التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,860
عدد  مرات الظهور : 162,362,245

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 04 / 2010, 30 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
محمد المنصور الشقحاء
كاتب نور أدبي
 





محمد المنصور الشقحاء is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الرياض / المملكة العربية السعوية

:more71: المحطة الأخيرة

المحطة الأخيرة
ــــــــــــــ
في اليوم الرابع على موتها تجمع الأبناء والبنات، حول التلفزيون حديثهم متقطع ومنهم من يتابع أحداث مباراة في كرة القدم بين فريق نادي النصر الرياضي وفريق النادي الأهلي الساعة التاسعة ليلا والمباراة في الدقيقة العشرين من الشوط الأول والنصر متقدما بهدف سجل في الدقيقة الثامنة
رن جرس الهاتف تناولت عواطف الابنة البكر للمتوفاة سماعة الهاتف من ابن أختها الذي لم يتجاوز الرابعة . تقبلت المواساة في والدتها من المتحدثة التي لم تعرف نفسها، أربكها حرص المتصلة على وجود الجميع / حنان / توفيق / عبد العظيم / أمينة / جاء ترتيب الأسماء حسب الأعمار .
بعد صلاة الظهر وقد أخر توفيق سفره وأجلت حنان رحلتها مع طفليها بالطائرة أربعا وعشرين ساعة واستمهلت أمينة زوجها الذي أقام عند شقيقه وتركها مع أطفالها الثلاثة تشارك إخوتها مراسم العزاء حتى بعد صلاة الجمعة بينما كانت عواطف تملك وقتها ، فهي ، منذ دخلت والدتها المستشفى ، في إجازة مفتوحة من العمل ومن زوجها وابنتها الوحيدة لتكون بجوار والدتها وهاجس الموت، عبد العظيم يقيم مع المتوفاة منذ عامين بعد أن طلقته زوجته وتخلت عن ابنها فقام بالعناية به، كانت المتحدثة ممرضة بالمستشفى الذي توفيت فيه أمهم . تعرف الجميع من خلال متابعتهم حال أمهم الصحية .
قالت: تقديرا لوصية المرحومة وأنا محرجة ، جئت أسلمكم أمانة أودعتها الوالدة عندي طالبة مني تسليمها لبنتها عواطف في حضور الجميع .
بعد خروج الضيفة انتصبت على الطاولة التي تتوسط الغرفة علبة بيضاء صغيرة الحجم يلتف حولها شريط أحمر اللون، ترددت عواطف في فتح ألعلبة وقام توفيق بفك الرباط. في العلبة أساور ذهبية وخواتم فضية ذات فصوص من الحجر الكريم وصورة فوتغرافية لرجل يعرفه الجميع ينعتونه بالعم متجاهلين اسمه وقرابته، ورسالة بخط مرتبك يعرفون أإن أمهم أمية لا تعرف الكتابة وترهقهم بشرح ما يعرضه التلفزيون من أفلام اجنبية .
تخطفت أيديهم الحلي وبقيت الرسالة بين يدي عواطف مع الصورة التي انثنت أطرافها . نسي الجميع أمر الرسالة وانشغل كل واحد بإعداد أهاب سفره، أول المغادرين توفيق ، لمواصلة غربته وركبت أمينة عربة زوجها بين شغب أطفالها واستعجاله، عواطف رتبت سفرها في رحلة حنان .
في المطار وقد غادرت حنان الطائرة شعرت بالوحدة مستعيدة الأيام الأخيرة لأمها مع صراع المرض ولاح أبوها الذي رحل منذ عشر سنوات في حادث سير أثناء زيارة عمل لقريته في أقصى الجنوب متابعا أعمال بناء منزل للعائلة في جزء من ارض زراعية تمكن بعد صراع مع أفراد من أسرته وبعض أكابر جماعته من تملكها . يعلن المذيع الداخلي بأن الرحلة سوف تتأخر بسبب سوء الأحوال الجوية في محطتها الأخيرة . ترددت في مغادرة الطائرة عدلت وضع مسند المقعد ونامت . جاءتها أمها في المنام تسألها عن نصيبها في الحلي.
قالت:إخوتي وهم يتخطفون العلبة لم يتبق شيء .
تنبهت متذكرة العلبة نهضت فتحت درج الحقائب الذي يعلو مقعدها أخرجت العلبة حدقت في الصورة تعرف الرجل يسكن في بدروم مبنى مجاور لمنزل الأسرة معتل الصحة والدها يعطف عليه ويتبع حالته الصحية وتقوم أمها بغسل ملابسه وإشراكه في الأكل حيث ترسل احدهم بما تجهز . قالت: الممرضة إنها من إملاء المريضة، الرسالة في صفحتين من دفتر مدرسي بقلم مرتبك وحروف تآكلت اطرافها.
