التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,384,343

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > الخاطـرة
الخاطـرة فيض الخاطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11 / 04 / 2010, 07 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
هدير الجميلي
كاتب نور شديد الفاعلية

 الصورة الرمزية هدير الجميلي
 





هدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ؟

أوراق من زمن الماضي...

أوراق من زمن الماضي....






كنت صغيرة مثلي مثل ...صغار طيور النورس ..عندما تتزاحم لتطلق جناحيها لحرية البحر...

تطلق العنان لأحلامها البيضاء ..والرمادية ..

فهي تسافر بدون جواز أو هوية ..

أو حتى شراع تتمسك به لينقلها عبر المحيطات ...

إلى كل المدن التي تنبت بالخير والقحط...

تحاول أن تمعن نظرها بقاع البحر.. علها تجد بالقاع .. أفراحا وفراشات ...لأنها تعرف أن البحر يسكنه الصدف والمرجان ...هذه هي الفطرة التي ولدت عليها ..

كانت أحلامي لاتتعدى (مريول المدرسة) وحقيبة كتبي..أتذكر أختي الكبرى وهي تجدل ظفيرتي لتضع فيها شريطاً أبيض يرفرف بالهواء الطلق.. يعلن عن البراءة و السلام ...كنت حريصة على أن لا أتأخر عن موعد قرع الجرس خوفاً من تأنيب المديرة التي كانت ترهبنا بحزمها وشدتها وكأنها أحد ضباط الجيش .

أجلس على كرسي الصف قرب النافذة المطلة على حديقة مدرستي الكبيرة ..وأسرح في عالم ملؤهُ التأمل والخيال..

هناك في مدينتي ولدت وسط الحرب... وكبرت مع ثورات الرصاص ...و عشت ببساطة ...منعنا من كشف مشاعرنا ..فكل الأشياء عيب.. وحرام ...ولاتجوز .

لم نعرف معنى الأنوثة ...وثورات العشق والصبا..

عشقت الأرض الخضراء حيث شهدت تغيرات فصولي مع فصولها ...فالشتاء يحمل معاطف الدفء والأمان والسكينة ..والصيف يذيب كل جليدي ..يكسر الحواجز ..وبين يديه يكشف لي الأطياف المبهمة ..أهرب إلى غروب شمسه ليضمني بحنين..الخريف يحمل باقات من أوراقه التي تعلن عن انتهاء الماضي بذكرياته المؤلمة فلا أمضي وقتي بتقليب صفحات مايجلب.

الربيع هو كل المستقبل الذي أحلم به والذي لم يطرأ علي بشيء ..غنائمه كثيرة ومتنوعة ومذهلة ..راقني عشق الفراشات بجنونها ..تلونت بألوانها ...وشممت عطر الزهر حتى إني أميز كل نوع منها وأنا مغمضة العينين...يدغدغني نمير الماء عندما يمر على مخيلتي .

أوغلت في كل الطرق المؤدية إلى الأحياء الغنية والفقيرة ...وجحظت عيني بكل المنازل الفخمة والمهترئة والمنطمسة المعالم على الأرض ...تلهث حزناً على ما فعلته ثورة الحرب بها.

ذاكرتي مختزنة بعجائب الأمور ..وصغائرها..أجد كفوف أمي تلوح لي بين الشرف ..تخرج لي عيونها الحزينة من قباب المساجد الكبيرة .. والطويلة الأعناق ..والكثيرة العدد ..كأنها تريد مني شيئا لا أفهمه..؟ لا أسمع لها صوتا ..؟فالآذان والدعاء يتكرران كل ساعات النهار.

ووالدي أذكره جيداً شديد العزيمة محمر الغضب..عاصفة هادئة الخطى لكنها ليست دوماً تخفي أثار خطاها.. أختبئ أنا وإخوتي عند قدومه تحت الأسرة ..كان يناديني من دون إخوتي أنطق بالشهادة فأنا من شدة خوفي منه كنت أنفذ بصمت أوامره..لم يكن يضربنا لكننا نخاف منه ...كعصافير تفر من رؤية الصقر محلقا بالسماء...لم نكن نعرف سر خوفنا منه حتى بعدما وافاه القضاء بالتراب.

بين كل هذا وذاك هناك شيء حاولت الإفصاح عنه والتمادي بشرحه .

وجدت نفسي موجة وسط البحر تتلاطمها الأفكار والذكريات...؟

رأيتك ولأول مرة تمشي تجر ضلك الطويل يخبئ وراءه السكون...لمحتني عينك اصطادتني...صدمتني... فلم أعرف العشق يوماً ..انتابني شعور غريب ..؟وكان صعقة كهربائية أصابتني ...تتسارع نبضات قلبي ...وكأن هناك من يطاردها فتركض مختبئة من مكان لآخر ..

كانت الليلة الأولى ليست ككل الليالي التي أمضيها وأنا احتضن لعبة من القماش تسامرني وأسامرها بأفكاري الجنونية الطائشة الطفولة ..كانت تلك الليلة غريبة بكل ما بها ...نجومها بدت أكثر وميض من السابق ...وقمرها كان كبيرا لدرجة أني شعرت بأني سألمسه بيدي...كل شيء هادئ حتى خيالي .

ملامحك لم تفارقني ..تقلبت وأقلقت الوسادة ..وكأنها تشكوني من نفسي ...اضطرب النوم بجفوني ...ما العمل ..؟وما هذا الذي اشعر به ..؟

وقفت أمام المرآة أسرح شعري وكأني لأول مرة ألمسه وأحرره من قيوده.

أصبحت أطلع على كل تفاصيلي ...وأبحث عن جوانب الأنثى المجنونة ..؟

كانت قدماي تسرعان بالمشي ..لأسابق خطوات الناس والمنازل والشوارع.. أصبحت كقطرة ندى تسقط من شفاه الورد معلنة عدم الفراق ..فانا أحببت الطريق الذي لاقاني بك ..

