التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,865
عدد  مرات الظهور : 162,381,084

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 06 / 2010, 17 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد السنوسي الغزالي
أديب وإذاعي يكتب القصة والمقالة

 الصورة الرمزية محمد السنوسي الغزالي
 





محمد السنوسي الغزالي is just really niceمحمد السنوسي الغزالي is just really niceمحمد السنوسي الغزالي is just really niceمحمد السنوسي الغزالي is just really nice

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ليبيا

لؤلؤة كل الأزمنة!!..حكاية

هذه ايها السادة..إمرأة تختلف... خلفت جرحا لم يندمل..واليكم الحكاية :.
يتهمنى بعض الاصدقاء بالتظاهر بالسذاجة حتى اعمى عيونهم عن حقيقة اخرى وهى انى من اكبر الدهاقنة!! لكنى هنا سأخيب ظنهم!! سيكتشفون بعد قراءة هذه الحكاية انى لست ساذجا وحسب بل غبي واحمق ولااستحق تهمة الذكاء!!؟؟
قصتى مع هذه اللؤلؤة قد لاتصدقوها الا اذا عرفتم القيم التى علمنى اياها ابى.. شكرا له على هذا الذى حملنى اياه..هي اشبه برواية سينمائية اشتغل عليها مخرج ضليع..لكنها بحذافيرها حدثت.
قلت لكم فى غير هذه الصفحة ان حب زهرة، لم يمر على عشق مثله..ربما انا اتوهم ذلك..لكنى يوم عرسها فكرت فى الانتحار..بعد ان ذهبت زهرة الى مدائن اخرى اكتشفت انى ما زلت اعشق الجمال..سرعان ما خفق قلبى لأخرى..هذه المرة كانت قاتلة..بقيت معى تلازمنى .. كانت ابدية... مايزال فى قلبى منها .
د ولا... من الاقمار التى تمر نادرا على الكون..مثلما أى مذنب لايظهر الا من القرن الى القرن وقد لايظهر الا مرة بعد عدة قرون.. لو أن الناس رأوها مثلما اراها..وعشقوها مثلما عشقتها لتغير الكون وقامت حروب وزلازل واهوال وبراكين؟؟ دولا كانت، لا!! بل ماتزال سيدة الاقمار، ربما يقول الناس ان عين العاشق مبالغة ، لكن اذا رأيت كل الناس يهيمون بها..ما الذى يمكن ان يقال حول قلبى المكلوم؟؟..هي ..د ولا..عشت فى حياتها ولاتعلم حتى اليوم..وربما لن تعلم فى أى يوم.. وليس من عادتى ان افشى الاسرار ولذلك اعيش دائما فى حالة كبت مقيت!! هي قصة اشبه بالخيال الذى ليس الخيال يوازيه لكن لايوجد فى الاسماء غير الاساطير او السحر او التهاويم!! اختاروا ما شئتم من الاسماء و من الاوصاف جميعها لن توازى حب دولا..
