التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,837
عدد  مرات الظهور : 162,277,625

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نور الأدب التخصصي > الأقسام > الواحة.الطبية > عيادة د. ناصر شافعي الاستشارية
عيادة د. ناصر شافعي الاستشارية طبيب بشري/إستشاري طب أطفال ، يتفضل بالإجابة على أسئلة الأعضاء الطبية في مجال الطفل و الأسرة خاصة وفي مختلف مجالات الطب عامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18 / 01 / 2010, 56 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

6lb السكتة القلبية للأصحاء متى تكون موتاً محققا/ سؤال موجه للدكتور ناصر شافعي

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/22.gif');border:10px groove purple;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي وعميق تقديري لك طبيبنا الأديب دكتور ناصر
أطمع طبيبنا الغالي ببعض التوضيح الطبي لقضية " الموت الفجائي بالسكتة القلبية للأصحاء " هذا الموت غالباً ما يتم خارج المستشفيات لضحاياه وغالباً في المنازل حيث يستدعى طبيب ويقوم بالفحص ويسدل الستار بإعلان الموت بناء على ثمان شواهد تدل عليه:
1- توقف القلب
2- توقف التنفس .
3- فقدان مرونه الجلد والحس (( التيبس))
4-اتساع حدقتي العينين وعدم استجابتهما للضوء
5- نقص وزن الجثه بسبب نقص كمية المياه
6- ميل الانف ..
7- برودة الجسد بسبب توقف جريان الدم
8-زرقه احيانا في الشفتين
كثير من الحوادث دلت على خطأ في التشخيص (( مابين الغيبوبة المرضية وغيبوبة الموت المحقق )) كثير من الحوادث حصلت كما يقال لأن السماعة الطبية العادية لا تستطيع أن تلتقط النبض الذي يكون ضعيفاً جداً في هذا النوع من الغيبوبة العميقة التي تشبه الموت تماماً لكنها ليست موتاً فعلياً، البعض عاد وصحي من الغيبوبة جزئياً وعاد للحركة اثناء عملية الغسل بالمياه الساخنة، وبعض الاشارات البسيطة للحركة أثناء الغسل لا يؤخذ بها غالباً وتفسر تفسيراً عاطفياً بحتاً.
كم من شخص رفع سبابته بالشهادة واعتبروها مجرد دليل على عمق إيمانه وكم من عين سالت منها دمعة واعتبروها حزن على ألم الأهل والأولاد
أخبار يتناقلها الناس وحوادث حصلت مثل قصة الممثل صلاح قابيل رحمه الله، ومن المشاهير الذين تم دفنهم احياء ..
" ونسلو" أستاذ علم التشريح الشهير .
وكذلك رئيس الوزراء البريطاني دزرائيلي .

مازلت أذكر في صغري مدرسة الرياضة والتي كانت تعتبر أجمل فتاة في طرابلس - لبنان ومن أرقى العائلات فيها، تم التشخيص بموتها رعباً لتواجدها في مكان انفجرت فيه سيارة مفخخة، وكان عدد الجرحى والقتلى كبيراً وضعت مع القتلى في براد المستشفى، وحين جاءوا ليسترخرجوا الجثث لدفنها وجدوها مزقت جلد وجهها بأظفرها رعباً في براد بين الجثث في محاولة يائسة لانقاذ نفسها قبل أن تمت هذه المرة فعلياً بسبب برودة البراد.
ومن أغرب القصص قصة الشاب البلجيكي " ميشيل دولين " الذي كان مريضاً فعلاً على مدى عشر سنوات بورم في البنكرياس ..
وأكد الاطباء ان حالاته شبه ميئوس منها ..

