[عبده حقي]

[motr1]

وداعا للورق/محمد سناجلة!

حاوره: صالح سويسي

[/motr1]

هوأول من كتب « رواية الواقعية الرقمية « التي قدمها في روايته « ظلال الواحد «، و كانت هذه انطلاقة نحو كتابة نص رقميّبامتياز، فتلت هذه الرواية الأولى روايتان أخريان هما « شات» و«صقيع » ، و لئن يرىأن « ظلال الواحد» هي العمل الأكثر اكتمالا في كل تجربته، فهو يقصد الاكتمال الفنيلا التقني، و يؤكد تقنيا أن«شات» و»صقيع» تتفوق على «ظلال الواحد» لكن كعمل روائيفني، «ظلال الواحد» عنده هي الأفضل، و هو يرى أنّ هذه الرواية ظلمت كثيرا ولم تأخذحقها من النقد،بل هو يرى أن تجربته كلها لم تقرأ بعد فكيف بـ «ظلال الواحد» التيأخرجت تقنيا بشكل سيئ. محمد سناجلة من مؤسسي اتحاد كتاب الإنترنت العرب ، و هو أولرئيس له، هذا الإتحاد الذي أثار ضجة كبرى يوم إعلانه، و هو الروائي و هو محرر أحدأهم المواقع الإخبارية العربية « ميدل أست أون لاين». ولد محمد سنا جلة المختص أصلافي صحة البيئة والصحة المهنية عام 1968 في قرية دير السعنة في شمال الأردن حيث ندراحتكاكه بالأدب في مقتبل شبابه ، إلا أن إمكانات جديدة للتعليم انفتحت أمام هذاالشاب عندما انتقل والده إلى المدينة كي يخرج من العالم الضيق للمجتمع الريفيالأردني ، وبالتالي أتيح له الاتصال بالأدباء العرب والغربيين . لكن سناجلة ركز فيالبداية على الحصول على تعليم مدني معترف به ، فدرس الطب في جامعة العلوموالتكنولوجيا الأردنية وتخصص في مجال صحة البيئة، قبل أن ينصرف للإعلام وللأدب.أصدررقميا: «ظلال الواحد» و «شات» و «صقيع». و من أعمال الكاتب الأخرى : وجوه العروسالسبعة - قصص 1995 و دمعتان على خد القمر - رواية 1996 و رواية الواقعية الرقمية - تنظير نقدي 2004 تحت الطبع ، فازت روايته ظلال الواحد عام 2002 بجائزة المبدعونالعرب في الرواية .

أنجز عددا من الملفات في جريدة الرأيالأردنية منها:

-ملف الرواية الأردنية على مدى 17 حلقة .
-ملف الجوائز الأدبية في الأردن والعالم العربي .
-ملف التناص في الروايةالعربية .
-ملف الحركة الثقافية العربية والعالمية عبر الانترنت .

مع محمد سناجلة كان هذا اللقاء ، و كان هذاالحوار الذي سعينا من خلاله أن نجوب عوالم المبدع فيه من كل جوانبها ، تحدثنا عنبداياته و أدب الواقعية الرقمية و الكتابة الإلكترونية و ما قبل الكتاب الورقي واتحاد كتاب الإنترنت العرب و علاقته بالصحافة … و كان أن خرجنا بهذا الفيض…

نروم أن نتلمّس معك أولى خطواتك في دروب الكتابة ، كيف كانت البداية ؟ كيف انطلقت علاقتك مع الحرف ؟ ثمّ كيف أخذتك الكتابة من الطب …؟

البداية حلم، فطولي ربما، حلم أن أصبحكاتبا، روائيا على وجه التحديد، منذ أن أسرتني قصص ألف ليلة وليلة وحكايات ليلىوالذئب ومغامرات السندباد وعلي بابا، والشياطين الـ13 وأنا أحلم أن أكتب. أن أخترعشياطيني أنا الآخر وسندبادي وشهرزادي وحكاياتي.
منذ يومين كنت اقرأ في مذكراتماركيز «عشت لأروي» وكان لديه نفس الحلم في أن يصبح كاتبا، ترك دراسته وأغضب أباهوأمه ومضى ليروي، الحياة كلها موضوع للروي والسرد والقص، أليست الحياة نفسها حكايةكبرى يرويها المطلق؟ ربما من هنا كانت البداية وربما من أشياء أخرى، لا أعرف سوىشيء واحد هو أنني موجود لأكتب.