أولادي وبناتي
كان أبوكم رحمة الله عليه بارا بي وحريصا على علاقتي به . في البداية توهمت انه يعزني ولكن الوقت كشف لي انه حاقد ويريد تدمير من حوله وخاصة جماعته وأهله . لم اصدق عندما قال أبي انه زوجني بسعيد الذي يعرف إن شيخ قريتنا خالي حجزني لولده صالح كما تقول أمي، كان صالح طوع أبيه ويده اليمنى حتى فقد عقله عندما ( طاح ) ذات يوم في بئر من ابيار مزرعتنا ولم تنجح محاولات أبيه في علاجه من البكم والصرع الذي ينتابه بسبب الجنية التي دخلته.
بعد ستة اشهر جاء سعيد وتزوجته وتقطعت حبال المودة بين والدي وجماعتنا سافرت مع زوجي لمقر عمله في الشرطة بوابا في المحكمة الشرعية بالطائف وكنت اخدم في منزل رئيس المحكمة، عندما يكون عنده ضيوف ويضحك الحريم من لهجتي فأتحمل ( عشان ) سعيد الذي خطط لشراء بيت أفضل وأوسع من الذي نستأجر.
تأخر حملي وقلق سعيد ووصلت شكواه للقاضي الذي أعطاه أوراق محو آيات من القرءان وأدعية كتبت بماء الزعفران عسى أحمل وصار النصيب الذي عطلني عن الخدمة في بيت القاضي وشعرت إن زوجة القاضي تكرهني وأمها تقول إني ( خربانة ) فانقطعت عن الناس حتى ولدت وجاءت أمي ومعها الشيخ وولده المريض، دخل صالح المستشفى ولما خرج قام سعيد برعايته بدعوى مواعيد المستشفى أستأجر له غرفة في شارعنا وأصبح الشيخ يرسل فلوس وحب وفواكه لولده عن طريق سعيد كان المريض يقضي وقته عندنا في الدار وشاركت سعيد في رعايته اغسل ثيابه وأعطيه من أكلنا عرفت انه يفرح ( ويصح ) إذا شافني لاحظ سعيد ذلك فأستغل الوضع فكان يمنع المريض من (شوفي)
فيتهيج ويركض في الشوارع وتمسكه ألشرطه وتدخله المستشفى
فيأتي والده ويقوم سعيد بإخراجه ويتعهد برعايته ويطلب فلوس زيادة، خطط سعيد لطرد إخوانه من نصيبهم في مزرعة ألديره وشهد الشيخ معه . صالح اشتد عليه المرض فضعف جسمه، زاد نحوله وطال شعر رأسه ولحيته في يوم دخل الحمام يستحم أغمي عليه سمعته ( يطيح ) على الأرض لم يكن في الدار احد دخلت وحملته تمدد في غرفة الجلوس وفتح عينيه شعرت انه يريد قول شيء قصصت شعر رأسه وشذبت لحيته أخذ يبكي وهو يقبل يدي شيء مسني حرارة سرت في عروقي مسحت دموعه، قدمت له الأكل أمتنع فصرت اللقمة كان يضحك مثل الصغار وقام بتأكيلي وعندما خرج سلم على رأسي.
لاحظ سعيد التغير ولكن لم يسأل فقد فتح بقالة ومكتب عقار يأخذ وقته ويجهز لبناء دار في مزرعة القرية، عرفت إن صالح يحبني وبطيبة خاطر أصبح رجلي يعرف سري ويشاركني همي في الصباح افطره .. ( نسو لف ) ونتابع مسلسلات التلفزيون وأرقد معه في بعض الأيام وعند الظهر يذهب للمسجد ويقوم بفرش سجادة صغيره قدام باب غرفته يجلس عليها حتى العشاء ثم يدخل وفي الصبح بعد خروج سعيد يدق الباب.
انه أبوكم الحقيقي الذي معه شعرت بالأمان، وأنا تذكرت ريح أهلي بيت الحجر والذرة والقصب والبقر تحرث الأرض وتسقي الزرع والقربة التي ادلف بها الماء ولما مات سعيد زادت رعايتي، حتى جاءت أخته التي لم يرزقها الله بأولاد قبل عامين فأخذته للديرة بعد موت زوجها عارضتها في البداية وكان صامتا لم يتفوه بكلمه بكى وهمهم ببعض الكلمات لم يصرع ولم يركض في الشوارع كما هي عادته عندما يغضب، الحلي والصورة أعطاني يوم سافر.0
تنبهت عواطف على حركة داخل الطائرة الركاب يعودون والمضيفين والمضيفات يقومون بأعمالهم تريثت حتى أقلعت الطائرة أخذت تدقق النظر في ألصوره، قالت المضيفة وهي تقدم لها كوب ماء طلبته: زوجك ؟ هزت رأسها بالإيجاب.
ـــــــــــــــــ
إحدى قصص كتاب ( المحطة الأخيرة ) حكايات وقصص قصيرة الصادر عن دار الفارابي ببيروت عام 2008م

