كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
للنيل وللبلاد
للنيل والبلاد
ريحانة من ربيع العمر
يقطر منه الشفق
وخوفى يرتل الحروف العجيبة
والممكنة
والمستجيبة
عمرى يتبعثر فى تمتمات
تراوغ ثغرى
وقلبى تخطى ترانيم شعرى
وقلبى تهتك دون الورق
والنيل يعاندنى حين يُعْتم
فى عينيىَّ الألق
ومر الشتاء الذى كان يهذى
والبلاد لا تزال فى ثلجها
تحترق....
بربى يانيل تمهل
فإننى رجل
خيول الصبا أرهقتنى
وغامت فى العيون
خطوط الشفق
فلا الشمس ردت إلىَّ
المساءات.. المعجزات..
التسابيح ...والأغنيات
ولا زنابق الضحى ردتنى
نفحة من عبق
والبلاد التى أحببتها صارت
قصاصات وَهْم ٍ أراقت
دمى وجففت ريقى
بطعم التعلثم والعلقم
فيا نيل إذا لم أكن نشوة تشتهيها
فمن يستحق؟
أنا كنت فيك ارتواء البشر
دموعى عيون من السلسبيل
وكنت بين وهادى واتقادى موجة
تصهر النار بالنار حتى
يضوع الجوى من جنون التعقل
وكنت فى غرقتى أحترق
كنت أصرخ فى ذاتى
لا تحتوينى لأنى توضأت بين
الشِباك بماء الغدر
فتكونت وشما بنبض موجك
وأرجفت قلبك حتى انفلق
وجئتك يا نيل لأنى
بذرّات عمرى جموح نزق
أنا بين عينى وعينى محطات عشق
وبين هدبى وهدبى ألف أغنية للودق
جئتك كى أعيد الورود
إلى السوسنات التى تستدر الهوى
والبلاد إلى سيرتها الأولى
فكأنى والبلاد ليل ونجم غوى
وفى فجرنا نفترق
جئتك الآن يانيل
أناديك كى تستعيد الرؤى
فى زمان رأى قوتى ترتجف
فكم دنا خيالك منى فاختلف
ولى فيك والبلاد أيام موجعة
تركتنى فيها لمحض الصدف
آمرك الآن يا نيل أن
تجيئنى كل يوم
تجتاح كونى .. ترسم لونى
ووجهى البريئ
تثور اختلاجات صمتى
وتردنى إلى روحى
كى نأتلق
فاستبقْ أيها النيل
استبقْ
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: للنيل وللبلاد
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي لك الشاعر والأديب الاستاذ عبد الحافظ
قصيدة رائعة معبرة وقفت أمامها مرات واحترت في لآلئها وهي تعانق مياه النيل
تناجيه وتبوح له بمكنوناتها:
" جئتك كى أعيد الورود
إلى السوسنات التى تستدر الهوى
والبلاد إلى سيرتها الأولى
فكأنى والبلاد ليل ونجم غوى
وفى فجرنا نفترق "
قصيدة بديعة ما كان لي إلا أن أرصع حروفها بالنجوم الخمسة وأثبتها على شريط مواضيع ننصح بقراءتها لينهل من عذوبتها وجمالها كل القراء
شاعر وأديب -ماجستر في الادب العربي- بعثة علمية الى تركيا -طالب دكتوراة في الادب التركي -باحث - مترجم
رد: للنيل وللبلاد
يبدو ان شاعرنا الكبير شعر بكبره فظنه في سنه فطفق يزلزل ارض المعاني تحت اقدام الكلمات بغضب شديد على ضياع روعة لحظات العنفوان التي لم يغتنمها كما يجب بل كما يحب كل بلبل من بلابل النيل ان يغتنمها فظن ضياعها بين اسطر قصيدة العمر والحقيقة ان عذوبة الحياة على جانب النيل نيل العطاء ونيل الحياة ونيل الاصالة.... لا يستطيع احد ان يملا منها كاسه