أصبح لكل يوم أراه فيك قصة وقصيدة تذبح على أعتابي الشوق واللهفة ...

أيمكن أن يكون لقاؤنا صدفة ..؟!

تطل علية من نوافذك دقائق.. نسرق منها النظرات ونبيح لبعضنا الوجود ونعدمه..

لم أعد تلك الفتاة المهووسة الطفولة ..المحمرة الخدين .. الطويلة الجدائل ...لقد كبرت كل الأشياء معي ..ولم يعد هناك حيز يسع لكل ما أريده ...

كيف تطابق نجمانا ..وكيف التقى كوني الضيق بكونك الفسيح...وكيف نسطر المشاعر على أوراق ..لنحرقها بعد ذلك بساعة من الغضب ..

كيف يمكن للقدر أن يختار لنا اللقاءئات ..ويتفضل علينا ببعض العشق.

أيستحق عذابنا كل هذا الحرمان والألم ...؟

أيستحق حبنا كل المجازفة وأن نكون حبيسي جدران وذكريات...

كنت أرى الناس بلون واحد وبشكل واحد ..وبوجه واحد ..

أما بعد الآن أرى وجهك مرسوما عليهم ..على المنازل القرميدية الأسطح ... على أضوية الشوارع التي يلفها الشتاء الحزين ..

أراه على حبات المطر المتساقطة لتطفئ عشق الأرض..

لم ترتعش يداي حينما أحاول أن أكتب عنك ...وأشكوك لقلمي وأوراقي وكلماتي ..

لم وأنا التي ما عادت تهتم بالكلمات المنمقة الجسد.. والمحبوكة الفصول والفواصل ؟..

كل الأشياء أصبح لها ظل يشبهك ...غرفتي ..ستائري ...مرآتي ...آنية الزهر ...وزجاجة العطر.. تذكرني بالحب وألم الفراق..

هل تشفى ذكرياتنا مع انتحار الزمن...؟

أصبح شوقي لك فرسا جامحة أحاول شد لجمها ...لكنك تمكنت من كل شيء استوطنت قلبي ولملمت بقايا إحساسي سيطرت على أعصابي ..

لم أستطع أخفاء توتري وأنت تمسك بسعادتي وتعاستي ..فأنت القاضي والجلاد..ومقصلة تنهي ما بدأناه سوياً ..

الأحداث التي جمعتنا متسارعة كنبضات قلب حمامة فرت من صيادها ..

أصبحت لا أقوى على التقاط أنفاسي وأنا أعدو نحوك ونحو مستقبل أراه غضب بيد طفل يقلبه في لحظة راحة وانكسار كيف يشاء .

أزرع حياتنا بين الوهم واليأس ..والحقيقة والخيال ..مسافات عشقنا شاسعة ..تكبر كلما ابتعدنا ..لتخلد قصتنا على مروجها المكسرة الفصول ..

تتلاشى الكلمات والسطور عندما أحاول كتابتك على أوراقي وتعم الفوضى حروفي ..

أنا لا أريد أن أكذب على نفسي وعليك ..وأقول بأني لم اشته سيجارتك وأنت تنقض عليها بصفي الولو برفق وحنان لتأخذ ما تأخذه من قُبل وعشق لايباح إلا لها ولا تجد أحد من الناس محدقا أو مستغربا فعلها...؟!

فما هي بنظرهم إلا سيجارة ...

ولا أنكر بأني تمنيت أن أسلبك عطرك الذي يحمله النسيم من البعيد لي ...ومعطفك المجنون بك تمنيت أن أكون فيه زرا فضيا أونسيج أحد خيوطه التي تلامس جسدك دون ملاحقة نظرات المارة ..

أستحضر أفكاري المجنونة كل ليلة موقدة شموعي التي تنتحب الوقت..أسترجي أن يكلمني على لسانها .

لكني هذه المرة تعثرتُ بذكائي.. اكتفيت هذه المرة بالوهم .

أصبحنا والحزن صديقين حميمين...فلم يأب أحدنا بترك

الآخر...جميل أن تكون الأحزان بلون السواد ..فلا أشعر بأنها إذا تغير لونها للأحمر أو الفيروزي سيكون لها شكل وجمال ثاني ..فكل الأشياء تنزع عنها ثوبها حتى الثعابين عندما تريد أن تزف كل عام تراها تغير فستانها عشرات المرات.. لكن طعم الفرح بالثوب الجديد سيكون نفسه فلا يوجد ما يبرر تغييره شيء.

إن جمال الحزن بالأسود الذي يرتديه.

من منا لا يحمل حقيبة حزنه معه ولا يأخذها إلى كل الأماكن ..بالمنزل و الشارع ..وفي المقهى العام ..ومكان عمله ..من منا يحاول أن يتخلص مما تحتويه ...؟

حاولت التخلص منها لكني وجدتُ نفسي مرتبة بها مع الأشياء التي أخذت مكانها بانتظام .

شيء عجيب أن تعشق ولا تحمد الله فالحب نعمه وبلاء ...لو كنا كذلك لفعلنا فعل زليخا التي عشقت يوسف وهامت بجماله وأطاعته رغم جفائه عنها لكنها فازت بقلبه ..فأوصلها إلى الزهد فيه.. وملاحق عشق أكبر وهو عشق( الله) ..أيعقل أن تكون مشاعرنا مزيفة مطلية بكل الألوان ..أيعقل أن يكون عشقنا كالحرباء تغير لونها كلما اقترب منها شيء حتى لو لم تشعر بالخطر ..