«شات» ألا ترى أنك توجهت لجمهور بعينه مستثنيا باقي القراء في هذه التجربة، بمعنى ألا ترى أنك قطعت نهائيا مع القارئ العادي المتعود على الورق؟

شات عمل رقمي، رواية واقعية رقمية بامتيازوهي مكتوبة ومنشورة من خلال وسيط رقمي ولا يمكن تلقيها إلا من خلال هذا الوسيط (الكمبيوتر) من هذا المنطلق، نعم، هي رواية رقمية تتجه لجمهور رقمي أو لقارئ رقمي. العصر الرقمي كما ترى يخلق كاتبه وقارئه وناقده أيضا، نحن أمام عالم جديد وعصر جديدومختلف، وهذا العصر يختلف عن العصر الورقي والثقافة الورقية سواء من حيث الأساليبأو الشكل أو المضمون والمعنى.
هناك قطيعة ربما مع شكل كتابي في اتجاه شكل آخر،لا يهمني هذا ولا يخيفني فأنا أكتب للحاضر والمستقبل أكثر مما أكتبللماضي.

«ظلال الواحد» أول رواية واقعية رقمية في العالم و أول رواية عربية تعتمد على تقنيات رقمية في بنيتها السردية ، صدرت رقميّا منذ 2001 ولم تصدر ورقيّا إلا بعد ذلك بعام تقريبا، ماذا تضيف حول هذه التجربة/المغامرة؟

كان خطأ بل خطيئة إصدار «ظلال الواحد» فيطبعة ورقية، لست نادما فأنا لا أندم على خطاياي لكن لو عاد بي الزمن لما أصدرت «ظلال الواحد» في طبعة ورقية. كنت شابا صغيرا وفي بداياتي ومرتبكا بعض الشيءوالطريق غائمة أمامي فأصدرت الطبعة الورقية من «ظلال الواحد». عموما «ظلال الواحد» كانت محاولة أولى وتجربة أولى وهي الأغلى على قلبي، وسأقول لك سرا صغيرا لم أقله منقبل. أن «ظلال الواحد» هي العمل الأكثر اكتمالا في كل تجربتي، أقصد الاكتمال الفنيلا التقني، تقنيا «شات» و»صقيع» تتفوق على «ظلال الواحد» لكن كعمل روائي فني، «ظلالالواحد» عندي هي الأفضل، وللأسف الشديد فقد ظلمت هذه الرواية كثيرا ولم تأخذ حقهامن النقد، في الحقيقة تجربتي كلها لم تقرأ بعد فكيف بـ «ظلال الواحد» التي أخرجتتقنيا بشكل سيء. أنا كنت أول من ظلم «ظلال الواحد» حين أخرجتها بشكل سيء على النت،لكن ما قد يشفع لي أن أدواتي التقنية لم تكن مكتملة، حاليا أفكر جديا بإعادة إخراجوإنتاج ظلال الواحد لتأخذ حقها التقني على أقل تقدير. عموما ربما يكون هذا هو قدركل الأعمال المؤسسة والكبيرة، أن تظلم ولا ينتبه لها، «ظلال الواحد» عمل مؤسس وقدلاقت هجوما كبيرا من قبل الورقيين ذلك أنها عمل يقطع مع عالم ويبدأ عالما آخرمختلف.

« اتحاد كتاب الإنترنت العرب» أود أن تقدم للقارئ العربي و التونسي خصوصا هذا الصرح الثقافي العربي الجديد ؟

