مقاربة أسلوبية في قصيدة -غابة التيه
غابَة ُ التـِّيه ِ
شعر: حكمت خولي
في غابَة ِ التـِّيه ِ في أرْض ٍ مُظـَلـَّلة ٍ
بِالـمُـبْـهَـمات ِ وَأسْـدال ٍ مِنَ الحُجُـب
لمْـلمْتُ نفسي مِنَ الأنـْحـاء ِ أجْمَعُها
في مَعْبَد ِ النـُّور ِ في كوخ ٍمِنَ السُّحُب
وَرُحْتُ أنـْزَعُ عَنـْها كـُلَّ أقـْـنـِعَــة ٍ
عَرَّيْتـُها من بَريق ِ الـمـاس ِ والـذ َّهَب
وصُرْت ُ أغـْسُلـُها من كـُلِّ شـائبَة ٍ
من كـُلِّ زيف ٍ مِنَ الأهْــواء ِ والكـَذِب
وفي لـَهـيـب ٍ مِنَ الأوجاع ِ من ألـم ٍ
نقـَّيْتـُها من صَديد ِ الأرْض ِ وَالتـُّرَب ِ
أفـْرَغـْت ُذاكِرَتي من كـُلِّ ما وَسِعَتْْ
من هَذْر ِ َفلـْسَفـَة ٍ في سَفـْسَف ِالكتـُب
أزَحْتُ عَنـْها مِنَ الأثـْقال ِ ما حَمَلـَتْ
عَبْرَ الدُّهور ِمِنَ الأوْصاب ِ وَالـكـُرَب
حَتـَّى بَدَتْ في ر ِداء ِ النـُّور ِصافِيَة ً
شفـَّافـَة ً في َقميص ٍ من سنا الـلـَّـهَب
وَإذ ْ بِها َتـتـَعـالى فـي َتـدَرُّجـِهـا
فوْقَ الأعاصير ِ والأنـْواء ِ والشـُّهُب ِ
وََترْقـُبُ الأرْضَ وَالإنـْسانَ حائرَة ً
مَذْهولـَةَ َالفِكـْر ِفي ضيق ٍوفي عَجَب
هذا الشـَقيُّ الـَّذي أعْمَت ْ بَصيرَتـَه ُ
مَفاتِنُ الشـَّرِّ من غِــي ٍّ ومن ُنـصُب
وَأفـْسَدَت ْ روحَه ُ السَّمْحاءَ ساحِرَة ٌ
جـِنـِّيَّـة ٌ في لماها مَـور ِدُ العَـطـَب ِ
فأثـْمَـلـَتـه ُبـِخـَمْـر ٍ من َتـبَـرُّجـِها
حَتـَّى َبـدا واهِـنا ً أوْهـى مِنَ الهـِـبَب
وَشيـئـَنـَتـْه ُ أحـاسيس ٌ مُـزَيَّـفـَـة ٌ
فكـَبَّـلـَتْ عَقـْلـَه ُ المَـفـتون َ بالـيـََلـَب
فـقـاس َ ذاتـَه ُ بالأثـْـواب ِ يَـلـْـبَسُها
وَزان َ َنـفـْـسَه ُ بالياقـوت ِ والقـَصَب
وهَلـَّـلـَتْ روحُه ُ الحَمْـقـاء ُ ذاهِلـَة ً
لِقـَبْضََـة ٍ من حَصى الإلماس ِوالذ َّهَب
واسْتـَعْبَدَتـْه ُ َُقصورٌ في مَباهِجِهـا
نجاسَة ُ الشـَّـرِّ في عُـرْي ٍ مِنَ الأدَب ِ
فراحَ يَغـْرُفُ مَسْحورا ً حُـثـالـَتـَهـا
وباعَ َنـفـْسَه ُ لـِلشـَّيْـطان ِ بالحَـبَـب ِ
بـِئـْساك َ يا من يُساوي ، من حَماقتِه ِ ،
بينَ السَّــناءِ وَبينَ الـطـِّين ِ والعُـشـُب
يُـقـيِّـم ُ الـرُّوحَ بالأثـْـمـال ِ زائِـِلـَـة ً
يُقـَدِّر ُ العـَقـْل َ بالقـَصْدير ِ والخـَشـَب ِ
يُخادِع ُ الـنـَّـفـْـس َمَفـْتونا ً ُتضَلـِّلـُه ُ
مَظـاهرٌ من سَراب ِ العِـز ِّ وَالرُّتـَب ِ
بئـْساكَ يا من وَزنتَ الرُّوحَ بِالهِـبـَب ِ
قايَضْتَ رَبَّـكَ بالأوْ ثـان ِ وَالنـُّصُب ِ
غـداً يَلـُفُّ الفـَناءُ الأرْضَ قـاطِبَـة ً
فالوَيْـل ُ للجـَّاهِل ِالمَصْـفود ِ بِالـتـُّرَب