لكن عشقي لكن لم ينسني الله ولم يجعلني أغفل عنه ...قد لا أكون مثل زليخا ولا أريد تقليدها.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
هدير الجميلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 / 04 / 2010, 50 : 04 PM   رقم المشاركة : [2]
هدير الجميلي
كاتب نور شديد الفاعلية

 الصورة الرمزية هدير الجميلي
 





هدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ؟

رد: أوراق من زمن الماضي...

أعشقك وأجد بأن الحب مباح لي بكل وقت.. وأنت مباح بكل ما تملك وتمتلك ..بكل مشاعرك لي..فأنا متأكدة بأني محتلة .


لكني لم أغتصب وطنك أو استبيح شمسك التي تشاركنا الأقدار ..أتعرف بأنها تنتزع عنها الأقنعة التي ترتديها لتخفي عنا زيفها خلف شعاعها المغرور...هي مثلنا تخفي عشقها لليل وولهها بالقمر متمنية أن يبادلها نفس الشعور .. لتضمه وتنعم بالهدوء مبتعدة عن عيون كل الناس مرتاحة من أعباء الكون الظالم لها..


أنت لم تكن لي كباقي الناس الجامدي المشاعر المتصلبي القلوب ..المتحركين بشفاه ملؤها الثرثرة والنميمة بما لاينفعهم وينفع أحبتهم ..أشعر بما يشعرون به وأحس الذي يحسونه .. أصرح بكل ما أشعر به لنفسي وأكون صادقة..حتى لا أوهم نفسي بعشقك أو الوصول أليك يكون أمراً مستحيل..


قد يتمنى الناس المعجزات لكي يصلوا إلى كل الأشياء المتزاحمة والتافهة بعقولهم المادية ..


فالمعجزات نفسها لن تتحقق ..إلا إذا وجدت الإرادة والإصرار لتكون على تواصل معنا كبشر..


أترانا نحتاج فعلاً للمعجزات للالتصاق بها إلى الأبد..؟ فنحن لسنا أنبياء أو أولياء لنرى ما يفوق قدراتنا ..أو يتحقق لنا ما نريده حتى لو لم تنطق الشفاه به ...


هو الإيمان بالشيء الذي نبحث عنه ونتوق للحصول عليه .. مجردا .


ذلك قد نكون نحن من نصنع المعجزة ..وتسعى هي إلينا ولا نسعى لها ..


أحب فيك ذاك المخلوق العجيب ..فأنت ليس ككل البشر لكنك كل البشر..صفاتك وخصالك قسمت عليهم ..قد تفوق أعدادهم عقلي العصفوري ..ومشاعري التي لا تحتوي أناسا غيرك ..لكني أستطيع أن أجزم بأنك تفوقت عليهم..


تطوف بعيني صورك .. فما أجمل أن تعشق دون أخذ ما تريد ..تبقى لاهث المشاعر والأحاسيس خلف ظل المعشوق ...ترتمي عند رؤية طيفه يتجول بخاطرك ويستنجد بذاكرتك لتعانقه وتأخذ مالذ وطاب لك ...لكنك لن تروي روحك الظمأى...فتبقى تحترق كصحراء تحرقها نيران عشقها لقطرة مطر.


حواء خلقت بكبريائها وجمالها تخدم الرجل ..وقلة منهم من يستطعم ذاك الجمال ويركع تحت كبريائها المغرور ...هي تستخدم لؤمها وكيدها لتذل بها العاشق الذي يكون صريع هواها ..


لكنني لم أكن تلك الحواء يوماً ..


لم تسخر يوماً مني ..فأنا خلقت بسيطة بكل شيء ..لم تهمني المرآة لأنك تعرف حقيقتي دون أن أضع أحمر الشفاه ..أو أضع مساحيق التجميل لتراني كدمية جميلة لكنها جامدة مجردة من كل شيء ..فأنت غني عن امتلاك مانيكان ..


أحسد نفسي بأني أحبك أنت فقط ..لا أحسد المشاهير فما قيمة أن يكون لك الآلاف من العشاق والمعجبين...وأنت لا تعشق سوى واحد منهم . ..؟


هم لن يعطوك دافعا للاستمرار والنجاح والتقدم ..لكن شخصا واحدا هو من يعطيك كل تلك الأشياء وأنت غني عن كل أولائك .


الكذب هو الشيء الوحيد الذي نحسن عشرته وإجادته ..


نحن خلقنا وسط كذبة الحياة.. وسخرية القدر والاستهزاء من أحلامنا.. وحياة خُطت لنا بالغيب .. يلزمنا الكثير من الأكاذيب حتى نواصل حياتنا المعتادة الشرور والشرود ..لم نركب سفينة الصدق ....أيلزمنا الكثير لنصل لبعضنا البعض ..؟


مازلنا لا نجيد اللغة العربية حتى نخفي مشاعرنا بكلمات منمقة الحس عديمة الشعور بالآخرين ..


أيُ لعنة نصيب بها أنفسنا ونحن بأيدينا النجاة من قواذف اللعنات..فمن منا لا يعتبر خروجه لدنيا لعنة حلت بالقالب الذي صنع فيه ..؟ وبالأرض التي ليس لها ذنب باحتواء المغفلين ..


أينتهي الحب بانتهاء الكون ..؟أم أن هناك آخرين ينتظرون دورهم لتجرع حلاوته والصبر على مرارته.
هدير الجميلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 / 04 / 2010, 02 : 05 PM   رقم المشاركة : [3]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: أوراق من زمن الماضي...