ولد اتحاد كتاب الانترنت العرب كنتيجةطبيعية للمتغيرات الكثيرة التي أحدثتها الرقمية وكنوع من إجابة معرفية على التحدياتالتي طرحتها هذه الثورة على مختلف نواحي الحياة وبالذات الثقافية منها. ولعل قراءةقصيرة لأهداف الاتحاد توضح لماذا اتحاد كتاب الانترنت العرب فقد جاء في أهداف تأسيسالاتحاد ما يلي:يعمل الاتحاد على تحقيق الأهداف التالية :-
- نشر الوعي بالثقافةالرقمية في أوساط المثقفين والكتاب والإعلاميين العرب وكذلك نشر الوعي بالثقافةالرقمية بين أوساط الشعب العربي.
- يسعى الاتحاد جاهدا لتحقيق قفزات نوعية فيوعي الشعب العربي عموما للالتحاق بركب الثورة الرقمية التي تجتاح العالم.
- المساهمة الفعالة في نشر الثقافة والإبداع الأدبي العربي، من خلال استخدام وسائلالعصر الرقمي بما فيها شبكة الإنترنت.
- توحيد الجهود الفردية للمثقفين العربعموما وأعضاء الاتحاد خصوصا لنشر وترسيخ مفهوم الثقافة الإلكترونية، والدخول بقوةفاعلة ومؤثرة عالميا للعصر الرقمي.
- رعاية المبدعين والموهوبين العرب، وتنميةقدراتهم والعمل على إبرازها ونشرها رقميا.
- السعي الحثيث لإدخال الثقافةوالإبداع العربي بأصنافه كافة، ضمن سيل المعلومات المتدفق السريع
- ترسيخ مفهومأدب الواقعية الرقمية، بصفته الأكثر قدرة على الاتساق مع روح العصر
- إنشاء دارنشر إلكترونية تسهم في نشر الإبداع الأدبي العربي بكافة أشكاله
- التواصلالفعَّال والمؤثر مع سيل المعلومات المتدفق من خلال التواصل مع المثقفين من أرجاءالعالم كافة، وإنشاء صيغ للتبادل الثقافي معهم باستخدام شبكة الإنترنت.
- العملعلى إيجاد مكتبة إلكترونية عربية شاملة تحتوي على الإنتاج الثقافي العربي ونشرهإلكترونيا.
- الدفاع عن حقوق الملكية الفكرية للكتاب الذين يمارسون الكتابةرقميا وعلى شبكة الإنترنت.
وهذه الأهداف عبارة عن محاولة للإجابة عن أسئلةطرحتها الثورة الرقمية ولعل أهمها أين نحن كعرب من هذه الثورة التي غيرت وستغيرمسار العالم والتاريخ، هل لنا وجود في هذا العالم أم أننا مجرد هامش تابع؟مادور المثقفين العرب عموما والكتاب منهم على وجه الخصوص؟لقد حاولنا الإجابة منخلال الاتحاد وحققنا بعضا من أهدافنا المعلنة وما زال هناك الكثير من العملينتظرنا.

البعض رأى في ظهور هذا الهيكل إلى الوجود تهديدا صريحا لاتحادات أخرى ورقية، ما رأيك ؟

العقلية السلفية العربية معتادة على رفضالجديد أي جديد باعتباره بدعة من عمل الشيطان وخروجا عما اعتاده السلف الصالح، وهذاالسلف بالمناسبة ليس دينيا فقط بل هو موجود في أوساط أشد أدعياء الليبراليةوالعلمانية واليسارية، التفكير السلفي منهج وطريقة حياة في الذهنية العربية وليسمجرد فكرة دينية، من هنا تأتي مثل هذه المقولات الفارغة من معناها، نحن لسنا بديلالأحد ولا ولم نطرح أنفسنا بديلا لأحد ذلك أننا بكل بساطة نختلف في الرؤى وأساليبالعمل والتنفيذ. نحن أبناء المستقبل ومن أراد أن يبقى متقوقعا في الماضي فليبقى، لايهمنا ولا يؤثر علينا. هذا الاتحاد / المشروع الحضاري الضخم يأتي في وقت تتسابق فيهالدول إلى المسك بأسباب التطورات التكنولوجية ، من موقعك كرئيس لإتحاد كتابالإنترنت العرب، كيف تبدو لك علاقة المبدع العربي بالقفزات التكنولوجية و ما مدىاستجابة الكاتب العربي لهذه الفتوحات الرقميّة اليوميّة؟ ألا ترى أن الكاتب العربيبشكل عام تأخر كثيرا في هذا المجال ؟ للأسف الشديد الكتاب العرب تخلفوا كثيرا عناللحاق بركب الثورة الرقمية بل إن العديد منهم يفخر بأنه لا يعرف كيف يستخدمالكمبيوتر مثلا، وهذا لعمري قمة الجهل، وللأسف الشديد فإنه يصدر عن من يفترض أنيكونوا نخبة الأمة وضميرها الواعي والمتفاعل مع التطورات الحضارية. مفارقة أخرىمثلا وهي أننا نجد أن بعض الأنظمة العربية الرسمية متطورة أكثر من مثقفيها بالأخذبأسباب الثورة الرقمية، أضرب لك هنا مثالي الأردن وتونس حيث نجد أن رأس الهرمالسياسي مهتم جدا ومعني بالاستفادة واللحاق بهذه الثورة أكثر بكثير من الرموزالثقافية بهذه البلدان. هذه مفارقة تسجل. عموما أعتقد أن الاتحاد قد نجح خلالالسنتين الماضيتين من وجوده من خلخلة كل المفاهيم المستقرة وقد نجح الاتحاد فيالتوعية بخطورة المرحلة وأهمية اللحاق بركب الحضارة وقد بدأنا نشاهد مؤخرا العديدمن المثقفين والكتاب العرب يبذلون جهدهم للأخذ بأسباب الثورة الرقمية والاستفادةمنها في كتابتهم وابداعهم وهذا تغير يسجل وانجاز يحسب للاتحاد. « رواية الواقعيةالرقمية « و» أدب الواقعية الرقمية « و …. هل نحن إزاء إعلان نهاية العصر الورقي وانبلاج فجر العصر الرقمي؟ سيّما و أنك تقر في أكثر من مرة نهاية العصر الورقي بكلتمظهراته .. نعم، لقد بدأ عصر جديد هو عصر الكتابة الرقمية وقلها ولا تخف… وداعاللورق.

