يوميات سيد أفندى المغلوب
يوميات سيد أفندى
استيقظ سيد أفندى من نومه قلقا, يشعر أنّ شيئا ما سوف يحدث اليوم,ولأنه لا يؤمن بالتشاؤم لم يهتم بهذا الإحساس , ومع ذلك شعر أن شيئا غير طبيعى يحدث فى البيت , وما إن خرج من غرفة نومه حتى فاجاه ترتيب البيت وتنظيمه على غير العادة فأغمض عينيه ثم فتحها ليتاكد انه فى بيته فلم يعتد من زوجته إلا الإهمال , وهاله ما وجد من زهور تختلف أشكالها قد ملأت زوايا البيت وهذا شئ لم يره من قبل أيضا, هنا أدرك ان كارثة سوف تحدث له اليوم لأنه يعلم تماما ان مقدمات زوجته تفضى إلى كوارث شديدة , لكنه تجاهل الأمر وتصنّع عدم الإهتمام وسار على روتينه اليومى فدخل الحمام ثم عاد إلى غرفته وارتدى ملابسه , وحين تحرك إلى المرآة ليسوى من هندامه لاحظ وجود زجاجة عطر بجوار فرشاة الشعر فاندهش وهو الذى لا يشم العطر إلا على أجساد العباد فحيره الأمر كثيرا , ولم يتوقع نتائج هذه المقدمات الزوجية كالعادة والتهب رأسه بالاسئلة التى لا إجابة لها , فهو يقضى واجباته الزوجية على اكمل وجه إلا قليلا أحيانا!! و المؤكد ان زوجته تنصب له فخا هذه المرة مستخدمة سلاحا جديدا وهو الإغراء , خرج من غرفته فوجد ألوانا كثيرة من طعام الأفطار لم يتعود عليها فتجاهل ذلك حتى يعرف نهاية الأمر وما إن همّ بالخروج حتى سمع صوت زوجته فى دلال يوقظ الضمير ويربك الأجساد تنادي :
حبيبى هل انت ذاهب إلى العمل, قال :نعم ,قالت :ومتى تعود حبيبى, قال :كالعادة بعد الانصراف ,طبعا حبيبى سوف تستلم اليوم الحوافز المتاخرة والبدلات القديمة واريد هاتفا محمولا جديدا يرسل الاغانى ومقاطع الفيديو والمسجات والرنات مثل عزيزة الهبلة زوجة نصار الحرامى وفاطمة شخلع زوجة على المفتش ,وانا لست أقل منهن ,فانا زوجة سيد افندى وإلا...
واقتربت منه كثيرا وعبثت بيدها على صدره فنظر إليها شذرا وغادرها إلى العمل وعند وصوله الى مقر الشركة وجد اسقبالا غريبا وترحيبا أكثر غرابة , صعد السلم وعند توجهه إلى متكبه وجد المدير فى الطرقة, وما إن لمحه حتى هلل وفرح :اهلا سيد بيه ,فاندهش الرجل بلقب بيه الذى لم يسمعه من قبل ولا يحبه ثم وضع المدير يده على كتفه وسار به إلى مكتبه و هذا المكتب الذى لم يره سيد افندى من الداخل من قبل وطلب من أن يجلس على هذا الكرسى الفخم واستدعى ساعيه الخاص ,وطلب أن يحضر ليمونا لسيد افندى وسيد أفندى مغيّب فاقد التوازن ,ثم مال عليه المدير وقال : انت تعرف ياسيد افندى أننى اوشكت على الخروج إلى المعاش وانا حزين جدا على هذه الشركه واخشى ان يأتى رجل يدمر ما بينناه معا ياسيد بيه ,ولأخلاصى لها ولكم طبعا ,رأيت أن يتولاها من أثق به ,ولا اشك فى ولائه وهو إبنى محمود مدير الفرع الجديد وانت تعرف ان هذا لا يتم إلا باختياره من كل العاميلن ,ووالله لما ذكروا اسمك امامى قلت إلا سيد افندى فهو من أحب الناس فى قلبى مارأيك يا سيد بيه ,نظر سيد افندى إليه بعين غاضابة وادرك ان المصائب لا تأتى فرادى ,وهب واقفا وخرج مسرعا الى حيث شاطئ النيل القريب من الشركة يتامل فى منظر الشروق الجديد على صفحة الماء
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|