أختي القديرة هدير ..
لم أكد أعيد قراءة رسائلك "إلى حبيبي المعتقل" حتى وجدت نفسي أمام هذا البوح المتناثرة أوراقه في بهاء و عذوبة ..
أدركت انني أمام قلم لا يشق له غبار و لا ينضب معينه .. ما شاء الله ..
كوني على يقين أختي أنني أنتظر هطول إبداعك بكل لهفة .. ففيها البوح الصادق والكلمات النابعة من القلب .. فيها تلقائية وعفوية ..
دمت متألقة ..
دائما في الانتظار ..
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 04 / 2010, 47 : 04 PM   رقم المشاركة : [4]
هدير الجميلي
كاتب نور شديد الفاعلية

 الصورة الرمزية هدير الجميلي
 





هدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ؟

رد: أوراق من زمن الماضي...

في السابق كان كل شيء جميل فالرسائل التي كنت تكتبها وأنت جاثم على ضوء الفانوس وصوت القصف يرعد بجسدك ...كنت أرى التعرجات التي خطها خوفك مع كل حرف مال عن السطر ونحرف مساره... يخبرني بمشاعرك كيف كانت لحظتها ...والعطر الذي كنت ترشه عليها بعد أن تطبقها وتضعها بجيب سترتك ..أشم ذاك العطر للآن وكأنه تشرب بروح الحروف وعشقها.
اليوم الرسائل تبعث على جهاز الخلوي ..لتجدها بلون الأبيض والأسود معدومة الرائحة لا تحمل سوى كلام مكتوب ليفصح عن خيبة أمل ورجاء العشاق..تمحى بمجرد أن تستبدل الجهاز أو تتزاحم رسائل أخرى لتأخذ دورها ..معلنة عن انتهاء فترة حراستها على صندوق الرسائل.
أعظم هدية قدمتها لي زهرة.. كنت قد قطفتها من أمام حديقة جاركم..وخبأتها بيدك اليسرى..رميتها لي عندما كان الطريق خالي من المارة ..وأنا أشك بأنه كان خالياً..فليس من المعقول أن تسير بشارع عام ولا نرى فيه أشباح المارة تلوح أمام ناظرينا ..لكن من فرطنا بالعشق لم نكن نرى سوى نفسينا معاً.
التقطتها وكأني وضعت الكون بين يدي.. خبأتها بدفتر العلوم كنت حريصة على عدم فقدانها منه ..فلم تمل عيني من مراقبتها وهي نامت بين طيات الورق.
كان للهدايا معنى..؟ تهب دون مقابل ...؟!
أنت تعرف بأنني حتى عندما أبلغ السبعون عاماً ..سأبقى تلك الطفلة التي ترتمي بأحضانك لتؤنس وحشتها ..من كابوس مر مرور العمر ..وتحنوا طفقا على دقات قلبها كطفل يتيم.
ثمة مشاعر تفصلنا عن الناس ..فتجعل منهم موتى لمقابر الذاكرة ..
وثمة ما يفصل الأحياء عن الأموات ...فيكون الأحياء موتى النسيان ..
يا ترى ما لذي يجعل الثوار يعشقون الوطن...ولا يضعون حساب لحياتهم ..لم يختاروا حد فاصل بين ما يعشقون وبين ما سيخسرون ..
فليس لهم أدنى سلطة يحكمون بها سوى على أنفسهم بالهلاك...
أيمكن أن نقول عنهم مجانين ..؟أم بهم مس..؟!قد يكونوا كذلك فالعشق وقعه وقع السحر ...يفعل أكثر .
قد تكون نهاياتنا خلف ستائر معلقة مزخرفة ..لن نشك يوماً بأنها ستكون لنا كفن ..!
نركض لاهثين خلف الأماني...لترمي لنا بفتاتها ..فنذل دون أن نطول شيء من ذاك الفتات ..
هي معركة دارت رحاها خلف غيوم ترتدي البؤس ...تسخر من عيوننا التي تطالعها وتشهق دهشة ..حاسدة ..بفضولية الإنسان ..متسائلة مالذي تخفيه الغيوم خلفها ..هنيئان لها ..؟ما أعلاها وما أجل شموخها...؟
لم ندرك بأننا نحن أسمى منها وأفضل ..فنحن من كرمنا الله على سائر ما خلق ..؟ !
تكفينا الحواس التي نتحرك بها..أذكر بالماضي كنت أعشق النظر إلى عيناي ..فأنا أتطلع بهما إلى أبعد نقطة ...لرسم مستقبلي ..دون أن أحرك يدي أو قدمي ..ودون أن أتعب شفتاي لتنطقان بما أريد...
لم يكن لعقلي سوى أن يكتشف دواخلي وكأننا خلقنا منفصلين .. فنحن نملك حواس الشعور ولاشعور..لهذا نكون جاحدين ونصرف أنفسنا عنها .
هكذا يتراكم بنا الحطام ...ويصبح أكوام مبعثرة بكل أجزائنا ..لينتج عنه قباحة أرواحنا...
قد تخفي سطور الماضي بشاعة ما عشناه ووحشية ما تعلمناه ..ورداءة بذور زرعت بأرض نأكل من ثمارها العفنة ...
هي لم تكن أوراق تنموا عليها العثة لتترك أثار قواطعها المسننة الجحود ..
صعقة كهربائية تعيدنا لرشدنا في زمن فقدنا فيه الذاكرة ..لم تكن لدينا ذكريات تستند عليها حقائقنا .
الحقيقة الأجمل أن تكتشف جوانبك المظلمة ...ولا تدع طيور الظلام تعشش بسقوفها.

هدير الجميلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 04 / 2010, 11 : 10 PM   رقم المشاركة : [5]
هدير الجميلي
كاتب نور شديد الفاعلية

 الصورة الرمزية هدير الجميلي
 





هدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ؟

رد: أوراق من زمن الماضي...