وعاش حياته على ذلك وبدأ وزنه يقل تدريجيا وساءت حالته ..وفي أحد الايام دخلت عليه والدته في حجرته لتجده ملقى على الأرض ميتاً..
وعند حضور الطبيب وبعد الفحص أكد أن ميشيل قد توفي وبدأ بإصدار رخصه الدفن ...
واستدعي الحانوتي (ديلكروا) لتجهيزه استعدادا لدفنه ..ليصرخ قائلا بعد فحصه إن هذا الشاب لم يمت !!
وأصر على ذلك ..واكد أنه في هذا المجال منذ 20 عاما ويعرف الموتى الحقيقين ..وأن ميشيل لم يمت ..
استدعي طبيب ثان للكشف عليه ..وأكد بدوره موته لكن الحانوتي أصرّعلى موقفه فاستدعي للمرة الثالثة طبيب آخر ..ليقول كما سابقيه بأن ميشيل ميت وليس لديه مايثبت أنه حي !!
لكن إصرار الحانوتي بعد فحص ثلثة أطباء على أن الشاب مازال حياً جعلهم ينقلونه إلى المستشفى ويجرون هناك له إنعاضش بالصدمات الكهربائية لقطع الشك باليقين وبالفعل صدق الحانوتي وبدأ جسم الشاب بالرعاش قليلا ثم التحرك ..
وكأن شيئا لم يكن.
كما تقول الإحصائيات في أميركا وحدها يدفن شخص واحد خطأً كل أربعة وعشرون ساعة ولاتقل النسبه كثيرا عنها في بريطانيا حيث أكدت الجمعية الخيريه بلندن أنها أعادت للحياة خلال 22 ساعة 2175 شخصاً دفنوا خطأ وبأن موتهم كان ظاهرياً
وفي هامبورغ انقذت جمعية مماثله 107 اشخاص في أقل من خمس سنوات
والإحصائيات كثيرة تثير الرعب فإذا كانت كل هذه الأعداد تشخص غيبوبتها بالموت في دول تعتبر متقدمة وفقط لمن تم الاشتباه بموتهم وإنقاذهم ماذا عن الذين لم تكتشف حالاتهم وماذا عن وطننا العربي الذي يكتفي الطبيب غالباً بالفحص كما سبق أعلاه ولا يأخذ أحد ببعض الإشارات لحركات بسيطة للجسد؟؟!!


دكتور ناصر أرجو ألا أكون أثقلت عليك بطول مداخلتي ولكننا بحاجة لرأيك الطبي الذي يجمع ما بين العلم والخبرة والحكمة
ماهي الغيبوبة العميقة هذه علمياً التي تشبه الموت وكيف في الموت بالسكتة القلبية نستطيع التمييز ما بين الموت المحقق وما بين الغيبوبة العميقة أو الموت الظاهري؟؟
وهل برأيك ينبغي لكل من يموت بالسكتة القلبية أن ينقل إلى المستشفى لإجراء الصدمة الكهربائية أم أن هناك آليات أخرى تقطع الشك باليقين


تقبل طبيبنا وأديبنا أعمق آيات تقديري واحترامي
هدى الخطيب
[/align][/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 01 / 2010, 51 : 12 AM   رقم المشاركة : [2]
د. ناصر شافعي
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية د. ناصر شافعي
 





د. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: السكتة القلبية للأصحاء متى تكون موتاً محققا/ سؤال موجه للدكتور ناصر شافعي

سيدتي :

لاشك أن الموت حقيقة مؤكدة لا شك فيها .. وهي النهاية الطبيعية لأي بشر ، مهما طال به العمر . عندما يأتي الأجل ، و يأتي ملك الموت بالأمر الالهي ، فلا مهرب و لا مفر ..

المشكلة التي تفضلتِ بذكرها .. وهى التفرقة بين الموت الحقيقي و الغيبوبة العميقة .. هي مشكلة حادثة و واقعة و مسجلة بنسب مختلفة في بقاع أو أزمنة متفرقة ..