كان احد الاصدقاء الطيبين الوحيد الذى يعرف حب دولا..لا..لم ا فشى سرى لكنه اكتشف صدفة ذات مرة...قرأ قصيدة رديئة فى طيات اوراقى فى فضول ظللت سنوات عديدة اؤنبه عليه لكنه اكتشف الاسرار..كانت بالنسبة لىلحظة لاتنسى.. قال لى صديقى الذى ما زلت احبه واحب فيه احترامه لاسرارى رغم انه ليس من الذين يكتمون الاسرار!!..قال : انت طفل يسكنك عصفور قلق وهذه المرأة التى تحبها ربما لو علمت بحبك لسعدت بذلك..المرأة تحب ان يكون فى حياتها ضحايا وجرحى ومقتولين ومرضى مثلك!! وان لم تحب احدهم..انا اثق لو أنها علمت درجة عشقك البرىء لاحترمت فيك هذه الشفافية فلماذا لا تصارحها؟؟... لكن ابى علمنى الا افشى اسرارا يكون فيها شركاء لى..قال لقمان زمانه: يابنى اذا كان السر مشتركا فلا تتصرف فيه لأنك لاتملك فيه الا النصف فكيف تسرق نصف ليس ملكك وتبيعه لآخر!! شكرا له على هذا التعب الذى اضنى روحى به..البسنى هذه العقد فأصبحت حياتى كومة من الاسرار..اسيرة الكتمان والحوائج المظلمة..رهينة محبس لايوصف..اصبحت الاسماء والاماكن والاجواء يحيط بها الكتمان من كل الاركان..ذات مرة قالت لى زوجتى التى ضاقت ذرعا بكل هذا السحاب المظلم الذى يلف امكنتنا : يؤرقنى هذا الغموض بلا غموض!! ..ألا تعلم ان كل الرجال يفشون الاسرار لزوجاتهم؟؟ ولذلك سأعلم اى سر تخفيه عنى..انت كتاب مفتوح ..لكن الذى يفتحه غيرك..
دولا..فى اول يوم رأيتها فيه..كان يوم لاينسى ..رأيتها فى لمح البصر..شعرت برعديدة وارتعاشة فى صدرى..ظللت عدة ايام اذهب الى ذلك المكان!! لكى أراها فقط.. وكما قلت لكم:
فالحب عندى يعنى ارتباط مقدس لابد ان يختم بالزواج..هكذا علمنى ابى ان اعشق الجمال ولكن لااتلاعب به!! سألت عن تلك الطفلة القطة المرعبة والجارحة.. الممحاة التى مسحت من كل حياتى اسم زهرة!! لم تعد زهرة فى مواجهتها الا سحابة عابرة وانتهت..انا الذى كنت اظن ان فقدانى لزهرة يعنى نهاية العالم..الآن العالم بدأ من عند دولا ولم ينتهى حتى كتابة هذه الحكاية..ولااظن ان امرأة فى العالم ستساويها عندى..ودولا.. ايها السادة لم اعشق جمالها وكفى بل عشقت كل شىء فيها..حديثها..حوارها..مشيتها....اناقتها....اشياء اخرى لااريد ان اذكرها..اخشى ان تفضح الحروف اسمها...لماحة كانت وما تزال..سكنت قلبى وخلفت فيه ختم مموه بنار مثلما يصنعه حداد ماهر فى كيره الذى لايرحم!!!..