******************
لو خيروني بين أن أستنشق الهواء ..واستنشاقك لاخترت أن أتنفسك حتى لو علمت بأني سأفقد آخر خيط يربطني بالحياة..؟
فلم يعد الموت يخيفني ..كما كنت صغيرة ..
عشقت أن أكون بغيبوبة تحتجزني بين حناياك ...وأحببت أن أكون في متاهة وردية تجعلني أحرك كل مشاعرك التي آوت إلى كهف عميق متفرع الدهاليز..يخبئ داخله صباه ورجولته وكل ماتاقت له نفسه ليكون أسير امرأة ... تجيد الصيد وغرس الحب بقلب ذبلت أغصانه.
كنت دوماً تلك الأنثى التي طالما أخافتك..بسجنها ...تعجزك عن أن تتفوق عليها بحبك وتنال منها بشغفك ...
اصطدت كلمات الحب من بين شفتيك..ألغيت تاريخ ميلادك
زرعت الفرح بحنجرتك المزروعة خناجر.. وكسرت نوافذ صمتك..تراقصت كجنية مهووسة على أصابعك ..من أجل ذلك لا يحق لك أن تصدر بي حكما بالنفي خارج خارطة حياتك.
لأنك من أغمد في روحي سيف العشق..وأضمر في نعاسي لليل متيقظ.. استطعت أن تجعلني أكتشف الحب بعين الشمس.. وأخترع وطنا جديدا ..
فأنت من أعاد لي ولهي المنسي بالكتابة ..وأخرج كلماتي من درج الصمت..
وضعتني حروفا بين كفيك التي طالما تمنيت ملامستهما بشفاه تحتضر..قاحلة تتعطش ...يغرقها الجفاف .
كيف يوقن الذي يغرق بمحيط..أنه سينجو ..؟!لولا نسمه من الأمل تجلبها الريح له..
لحياتنا فلسفة.. ولمعاناتنا فلسفة ..ولتخاريفنا فلسفة ..وللفصول فلسفتها ..وللحب ........لا ندري بأي منطق يحاكينا ..
تحبسنا الفلسفة بين ظلمتين..؟ ظلمة الحظ وظلمة المنطق..
أيهما سيكون بصالحنا الحظ أم المنطق ...نعترف بأننا بحاجة للحظ أكثر ..لأن المنطق قد لا يكون بصالحنا ..
ففي كل واحد منا زوايا مظلمة ....

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 15 / 04 / 2010 الساعة 29 : 10 PM.
هدير الجميلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 04 / 2010, 01 : 09 PM   رقم المشاركة : [6]
هدير الجميلي
كاتب نور شديد الفاعلية

 الصورة الرمزية هدير الجميلي
 





هدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ؟

رد: أوراق من زمن الماضي...

***************

لماذا لا نشعر بالرضا والقناعة ..؟
ونحاول البحث عن أشياء تنقصنا ..
يا ترى هل هناك فعلاً أشياء تنقصنا... ؟
أضائعة نجدها لدى أناس آخرون ...؟فنمني النفس بسلبها من بين أيديهم..
كثيراً ما أعد أصابع يدي وأنظر إلى تقاطيع وجهي ...أدقق ما لذي يجعلني أتميز عن الآخرون...
وهل هم مميزون عني ..؟وبأي شيء ...؟
لماذا لا أصارح نفسي وأدقق أكثر في ماهيتي قد تكون هناك أجزاء ضائعة وسط الركام ...تتزاحم دون أن تجد لها مكانا صحيحا لتستكين فيه وتباشر مهامها لتثبت قدرتها بالتميز ..
كلنا يبحث عن الكمال في نفسه ...وفي من يحبهم ...يتمنى أن لا يجد الأخطاء فيهم ....
أهو الطمع والتطلع إلى الكمال .. ؟
ليس من المعقول أن يكون إنسان مكتملا وهو بشر ...؟
ولن يكون ملاكا فالملائكة تخطئ أيضاً...؟!
متى نتوقف عن ملاحقة أنانيتنا ...ونشعر بالاستقرار...
لننفض عنا غبار تراكم على ستائر أرواحنا البيضاء التي أرهقها البحث.
الرحيل ... الرحيل ...والهروب من كل الأشياء التي تشعرنا بالضجر من أنفسنا ومن الحقيقة التي لانريد أن تواجه الأوهام بداخلنا ..
لقد تعودت أن ألاحقك وأنت مسافر بين السماء والأرض..
أتبقى دائم الترحال ...ألا يكفي قلبي يترحل بين أمصارك وصحاريك..
ستبقى أنت من تحدد مصيره ...فليس في قلبي مكان لأحد غيرك..
عندما تودعني السنوات ..بين أنياب الماضي ..وتخط الحسرات في قلبي المجروح....
هدير الجميلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2010, 15 : 12 PM   رقم المشاركة : [7]
هدير الجميلي
كاتب نور شديد الفاعلية

 الصورة الرمزية هدير الجميلي
 





هدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ؟

رد: أوراق من زمن الماضي...

