رد: الأحكام الفقهية الخاصة بالمسجد الأقصى
أديبتنا الغالية : هدى نور الدين الخطيب
بداية أهنئك على الإختيار الصائب وأتقدم إليك سيدتي بجزيل الشكر وعظيم الإمتنان على هذا المحهود الجبار .
كما أود أن أشير إلى أن العمل بمبدإ القياس الشرعي في تنفيذ الأحكام الدينية عموما , وأحكام زيارة بيت المقدس خصوصا , قد تحيلنا إلى استخلاص مايلي :
1 ــ زيارة المسجد الأقصى واجب على كل ذي سعة من جهد وصحة ومال وطمأنينة , والتفريط فيها تفريط في الأصول الذي يستوجب التثريب ولا يبطل بعذر من الأعذار .
ولعل أول الأعذار المقدمة بين يدي كل مسلم هي ظروف الإحتلال , ورسف البيت في أغلال الإستعمار البغيض . لكن هذا الأمر مردود على أهله بما أن كثيرا من علماء المسلمين أفتوا بجواز زيارة بيت المقدس حتى ولو تطلب الأمر رخصة من الكيان الغاصب . هذا أمر سيفتح بالطبع هامشا كبيرا للجدل والنقاش . فمن قائل بأننا نحن أصحاب الأرض ولا يحق لنا طلب الإذن من المحتل لزيارة القدس , ومن قائل بأن هذا معناه اعتراف بشرعية المحتل , ولكني أؤكد من هذا المنبر أن زيارة بيت المقدس هي الغاية , وإذا لم يكن بد مما ليس منه بد , فلا بأس من ذلك , إلى أن يرفع الله القيد على البلاد والعباد .
2 ــ عدم جواز التمسح به يسري عليه مايسري على الحرم و الكـعـبة , إذ يبطل كل تزلف أو تمسح ,بل ويعتبر من قبيل الشرك الأكبر كل ما يحيد عن صحيح العقيدة من استجداء أو تقرب أو ما شابهه .
3 ــ إهداؤه زيتا يسرج فيه : القصد من الإسراج إذكاء النور الذي لا يتم إلا بتوفير أسباب النور , وكل عمل خيري بقياس الشرع إنما هو نور وفضل يراد من ورائه منفعة للبيت ولزائر البيت , وفي ذاك السياق يصبح الإسراج صدقة جارية يمكن لصاحبها أن يبعث بها من قريب أو من بعيد , وعلى هذا الأساس يعتبر صدقة كل الأموال والعطايا والأحباس الموقوفة لصالح القدس الشريف , ويعتبر كل من أعطى درهما قد أسرج زيت بيت المقدس .
فاللهم لا تحرمنا زيارته آمين يارب العالمين .
|