الكلاسيكية
تشابهت معاني المدح والرثاء والهجاء عند البعض مقتفين بذلك آثار القدماء ، وأكثر ما يمثل ذلك الشاعر عبد المحسن الكاظمي المولود في بغداد سنة 1865 والمتوفي سنة 1935 والذي شاع في في شعره - ولا سيما المدح- من البداوة والتقليد الشيء الكثير مما لا ينسجم ولا يتفق مع عصره، فإذا بالمقدمات الغزلية تحتوي على أكثر من نصف القصائد المدحية (( يذكر فيها آرام النقا ويتطرق إلى عة وكثير، وفي غيرها يحن إلى نجد شأن الشعراء الذين عاشوا في العصر الجاهلي، فالخيال لا يحلّق كثيراً ولكنه لا يهبط أبداً
فأكثر المعاني جاهلية مطروقة وتظهر المسحة البدوية في شعره، ففي مدحه يذكر الغيث وغير ذلك من المعاني البدوية (1)
- أما موضوعات الطبيعة فلم تكن ذات صلة بنفسه بقدر ما كانت تدخل في نطاق معلوماته وثقافته ويكاد يكون نقله للطبيعة نقلاً تاماً لا تفوته شاردة يصل معها إلى درجة إرهاق القارئ.
يعرض الدكتور علي عباس علوان بضعة نماذج من الشعر الوصفي للطبيعة أيضاً عند كل من الشبيبي والزهاوي والرصافي، ويقول أن الشعراء الكلاسيكيين في العراق لم يوحدوا بينهم وبين الطبيعة ولا تأملوها بشاعرية وإنما وصفوها على أساس مطابقتها " للمثال الطبيعي" الذي يحفظون، فالشيبي ( محمد رضا - مولود بالنجف سنة 1884 ومتوفى سنة 1965 ) لا يتذكر في نجمة الصبح سوى قيمه ومثله الاجتماعية فهي " " قرّة عين العلم والرصد ):
[poem=font="anaween,5,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يا نجمة الصبح ما أحلاك مشرقة=لأنت قرة عين العلم والرصد
[/poem]
أما الرصافي فلا يجد في الطبيعة غير ظاهرة طوبوغرافية تاريخية يحرص على السؤال عنها ورصد تقلباتها واندثار أنهارها القديمة:
[poem=font="anaween,5,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يا نهر عيسى أين منك مواردٌ=عذبتْ وأين رياضك الخضلات
ماذا دهى نهرَ الرفيل من البلى=حيث المجاري فيه مندرسات
[/poem]
ويروح الرصافي يحشد في قصيدته أسماء الأنهار المندرسة في العراق " كرخايا" و " نهر الدجاج " و " نهر الملك " و " نهير الدجيل " و " شارع الكبش " و " المعلى " إلى آخر ما حفظته لنا كتب التاريخ من هذه الأنهار وفروعها، فهو يتحدث عن طبيعة لا يراها أمامه وإنما يستقدمها من التاريخ الذي يتطلع إليه.
يتبع