************************************************** *************
الحس الرمزي في القصيدة - مقاربة أسلوبية
تمتد مسافة البوح عند الشاعر من قصيدة إلى أخرى وتختلف .. ليغرق هذه المرة في الرمزية ووضع الصور الشعرية في منتهى الجماليات..لأن الشاعر لم يعرج إلى وصف قبلة أو دمعة أو مشهد من مشاهد العشق بين حبيبين .. لكنه راح يتوهج بشاعريته في الرمز بعيدا عن الدلالات السطحية البسيطة ليضع القارئ أمام حصن قوي من البناء اللغوي والتقنية المتميزة...فالقضية عنده أكبر مما يتصوره القارئ ليصنع في مطلع القصيدة موكبا جنائزيا من التداعي النفسي الرهيب و المحزن في الوقت نفسه ليظهر منذ البداية حجم القضية التي تمزق كيانه راصدا عظمتها في عبارة - غابة التيه - و هي عبارة رمزية قوية تحمل في طياتها الكثير من الدلالات العميقة وتأسر خيال القارئ إلى التصورات الذهنية المختلفة الأبعاد والرؤى ..ثم يمزق جدار الصمت ليصلي صلاة الجنازة على زمن الرداءة الذي يلف الغابة ويقذفها إلى التيه والضياع ..فيتفتق عنده عنفوان الإيحاء و الرمز فتنمو نكهة البوح وجمالية القصيدة...فالشاعر بين مد وجزر .. بين مطاردة الغربة الروحية و مداولة السرد القصصي الجميل في حلة الحزن الأنيق لتمتزج ذاته مع الرمزية .. فينمو الحس الرمزي في القصيدة ويكشف عن المأساة الي تختلج خاطره وتقرع أجراسها ذاكرته ليصور الغابة وكأنها توحي بنسيج عنكبوتي مرعب لا نراه إلا في الخيال العلمي فيصنع جمالية القصيدة مند البداية قائلا : -
في غابَة ِ التـِّيه ِ في أرْض ٍ مُظـَلـَّلة ٍ
بِالـمُـبْـهَـمات ِ وَأسْـدال ٍ مِنَ الحُجُـب
فالشاعر يغازل البوح والرؤية الرمزية تزداد والدفق الشعري ينبض في نسق أسلوبي تميزت بنيته اللغوية بالإعتماد على مبدأين أساسيين في النسق الأسلوبي وهما :
* الاختيار selection وهوالمحور الرأسي للتعبير اللغوي فهو اختار مفردات لغوية قوية في قاموس ذاكرته تقوم على التخالف أو التشابه على أكثر من مستوى فمخزون اللغة عند الشاعر ثري لما يمتاز به من التمييز بين البدائل اللغوية التي تتعايش معا في ذاكرته ( التيه - الغابة - المبهمات - معبد - الشهب - فلسفة - تبرج - شيئنته - النصب - اليلب - الأوصال - الأنواء - الهبب - نجاسة - الأثمال - الياقوت..........).حيث استطاع الشاعر أن يختار لقصيدته ما يلائمها من مفردات وتعابير ساقتها الموهبة الشعرية لتحقيق نسيج شعري خارق اجتمعت فيه الموهبة والمخزون اللغوي وتقنية التوظيف والاستثمار اللغوي والزاد المعرفي دون أن يتنازل عن نفسيته وشاعريته المنسابة في دفق سحري عجيب.
