
• مدخل:
صدرت لهيا [ابنتي] مجموعتها القصصية الأولى للأطفال ، الرسوم لأختي الفنانة التشكيلية سوزان ياسين.
ولديها مجموعة ثانية في طريقها للطباعة والنشر
هذا عن اخر الأخبار
عن طفولتي/ أظنني كنت طفلة قارئة بنهم واقرأ من الكتب ما هو فوق مستوى عمري.
لا اعرف..ماذا أخبرك عن طفولتي أيضاً
سأفكر في الأمر
• عندما مر اسمها خلال قراءة عابرة حولها توقفت عند قولها في احد الحوارات معها [أقطف الأقمار وأزرعها على الورق!!].. وتعودت أن اقرأ جمل غريبة أحيانا في حوارات مع أدباء أو أديبات يحاولون إضفاء أجواء مبهرجة حول كتاباتهم ، لكن أحيانا لاتملك طائلة فضولك أمام بعض هذا الإضفاء الذي يوحي لك بتميز مُختلف إلا البحث والقراءة فإذا بي أجد أن القاصة والأديبة السورية لبنى ياسين تعني بالفعل هذه اللوحة التي رسمتها لنصوصها..
• وإذا اكتشفت أن لبنى ترعرعت في حضن أسرة ديدنها الشغف بالقراءة لابد وان نفهم مفاتيح هذه الثقة المتناهية في القدرة على زرع إشعاعاتها في طين الورق..وببدر الكتابة!!.
• وبالرغم من هذه الأجواء الاجتماعية الرحبة.. هل كانت حقول لبنى مُكتظة بأفق مفتوح وغيم ينذر بأمطار تخصب الطين وتعجل بانبثاق زهور تؤذن ببشارة النبت في عين الشمس؟؟ .
• سنقرأ فيما بعد أن مجموعتها القصصية الأولي [ضد التيار] انتظرت نصف عقد كي ترى صبحها!!؟؟ قد تقول لبنى أنها ظروف عادية!! لكن هذه الظروف العادية انتظرت خمسة أعوام كي تخرج من سجنها !! ليحتفي بها المتلقي على نحو لم تتوقعه لبنى..فكانت على قدر البذار!!.
• إذا ما قرأنا فيما بعد قصة [أنثى في قفص] في مجموعة أخرى سنفهم على الأقل بعض من مضامين المُكابدة!! [يحكى أنني في زمان ما طرت عارية إلا من حقيقتي في مملكة السماء وتسابقت أنا والبنفسج نحو الشمس... ولم نحترق. ويحكى أنني سقطت في أنهار الهوى... فتمردت روحي وحاولت أن أطفو فغسلتني دموع الألم وبان بريق طهري... فكانت الشمس وقالوا إنني تبعت هواي... فانهارت الأكوان من حولي... وتسابقت السيوف على لحمي تقطعه... وانهال سواد عيني دموعا من غضب... فكان الظلام. ويحكى أنه منذ ذلك الحين... قـــصَ جناحي... ولم أعد أطير... ولم أعد أرتدي حقيقتي... وبانت سوءتي... فارتدتني كل أوجاع الأسر. ](1)
• أما لبنى ذاتها فهي تحتفي بحياتها على طريقتها..ربما لتنثر أقمارها مزيدا من الضوء والشعاعات ..فهاهي ابنتها الصغرى [هيا] تتلمس طريق الأم[تكتب قصص الأطفال] وكذلك ابنتها البكر رنيم [تكتب صفحات زاوية علوم وتقنية] أما لبنى فقد درست الرسم والنحت في مركز ادهم إسماعيل للفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة في سوريا. ثم درست العلوم الطبيعية في الجامعة..لم يخرج من هذا الأفق إلا زوجها الذي يهتم بالتجارة ولكنه لايمانع أن تسكن بيته هذه الباقة من الورود الرائعة .
• عاشت لبنى في بيت يهتم بالسياسة و العروبة والانتماء الناصري ومن ذا الذي لايكون ناصريا في مرحلة ما!! والدتها كانت رسامة وأثناء دراستها الثانوية دفع الشغف هذه الأم إلى إقامة معرض للوحاتها وهي أيضا رياضية مهتمة وكانت يوما ما بطلة حلب في رمي القرص الحديدي.