حدوث هذه المشكلة ينتج من أحد الوجوه التالية :

أولاً : أهل المريض أو المتوفى ..
1 - قد يتفاجأ أفراد الأسرة بالموت الفجائي للشخص ، دون مقدمات أو توقعات ، وبدون وجود أسباب مرضية سابقة .. فتدعوهم الفاجعة لعدم تصديق خقيقة حدوث الموت .. ويبدأ أحد أو بعض أو كل أفراد الأسرة في تشكيك الطبيب في حدوث الموت .. رغم ثقة الطبيب الماهر و تأكده من حدوث الموت .
2 – مرض الشخص و معاناته المرضية الطويلة و الشديدة .. و تكرار حدوث نوبات إغماء عميقة .. فعند حدوث الموت المحقق و المؤكد و ثبوته بواسطة الطبيب الماهر في فحصه و تشخيصه ، لا يصدق أهل المريض أن الواقع هو الموت ، بل يؤكدوا أن الحادث هو نوبة غيبوبة كالتي تحدث كل مرة .. و يبدأ التشكك في إقرار الوفاة .
3 – في حالات كثيرة ( وليست نادرة ) عند توقف قلب المريض و حدوث الوفاة ..يطلب الأهل من الطبيب سرعة كتابة تقرير الوفاة ، لسرعة دفنه .. من منطلق الإيمان بأن " إكرام الميت في سرعة دفنه" .. أو " ضرورة الدفن قبل الغروب " ..
أو لإخفاء السبب الحقيقي للوفاة .. أو لسرعة إجراءات الوفاة من أجل الميراث !! .

ثانياً : الطبيب المسؤول عن الكشف على المريض أو المتوفي :
1 – التسرع في كتابة تقرير الوفاة دون الكشف الطبي المتفحص الدقيق ، و الدال على غياب كل علامات الحياة.
2 – عدم وجود المهارة و الخبرة الطبية اللازمة .
3 – تأثر الطبيب بالواقع المحزن و النواح و الصراخ الذي يمكن تواجده و مصاحبته للفاجعة .
4 – ثقة الطبيب (الزائفة ) في رأي و خبرة أحد المقربين للمريض أو المتوفى .. و الذي يؤكد للطبيب على حدوث الوفاة .

ثالثاً : الظروف المحيطة بحالة الوفاة أو الغيبوبة .. أحياناً يغيب التشخيص الدقيق و التفرقة بين الغيبوبة العميقة و الوفاة ، خاصة في الكوارث .. سواء كوارث طبيعية مثل الزلازل و البراكين والأعاصير و تهدم المنازل و الغرق الجماعي .. أو كوارث المدنية مثل حوادث الطرق و الحرائق .. إلخ .

بالطبع علامات حدوث الوفاة الحقيقية معروفة لدي الأطباء جميعاً .. ولكن حدوث نسبة من الأخطاء نتيجة للأسباب السابقة وارد .. و السماعة الطبية و جهاز الضغط في معظم الأحيان قد يكون كافياً .. ولكن الأفضل و الأسلم و الأصح أن يتم نقل المتوفى أو حالة السكتة القلبية أو مريض الغيبوبة العميقة إلى أقرب مستشفى لتحديد حدوث الوفاة من عدمه ، بالاجهزة الطبية الدقيقة .

د. ناصر شافعي
توقيع د. ناصر شافعي
 [SIGPIC][/SIGPIC]
فقيد نور الأدب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
د. ناصر شافعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 01 / 2010, 01 : 01 AM   رقم المشاركة : [3]
د. ناصر شافعي
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية د. ناصر شافعي
 





د. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: السكتة القلبية للأصحاء متى تكون موتاً محققا/ سؤال موجه للدكتور ناصر شافعي

سيدتي :
لقد قرأت مقالاً علمياً لأحد الأطباء الاستشاريين النابهين ، في موقع إسلام أون لاين .. لقد أعجبني هذا المقال و كاتبه ( الذي لم يذكر إسمه ) ، و أردت أن أضيف هذا المقال هنا لفائدة السادة القراء :