* التوزيع distribution وهو المحور الأفقي التراصفي حيث قام الشاعر بترتيب مفرداته التي اختارها في المحور السابق (الاختيار) وفق قواعد النظام اللغوي الصحيح من نحو وصرف وترتيب لينتج دلالة لغوية يقصدها في شعره وصولا إلىسيميائية القصيدة فنجد التوافق بين الدلالات ( النحوية والصرفية والصوتية..)فخلق لنا نسيجا لغويا ملفوفا في الرمز يتحرك بمفرداته في حركة أفقية ذات طبيعة تأثيرية مميزة أدى إلى الإبداع الفني المميز .
يضاعف الشاعر من الطاقة الإبداعية ومن المستوى الفني قائما بعملية انزياحية في مخيلته أثناء بوحه الشعري ليخرج عن التركيب المألوف ..وصولا إلى المجاز بشتى أنواعه ... والانزياح له دلالاته الأسلوبية كالإنتهاك اللغوي والانحراف والخروج عن الأنماط اللغوية المألوفة والتعبير العادي ليصبح للمفردة أكثر من تعبير أو تفسير دلالي .
إن الدلالة قوية في البيت الأول راسمة المعنى الذي يريده الشاعر حتى وإن تعسر ذلك في البداية ..لكن النهاية توحي بالمعنى في القصيد ذي الكتلة الدلالية المتكاملة ..لنجد أن أقرب المفاهيم للعبارة - غابة التيه - هي - الحياة الدنيا - التي تميزت بالغموض والإبهام و رصد لها الشاعر كل المعاني التصويرية دون أن يحيد عن التدرج في السرد عن وصف معالم هذه الحياة التي دنسها الجاهل من البشر..فاختار الشاعر من الرموز اللغوية ما يصور خيبته و ورفضه المطلق لكل أشكال الزيف و يجعل من ذاكرته المثالية المتناسقة مع روحه الهادئة حكيما يبحث عن فلسفة حقيقية للحياة لم يجدها في - غابة التيه - التي كثر فيها الكذب والزيف والتصنع و عميت فيها بصيرة الشقي للخير فراح مفتونا مسحورا بمتاع الغرور ..فالدفق الشعري المنساق يأخذنا إلى حقيقة الذي أنهك روح الشاعر وأتعب ذاكرته وهو في محرابه الصوفي يتعبد لتستيقظ الذاكرة محتضنة أحاسيسه صارخة في وجه الرذيلة التي أحدثها الجاهلون بفلسفتهم الطائشة وفهمهم المغلوط للحياة .
فالشاعر كان يريد فلسفة صحيحة و مفردة ( فلسفة ) يونانية تعني : - ( فيليا بعنى محبة ..و صوفيا بمعنى الحكمة ). ..فحقل الشاعراللغوي غني ودلالاته أغنى في العربية.
إن الحكمة تعني العقل و علم الأشياء بمبادئها وأسبابها..وحيرة الشاعر كانت كبيرة ليجد أسباب التيه انصياع العقل للشهوات وضعف الروح البشرية بسبب نزوات الشيطان لتتصاعد فلسفة ذاكرته بقوة وتيرتها عبر نسق لغوي جميل ليقف موقف اللائم إلى درجة الذم أولئك الذين استهوتهم مفاتن الدنيا وذابت أرواحهم الضعيفة والتف حولها الشيطان .