ولأن ابى الذى اشكره على كل هذا التعب علمنى اذا احببت..اتزوج!! حملت الرحال فى طريقى الى اسرة د ولا..هكذاعدت الى قرون سحيقة....بالرغم من قراءاتى فى هذه الحياة ..كانت هذه طريقتى..الدرب الموصل الى بيتها لابد ان يكون محملا ببعض الوجوه التى تدبج المقدمات لطلب يدها..استغرب صديقى هذا الموقف المتخلف لكنه احترم سرى.. بالرغم من انى شعرت فى لحظة ما من خلال نبرات صوته المتهدج انه سيهتك الاسرار ويذهب اليها..كان جنونه فى الحوار يوحى بهذا ..امسكت بيده..قلت له لاتتصرف فى اسرارى..شد على يدى وطمأننى وقال: لاترعوى لن افعل لكنك طفل يستحق الرثاء!! ..انت بهذا القدر من الوعى تذهب لتخطب فتاة؟؟؟..هذه الفتاة لن تحترمك بعد ذلك..وليس فقط ترفضك..هكذا قال صديقى..لكن عشقى لهذه الكائنة جعل كلماته فى اذني وقلبى باهتة لامعنى لها..حملت تعبي..واحزاني وعشقي ..واردت ان ابدأ رحلتي ..كأننى استعجل شقاءالاينقصني!!!.. وكنت قد كتبت فيها قصيدة ظل صديقي يرددها امامي عدة سنوات امعانا فى قهر الطفل الذى يسكن بداخلي ... لكن فى بداية الرحلة التى لن انساها!! جاءنى رجل لااستطيع ألا اتوقف عند كل كلمة يقولها..اخذني جانبا..قال لى هامسا: سمعت انك ستذهب لكي تخطب د ولا..قلت له نعم..قال: ارجوك لاتفعل!!!؟؟ استغربت فى بادىء الامر ولفتني هواجس التخلف والظنون المقيتة قلت له دون تفكير : هل بها ما يسوء؟؟.. استغرب سؤالي واحسست بملامح وجهه تصفعني على وجهي فى استهجان لاحدله..قال منفعلا : على العكس هي امرأة ليست ككل النساء فى كل ما يمكن ان يخطر على بالك..كيف تفكر انى احذرك لان السبب هو سوء فى د ولا..وكرر..كيف تفكر بهذه الطريقة؟؟..كنت انا ايضا قد تعصبت واظلمت امامي الدنيا لاني اعرف نقاء سريرة الرجل واعرف ايضا حبه لى..ان يحذرني صديقى ..قد افهم هذا واسبابه..لكن ان يحذرني هذا الرجل كان بالنسبة لي ساعة مفصلية لها ما بعدها..لكن لايتصور احد ان حبي لدولا قدانطفأت جذوته... استجمعت قواي وقلت له: اتدري ما تفعل انت بهذه الكلمات التي اسقطتها فى صدري كالثلج القاتل فى يوم قائظ؟؟ لاتدرى كم احب د ولا؟؟ وانا اريد ان تكون بقربي مدى الحياة..قال: نعم..واعرف ايضا نقاءك فعندما تحب اعرف انك صادق غير ان د ولا ليست لك.. لاتعرف كم من الرجال رفضت؟؟..فى رأسها الجميل مواصفات لرجل ليس من هذا الكون..د ولا لن تتزوجك..لن تقبل بك..زدت انفعالا سألته: هل بي ماتراه غيرجدير بها؟؟..قال : لا..ولكنك ستحرجها بهذا الطلب المفاجيء..ان عالمهايختلف عن عالمك..وشوارعك لاتفضي الى مدائنها..انها بإختصار ليست لائقة بك وآنت ايضا لاتليق بها..سترفضك وهى محرجة فلا تفعل بها هذا ارجوك!!... هنا توقفت عن المشروع لكني كرهت اللحظة التى عرفت فيها الرجل!!!على هذا القدر كان حنقي... وعلى هذا القدر كان بؤسي... ولحظتها ظننت انه قد انتهى الامر..انتهى بهذه التفاصيل لكنه بقي فى قلبى!!..