أجدني كثيرة التشاؤم قليلة الأمل ...عندما تنزحك المسافات والفوارق ..
لم أجد فرق بين الجنون والعقل ...و الحقيقة والخيال ...فحبك جمع كل هذا ..
هناك حب يموت ليعيش آخرون بسببه ..وحب يعيش ليقتل آخرون..
اخترت الثاني .
حاولت أن أبدل قلبي بآخر ...اخلعه أغير شكله ... أحدد لأوردته وشرايينه آماكن أخرى واتجاهات أخرى ..أصبغه بلون غير الأحمر القاني..فهل سأشعر بأنه هو ذاك الذي غيرت مكانه ومكانته...؟
سأجد نفسي المذنب الأول والأخير.. والخاسر الأكبر.
حتى عندما أبتسم ترافقني لمحة من الشجن التي تكشف على الملأ سترها من الحزن.
أسقط وشاح التخفي حتى لا يلاحظ.. ما أشعر به ...فليس كل العيون ترى شجون ترتدي ابتسامة صفراء مملة .
ءأكتب كثيراً عن نفسي ...أم عن كل الذين يكونوا مثلي ..
يبطنون شفاه المآقي بدموع تشتاق لعيون قلب اطلها السبات.
كلنا يرى حقيقته خلف جراحه المعتمة ..
تصافحني الدنيا..ألمس يدها ..فتغرس الشوك ..بباطن أكفي ..
كم كنت بلهاء عندما تصورت إن الدنيا تحوي المغفلين والأغبياء ..كم كرهت نفسي عندما تصورتها تعانق الضعفاء وتصافحهم ..
لم يكن قلبها شفاف كما تخيلت بطفولتي ..
لم تكن شفتاها مزهرتان بالورد..فأنا تجرعت السم منها بعد الصمت .
لم تكن لها روح عاشق ..
كانت قاتلة مأجورة لكل من يحلم بالحب والسلام .
لم تكن سوى ساحرة شريرة ...توقع بالضعفاء .
وهل الحب كان يوماً ضعف..يسلبنا الكبرياء والكرامة...؟
هدير الجميلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2010, 18 : 01 PM   رقم المشاركة : [8]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: أوراق من زمن الماضي...

ذكرتنى هدير بلمحمة الحب هذى والتى اسكبت فيها ذاركتها على رصيف التذكر والشوق والحنان بما قاله الشاعر العربى القديم فى تصوير بديع لحالة القلب العاشق الصب:
كأن القلب ليلية قيل يُغــدى *** بليلى العامرية او يُـــــــراحُ
قطاة غرّها شَرَك فبــــاتت *** تعالجه وقد علق الجنــــــاح
لها فرخان قد تُركا بوكـــر *** وعشهما تصفقه الريـــــــاح
فلا فى الليل نالت ما ترجى *** ولا فى الصبح كان لها براح
وهو تصوير لحالة القلب المفزوع الخائف والمتوحد بالحبيب المهاجر اللهى والعابث , وهدير انطلقت من روح انثى أحبت بطلة قصتها حبا متوهجا فى مقابل صدود ونكران , وهى احبت وتحدت فى من تحب وتدثرت بمعطفه ومن ثم تستعيد البطلة تفاصي قصتها كنوع من البوح الرائع الذى يحاول ان يجلو صدا الروح باسترجاع التذكر وخطاب هذا البعيد لعل رجع الصوت يعيد للروح بهجتها وأسكبت عمقها الثقافى وفلسفتها الخاصة على هذا البوح فجاء عميقا محملا بكل مشاعر القوة للانثى المحبة
لك كل محبتى وتقديرى ايتها الرائعة النبيلة
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2010, 30 : 01 PM   رقم المشاركة : [9]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: أوراق من زمن الماضي...

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدير الجميلي
أوراق من زمن الماضي....






كنت صغيرة مثلي مثل ...صغار طيور النورس ..عندما تتزاحم لتطلق جناحيها لحرية البحر...

تطلق العنان لأحلامها البيضاء ..والرمادية ..

فهي تسافر بدون جواز أو هوية ..

أو حتى شراع تتمسك به لينقلها عبر المحيطات ...

إلى كل المدن التي تنبت بالخير والقحط...

تحاول أن تمعن نظرها بقاع البحر.. علها تجد بالقاع .. أفراحا وفراشات ...لأنها تعرف أن البحر يسكنه الصدف والمرجان ...هذه هي الفطرة التي ولدت عليها ..

كانت أحلامي لاتتعدى (مريول المدرسة) وحقيبة كتبي..أتذكر أختي الكبرى وهي تجدل ظفيرتي لتضع فيها شريطاً أبيض يرفرف بالهواء الطلق.. يعلن عن البراءة و السلام ...كنت حريصة على أن لا أتأخر عن موعد قرع الجرس خوفاً من تأنيب المديرة التي كانت ترهبنا بحزمها وشدتها وكأنها أحد ضباط الجيش .

أجلس على كرسي الصف قرب النافذة المطلة على حديقة مدرستي الكبيرة ..وأسرح في عالم ملؤهُ التأمل والخيال..

هناك في مدينتي ولدت وسط الحرب... وكبرت مع ثورات الرصاص ...و عشت ببساطة ...منعنا من كشف مشاعرنا ..فكل الأشياء عيب.. وحرام ...ولاتجوز .

لم نعرف معنى الأنوثة ...وثورات العشق والصبا..

عشقت الأرض الخضراء حيث شهدت تغيرات فصولي مع فصولها ...فالشتاء يحمل معاطف الدفء والأمان والسكينة ..والصيف يذيب كل جليدي ..يكسر الحواجز ..وبين يديه يكشف لي الأطياف المبهمة ..أهرب إلى غروب شمسه ليضمني بحنين..الخريف يحمل باقات من أوراقه التي تعلن عن انتهاء الماضي بذكرياته المؤلمة فلا أمضي وقتي بتقليب صفحات مايجلب.

الربيع هو كل المستقبل الذي أحلم به والذي لم يطرأ علي بشيء ..غنائمه كثيرة ومتنوعة ومذهلة ..راقني عشق الفراشات بجنونها ..تلونت بألوانها ...وشممت عطر الزهر حتى إني أميز كل نوع منها وأنا مغمضة العينين...يدغدغني نمير الماء عندما يمر على مخيلتي .

أوغلت في كل الطرق المؤدية إلى الأحياء الغنية والفقيرة ...وجحظت عيني بكل المنازل الفخمة والمهترئة والمنطمسة المعالم على الأرض ...تلهث حزناً على ما فعلته ثورة الحرب بها.

