قالت الأم :
لهمسك الحلو
لكلامك المطرز
بالحرير
وقع ٌ سباني
لهمسك الحلو
طعم الورود
طأطأ الولد
رأسه خجلا
وقال أماه
ياسيدة الكلمات
يا سيدة البلد
ما أطرز
إلا ما تساقط
من شذر كلامك
قالت الأم
ماذا أفعل
أصبحت أسيرة
حبك وذوقك
ورقة ما تكتب
فأجابها
غير مصدق
وعيناه قد
ترقرقتا بالدموع
أماه يا أماه
أنا صنيعة
يديك
صنيعة صوتك
ولا أستطيع
مهما فعلت
أن أصنع
شيئا من حبق
قلبك الحزين
الذي يصنع
فرحا وحبا
من مآسي
الألم والحياة
كانوا يتكلمون
والمسافات
تطوي المساحات
ولكنهم كانوا
يشعرون أن
الزمان توقف
والمكان اتحد
فكان يرى
دمعة ً توقفت
عند طرف عينها
تحارب السقوط
وهي كانت
تمسد شعره
تضمه لصدرها
وتعتصر فيه
كل حنان السنين
كل حنان الغربة
والشوق
قال أماه
أنادييك أمي
أسميكي أمي
وأنتي كأمي
بلمستها ورقتها
بلسم قلبي الجريح
قالت الأم
ليست الأم
التي تلد فقط
أشعر بنبضاتك
تسري بدمي
يا ابن بطن ٍ
غير بطني
يا ابن حزني
يا ابن همي
قالت الأم
بحنان أم
أنت قلبي
قال الولد
سيدتي أعطني
يدك أقبل عروقها
أعطني أقبل
جرحك الدامي
عل َ قبلة ٍ من
ولد ٍ غريب
تكون شفاءً
وريحان يغسل
المكان من طعم
الوجع
لا وصف
لا أغنيات
ولا قصيدة
تستطيع
أن تحكي
الحكاية
رحلوا وكان
الموعد
غدا
[read]
الله كم رائعة هذه الأم
أرق وأجمل هدية بكلمات ندية
للشاعرة رحاب كنعان
من بلاد كنعان
كلماتك الباسقة أضفت الجمال وأنارت الدروب
دمت متألقاً وراقي الحرف
دمت بخير[/read]