بعد ايام نسيت ما قاله لى ذلك الرجل الطيب..اكتشفت ان حبها زرع التردد فى ذاتي .. كان لى صديق اركن اليه واحبه..ذهبت اليه ..صارحته..قال لى لاتتصرف دون علمي واترك لى هذا الامر..ساتصرف فيه بحكمة..انا اعرف الفتاة واعرف اسرتها..
بعد ايام جاءني صديقي ..حمل الى ما لم اتصوره من الانباء..كان وكأن الزمن يتلاحق قال :
- ابشر قد وافقت العروس واسرتها ايضا!!
- بهذه السرعة... قلت له..لااصدق :
- صدق..فقط هناك بعض التفاصيل..الاسرة محافظة لاتذهب اليهم ولاتتحدث مع الفتاة..ولا ترسل احدا لهم حتى يكونوا على استعداد للعرس و...و..قد يستغرق هذا شهورا. لاتذهب اليهم بدوني ولاتفاتحهم فى غيابي..لقد وعدتهم.
كانت الطلبات غريبة!! لم اصدق فى البداية..لكن الرجل لم يعودني على الكذب طوال حياته..صدقته..اكد لي انه علي التفكير فى ارضي التى ورثتها لكى اشيد فيها منزلا مستقلا..كان ممثلا بارعا صديقى.. رسم خيوطا لم افهمها فى ذلك الوقت..لكني انجررت وراءه كالقطة النائمة المقرورة..كان بالنسبة لي ريشة انقاذ..زاد حبه فى قلبي..اصبحت لا اطيق بعاده يوما واحدا..وكان حريصا على المرور علي يوميا ومعرفة اخباري واين اذهب..ولم يكن يترك لي الفرصة..كان يرافقني فى كل مكان..كان يلح انه لابد ان احرص على عدم احراج الفتاة او اهلها حتى يتم ردهم الرسمى بتحديد الموعد..لاتذهب اليها ..لاتحرص على ان تراها واذا رأيتها صدفة تجاهلها..
بكومة من الممنوعات احاطنى على نحو مريب لم تدركه سذاجتي او لم تحاول ان تدركه فى غمرة عشقي القاتل..مر اسبوع..شهر..اشهر وصديقي يؤجل ويراوغ فى الاجوبة..لكني عشت اجمل شهور حياتي ربما..اصبحت د ولا ترافق مخيلتي فى كل لحظة.. زوجتي فى ذلك الوقت كنت قد اتفقت معها على ان حياتنا قد اصبح من المستحيل استمرارها ساتركها فى منزلها واتنازل لها ولاطفالي منها عنه..كان الفراق الودي آخر ما توصلنا اليه.. القدر كان ينسج خيوطا ً..احيانا ً عندما اتذكرها احتار في التفسير.. لكن العوائق ازيلت بينى وبين د ولا ( كما تصورت)..كنت فى الانتظار..وكانت فترة الانتظار من ابهج لحظات حياتي ..عدت الى اوراق قديمة وكتبتها من جديد بعد ان ازحتها لفترة من الوقت وحرثت القلم فى الاوراق دون جدوى للاحباط الذى كان يجتاحني..لكن ايام الانتظار كانت من اجمل الايام واكثرها بهجة فى حياتي..انا الذى عشت الشقاء منذ اللحظة التى فقدت فيها حنان الامومة...الى ان جاء ذلك اليوم الحالك الذى لااظن ان الشمس قد اشرقت فيه..قال لي صديقى ان كل ما قاله لي غير صحيح وان الامل الذى عيشني فيه كان كاذبا :
- قد رفضوك منذ البداية..
- لماذا كذبت علي..؟
- وجدتك منشغلا بها لم ارد ان احبطك..كانت مرحلة خطيرة تلك التى تمر بها.. لابد ان تتجاوزها!!! لم انسى مرحلة زهرة في حياتك..
صمت لحظة كأنها قرون ثم قال:
- لكن الفتاة لم ترفضك حتى لااظلمها..انها برهن اسرتها واسرتها قد رفضت..ارجوك لاتحرجها ولاتفاتحها فى الموضوع من اجل صداقتنا.. اذهب لتعيد اسرتك الصغيرة الى حضنك وحاول ان تـنسى ..والحياة تجارب يا صديقي..صدقني خفت عليك..خفت ان تفقد توازنك فتنتحر او تصيب نفسك بأى اذى..لم اتحمل مسؤلية هذا الموقف..ارجو ان تقدره..لاتدري كم كنت اتعذب من اجلك؟؟.