مفهوم الموت في الحضارات الإنسانية:
تتفق جميع الحضارات الإنسانية بما فيها الفرعونية المصرية القديمة ، والبابلية، والآشورية والصينية ،والهندية ،واليونانية، والأديان السماوية الثلاثة : اليهودية ،والنصرانية ،والإسلام ، في أن الموت هو مفارقة الروح للجسد .
ثم تخلف الحضارات والأديان بعد ذلك اختلافات شتى في هذه الروح .. وهل تعود إلى هذا الجسد أم تعود إلى جسد آخر كما تختلف في كيفية خروجها وخلوصها من هذا البدن ويعتقد البوذيون والهنادكة والشنتو على سبيل المثال أن الروح تظل حبيسة في الجسد وبالذات في الجمجمة عند الموت وأنها لا تنطلق إلا بعد حرق الجثة وانفجار الجمجمة ولذا تراهم يحرقون جثث موتاهم ؛ثم إن الهنادكة والبوذيين يعتقدون بتناسخ الأرواح ، وأن الروح الشريرة تعاد في جسد حقير مثل الكلب والخنزير ،وتظل في تلك الدورات حتى تتطهر وأن الروح الصالحة الخيرة تظل تنتقل في الأجساد الخيرة حتى تصل مرحلة النرفانا وهي السعادة الأبدية المطلقة في الروح المتصلة بالأبد والأزل كما يزعمون.

الموت في الإسلام:

أما في الإسلام فإن مفهوم الموت هو خروج الروح من الجسد بواسطة ملك من الملائكة هو ملك الموت ، قال الله تعالى: ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) السجدة 11 ويساعده كوكبة من الملائكة يقومون بنزع النفوس نزعًا من الظالمين قال تعالى: ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم ) الأنعام 93 وقال تعال:ى ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) النساء 97.

أما الطيبون فتتولاهم ملائكة الرحمة وتبشرهم برضوان من الله ومغفرة وسلام منه ورحمة . قال الله تعالى ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) وقال تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) الفجر 27-30.

ويأتي الإسناد في بعض الآيات مباشرة لله تعالى ، حيث الفاعل على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى حيث يقول: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الزمر 42.
وبين الموت والنوم شبه واتصال قال الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه : " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا وإذا انتبهوا أبصروا وعرفوا ما كانوا فيه من غفلة قال تعالى: " لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) ق 22 .
ولا نريد الخوض في دراسة الصلة والفرق بين الموت والنوم؛ لأن لهذا الموضوع مجال آخر من البحث وإن كان كلاهما يعبر عن مرحلة معينة من الغياب عن الوعي والإدراك الظاهر.

والموت عند المسلمين كافة هو انتقال الروح من الجسد إلى ما أعد لها من نعيم أو عذاب والروح مخلوقة مربوبة خلقها الله سبحانه وتعالى كما خلق سائر الكائنات ، ثم هي بعد ذلك خالدة والمقصود بموتها مفارقتها الجسد.

قال الإمام ابن القيم في كتاب الروح:ـ والصواب أن يقال: أن موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت ، وإن أريد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدمًا محضًا فهي لا تموت بهذا الاعتبار .

وقد ذكر الفقهاء علامات على الموت منها : ( انقطاع النفس ، واسترخاء القدمين ، وعدم انتصابهما ، وانفصام الكفين وميل الأنف وامتداد جلدة الوجه ، وانخساف الصدغيين ، وتقلص الخصيتين مع تدلي الجلدة ، وبرودة البدن ) وهذه العلامات جميعها ليست علامات مؤكدة على الموت ما عدا انقطاع النفس الذي ينبغي أن يستمر لفترة من الزمن ، وقد تنبه بعض الفقهاء إلى احتمالات الخطأ في تشخيص الوفاة : فقرر التريث في تشخيص الوفاة : قال الإمام النووي في روضة الطالبين (فإن شك بأن لا يكون به علة ، واحتمال أن يكون به سكتة ، أو ظهرت إمارات فزع أو غيره ،أخّر ( أي تشخيص ) إلى اليقين بتغير الرائحة أو غيره ) .

وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة هامة تحدث في كثير من الحالات عند الاحتضار وخروج الروح . عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الروح إذا قبض اتبعه البصر ) أخرجه مسلم .

وعن شداد ابن أوس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن قال ( إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر ، فإن البصر يتبع الروح ، وقولوا خيرًا فإنه يؤمن على ما يقول أهل الميت ) . أخرجه احمد في مسنده .

