لاميّة الشَّنفرى.. بائية الهواري ـــ شعر: صالح هواري- فلسطين
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]لاميّة الشَّنفرى.. بائية الهواري ـــ شعر: صالح هواري- فلسطين
[الشَّنفرى: شاعر جاهلي يماني من الشعراء الصعاليك, أسرَهُ بنو سلامان وهو صغير وأساؤوا معاملته, وأهمله أهله بعد مقتل أبيه, فنشأ حاقداً على قومه الأزْد, وعلى بني سلامان معاً. وأعملَ فيهم الفتك والانتقام. وآثر أن يعيش بين الوحوش على أن يعيش بين قومه.
ـ أمّا أنا فليس لي إلاَّ أهلي أعيش على زيتهم ولو كان مرَّاً...]
من قصيدته اللاَّميَّة:
أقيموا بني أُمّي صدور مطيكم
.... فإني إلى قومٍ سواكم لأمْيلُ
ولي دونكم أهلون سيدٌ عملَّسٌ
.... وأرقطُ زهلول وعرفاءُ جيألُ
هم الأهلُ لا مستودع السرِّ ذائعٌ
.... لديهم ولا الجاني بما جرَّ يُخذلُ
****
بائية الهوَّاري
أضيؤُوا بني قومي صدورَ بيوتكم
.... فإني إليكم من سواكم لأَقربُ
أنا الشَّنفرى, لكنني لستُ مثلَهُ
.... ألوذ بكم لا منكمو أتهرَّبُ
متى كان فرخُ الغيم يُنكر أُمَّهُ
.... وهل للذي ينأى عن الأهل مذهَبُ!!
وداعاً... ولكني إليكم مسافرٌ
.... عصافيريَ الثَّكلى كواها التغرُّبُ
حملتُ عناقيدي معطَّرةَ اللَّمى
....أباريقُها نارٌ من القلبُ تسكَبُ
إذا هي لم تذهبْ إليكم حمائمي
....لتطلبَ عشقاً عاجلاً أين تذهبُ؟
ألا فاسكبوا فوق الخميرة زيتَكم
.... ولو كانَ مُرَّاً زيتُكم فهو طيِّبُ
***
فلسطينُ اسمي صيغَ من شجر الضُّحى
.... وحبرُ دمي تاجُ الزمانِ المذهَّبُ
ولي قامةٌ يمشي البخورُ بنسغها
.... وكفٌّ من الأمطار تهْمي.. لتشربوا
بنيْتُ من الريحان عاصمتي, وفي
.... أزقَّتها شمسُ العروبة تلعبُ
فكيف تركتم للغزاةِ جدائلي
.... على حبلهم مشنوقةً تتعذَّبُ
فهل غيمكم ما عاد ينجبُ برقُهُ
.... وهل نبضُكم شريانُه متخشِّبُ!!
كأنَّ قميصي من دخانٍ خيوطُهُ
.... فأينَ هو الريشُ الذي جئتُ أطلبُ!!
صنعتم من الفخَّار باخرتي, ولم
.... يكنْ نوحُ فيها... غائبٌ أَمْ مغيَّبُ!!
دمي شمعدان الله في وَضَح الدُّجى
.... بمصحف زيتوني المصابيحُ تُكتبُ
فكيف يجرُّ الموتُ صوفَ قصائدي
.... وفي برتقالِ اللدِّ جمري مُعلَّبُ!!
سعيدٌ نجا يا سعدُ أُنْجُ من الردى
.... مقالٌ قديم قد رواهُ المهلَّبُ
هي القدسُ معراجُ الدِّماءِ إلى الضحى
.... فإمّا انطفاءٌ أو شروقٌ مخضَّبُ
خُدعتم بماءِ السّلم ضاءَ سرابُه
.... ألم تعلموا أنَّ السَّرابَ مكذَّبُ!!
طلبتم من الأغرابِ ثوبَ حمايةٍ
.... لنا... هل يردُّ البردَ ثوبٌ مُهرَّبُ!!
بزرقةِ أحزاني أسلِّحُ رملكم
.... ورملٌ سقاهُ الحزنُ يوماً سيعشبُ
أنا وردةٌ جنسيّتي كلُّ طلقةٍ
.... من النّور في وجه الظَّلام تصوَّبُ
خُلقْتُ أحبُّ السّلمَ يحمله الهوى
.... رسائلَ عشقٍ, لا بنادقَ تُرعبُ
وحسبي أطفالٌ إذا ما رمَوْا رمَتْ
.... ملائكةٌ في كفِّها الحقُّ يغلبُ
أدافعُ عنكم كيف تخبو حجارتي
.... وفي بيتَ لحمٍ وردةُ اللهِ تُصلبُ!!
تبارْكتَ يا شعبي بغزَّةَ نازفاً
.... إذا أنتَ لم تنزفْ فكيف ستُخصبُ
إذا نسفوا بيتاً تناسل غيرُه
.... وفي كلِّ يومٍ "أمُّ أحمدَ" تُنجبُ
قطفْتُ عن الأيَّام أجراس ثورتي
.... وفي حطب الأعداء جمري مجرَّبُ
وهذا رصاصي الكرمليُّ نبيذُه
.... على سُكْرِه التاريخُ يصحو ويطربُ
وزيتونتي شعبيَّةٌ ضاء زيتُها
.... إذا مسَّها جرحُ الفدائيِّ تُلهِبُ
هو الموتُ مصباحي ألوذُ بنارِهِ
.... ولولاهُ لم يبزغْ بقلبي كوكبُ
وأشرفُ ما في الأرض زنبقةٌ بها
.... دماءُ الفلسطيني تزكو وتعْذُبُ
إذا انتسبَ التاريخُ للعربِ نجمةً
.... إلى نجمتي كلٌّ الكواكبِ تُنْسَبُ
ألا فاسكبوا فوق الخميرة زيتكم
.... ولو كان مُرَّاً زيتُكم فهو طيِّبُ
شباط 2002[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|