ذاكرتي مختزنة بعجائب الأمور ..وصغائرها..أجد كفوف أمي تلوح لي بين الشرف ..تخرج لي عيونها الحزينة من قباب المساجد الكبيرة .. والطويلة الأعناق ..والكثيرة العدد ..كأنها تريد مني شيئا لا أفهمه..؟ لا أسمع لها صوتا ..؟فالآذان والدعاء يتكرران كل ساعات النهار.

ووالدي أذكره جيداً شديد العزيمة محمر الغضب..عاصفة هادئة الخطى لكنها ليست دوماً تخفي أثار خطاها.. أختبئ أنا وإخوتي عند قدومه تحت الأسرة ..كان يناديني من دون إخوتي أنطق بالشهادة فأنا من شدة خوفي منه كنت أنفذ بصمت أوامره..لم يكن يضربنا لكننا نخاف منه ...كعصافير تفر من رؤية الصقر محلقا بالسماء...لم نكن نعرف سر خوفنا منه حتى بعدما وافاه القضاء بالتراب.

بين كل هذا وذاك هناك شيء حاولت الإفصاح عنه والتمادي بشرحه .

وجدت نفسي موجة وسط البحر تتلاطمها الأفكار والذكريات...؟

رأيتك ولأول مرة تمشي تجر ضلك الطويل يخبئ وراءه السكون...لمحتني عينك اصطادتني...صدمتني... فلم أعرف العشق يوماً ..انتابني شعور غريب ..؟وكان صعقة كهربائية أصابتني ...تتسارع نبضات قلبي ...وكأن هناك من يطاردها فتركض مختبئة من مكان لآخر ..

كانت الليلة الأولى ليست ككل الليالي التي أمضيها وأنا احتضن لعبة من القماش تسامرني وأسامرها بأفكاري الجنونية الطائشة الطفولة ..كانت تلك الليلة غريبة بكل ما بها ...نجومها بدت أكثر وميض من السابق ...وقمرها كان كبيرا لدرجة أني شعرت بأني سألمسه بيدي...كل شيء هادئ حتى خيالي .

ملامحك لم تفارقني ..تقلبت وأقلقت الوسادة ..وكأنها تشكوني من نفسي ...اضطرب النوم بجفوني ...ما العمل ..؟وما هذا الذي اشعر به ..؟

وقفت أمام المرآة أسرح شعري وكأني لأول مرة ألمسه وأحرره من قيوده.

أصبحت أطلع على كل تفاصيلي ...وأبحث عن جوانب الأنثى المجنونة ..؟

كانت قدماي تسرعان بالمشي ..لأسابق خطوات الناس والمنازل والشوارع.. أصبحت كقطرة ندى تسقط من شفاه الورد معلنة عدم الفراق ..فانا أحببت الطريق الذي لاقاني بك ..

أصبح لكل يوم أراه فيك قصة وقصيدة تذبح على أعتابي الشوق واللهفة ...

أيمكن أن يكون لقاؤنا صدفة ..؟!

تطل علية من نوافذك دقائق.. نسرق منها النظرات ونبيح لبعضنا الوجود ونعدمه..

لم أعد تلك الفتاة المهووسة الطفولة ..المحمرة الخدين .. الطويلة الجدائل ...لقد كبرت كل الأشياء معي ..ولم يعد هناك حيز يسع لكل ما أريده ...

كيف تطابق نجمانا ..وكيف التقى كوني الضيق بكونك الفسيح...وكيف نسطر المشاعر على أوراق ..لنحرقها بعد ذلك بساعة من الغضب ..

كيف يمكن للقدر أن يختار لنا اللقاءئات ..ويتفضل علينا ببعض العشق.

أيستحق عذابنا كل هذا الحرمان والألم ...؟

أيستحق حبنا كل المجازفة وأن نكون حبيسي جدران وذكريات...

كنت أرى الناس بلون واحد وبشكل واحد ..وبوجه واحد ..

أما بعد الآن أرى وجهك مرسوما عليهم ..على المنازل القرميدية الأسطح ... على أضوية الشوارع التي يلفها الشتاء الحزين ..

أراه على حبات المطر المتساقطة لتطفئ عشق الأرض..

لم ترتعش يداي حينما أحاول أن أكتب عنك ...وأشكوك لقلمي وأوراقي وكلماتي ..

لم وأنا التي ما عادت تهتم بالكلمات المنمقة الجسد.. والمحبوكة الفصول والفواصل ؟..

كل الأشياء أصبح لها ظل يشبهك ...غرفتي ..ستائري ...مرآتي ...آنية الزهر ...وزجاجة العطر.. تذكرني بالحب وألم الفراق..

هل تشفى ذكرياتنا مع انتحار الزمن...؟

أصبح شوقي لك فرسا جامحة أحاول شد لجمها ...لكنك تمكنت من كل شيء استوطنت قلبي ولملمت بقايا إحساسي سيطرت على أعصابي ..

لم أستطع أخفاء توتري وأنت تمسك بسعادتي وتعاستي ..فأنت القاضي والجلاد..ومقصلة تنهي ما بدأناه سوياً ..

الأحداث التي جمعتنا متسارعة كنبضات قلب حمامة فرت من صيادها ..

أصبحت لا أقوى على التقاط أنفاسي وأنا أعدو نحوك ونحو مستقبل أراه غضب بيد طفل يقلبه في لحظة راحة وانكسار كيف يشاء .

أزرع حياتنا بين الوهم واليأس ..والحقيقة والخيال ..مسافات عشقنا شاسعة ..تكبر كلما ابتعدنا ..لتخلد قصتنا على مروجها المكسرة الفصول ..

تتلاشى الكلمات والسطور عندما أحاول كتابتك على أوراقي وتعم الفوضى حروفي ..