بل الحقيقة الدقيقة هي ان كبره في معانيه وايحاءاته وصوره واحساسه الصادق الذي يطفو فوق كل ذلك فيملك على القارئ زمام نفسه ووجدانه
وليس البتة في كبر امتداد العمر بين لحظات الحلم الجميل حلم الحياة على ضفاف منهل الروعة والحياة والاصالة بنيل مصر النبيل
تحية تقدير واحترام وافتنان بشعركم استاذي الفاضل عبد الحافظ
الشاعر والناقد الأريب : عبد الحافظ بخيت متولي
من أين لي بكلمات توفيك بعضا من حقك أيها المتألق دوما
حقا :هي قصيدة شفافة ورائعة تقطر متعة وتشع نورا وبيانا
دمت سيدي مبدعا بكل المودة والتقدير
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: للنيل وللبلاد
أوقاتك زهر بساتين يافا وياسمين الشام
سيدتي الغالي الأديب الرائع عبد الحافظ بخيت
أراني أيها المبدع القدير أتكئ على إحدى حواف كرسي خشبي عتيق ووجهي باتجاه الماء
بموجه الأسمر الجميل يتهادى في غنج ودلال وكأنه ينظر نحو وجوه الناظرين إليه والشاكرين
وهو يعلم ، انه النعمة التي ادخرها الله لعباده المنتشرين على طول مجراه منذ ما قبل التاريخ بتاريخ
وتشاء الصدف أن التقيك في نفس المكان .. وقبلتي كانت قبلتك لساعات تأملنا فيها لساعات دون أن ندري !
فأنت لا تكلم أحدا غير ذاك النادل الذي حفظ قهوتك وكميات السكر التي تحملها كؤوس الشاي
التي غالبا ما تبرد قبل أن تشربها يُلهيك عنها حبر و ورق ..
أما أنا يا سيدي فملحاح .. لا يشبع رغبتي حديث تافه ، عابر ، ولا لطف زبون يسألني من أين ..!
فنشّنت بعيناي عليك .. وتحينت الفرصة لأجد مدخلا يقربني للحديث إليك ..
وكأني بك قد فهمتني بفراسة بدت على محياك .. ففتحت لي القلب قبل
ثغرك بابتسامة لطيفة قربتني منك وم ثم سألتني : ما سرّ أسباب تأملك انت لوقت طويل ... ؟
فقلت لك .. ما زلت أذكر : آه يا سيدي .. النيل .. والتاريخ .. ومصر .
فمصر التي في خاطري وفي دمي ، هي – واعذرني أيها العزيز – هي اليوم ليست كما كانت بالأمس القريب
برغم أني ما زلت أحبها من كل روحي ودمي ... وبرغم أن لسان الشعب فيها يقول :
" لا تبخلوا بمائها على ظمي واطعموا من خيرها كلّّ فم ... "
تأثرت بك يا سيدي ... وجدت في مقلتيك دمعة عزّت عليّ لكنها حدثتني بما لم تقله ولا تريد ..
فأدرت معك رأسي باتجاه الماء حين اقترب منا شخص ما .. ودون أن تستدير باتجاهي قلت :
دعك منه إذا حدّثنا فهو فضولي مثل غيره وسيذهب بعد ألا يرى منا مجيب ..
فقط ابقي بعيناك على ذاك الشراع ودعنا نستغرق بالتأمل فهو نعمة منّ بها الله على عباده
الذين للعقل مستخدمين ، وبعد ذلك إن شئت نتحدث ونحن نشرب أكواب الشاي ..
سُرّت نفسي ولا تتصور كم فقلت لها ابشري :
أنت في حضرة أديب مبدع إنسان كما اراد له الخالق أن يكون فكان
ووجدت فيه ما تبحثين عنه في ارض الحبيبة مصر ..
فاهنئي ، وأسعدي ، وأطربي ، وأمني ... فغير هنا الأمان محال .