الشاعر الكبير حسن البحيري
[gdwl]
[align=justify]
الشاعر الكبير حسن البحيري عاشق له خصوصية العشق الرائع الجميل ، وأجمل صورة في عشقه تتبدى في أن فلسطين مزروعة في كل كرية من كرياته ، يصعب أن تغير موقعها أو امتداد كل ملامحها .. قبل أن أعرفه عن قرب ، كنت أطرب لكل بيت من أبياته،وأخال أن الدنيا تتراقص غزلاً بفلسطينه مع كل قصيدة.. وحين عرفته واقتربت منه كل الاقتراب ، ازددت إيماناً بأن شعره ينبع من كل خلاياه وأنفاسه .. فالشاعر حسن البحيري ، شاعر في كل حياته ، وشاعر في كل حركة من حركاته ، وشاعر في كل مواقفه، وشاعر في اختبار واختيار كلّ حرف من حروفه ، حتى لكأنه يرفض أن يكون بينه وبين الشعر مسافة .. تلك صورة البحيري في شعره ، وصورة شعره فيه .. فالبحيري وشعره واحد ، لا فاصلة بينهما من أي نوع.. لذلك يلذ له أن يحلق في كل بيت شعري ، ولا يرضى على الإطلاق ، أن يترك عيباً أو خللاً أو ضعفاً في أي قصيدة ، ما دامت ذاته وشخصه وملامحه .. هو الشعر الذي يلذ لك أن تسمعه وتقرأه ، وهو القصيدة الأجمل .. وهو الشاعر الذي رحل فخلّف أشدّ الألم ..
الأرجح أن شاعرنا الكبير حسن البحيري من مواليد العام 1921 في حيفا .. وكانت وفاته في مشفى الشامي في دمشق يوم 25/10/1998 بعد أن نقل إلى هناك ووضع في العناية المشددة .. ودفن يوم الاثنين 26/10/1998 في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك .. قضى طفولة معذبة لفقد الوالد الذي توفي قبل ولادته بأشهر ، لهذا لم يستطع شاعرنا البحيري متابعة الدراسة ، وكان عليه أن يعمل منذ الصغر ، مما أثر في نفسه أكبر الأثر .. وللحقيقة، فإن عدم متابعة الدراسة بشكل نظامي ، لم يمنعه من التوجه بنهم نحو بناء الذات وتثقيفها بجهد ذاتي استثنائي ، جعل منه مرجعاً في اللغة العربية وعلومها .. ويذكر البحيري أن طبيعة حيفا ، جعلته مسكوناً بالجمال وحب الطبيعة وأغنت ثقافته ، ليكون هذا الأثر ذا بصمة كبيرة في شعره..
بعد النكبة عام 1948 ، عمل الشاعر الكبير حسن البحيري مراقباً للقسم الأدبي في إذاعة دمشق، ثم رئيساً لدائرة البرامج الثقافية في المديرية العامة للإذاعة والتلفزيون ، حتى تقاعده .. وتفرغ بعدها للكتابة والعطاء المثمر الخصب ، ولرفد منزله الذي يضم أجمل الصور عن فلسطين ، بالمزيد من هذه الصور إلى جانب الكتب القيمة..
إضافة إلى روايته التي كتبت صيف عام 1939 وصدرت في العام 1990 باسم (( رجاء)).. فقد صدرت له الدواوين التالية : ((الأصائل والأسحار )) 1943 ثم ط2 1990 (( أفراح الربيع)) 1944 ثم ط 2 1990 (( ابتسام الضحى )) 1946 ثم ط2 1990 (( حيفا في سواد العيون )) 1973 ((لفلسطين أغني )) 1979 ((ظلال الجمال )) 1981 ((الأنهر الظمأى )) 1982 ((تبارك الرحمن )) 1983 ((جنة الورد )) 1989 ((رسالة في عيد )) 1990 ((لعيني بلادي )) 1991 ((سأرجع )) 1994 ((ألوان )) 1995 ((دعابة بين الجد والهزل )) 1996 (( خمرة الشعر )) 1997 .. وكان شاعرنا الكبير يعدّ لإصدار الجديد من شعره ..
هل تكفي هذه الكلمات القليلة لتقديم شاعر مثل الشاعر حسن البحيري ؟؟ .. لا أستطيع القول إن الكلمات مهما طالت ، تستطيع أن تقول كل شيء عن هذا الشاعر الذي يبقى شاعراً استثنائياً كبيراً .. لكنها محاولة ليس إلا للإطلال على عالم شاعر مسكون بالشعر حتى النبض .. شاعر رحل فترك فراغاً في عالم الشعر يصعب أن يملأ ..
[/align]
[/gdwl]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|