اى عذاب هذا غير عذابي الذى سأعيشه حتى آخر لحظة من عمري..ولاول مرة استبد بي كره لصديقي..حرصت لسنوات الا اراه والا اذهب اليه..حرصت الا يراني..سأل عني عدة
مرات فتهربت منه..غيرت الاماكن التي كنا نرتادها معا..غيرت الشوارع التى كنت امر منها برفقته..غيرت مواعيدي ومكان عملي وعاداتي وسهراتي ورفقائي وخرائط ممشاي!!..غيرت كل المعالم التي يمكن ان يهتدي الي عن طريقها ..ولم اكن ادري لسذاجتي ان الحقيقة لم يعطيها لي كاملة وانه مايزال يكذب؟؟ وللمرة المليون اكون ساذجا..وكنت من آن لآخر التقى صدفة بدولا..كانت تحييني ببراءة..لم اصدق ان هذا الدفق قد خسرته الى الابد..مرت سنون..لكني لم انسى دولا ولم انسى صديقي لانى كنت احبها وما زلت وكنت احبه ايضا..اما دولا..فأقنعت نفسي..واراحنى هذا الشعور بأنها قد احسنت الي ، اذ عيشتـني اياما فى احلام مبهجة..واعتبرته دينا فى عنقي لابد ان احاول تسديده يوما!!..
توالت السنون..رتيبة ..متشابهة .. الى ان جاءني يوما احد الاصدقاء قال لي :
- صديقك مريض للغاية وهو فى المستشفى......
قلت:
- وماذا افعل له؟؟..... استغرب صديقي هذا الكم من البرود.. لكنه الح:
- ان مرضه خطير وهو قد يموت فى اى لحظة..لقد حملني امانة لأقول لك انه يستجديك كى تذهب اليه..
لم اذهب..اياما مرت..ثم ارسل فى طلبي مرة اخرى..الح..اتصل بى عدة مرات من المستشفى..كان الجرح غائرا فى اعماقى..لم استسلم للعاطفة..اصريت على عدم الذهاب اليه فى البداية..لقد اجرم فى حقي ..هذا هو شعوري الذى كان..لكنه فى احد الايام استطاع ان يصطادني عبر الهاتف ..توسل.. قال ان لديه اسرار فى جعبته ما تزال..ولم استسلم حتى هذه المرة..لم تحرك فى جوانحى رهبة الموت الآتى اي عطف تجاهه!!.. حتى جاء يوم..لاادري كيف اعدت التفكير تجاه صديقي..استبدت بكياني عاطفة مفاجئة.. لحظة قدرية لم افهمها.. جاءني هاتف غامض..قال لي : قد تـندم بعد ذلك..صدقت هذا الهاتف..ركنت اليه..لكني قررت الا اذهب وحدي ..اتصلت بصديقى جابر..طلبت منه الذهاب معي اليه..وكانت لحظة دخولي اليه..لحظة لاتنسى..احتضنني وبكى بحرقة لم اعهدها فى قوته التى اعرف..بكيت معه..وقف جابر مذهولا..اللحظة كانت مؤثرة..أسر الي فى اذني:
( لابد ان اراك لوحدك)..ورآني ...ما قاله لي كان مذهلا..قاتلا اكثر من ذي قبل..لم يذهب الى اهل الفتاة واصلا لم يفاتحهم ولاتعلم حتى الفتاة..وكانت عبارة عن مشهدية غريبه.. فريدة فى احداثها..تحتاج الى مخرج ماهر..ولم ادرى لحظتها وصديقي يزحف نحو النهاية ماذا يكون شعوري..وسألته عن السبب فلم يرد بإجابة شافية قلت له :
- لم تكن مضطرا الى تمثيل هذا الدور..كان يمكن ان اتقدم الى الفتاة وربما ترفضني ويكون الجرح اقل ايلاما.. لماذا جعلتني اعيش في تصورات كاذبة سنوات طويلة؟؟لقد قلت ان الفتاة قد قبلت بى وان اهلها هم الرافضين والقصة خيالية من اصلها.. لم يرد ولم ابحث عن إجابة شافية بالرغم من تلهفي عليها..
يعرف صديقي انى مثالي ..اذا اعطيت وعدا لااخلفه..لذلك حتى وهو فى هذه اللحظات الرهيبة لم ينسى ان يستغل سذاجتي قال:
- لدى حقيبة صغيرة بها بعض الاوراق الخاصة بي ..عدنى الا تفتحها الا بعد موتى .. وان تحرق الاوراق التى فيها بعد ان تقرأها.