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 18 / 04 / 2010 الساعة 14 : 03 PM.
محمد المنصور الشقحاء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 04 / 2010, 48 : 04 AM   رقم المشاركة : [2]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

رد: المحطة الأخيرة


الأديب الفاضل محمد المنصور
لفت نظري العنوان فجعلني أدخل لاقرأ ما احتواه
وكـأني أجلس في غرفة متواضعة امام امرأة مسنة وتروي لي هذه القصة
فالقصة رائعة وواقعية جداً وبعيدة عن الخيال وقد تؤثر احداثها بالقارئ
والأحداث كانت متسلسلة والحبكة فيها سلسة وانسيابية وفق نسق واحد
مع أن الأسلوب كان تفصيلي للأحداث إلا أنه كان واضحاً وبعيداً كل البعد عن الغموض
ومن خلال الاسلوب نجد عاطفة واضحة عند البعض فقط
هكذا هي الحياة في منزل واحد نجد الشخص الأناني
ونجد الذي يؤثر غيره عليه
وعن الشخصيات ايضاً كانت واقعية جداً وتتماهى مع الواقع
قصة جميلة رغم الحزن الذي غلف بعض جوانبها
بارك الله بك
سأكون من مقتفي قلمك
دمت بخير
توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2010, 28 : 03 PM   رقم المشاركة : [3]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: المحطة الأخيرة

دعئما ما توجد السعادة عند من يقدرها .. وإذا تغلب الجشع و الأنانية على النفس فإن الحياة تصير جحيما و يبدأ البحث التلقائي عن هذه السعادة ..
قصة مؤثرة أخي الكريم محمد المنصور لكنها ممتعة و تدعو للتأمل و أخذ العبر ..
سعيد بتواجدك أخي في منتدى القصة و أنتظر منك المزيد ..
مودتي .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 04 / 2010, 31 : 03 PM   رقم المشاركة : [4]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

:sm3: رد: المحطة الأخيرة

المحطة الأخيرة مفهوم واسع وكبير.
الم التي رحلت وحالة الاغتراب التي قضته بطلة القصة لاحتمال كل المصاعب حتى يتمكن الزوج من الاستقرار.
الرعاية المحفوفة بمشاعر طيبة تصبو لاتمام حالة الأمان. والذكرى التي لا تنتهي مهما طال الزمن
مودتي أخي الأديب محمد المنصور
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرصة الأخيرة غالية فاضل كلـمــــــــات 5 07 / 01 / 2021 27 : 08 PM
الألغاز المحيرة محمد أمين مرسو نادي الأطفال 67 14 / 12 / 2013 57 : 12 AM
القُبلة الأخيرة نصيرة تختوخ الخاطـرة 9 27 / 03 / 2013 57 : 09 PM
القصيد الأخيرة خالدحامدالبار الشعر العمودي 1 01 / 10 / 2011 38 : 03 PM
حلم في البحر الميّت محمد بوحوش قصيدة النثر 4 02 / 05 / 2010 15 : 02 PM


الساعة الآن 18 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|