رد: ثقافة الحوار في مواجهة تحديات العولمة
سيدى العالم الجليل
رائع ما قدمت فى بحثك الشافى الذى فند لنا ماهية ثقافة الحوار من خلال منهج تأريخى تحليلى شمولى واتفثق معك تماما فيما أطلقت عليه الحوار الخارجى المتوازن والذى يبط إيقاع توازن الثقافات وحواريتها والداخلى الفعال فى رسم ملامح الثقافة من القاعدة حتى تستطيع مواكبة الثقافات الأخرى,وأظن أننا فى مرحلة العصر العباسى كنا كذلك حين تحارونا فكريا وثقافيا مع اليونان والفرس والهند وذلك من منطق عقلى وفكرى وشهد بذلك ابن المقفع الفارسى الذى اثبت أن العرب أعقل الأمم اعتمادا على فكرها ورويتها فالعرب ليسوا كالفرس مُثّل لهم فتمثلوا وعُلّموا فتعلموا, بيد انى توقفت عند تأكيدك على الأرقام العربية أصلها هندى وفى هذا قول غير ذلك فقد دلت البحوث ومجامع اللغة على أن الارقام العربية أصلها عربى لأنها متجانسة فى ذاتها ومتجانسة مع الحرف العربى , وعلةى كل فهذه ليست مسألة خلافية الآن , ولكن السؤال الذى استوقفنى جراء متعتى بهذا البحث هو كيف تكون المثقافة بين ثقافة مهلهلة ضعيفة وبين ثقافة فتية تمتلك التفوق العسكرى والهيمنة الاقتصادية والاعلامية حتى اللغوية ؟وكيف يكون الحوار الداخلى فى ظل ثقافة متعددة الاتجاهات والانحيازات الفكرية والايديولجية؟ وهذا ظاهر فى حوارات قنوات " التوك شو" العربية والتى يخرج فيها الواحد رافضا الآخر العربى لذلك اختلف لدينا مفهوم الآخر وتشعب , واتصور -اذا أذنت لى- اننا لابد اولا ان نوحد لغة الحوار العربى والمصطلح العربى والتعليم العربى حتى نخرج براى عام موحد وفكر ثقافى تنموى يستطيع ان يفهم لغة العولمة ويتيح لنا فرصة الحوا القوى الفعال على مستوى الداخل او الخارج , إن الأمم كالافراد وهذا ما عبر عنه " السير فرنسيس جالتون" مبتدع مذهب "اليوجينا" الذى يحاول ان يستبد الانتخاب الطبيعى فى البشرية فى الانتخاب الصناعى لأنه يرى ان الجنس البشرى قد انحرف حين سمح لشعوب الفقراء والدول التخلفة ان تنمو ومن ثم فلابد من وجود طبقة يوجينية تسود العالم تتميز بالصحة والذكاء والتفوق وةهذا النحراف من وجهة نظره افرز ما يسمى بالأغبياء الجدد الامر الذى دعى ج اتش ويلز ان ينادى بغلاق المدارس فورا لان الفقراء لا يستحقون التعليم اذا فنحن امام يوجينيا جديدة بقراء جديدة للعالم تفرض هيمنة لليوجنين الذى يتمتعون بالقوة والثقافة والذكاء ويفترضون فى بقية العالم الأغبياء الجدد
رائع ما قدمت سيدى لك كل محبتى وتقديرى
|