رد: في ذكرى أنيس../ د.عزمي بشارة
الدكتور أنيس صايغ رحمه الله ولد في مدينة طبريا التي عشقها عشقاً أبدياً وكان يتحدث عنها دائماً في معظم جلساته ويحلم بالعودة لها وأن يكحل عيناه برؤيتها قبل الممات .
لقد كتب أنيس صايغ في مذكراته التي كتبها قبل رحيله "أنيس صايغ عن أنيس صايغ" مطولاً عن مسقط رأسه وأسهب في تاريخ المدينة وجغرافيتها وسكانها وحضارتها , وعن طبيعة المدينة واهم ما اشتهرت به , وكيف قضى طفولته وشبابه في هذه المدينة الحبيبة .
وهنا أختار بعض ما كتب عن طبريا في مذكراته :
" مسقط الرأس : الفردوس الذي اجتاحه الأشرار وتنازل عنه السماسرة ".
"هذه هي طبريا, هكذا كانت وهكذا هي في الذاكرة والوجدان وفي الأحلام التي تتكرر يوماً بعد آخر على امتداد ما يزيد على خمسين عاما . وهكذا تتحول المدينة إلى مجرد حلم , بما في الحلم من جمال ومتعة وما فيه من ألم وقسوة , جمال المدينة وقسوة الاقتلاع منها ".
"ما من فلسطيني ولا عربي يستأهل التكريم ما دامت فلسطين لا تزال تخضع لحكم الغاصب المحتل . وعندما يحوّل أنيس صايغ تلة أم قيس شرقي نهر الأردن من شرفة يطل منها على طبريا السليبة يروي برؤياها غليل الشوق إلى محطة متقدمة من درب النضال نحو طبريا , آنذاك يحق لصدره أن يحمل وساماً . إن أكاليل الغار من حق المنتصرين فقط , العائدين فعلاً إلى المنابت التي حرروها ليمارسوا فيها حرياتهم ".
" في طبريا وعلى الطريق إلى طبريا , ومن أجل طبريا, يطيب الموت , لأن المرء يموت واقفا. وكأنه لا يموت . ولعله لا يموت . هناك يتساوى الموت مع الحياة حلاوة. ودون ذلك تتساوى الحياة مع الموت مرارة ".
|