الحبُّ شِعري وألحانُ الهوى نَغَمي=والحسنُ حبَّةُ عيني واختضابُ دمي
عشقُ الجمالِ، وأنَّى لاحَ، منْ خُلُقي=طبعٌ وشبَّ على الإيثارِ والكَرَمِ
كلُّ الرُّجولةِ أن يهوى الفتى ويَفي= لم يعْمَرِ الحبُّ يوماً صدرَ مُنْهَزِمِ
لا تعذِليني فلن يأتيكِ منْ عذَليْ= إلا اجترارَ مقيتِ الشَّكِّ والنَّدّمِ
ولا تَغاري إذا ما فِطرَتي هَتَفَتْ=موَّالَ عشقي شفيفًا ريِّقَ الكَلِمِ
ولا تلومي شعوراً رحتُ أسبكهُ=للشامِ عقداً بلحنِ صادقِ النَّغَمِ
فهيَ الأميرةُ فخرُ المُحصَناتِ وما= أهوَنتُ عشقي ولا سطري ولا قلمي
منها تعلَّمتُ أسمى الحبِّ أنبلهُ =وصرتُ أنجَبَ صبٍّ للوِصالِ ظَمي
وواصَلَتني فكانت أيَّ عاشقةٍ=لمْ تُبْدِ شكًّاً وما غارَت ولم تَلُمِ
بلى استَطابَت لِنفسي كلَّ هانِئةٍ=لمَّا عشقتُكِ يا (دعدي) ألا ابتسمي
فعِشتُ عشقا أصيلاً لا يُدَنِّسُهُ=زيفُ التَّزَلُّفِ والإسفاف بالقِيَمِ
شامُ الكرامةِ أُمُّ المجدِ منبرها= رغمَ الزمانِ منارُ الحالِكِ الظَّلِمِ
يفنى الأنامُ وتستعصي مآثرها=كالعلمِ أرسخُ من متلافةِ الرُّقُمِ
كالشمسِ مَبْعَثُ نورٍ مُغدِقٍ أبدا=كالحقِّ يزهقُ ضِلَّ الفاجِرِ النَّقِمِ
قد خصَّها الله من نعماءِ حظوتِهِ=أرضا تماورُ بالخيراتِ والنِّعَمِ
وشعبَ صيدٍ لغيرِ الحقِّ ما خضعوا=وخضعةُ الحقِّ فخرُ العارفِ العَلِمِ
من كلِّ أروَعَ طلاَّعٍ به اجتمعتْ= شراسةُ الأُسدِ معْ تدبير ذي الحُلُمِ
وكلِّ ولاَّدَةٍ شمَّاءَ مرضعةٍ=تُغذي الوَليدَ حليبَ العزِّ من شَمَمِ
لكي تصيرَ محجَّ الطالبينَ هُدى= وحُلمَ غصبٍ برأس المُبْلِسِ الغَشِمِ
ومَوْئلاً لأخي علمٍ ومَعرِفَةٍ=وَمُسْتَطَبَّاً لما في الأنفُسِ السُّقُمِ
فَطالِبُ العلمِ والعلياءِ نالَهما= ومُبْلِسُ الغدرِ كم أودَت إلى الرُّجُمِ
وتوَّج اللهُ نعماءً فأيَّدها= بالقائدِ الفذِّ فاختالت على الأمَمِ
حقُّ الأصيلةِ خيلاءٌ بفارِسها= وحقُّ قلبي بأُمِ المَجدِ إن يَهِمِ
فهيَ امُّ غَيلانَ أمُّ اللاءِ فاتنتي=لاءُ الإباءِ ولاءات ٌلذي وَصَمِ
كلتاكما الحبَّ من نفسي لأنكما=معنى انتمائي وإيماني ومُعتَصَمي
نحن الثلاثة أحبابٌ وعاذِلنا= وغدٌ توَعَّدَ أسمى الحبِّ بالشؤمِ
يقتاتُ غيظا وأحقادا يُسَعِّرها= مِنَّا انتِماءٌ لأُمِّ الضَّادِ لمْ يَرُمِ
نحنُ الثلاثةُ نفخُ الصورِ صيحتنا= اللهُ أكبَرُ تُحيي تالِفَ الرِّمَمِ
نحنُ الأذانُ، نداءُ الصُّبحِ حيَّ على= يا أمَّةَ الضَّادِ رُصِّي الصفَّ والتَئمي
يا أُمَّةَ اللَّهِ، يا مَنْ كُنتِ مُطْلَقَةً = أميرةَ العقلِ والأسيافِ والقلَمِ
يا حضنَ نورٍ وعمَّ الكونَ مَبعَثُهُ= دينُ الإلهِ وعلمٌ راسخُ العَلَم