علامات الموت عند الأطباء:

لاشك أن الروح أمر من أمور الغيب قال تعالى: ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) الإسراء 85 . ولذا فإن دخول الروح إلى الجسد أو خروجها منه لا نستطيع أن نعرفه إلا بعلامات تدل عليه . وقد أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن دخول الروح إلى جسد الجنين في الحديث الذي رواه الشيخان ( البخاري ومسلم ) عن طريق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث قال : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما . ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم ينفخ فيه الروح ) وقد فهم جمهور الفقهاء والمحدثين أن ذلك يكون عند تمام المئة والعشرين يوما منذ التلقيح .

وأما خروج الروح فلم يكن سوى الحديثين السابقين عن شخوص البصر عند قبض الروح أو ما يرونه من علامات.
وهذه العلامات قد تتعرض لخطأ نتيجة عدم المعرفة ..ولذا أوكلت الأمم جميعها تشخيص الموت إلى فئة مختصة تعرف علاماته وهي فئة الأطباء . قال تعالى: ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) النحل 43.

ومع التقدم العلمي ومعرفة الدورة الدموية تبين أن الموت هو توقف لا رجعة فيه في هذه الدورة الدموية …وبما أن الدماغ لا يستطيع أن يبقى حيًا سوى بضع دقائق ( أربع دقائق تقريبًا ) عند انقطاع التروية الدموية ، فإن الدماغ هو أول الأعضاء تأثرًا وموتًا نتيجة توقف القلب عن النبض ، وتوقف الدم عن الجولان والجريان في الأوعية الدموية

ولكي نزيد هذا المفهوم وضوحًا فإن القلب يوقف في العمليات الجراحية التي تجرى للقلب (عمليات القلب المفتوح ) ولا يعني ذلك أن هذا الشخص قد مات ، رغم أن قلبه يوقف أثناء العملية الجراحية لمدة ساعتين أو أكثر والسبب هو أن وظيفة القلب تقوم بها مضخة تضخ الدم من الوريد الأجوف السفلي والعلوي بعد أن يمر في جهاز يقوم بوظيفة الرئة ثم يعاد إلى الشريان الأورطي الذي بدوره يوزع الدم على بقية أعضاء الجسم . وفي هذه الحالات رغم أن القلب متوقف والتنفس متوقف إلا أن الشخص حي بكل تأكيد.

وذلك لان الدورة الدموية لم تتوقف ولو لعدة ثوان . والدماغ يتلقى التروية الدموية دون انقطاع …ووظيفة الرئتين تقوم بها آلة أخرى تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الدم وتعطيه الأوكسجين . وهذا المثال يوضح أن القلب رغم أهميته البالغة للإنسان إلا أنه يمكن الاستغناء عنه لمدة ساعتين أو ثلاث بواسطة آلة تقوم مقامه …وكذلك الرئتين . ويمكن كذلك استبدال هذا القلب التالف بقلب شخص آخر ( توفي دماغيًا ) أو حتى بقلب حيوان آخر .. ولولا عمليات الرفض للجسم الغريب لأمكن استخدام القلوب من الحيوانات لزرعها في الإنسان ، ولكن عمليات الرفض الشديدة تجعل هذه العملية محفوفة بالمخاطر ..وهناك تجارب متعددة على قلوب الحيوانات ( وبالذات الخنزير ) ومحاولة تغيير جهازها المناعي بتطعيمها جينات إنسانية..وسيتضح مدى نجاح أو فشل هذه التجارب في خلال السنوات القليلة القادمة.

إذًا ينبغي أن ندرك أنه حتى في الحالات التي يعلن فيها أن الموت بسبب توقف القلب والدورة الدموية والتنفس إلا أن السبب الأول في الوفاة هو انقطاع التروية الدموية عن الدماغ .
لذا إذا أمكن مواصلة التروية الدموية للدماغ حتى مع توقف القلب فان هذا الشخص يعتبر حيًا، ولكن العكس غير صحيح ، أي إذا تهشم الدماغ وبالذات جذع الدماغ الذي فيه المراكز الحيوية ( اليقظة ، التنفس ، التحكم في الدورة الدموية ) ومات موتًا لا رجعة فيها فإن الإنسان يعتبر رغم أن قلبه لا يزال ينبض بمساعدة العقاقير وبعض الأجهزة وتنفسه لا يزال مستمرًا بواسطة المنفسة ( الآلة ) . وهذا هو بالضبط ما نعبر عنه بموت الدماغ .