أنا لا أريد أن أكذب على نفسي وعليك ..وأقول بأني لم اشته سيجارتك وأنت تنقض عليها بصفي الولو برفق وحنان لتأخذ ما تأخذه من قُبل وعشق لايباح إلا لها ولا تجد أحد من الناس محدقا أو مستغربا فعلها...؟!

فما هي بنظرهم إلا سيجارة ...

ولا أنكر بأني تمنيت أن أسلبك عطرك الذي يحمله النسيم من البعيد لي ...ومعطفك المجنون بك تمنيت أن أكون فيه زرا فضيا أونسيج أحد خيوطه التي تلامس جسدك دون ملاحقة نظرات المارة ..

أستحضر أفكاري المجنونة كل ليلة موقدة شموعي التي تنتحب الوقت..أسترجي أن يكلمني على لسانها .

لكني هذه المرة تعثرتُ بذكائي.. اكتفيت هذه المرة بالوهم .

أصبحنا والحزن صديقين حميمين...فلم يأب أحدنا بترك

الآخر...جميل أن تكون الأحزان بلون السواد ..فلا أشعر بأنها إذا تغير لونها للأحمر أو الفيروزي سيكون لها شكل وجمال ثاني ..فكل الأشياء تنزع عنها ثوبها حتى الثعابين عندما تريد أن تزف كل عام تراها تغير فستانها عشرات المرات.. لكن طعم الفرح بالثوب الجديد سيكون نفسه فلا يوجد ما يبرر تغييره شيء.

إن جمال الحزن بالأسود الذي يرتديه.

من منا لا يحمل حقيبة حزنه معه ولا يأخذها إلى كل الأماكن ..بالمنزل و الشارع ..وفي المقهى العام ..ومكان عمله ..من منا يحاول أن يتخلص مما تحتويه ...؟

حاولت التخلص منها لكني وجدتُ نفسي مرتبة بها مع الأشياء التي أخذت مكانها بانتظام .

شيء عجيب أن تعشق ولا تحمد الله فالحب نعمه وبلاء ...لو كنا كذلك لفعلنا فعل زليخا التي عشقت يوسف وهامت بجماله وأطاعته رغم جفائه عنها لكنها فازت بقلبه ..فأوصلها إلى الزهد فيه.. وملاحق عشق أكبر وهو عشق( الله) ..أيعقل أن تكون مشاعرنا مزيفة مطلية بكل الألوان ..أيعقل أن يكون عشقنا كالحرباء تغير لونها كلما اقترب منها شيء حتى لو لم تشعر بالخطر ..

لكن عشقي لكن لم ينسني الله ولم يجعلني أغفل عنه ...قد لا أكون مثل زليخا ولا أريد تقليدها.

كتبت بجمال و أنوثة و حتى عمق فلسفي به إنسانية و عقلانية و حكمة.
في ورقتك الأولى وجدت غليانا وثورة ومشاعر أنثى محاصرة بواقع مجتمعها ووجدت إرادة و طاقة و لغة عقل حاضرة مع لغة القلب.
لك تقديري وترحيبي بما أبدعت.
ولي حتما عودة.
تحياتي
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2010, 46 : 05 PM   رقم المشاركة : [10]
هدير الجميلي
كاتب نور شديد الفاعلية

 الصورة الرمزية هدير الجميلي
 





هدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond reputeهدير الجميلي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ؟

رد: أوراق من زمن الماضي...

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحافظ بخيت متولى
ذكرتنى هدير بلمحمة الحب هذى والتى اسكبت فيها ذاركتها على رصيف التذكر والشوق والحنان بما قاله الشاعر العربى القديم فى تصوير بديع لحالة القلب العاشق الصب:
كأن القلب ليلية قيل يُغــدى *** بليلى العامرية او يُـــــــراحُ
قطاة غرّها شَرَك فبــــاتت *** تعالجه وقد علق الجنــــــاح
لها فرخان قد تُركا بوكـــر *** وعشهما تصفقه الريـــــــاح
فلا فى الليل نالت ما ترجى *** ولا فى الصبح كان لها براح
وهو تصوير لحالة القلب المفزوع الخائف والمتوحد بالحبيب المهاجر اللهى والعابث , وهدير انطلقت من روح انثى أحبت بطلة قصتها حبا متوهجا فى مقابل صدود ونكران , وهى احبت وتحدت فى من تحب وتدثرت بمعطفه ومن ثم تستعيد البطلة تفاصي قصتها كنوع من البوح الرائع الذى يحاول ان يجلو صدا الروح باسترجاع التذكر وخطاب هذا البعيد لعل رجع الصوت يعيد للروح بهجتها وأسكبت عمقها الثقافى وفلسفتها الخاصة على هذا البوح فجاء عميقا محملا بكل مشاعر القوة للانثى المحبة
لك كل محبتى وتقديرى ايتها الرائعة النبيلة


أسعدني تواجدك بين أطلالي
هذا أسعدني ..كثيراً أستاذنا القدير سلمت على ماقدمت لي من بوح وتفسير ما اشعربه .
دمت بسلام ومحبة
هدير الجميلي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال على الماشي ميساء البشيتي مجلس التعارف +أمثال وطرائف 39 19 / 11 / 2014 36 : 10 PM
بين الماضي والحاضر ..... '' حلم '' فاطمة البشر الخاطـرة 4 11 / 08 / 2011 48 : 03 AM
أغنيات على الماشي !!.. طلعت سقيرق كلمات 6 21 / 06 / 2010 08 : 11 PM
شبح الماضي نعيمة بدري القصة القصيرة جداً 2 23 / 08 / 2009 57 : 11 PM
بين الماضى ... والحاضر ؟؟ محمد عبدالله الخاطـرة 0 22 / 12 / 2007 07 : 10 PM


الساعة الآن 34 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|