هذي القصيدة عربون محبة للأستاذة زاهية بنت البحر
تراتيل الطاسيلي
[frame="9 80"]
[poem=font="simplified arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الطاسلي أنا و الأحرف الرسل =من سجع قافيتي تعشوشب المثل
يخضر من وجعي معناي معتشبا =أنا الحكايا وجرحي ناطق خضل
أمضي ويستغفر التاريخ أزمنتي= ترتج من غورها الآباد و الأزل
***********
الطاسلي أنا كم خبئت شفتي =دفء ترتله في غيبها الأصل
حتى تعود إلى أعشاشها غسقا =هذي الطيور وهل تنسى الهوى الحجل
طارت عن النبع غربا حين غربها =هذا الضياع وها ضاقت بها الحيل
فالأرض جفت بلا بدر تعرجنه= إلى منازله إذ ليس يكتمل
غارت بها الأنجم النجلاء آفلة= و المشتري يتلقى وحيه زحل
فحيدت شمسها عن خط دورته =إذ باع دارته في المحنة الحمل
*************
هي الطيور تناهت عند غربتها =تشدها للهوى في شدوها المثل
تغربت حين أذوى شتلتي =للنخل راح يسويه الدجى الوجل
أنى تعود وما تبدي الخطى طرقا= في منتهى الدرب غارت حين تنسمل
فما استمالت لحرف ذاب في شفتي =ولا استحالت لوصل شاءه الأمل
حتى لمست شهيقا كاد يحرقني =يمتد حشرجة في القلب ينشتل
و الوهم يسلب نبر البوح خضرته= حتى لحوني توارت فيه تنجدل
وفارقتني هنا أطياره فرقا =ومزقت ما تبقى هذه العلل
وصاح في خاطري صوت أكتمه =حتى متى يا نخيلي صبرنا الحظل
ما بال بوحك قد تاهت سفينته= كالسندباد الذي للشط لا يصل
قد كنت أروي شفاه الغيب أغنية =البيد أقدارا فيحتفل
لا يورق الدهر إلا من مخيلتي= ولا يناجي سوى أشواقي الزجل
فهزني البيد كم تدمى ملامحه= و دمعة القهر من عينيه تنهمل
تورمت في شفاه الدهر سمرته= و بات يورق في أبعاده الحبل
وأدركت قحطه المسنون =وصادروا نخله أهلوه إذ رحلوا
وأفزعتني رؤاه وهي موحشة= فأرسلت ما تبقى في يشتعل
وكسرت للهوى ألواحها فزوت= فيها صلاتي انتظارا و هي تبتهل
يخدر الوهم أطيافا بذاكرتي =خضراء يبعثها من مهدها الطفل
فرحت أسكب في خلجان أغنيتي= من وحشتي حبي المسفوك إذ أصل
لا تنتشي الشمس إلا من قصيد دمي =غيث الوريد عليها وابل هطل
*************
الطاسلي أنا ها جئت متشحا =مواجع البيد إذ تاهت بي السبل
يممت وجهي لهذا البحر أسأله= كيف استحال على صحراءنا البلل
توردت وجنتاه واكتست غضبا= و ساكنوا غيبه من غرتي جفلوا
فراح يزبد مسعورا بأغنيتي= حتى تبسم من حيتانه الجمل
إني حملت له أعشاب أخيلتي= عساه يذكر بدء في يكتهل
وراح يجلد في الأعماق ذاكرتي= كيلا تبوح بوصل ظل ينتحل
وقفت أغسل جرحا كان منبعه =من قبل بدء نزولي ليس يندمل
قد جئت أرتك من أقصى مدينته= يغري جفافي بماء موجه يغل
بوجهه شاح عني يزدري ظمئي= حتى تنكرني هذا المدى الخطل
أتيت من آخر الدنيا بأغنيتي= أتبل العمر جرحا كيف يحتمل
ألقن البحر من رمل بذاكرتي =ما لقنت نورس الفنارة الحجل
فرف في شفتيه حرف ملهمتي =أنهى اصطخاب سجى للشدو يمتثل
تفتحت راحتاه راح يبسطها =تبدي سكونا بمد الموج يفتعل
حتى استكان إلى شطيه يومئ لي= أن الجراح بصدر البيد تختزل
وراح يدخلني بلوى مدينته= عسى التمدن عن مرعاي ينشغل
هذي المدينة عن نفسي تراودني =وهل لقلبي على إغوائها قبل
همت وقدت قميصي حين أدبرني =هذا الحياء لديها و هي تختتل
تغوي امتناعي وقالت للورى ادركوا= هذا الفتى إنه غاو به خبل
من ذا يدجن جلفا من عمامته= تسخو و تسترفد الآباد و الأزل
مازال يوقف بالأطلال ناقته= يفتش الدهر عن وصل ويرتحل
يمضي وحيدا على خطويه قصتنا= جفت فراح لجمر العمر ينتعل
فرحت أحمل نجوى حر أزمنتي= لآخر الشط إذ شاهت به الملل
حتى تطرز دمعا من مقالته =صبر البعير صبور أنت يا رجل
صبر البعير أنا لا حد أوصلني =إليه بي لا بغيري يضرب المثل
مازلت أهرق للصحراء أخبيتي= لعل شدوي من الرمضاء يغتسل
والناي يودع في جرحي حرائقه =تخافها زرقة الأمواج إذ تغل
شققت من وجعي للبيد قافيتي= لكن جرحي بنبض النخل متصل
قد ساقنا كل ذو تاج لمذبحة =كما تساق إلى نحارها الإبل[/poem]
شعر
الشاعر الصارخ
[/frame]