لقد عبر الشاعر عن خلجاته بمفردات وتعابير مزج فيها بين الموهبة الموسيقية للمفردة وبين بنية الإيقاع في النسق الأسلوبي وبين جماليات التوزيع مع استدعاء الإيقاع الدلالي والإيقاع الصوتي في عملية التوزيع و تقنية بناء البيت الشعري .
وما يمكن أن نميزه في سرده القصصي وصراعه مع الذات ورفضه للآخر التدرج في السرد مبرزا موقفه من (غابة التيه) ثم (فلسفته العقلية والروحية ) وأخيرا (رفضه المطلق لضعيفي العقل والروح) .
جماليات الرمز استلهمت حسها من الأنساق اللغوية والموهبة الفذة ليزداد بهاؤها وهي تصلنا جميلة على أنغام -البسيط -من البحور الشعرية لينسجم الرمز مع الإيقاع الداخلي والإيقاع الخارجي للقصيدة. فتجربة الشاعر وموهبته أهلاه إلى هذا الإبداع الفني المتكامل الغارق في الرمزية والحس الرمزي دون أن يهمل الجانب الصوفي المطبوع في ذاتيته الذي يجسد روحه بأزاهيرها وثمارها .
لقد برزت اللغة الشعرية بقوة في القصيدة فتأنقت الصورة الشعرية متجاوزة الصور القديمة مع الشحنة العاطفية الإنسانية الغارقة في الرمز ليمنو الحس الرمزي أثناء البوح وتزداد الانفعالية عند تصادم كيان الشاعر بقضية لا يدركها الإنسان العادي لأنه يملك التجربة الإنسانية والشاعرية التي تسوقه إلى اكتشاف العادى بدلالات أعمق وبوح أعظم بكثير وأرقى من مستوى التصور العادي لدى الإنسانية لذلك نجد قوالب التعبير قوية المبنى والمعنى وهذا نتيجة لذوبان الشاعر في الدلالات الرمزية واستغلال الذوق الفني الرفيع في استعمالات اللغة وتطويعها للذوق والدلالة المقصودة في مخيلة الشاعر ومن أمثلة هذه المفردات ذات الدلالة العميقة لحظة بناء النسيج الشعري ما يلي : -
في غابَة ِ التـِّيه ِ في أرْض ٍ مُظـَلـَّلة ٍ
بالـمُـبْـهَـمات ِ وَأسْـدال ٍ مِنَ الحُجُـب
*************
التيه / -
الذي يصور أبشع صور الغربة بكل مدلولاته واختلاف مستوياته ودرجاته بين الأشخاص وبين نفسية هؤلاء الأشخاص خاصة الشعراء وأصحاب الالنفس المرهفة .. لتظهر غربة الشاعر متميزة عن غيره ويجسد الدلالة في عبارة ( غابة التيه) و عبارة ( الأرض المظللة ) ليكشف عن حقيقة هذه الغابة بكلمة ( المبهمات ) ويتصاعد عنده الرمز إلى عبارة ( أسدال من الحجب ) .
أسدال من الججب / -أستار تحجب الجمال وتصنع التيه والضياع ليولد القلق والحيرة.
****************
في مَعْبَد ِ النـُّور ِ في كوخ ٍمِنَ السُّحُب
وَرُحْتُ أنـْزَعُ عَنـْها كـُلَّ أقـْـنـِعَــة
أقنعة / ولا يقصد به الشاعر شيئا ماديا وإنما يقصد به المزيفة صورة معنوية..فالدلالة أنتجها الدفق الرمزي في البوح السابق لينجب بوحا أعمق وأجمل يحافظ به على مبدأي ( الإختيار والتوزيع ).