موت الدماغ:

إن موت الدماغ هو موت الدماغ بما فيه من المراكز الحيوية والهامة جدًا والواقعة في جذع الدماغ ، فإذا ماتت هذه المناطق فإن الإنسان يعتبر ميتًا ، لأن تنفسه بواسطة الآلة المنفسة مهما استمر يعتبر لا قيمة له ولا يعطي الحياة للإنسان . وكذلك استمرار النبض من القلب بل وتدفق الدم من الشرايين والأوردة ( ما عدا الدماغ ) لا يعتبر علامة على الحياة طالما أن الدماغ قد توقفت حياته ودورته الدموية توقفا تاما لا رجعة فيه . وهذا يشبه تمامًا ما يحدث عندما تقوم الدولة بتنفيذ حكم الله في القصاص ، أو قتل المفسدين في الأرض من مهربي وتجار المخدرات .
في هذه الحالة يضرب السياف العنق فتتوقف الدورة الدموية عن الدماغ ويموت الدماغ خلال دقائق معدودة ( ثلاث إلى أربع دقائق )بينما يبقى القلب يضخ لمدة خمس عشرة إلى عشرين دقيقة ..ويتحرك المذبوح ، وهو أمر نشاهده عند ذبح الدجاج أو الخروف ..ولكن هذه الحركة بذاتها ليست دليلاً على الحياة ، طالما أن الدماغ قد مات.

والأمر ذاته يحدث في الشنق ..فعندما يشنق الإنسان تتوقف الدورة الدموية عن الدماغ بينما يستمر القلب في الضخ لعدة دقائق قد تبلغ ربع ساعة إلى ثلث ساعة ..وفي هذه الفترة لا شك أن الشخص يكون قد مات رغم أن قلبه لا يزال ينبض ، وذلك لان الدورة الدموية قد انقطعت عن الدماغ ، وقد مات الدماغ بالفعل.

تشخيص موت الدماغ :
يتم تشخيص موت الدماغ حسب الشروط الطبية المعتبرة وأهمها:
-وجود شخص مغمى عليه إغماءً كاملاً.
-لا يتنفس إلا بواسطة جهاز التنفس.
تشخيص سبب هذا الإغماء يوضح وجود إصابة أو مرض في جذع الدماغ أو في كل الدماغ .
-عدم وجود أسباب تؤدي إلى الإغماء المؤقت مثل تعاطي العقاقير أو الكحول أو انخفاض شديد في درجة حرارة الجسم أو حالات سكر شديد أو انخفاض في سكر الدم أو غير ذلك من الأسباب الطبية المعروفة التي يمكن معالجتها.
-ثبوت الفحوصات الطبية التي تدل على موت جدع الدماغ وتتمثل في:
-عدم وجود الأفعال المنعكسة من جذع الدماغ .
-عدم وجود تنفس بعد إيقاف المنفسة لمدة عشر دقائق بشروط معينة ، منها :
-استمرار دخول الأوكسيجين بواسطة أنبوب يدخل إلى القصبة الهوائية ، ومنها إلى الرئتين ،وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم إلى حد معين -أكثر من 50 مم من الزئبق في الشريان .
-فحوصات تأكيدية : مثل رسم المخ الكهربائي وعدم وجود أي ذبذبة فيه ، أو عدم وجود دورة بالدماغ بعد تصوير شرايين الدماغ أو بفحص المواد المشعة .
-عند وجود حالة يشتبه فيها موت الدماغ يتم إبلاغ المركز الوطني لزرع الأعضاء بالرياض، والذي يقوم بإرسال مختصين في تشخيص موت الدماغ عند الحاجة إليهم.
-يعاد الفحص من المختصين بعد مرور ست ساعات على الأقل بالنسبة للبالغين و24 ساعة للأطفال أقل من سنة و48 ساعة للأطفال أقل من شهر.