وعدته..لم اخدعه..لان مرضه لم يكن من النوع الذى يرجى منه اى امل وكان يعرف ذلك ويدركه ويواجهه بشجاعة نادرة ..سحب الحقيبة من تحت وسادته واعطاها لى..كانت
حمراء قاتمة كحظى وايامى التى عشتها!! ثم طلب منى وعدا آخر..اذا ولدت زوجتى ذكرا اسميه بإسمه واذا ولدت انثى اسميها بإسم دولا..ووعدته..لانى لم اكن احلم بأن القدر
يخطط لي كى يأتينى مولود..لم يكن في حسباني..لكن للقدر وجهة نظر اخرى لكي اتورط فى وعدي..وابي علمني الا اخلف الوعود..فشكرا له اذ احاطني بكل هذه القيم المتعبه..
ايام..ثم رحل صديقى..مات فى لحظة مفاجئة..استفقت فى صباح ربيعي علي نعيه على حوائط بنغازي..هذه المدينة الاسطورية التى كان هذا الصديق يملأ شوارعها بحيويته واناقته وحبه للسمو والعلا!! ذهبت كي اشارك فى دفنه..امسك بيدى كل ابناءه..طلبوا منى الا اعزى فيه..انا من ينبغى ان يتقبل العزاء..وبقيت على ذكراه..ازور قبره من آن لآخر..ذلك الرجل الذى ملأ الدنيا ضجيجا ينام الآن فى قبر منسى بدون شاهد!! ما ارعب الموت ايها الاصدقاء.
فى نفس اليوم..فى ذات الليلة فتحت الحقيبة..اكتشفت ان صديقى كان يحب د ولا!!!..
يا لهذه المرأة قدر لها ان تشغل كل الناس..وقدر لها ان يحسد الناس بعضهم بعضا فيها حتى ولو كانوا من اعز الاصدقاء..كتب فيها اشعارا نادرة!!..لكني وعدته بحرقها..حملت الحقيبة ..ذهبت الى ضفاف الشابى فى آخر الليل ..اوقدت نارا صغيرة.. وضعت اوراق صديقي فى اتونها .. بتردد..مزقتها وطفقت اضعها قصاصة وراء اخرى ببلادة غريبة!!..ترددت فى لحظات كنت ساضع يدي فى الجمر وانتشلها..لكنى..انتظرت حتى مات الجمرو اختلط الرماد بالرمال ..نثرته فى اتجاه الريح صوب البحر.. ولم يتوقف القدر عن تسجيل لحظاته المرعبة..رزقت بعدها بولد..سميته على اسم صديقى..ظل هذا الولد اعز ما ما فى حياتى..واجمل بسمة عرفتها من اجل دولا.. ولقبته ابو دولا من اجل صديقى الذى اكتشفت انه يحبني ايضا..
توالت السنون والتقيت بدولا..كنت اظن اني قد نسيت بعض الشىء..وزاد عذا بي..لكنها ماتزال كما هي اكثر ألقا وجمالا..اكثر ودا وألفة..ترى لو... لم يحدث ما حدث؟؟ هل كانت ستقبل بى؟؟..لااريد ان القي هذا السؤال على قدر عودني على المفاجآت؟؟ لان جوابه ربما يزرع فى ذاتي عذابا لاينقصني.. وهذه المرة عندما تحولت دولا الى ذكرى شكرت ابي لانه احاطنى بهذا التعب.. لاول مرة يكون تعبا جميلا واستحقه وليس لأبي ذنب..
قلت لكم انها قصة مثل الخيال وربما الخيال أقل وطأة..ربما الخيال ينتهى لكن دولا..ظلت اكبر من الخيال..ذات مرة سألت نفسى..ترى لو اني ارتبطت بها..كنت احبها هذا الحب ؟ واجبت نفسي..نعم..كنت أفعل ..لأنى اصبحت اراها كل يوم تقريـبا.. ..وان كان ابي قد علمنى ان النساء سر لا تدرك اعماقه وان استبد بنا ظن الفهم!! لذلك اصبحت كالثور الاعمى يلف بالساقية ولايدري اين يضع اقدامه..اخاف غضبها....ذات مرة قرأت مثلا لشعب من الشعوب : الضعيف فى الحب هو اقوى رجل فى العالم!!! خمسة عشر عاما من احداث الحب الصامت..لابد انها تعرف..هل تعلم ذلك؟ اعود الى قول ابي الذى احاطنى بهذا التعب واشكره عليه!! :
(ان النساء سر لاتدرك اعماقه وان استبد بنا ظن الفهم!! )...
هل اكتشف الاصدقاء كم هم مخدوعين فى ذكائي ..لاأظن..فما زالوا يظنون ان سذاجتي مسوح وستار ليس إلا..

