الذي ينتابنا ونحن نحاول الجمع بين عالم الأحلام وعالم اليقظة، غير أن المشهد يبدو مع هذه التعبيرية المجازية حافلاً بمقاصد أبعد وأغنى يصعب تحديدها، وهذا ما يمكن تسميته بـ "ضفاف المعنى" أو الهالة التي تحيط بالوجه البهيّ الساحر... فنقرأ مثلاً:‏
"... وحين يُدَنْدِنُ ميقاتُ صَحْوي‏
يُباغتني هاجسٌ من ذهولٍ‏
يُداعبُ أعصابَ نومي‏
فأمضي أبعثر تشكيلهُ‏
فوق أوراقِ أعشابِ مُفترقٍ جائرٍ‏
دون أن يحتفي بالحنينِ اللهوفِ‏
لإبقاء عينيّ هائمتينِ‏
بترحالِ غيمِ السماءِ البديع..!!"‏
وبترجمةٍ بسيطةٍ للمعاني نجد أن مدلولها الأساسي هو: "وعندما استيقظتُ من نومي، حاولت جَهْدي استعادة الحلم الجميل الذي كان يراودني دونما جدوى.."‏
ولكن هيهات للنثر أن يقول ما يقوله الشعر، وهو الدرس الذي تعيه جيّداً الشاعرة هُنادة وتنفِّذهُ بسخاءٍ عفويٍّ ممتع ولغةٍ شفافة لطيفة وأنثوية في آن واحد.. فموعد اليقظة من النوم يغدو هنا "دندنة"، ومباغتة الذهول تحول إلى "مداعبة لأعصاب" النوم ومحاولة استعادة الحلم تصبح "بعثرة لتشكيلٍ مكوّنٍ من أوراق الأعشاب فوق مفترق جائرٍ و"المفترق" دلالة على الحَيْرة، وهو "جائر" لأنه لا يعبأ بلهفة الشاعرة للاحتفاظ برحلة عينيها التي ظفرت بها في المنام كما يرحل الغيم في سماء بديعة. هذه الصور المتلاحقة تخلق حولها أكثر من المعنى الأساسي، أو بالمصطلح الذي استخدمناه، هالةً من الانطباعات والتأملات المشتقّة من المعنى الأساسي، فالدندنةُ مثلاً توحي باللذة وهو شعور أبعد من الإحساس بتحوّل الزمن ومروره، ومباغتة اليقظة وأعصاب النوم وهي تداعبها تذكّرنا بمتعة -هي النشوة التي يتركها الحلم- مصحوبةً بالقلق- وهو الخوف من العجز عن استعادة هذه النشوة كاملةً- من هنا يبدو هذا المقطع من القصيدة كأنه دائرة في ماء يتولّد منها دوائر صغيرة متّسعة، توحي بها أداة التعبير ذاتها المكوّنة من لوحة تشكيلية ذات تفاصيل كثيرة متنوّعة تشبه النمنمات، وهو أسلوب يستهوي المرأة عادةً أكثر من الرجل.‏
الجانب الثاني، ويختصّ بالمضمون ويمكن تسميته بـ"المداورة" ونعني بهذا المصطلح تجنّب المجابهة العنيفة في التعبير عن الحقّ الطبيعي للمرأة في أن تحلم، وتحبّ، وتكره، وتطالب، وتنتقد، ففي كل قصيدة -تقريباً- نوع من المجابهة مع وضعٍ عصيّ على المرأة الشرقية، ولكنها لاتختار لهذه المجابهة أسلوب الإدانة الحاسمة، والقطيعة المطلقة، والتعرية الفضائحية- كما تصنع بعض "الشواعر" المشاغبات المُحدثات- ويتجلّى هذا الأسلوب "المداورِ" في أنه يقترب من موضوعه بكثير من النعومة والأناة والملاطفة التي تتميز بها عادة طباع النساء الرقيقات، فهناك مثلاً صرخات احتجاج تُطلقها الشاعرة ضدّ وضعٍ غير مقبول، غير أنّها لا تحدّدُ خصومَها بصراحةٍ استفزازيّة كما تصنع بعض النساء، حتى الفنّانات منهنّ، في اتهامهن الرجال بالذكوريّة المستبدّة الطاغية. والشواهد على هذه "المداورة" كثيرة كقولها مثلاً في أواخر قصيدتها "أحلام خضراء":‏
".. فأفهم منها حروفَ الأغاني التي "ممكنٌ قولُها"‏
بارتياحٍ تقوم التصاوير‏
أقرع أجراسها في الأناشيد‏
ثمّ أكتّم "ما لا يُقال"!!."‏
مستخدمةً الأقواس حول بعض العبارات الملتبسة للإيحاء بمعناها من دون التصريح به.‏
أو كما جاء في "ثلاثية حبّ":‏
"... دمعي يرقص في عينيّ‏
فيَمّمْ شطر الأجفانِ‏
وقيّلْ بين الأهدابِ‏
وحاذِرْ أن يُلهيكَ الهَمسْ‏
فالنفس الأمّارة بالـ.. حاذرْ غنجَ النَفسْ‏
وتسلّق أشجار الشِعر ورنّمْ إيقاعات الجرسْ.."‏
مستخدمةً "ألْ" التعريف مثلاً فقط لكلمة معروفة في قولٍ مأثور كي تخفّفَ على الرجل "المتمادي" من الوقع القاسي للجملة التحذيريّة المعروفة.‏
وفي أكثر قصائد المجموعة تصريحاً بالشكوى من الظلم الاجتماعي النازل بالمرأة في المجتمع الشرقي الذي تسوده الذكورة، لا يتجاوز القهر الذي تُحِسسُّ به هنادة الحصري إلى أبعد مما يمكن وضعه بالعتاب -بدلاً من التقريع مثلاً- الذي يعكس رقّةً أنثوية لا يمكن أن تتّهم بالقسوة والتطرّف كما في قولها من قصيدتها الجميلة "جوهر الأنثى":‏
"متى تنتهي الوشوشاتُ لأنثى الحياةْ؟!.‏
متى ينتهي الأسرُ للأغنياتْ؟!.‏
ترى من يردّ ظلاماتها كلّما حشرجت بالغناءْ؟!‏
ترى هل سأبقى متاعاً؟!..‏
ومنذ الولادة أمضي‏
أجرجر قيدي‏
كأنّي تقمّصتُ حَمّالةً للحطَبْ‏
فمَنْ كان منا يُكنّى "أباً للّهَبْ"؟!‏
إلى آخر هذا النصّ المتميّز برقّتهِ الآسرة بالرغم من موقفه الاحتجاجيّ الصارخ!.‏
هذه وليست دراسة بالتأكيد وإنّما هي مجرّد علامات في مُفْتَتحِ نزهةٍ جميلةٍ عامرة بالشعر، أردتُها أن تُضيء مَعْلماً جوهريّاً في مجموعة "هُنادة الحصري" الثالثة هو أن جدارتها الفنيّة كامنةٌ في الصدق مع ذاتها أوّلاً كأنثى ذكيّة، رقيقة، شفّافة، وبعدها يمكن أن يتحوّل كلّ شيء بين يديها إلى شِعر...‏ [/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
هنادة الحصري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 01 / 2010, 14 : 09 PM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: شرفة الورد للشاعرة هنادة الحصري