ماذا بعد تشخيص موت الدماغ؟
إذا تم التشخيص والتأكد منه بواسطة الفريق الطبي المختص يتم إبلاغ أهل المصاب …ويحاول فريق المركز الوطني التفاهم مع الأهل في أن يأذنوا باستقطاع بعض الأعضاء الحيوية من متوفاهم لينقذوا بذلك مرضى أوشكوا على حافة الخطر أو أحدق بهم الموت. فإذا أذن الأهل بذلك يتم استقطاع الأعضاء الحيوية مثل القلب ، الكلى ، الكبد ، وتزرع كل واحدة منها في شخص معين يعاني من مرض خطير أدى إلى فشل وظيفة ذلك العضو.
أما في حالة رفض الأهل الموافقة على التبرع فإن الأطباء يوقفون المنفسة وفي خلال دقائق معدودة يتوقف القلب ، وقد أفتى مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثالثة المنعقدة في عمان بالأردن 1407 ه /1986 م أن الشخص يعتبر ميتا إذا تبينت فيه إحدى العلامتين التاليتين:
إذا توقف قلبه وتنفسه تماما ، وحكم الأطباء بأن هذا التوقف لا رجعة فيه .

إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلا نهائيا وحكم الأطباء الإختصاصيون الخبراء بأن هذا التعطل لا رجعة فيه ، واخذ دماغه في التحلل .
وفي هذه الحالة يسوغ رفع أجهزة الإنعاش المركبة على الشخص ، وإن كان بعض الأعضاء لا يزال يعمل آليا بفعل الأجهزة المركبة .
وقد وافق المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي في دورته العاشرة المنعقدة بمكة المكرمة ( 1408 ) على رفع أجهزة الإنعاش وإيقافها متى تبين بالفحوصات الطبية المؤكدة من قبل المختصين بأن هذا الشخص قد مات دماغيا.

وبهذه الفتاوى ظهر عهد جديد في ميدان الطب . وهو تعريف موت الدماغ طبيا، وبداية قبول هذا المفهوم شرعيا . ومن ثم انفتح باب زراعة الأعضاء من المتوفين دماغيا ، أمكن إنقاذ مئات المرضى الذين يعانون من فشل نهائي في أعضائهم الحيوية الهامة ، وبالتالي تم إنقاذهم بإذن الله تعالى، ثم بفضل التقدم الطبي من موت محقق.
والله أعلم. ( منقول )
توقيع د. ناصر شافعي
 [SIGPIC][/SIGPIC]
فقيد نور الأدب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
د. ناصر شافعي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السكتة القلبية، خطأ تشخيص، موت، دكتور ناصر شافعي، استشارة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
متلازمة التعب المزمن/ تعريف وعرض والمزيد من الاستفسار موجه للدكتور ناصر شافعي هدى نورالدين الخطيب عيادة د. ناصر شافعي الاستشارية 5 07 / 05 / 2010 53 : 06 PM
سؤأل موجه للدكتور ناصر شافعي ( المثلجات وأمراض الصيف) هدى نورالدين الخطيب عيادة د. ناصر شافعي الاستشارية 1 12 / 07 / 2009 41 : 04 PM
سؤال عن ذبابة العين للدكتور ناصر شافعي ميساء البشيتي عيادة د. ناصر شافعي الاستشارية 7 05 / 07 / 2009 43 : 01 AM
سؤال عن البروستات موجه للدكتور ناصر شافعي هيا الحسيني عيادة د. ناصر شافعي الاستشارية 1 22 / 06 / 2009 20 : 04 PM
إرهاق الامتحانات سؤال موجه للدكتور ناصر شافعي غانية رستم عيادة د. ناصر شافعي الاستشارية 8 26 / 05 / 2009 45 : 02 PM


الساعة الآن 53 : 07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|