يا آلَ أحمَدَ يا أللَّهُ أيَّدَهُمْ=بالنَّصرِ فَتْحاً فدَكُّوا شُرْعَةَ الصَّنَمِ
سادوا ونورُ كِتابِ اللَّهِ هديُهُمُ=وشرعةُ الحقِّ أصل الحُكمِ والحكَمِ
يا أمَّةَ العُربِ: إن دارَ الزَّمانُ فَذا=حتمُ الشُّعوبِ إذا دانَتْ لِمُنقَسِمِ
أو قامَ فيها لغيرِ الحقِّ داعيةٌ= يُسَخِّرُ الأمرَ للأطماعِ في نَهَمِ
فقَطَّعَ الرَّحمَ منْ قُربى وَمَدَّ يداً=إلى الغريبِ ليحمي البَغيَ بالطُّغَمِ
كم كانَ ذلكَ!!عانَيناهُ، وانهمَرتْ=أعتى المَصائبِ تترى كالصَّبيبِ همي
سيلُ التَّتارِ وهولاكوا وذو صُلُبٍ=وسطوة الترك والإفرنجِ والعَجَمِ
الحاقدونَ على نورٍ غَدَقتِ بهِ= فما استضاؤا وظلوا في دُجى بَهِمِ
الطامعون بخيراتِ الشُّعوبِ ومنْ=في الصدرِ غِلُّهًمُ يزكو بذي ضَرَمِ
شدوا عليكِ بتقطيعٍ وتجزئةٍ = فصرتِ كالشَّاةِ إذ قُدَّت على وَضَمِ
مشيئةُ اللَّهِ أن يبلوكِ مُمْتًحِناً=صبرَ الكُماةِ زمانَ الشِّدَّةِ الأزِمِ
وكانَ صيدُكِ والإيمانُ يعمُرُهمْ= بوحدةِ الصَّفِ سيفاً غير مكتهمِ
جبُّوا ظلامةَ مُحتلٍّ ومُنْسَلِطٍ= عنِ الحِياضِ وكانوا منعة التُّخُمِ
لكنَّ في القلبِ مازالتْ مُنُغِّصةً= ربيبةُ الغدرِبنتُ الشرِّ والشَّبَمِ
حضارةُ الحقدِ في الغربِ المُهانِ قضَتْ= بأن يقومَ كيانُ الغصبِ والغرَمِ
وأن تقيمَ حدودا من فظائعها= هذا الشتاتُ وإقطارٌ إلى العدَمِ
تزورُ الفكرَ والتاريخَ تقطعنا = منَ الجذورِتبثُّ السُّمَ في الدَّسَمِ
ولن تكفَّ ولن يثني مراميَها=إلا اتَّحادٌ يُحِقَّ الحقَّ بالهِمِمِ
يا أمَّةَ الطُّهرِ: تسآلي يشُبُّ لظىً= حَنَنتِ للتيهِ؟أم أُوديتِ للعُقُمِ؟
هلْ جُنَّ حُلمُكِ ؟ هل صُمَّت كرامتنا؟= هل جفَّ نَبْعُكِ؟ نبعُ النَّجدةِ العَرِمِ
هلا سمعتِ نداء القدس صارخة= وامسلماهُ يدوي من خضيبِ فمِ
هلا انتباهٌ لما تعني مقاومةٌ= وما يحاكُ على مرأى منَ الأممِ
عُميُ ابصائرِ من ظنوا حقوقهمُ =يوما تعودُ وهم أشلاء كالهَشَمِ
فالكونُ غابٌ يسود الأقوياء به=والخائرونُ قطيعٌ سيقَ بالجِذَمِ
***=***
يا عذبةَ الحبَّ هذا بَوْحُ مُعتَصِمٍ=بالعشقِ حصناوبالإنسانِ مُلتَزِمِ
كوامِنُ النَّفسِ أملتْ من تلوُّنِها=فجاءَ صدقاً وأفضى كلَّ مُكتتمِ
فالحبُّ شعري وألحانُ الهوى نَغَمي=بَوْحٌ تعاصَفَ بالآمالِ والألَمِ
أنا وأنتِ وهذي الأرض فلسفةٌ= للعشقِ تسمو عنِ التنظيرِ والنُّظُمِ
وهبتُ أرضي ضياء العينِ مُنتَصِراً= والحبَّ أزجي وما أحنثتُ بالقسَم
هذي العلاقةُ معنىً ليس يُدْرِكُهُ = إلا الكماةُ ووعيُ المؤمنِ الفَهِمِ
هذي العلاقة أفعالٌ يجسدُها= من قاومَ البغيَ لم يبخلْ ببذلِ دمِ