أهلا بك شاعرتنا القديرة هنادة ومرحبا بشرفة وردك العطر الذي تضوعت به جمهوريات الأدباء العرب ..
أعطانا الأديب الناقد شوقي بغدادي لمحة مستفيضة عن ملامح شعرك وننتظر أن يهطل إبداعك هنا في جمهوريتك التي اسستها واخترت لها اسما بهيا .
وقد سمحت لنفسي باقتباس هذا المقطع الرائع :
"... دمعي يرقص في عينيّ‏
فيَمّمْ شطر الأجفانِ‏
وقيّلْ بين الأهدابِ‏
وحاذِرْ أن يُلهيكَ الهَمسْ‏
فالنفس الأمّارة بالـ.. حاذرْ غنجَ النَفسْ‏
وتسلّق أشجار الشِعر ورنّمْ إيقاعات الجرسْ.."‏

دمت بكل المودة و التقدير .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 05 / 2011, 24 : 06 PM   رقم المشاركة : [3]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: شرفة الورد للشاعرة هنادة الحصري

نتمنى أن نتعرف على كتاباتك أكثر من خلال شرفتك هذه.
تحياتي لك أستاذة هنادة و في انتظار جديد هذا الركن.
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تنويعات من مقام الورد للشاعرة هنادة الحصري طلعت سقيرق النقد 1 29 / 05 / 2011 33 : 06 PM
حوار مع الشاعرة هنادة الحصري طلعت سقيرق حاورتهم 1 29 / 05 / 2011 27 : 06 PM
الخضري : ما دخل من مساعدات لغزة لا يكفي لعدة ساعات ناهد شما جرائم إسرائيل منذ ما بعد النكبة و حتى اليوم 0 28 / 12 / 2008 29 : 05 AM
تنويعات من مقام الورد للشاعرة هنادة الحصري طلعت سقيرق دراسات أدبية 0 14 / 12 / 2007 40 : 04 PM


الساعة الآن 02 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|