**********
أفـْرَغـْت ُذاكِرَتي من كـُلِّ ما وَسِعَتْْ
من هَذْر ِ َفلـْسَفـَة ٍ في سَفـْسَف ِالكتـُب
فلسفة / وهي كلمة يونانية مركبة من جزئين هما : - (فيليا وتعني الحبة ) و ( صوفيا وتعني الحكمة) ...والشاعر يقرن المفردة بغيرها في النسيج الشعري ليعطي دلالة البيت .فيجمع بين ( الغرق و الذاكرة و الهذر والفلسفة والكتب..) معبرا عن حالته النفسية و الفكرية ليجمع بين الروح والعقل في موقفه من المبهمات والغموض .
هذر / الخلط وكثرة الخطإ والدلالة تكتمل بوجود كلمة ( فلسفة ) لتجسد العبارة ( هذر فلسفة ) دلالة يريدها الشاعر في قصيدته بعبارة تليها ( سفسف الكتب).ليجد الشاعر الدلالة الكاملة في (من هذر فلسفة في سفسف الكتب ) أي الحكمة الخاطئة الخاطئة والتي لا قيمة ولا معنى لها.
سفسف / لا معنى ولا قيمة للشيء.
إن اجتماع هذه المفردات في البيت الشعري كان نتيجة عملية ذهنية ونفسية معقدة تحكمت فيه تجربة الشاعر واتساع الطاقة الإبداعية والفنية التعبيرية.
*********
وَشيـئـَنـَتـْه ُ أحـاسيس ٌ مُـزَيَّـفـَـة ٌ
فكـَبَّـلـَتْ عَقـْلـَه ُ المَـفـتون َ بالـيـََلـَب
اليلب / الجلد وهو من الدروع اليمانيةالتي تصنع من الجلد وتلبس على الرؤوس.واليلبة أصبحت تصنع من الحديد.
فالشاعر جسد لنا الأحاسيس والمشاعر المزيفة التي كبلت وقيدت عقل الإنسان الجاهل في كلمة ( اليلب ) لتكبرالدلالة المعنوية والشعرية بوجود هذه الكلمة معبرا بها الشاعر عن الجهل الذي تراكم على رأس الإنسان بقوة رهيبة وقيدت عقله عن التفكير الصحيح والفلسفة الحقيقية للحياة.
**********
غـداً يَلـُفُّ الفـَناءُ الأرْضَ قـاطِبَـة ً
فالوَيْـل ُ للجـَّاهِل ِالمَصْـفود ِ بِالـتـُّرَب
الفناء / الموت والزوال الذي يلف - غابة التيه - هذه الأرض المظللة والمبهمة مثلما وصفا الشاعر وعرى عنها كل أقنعة الفساد ليكشف عن الخطإ الإنساني والفلسفة الخاطئة المزيفة .
المفصود بالترب / الممزوج بالترب والمختلط بها والمقصود هنا العذاب الذي يسلطه الله على الإنسان الجاهل .
فالشاعر يصنع نسيجا شعريا مميزا يختم به هذه القضية التي حيرت عقله وأقلقت خاطره.
لقد بلغت الرمزية عند الشاعر ذروتها فهو يقف موقف الحكيم بفلسفة صحيحة تمتاز بالرؤى العميقة ومجسدة السلوك الإنساني ولغة الرمز عنده نمت منذ البداية لتكتمل الدلالات مشكلة دلالة نصية في القصيدة الرمزية التي لا تخلو من التقنية الجميلة والحس المرهف المتماوج بين الألم والحسرة والحيرة و الفوز والانتصار للخير . والحس الرمزي عنده شيء فرضته لغة الشاعر وتجربته الشعرية المميزة .
إن الرمزية فن من فنون البوح الأدبي والشعري على وجه الخصوص ...فهي حاضرة مع الشاعر وكأننا نغرف من شاعرية - إيليا أبوماضي - ذلك الشاعر الذي غرق في الرمزية والحس الرمزي في الكثير من قصائده .
ويبقى الشاعر - حكمت خولي - مميزا في لغته القوية الرصينة والتقنية العالية التي ميزت دفقه الشعري الجميل .