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد السنوسي الغزالي
 غفوت علي سحر صوتها.

صحوت علي خطواتها

تعبر إلي قلبي وهي تعلن القلق الجميل
وتلتفت عني بقولها أني تركتها وحدها.
ياللدلال القاتل،!

[BIMG]http://dc03.arabsh.com/i/00669/lh60uc32e8g4.jpg[/BIMG]
محمد السنوسي الغزالي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 07 / 2010, 57 : 01 PM   رقم المشاركة : [2]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: لؤلؤة كل الأزمنة!!..حكاية

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ماذا يجني الإنسان الصادق إلا الحزن والإحتراق .. أيها الفاضل .. حكاية صادقة مؤثرة تتوحد باللوعة والحزن المشرق ... ياصديقي الشفيف .. جميل بوحك .. وأنت تنقل للقارئ مشهدية مرة صادقة لطلما عايشتها وساهمت في صنع تداعيات أحداثها ويمكن أن يعيشها أي صادق في المطلق دمت مبدعا ... ها قرأتها أخي من ألفها إلى يائها وها يعصرني الحزن والأسى .. فسرنا ورثناه .. وحفظناه .. وكتمناه في قلوبنا .. حتى التحجر وهذا سرنا المغاربي الموروث المقدس ..
تقبل تحيات أخيك
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 / 09 / 2010, 58 : 02 PM   رقم المشاركة : [3]
محمد السنوسي الغزالي
أديب وإذاعي يكتب القصة والمقالة

 الصورة الرمزية محمد السنوسي الغزالي
 





محمد السنوسي الغزالي is just really niceمحمد السنوسي الغزالي is just really niceمحمد السنوسي الغزالي is just really niceمحمد السنوسي الغزالي is just really nice

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: ليبيا

رد: لؤلؤة كل الأزمنة!!..حكاية

اخي عادل لعلك تلاحظ اني ارد عليك في اعمال سابقة..اعتذر لك لاني لم انتبه..شكرا لانك دائما هنا.
توقيع محمد السنوسي الغزالي
 غفوت علي سحر صوتها.

صحوت علي خطواتها

تعبر إلي قلبي وهي تعلن القلق الجميل
وتلتفت عني بقولها أني تركتها وحدها.
ياللدلال القاتل،!

[BIMG]http://dc03.arabsh.com/i/00669/lh60uc32e8g4.jpg[/BIMG]
محمد السنوسي الغزالي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تكساس المسلمة نصيرة تختوخ كلـمــــــــات 1 05 / 03 / 2025 36 : 07 PM
لؤلؤة فاتنة العربي حاج صحراوي الشعر العمودي 4 16 / 08 / 2015 28 : 09 AM
لؤلؤة المستحيل محمد بوحوش قصيدة النثر 1 03 / 11 / 2012 19 : 12 PM
((( حكاية الشاعر ، أم حكاية الرحى ..؟))) للشاعر الناقد حسن إبراهيم سمعون عادل سلطاني نقد أدبي 0 09 / 04 / 2012 44 : 04 PM
لؤلؤة الشهادة ... !!! عقيل اللواتي شعر التفعيلة 6 26 / 02 / 2011 12 : 03 AM


الساعة الآن 24 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|