يرى البعض أن توجه بعض الكتاب للكتابة الإلكترونية والنشر الإلكتروني هو بغاية إخفاء عورات النص الذي يمكن أن تبدو أكثر وضوحا في النشر الورقي ؟

الابداع ابداع والكتابة كتابة سواء كانتورقية أو رقمية، ما يختلف هو اللغة وطريقة التقديم، في عالم النشر الالكتروني ستجدالمبدع حقا وستجد المدعي، تماما كما هو الحال في عالم النشر الورقي، الحكم هوالقاريء والمتلقي وهو من يستطيع تمييز الغث من السمين مهما كانت وسيلة النشر، أمامثل هذه المقولات فقد اعتدت عليها ولم تعد تهمني، فليقل الاخرون ما شاءوا فهميقولون وأنا أفعل وشتان بين القول والفعل.

سؤال يلحّ عليّ كلما حاورت مبدعا يعمل في المجال الصحفي، من المستفيد في النهاية سناجلة الكاتب أم سناجلة الصحفي في مأزق الكتابة الذي لا تحده سواحل ؟

الصحافة فخ للكاتب وفخ حقيقي قد يقضي عليكإن لم تنتبه، ذلك إنها غاوية مغوية، مضطر للعمل في الصحافة لأعيش ولو كان الخيار ليلما عملت، هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد استفدت كثيرا من الصحافة، إبداعيا صارت لغتيأبسط وأسهل، وتعلمت منها فضيلة الاختزال والتكثيف وقول ما تريد قوله مباشرة وبدونتزويق وبهرجة لفظية.
المبدع يستطيع ان يتعلم من الصحافة لكن عليه فقط أن يكونحذرا كي لا تبتلعه وهي قادرة على ذلك.

أطلق الاتحاد مؤخرا برنامجه للنشر الإلكتروني، ماذا عن هذه الخطوة التي يعتبرها البعض مهمة جدا في هذه المرحلة بالذات ؟

هذا البرنامج هو الأول من نوعه في الثقافةالعربية حيث يركز على انتاج نصوص ابداعية رقمية عربية بنسقها الايجابي ونشرها رقمياعلى اوسع نطاق، وهو يأتي ليكرس خصوصية الاتحاد وتمايزه وهو يحقق واحدا من أهم أهدافالاتحاد وهو خلق تيار إبداعي رقمي في الأدب العربي، حيث ان البرنامج يعمل على تشجيعالكتاب العرب للدخول الى خضم الكتابة الرقمية بمعناها الايجابي وهذه الكتابة هيكتابة المستقبل بكل تأكيد. لقد عملنا خلال الفترة الماضية على نشر الوعي الرقمي فياوساط الكتاب والمثقفين العرب وقد نجحنا في ذلك، وارتأينا ان نذهب الان خطوة أبعدوأعمق وهو تشجيع الكتاب العرب على الدخول في خضم الكتابة الرقمية بنسقها الايجابيمن خلال هذا البرنامج الذي نعقد عليه امالا كبار.

عدد من اتفاقيات التعاون مع بعض المؤسسات و الهيئات و التنظيمات الثقافية على امتداد العالم، هل هي خطوة نحو مزيد ترسيخ الثقافة الرقمية في صلب المجتمع المدني ؟

الاتحاد منفتح على كافة المؤسسات العربيةالرسمية والأهلية وليس عندنا اي عقدة تجاه التعامل مع هذه المؤسسات بل بالعكس نسعىلذلك فهدفنا ليس القطيعة بل التكامل والعمل مع الجميع بما يحقق أهداف الاتحاد. وقدوقعنا عددا من اتفاقيات التعاون الثقافي مع عدد من المؤسسات العربية ونسعى لايجاداتفاقيات اخرى مع مؤسسات اخرى بهدف تعميق عملنا واغنائه