• الأب محمود ياسين.. تعاطي السياسة مع الشعر والكتابة وتولى العديد من المواقع الإدارية والثقافية في سوريا لكن كما تقول لبنى [خلافات سياسية أطاحت به] فتفرغ لكتابة الدراما!!
• شقيقتها سوزان فنانة تشكيلية وبقية أسرتها من المتذوقين للفن والأدب..
• تقيم لبنى في السعودية وصدرت لها عدة مجموعات قصصية اثنان منهما في مكتبات جرير في الخليج وهي في السعودية الآن وربما تصدر مجموعتها الرابعة من هناك.
• [1]
هموم المرأة العربية تسيطر على اغلب نصوص لبنى القصصية ، وهموم المرأة العربية تتلخص في كونها ودائما الطرف الأضعف في المعادلة مع الرجل كما في نص [بريد عاجل] وهو يروي حكاية امرأة قبلت أن تعيش مع رجل بعقد زواج عرفي: [ما زال يسودني ذلك المزاج الضبابي...ألانني رضيت بعلاقة شرعيتها ورقة عند شيخ لا غير,لأصبح الزوجة الثانية لزوج لم يعد لديه وقت كاف ٍ لكلتينا.2] هنا وفي بريد عاجل تحاول البطلة أن تحمل الرجل مسئولية وضع هي في الأصل طرفاً فيه ، ومبررها هو الحب ، لكنها لاتقول لنا كيف تفعل المرأة بنفسها ومصيرها ذلك ، بل إنها تحاول أيضا أن تحيل الأمر إلى الرجل لأنه القادر دائما على نسج حبائله بإتقان على المرأة. وسنجد ذات المُعالجة في قصة [لن افعل هذا]..ويبدو أن اهتمام لبنى بهذه الجزئية مرده إلى احتجاجها على هذا الوضع المُهين وإن كان كانت ظروف البطلة هنا في [[لن افعل هذا]] تختلف فهي هنا الأخت ألكبري التي يتجاهلها الخاطب ليطلب الصغرى لأنها أكثر جمالاً ، لكن الأب يرفض تبعاً لعادة اجتماعية وهي عدم زواج الصغرى قبل الكبرى، الآمر أكثر إيلاماً في قصة [لن افعل هذا] لكن العريس لا تحظى به في النهاية إلا امرأة أخرى فلا تجعل لبنى السبب محصوراً في نقص الجمال ، بل أيضاً هناك مزايا ومصالح أخرى فكر فيها العريس فيما بعد[ذهبت مثقلة بأسئلة لا أجوبة لها , عن ذنب لم اقترفه ,لأرى تلك العروس التي لم تكن تفوقني جمالا مما أثار استغرابي ... لكنها كانت متعلمة و موظفة في إدارة ما 3.] وهنا إشارة أخرى إلى الرجل ونظرته لنوعية المرأة التي يختارها زوجة له. ومع ذلك فهي لاتصفع الحرف بهذا الألم وإنما تصفع المُتلقي أيضاً عندما يعيرها شقيقها (الرجل) [ فقد أتحفني أخي الكبير بملخص صغير عن وضعي الخاص قائلا ذات مرة : من سيتقدم للزواج بك ؟ .. أي أعمى؟ .. لا أحد !! ... ستبقـين كـقـفـّة ٍ الهـّم ماكثة فوق صدورنا... فكيف سأجرؤ بعدها على محاولة التفكير بأي شخص أ يّـاً كان و ليس من حولي إلا المبصرون جـدا 4 ]
[2]
هل تكتب لبني بسياط حارقة كي توصل رسائل مُحددة تلهب بها ظهور القراء [الذكور خصوصاً]أظن دلك.. أوانها تحمل عصا كما كتب عنها الناقد محمد البشير ذات قراءة له حول كتاباتها ومن ضمن ماكتبه [ولولا هذا الكم من البياض المفارق لسواد السحر؛ لقلنا إن القاصة كانت تكتب بعصاة لا قلم5] لأنها وكأنها تجعل من القارئ منحازاً لاحكماً!! بمعنى أن الواقعية التي تتسم بها قصص لبنى وبحرفيتها قادرة أن تقنع المُتلقي بأن هذه الشخوص السيئة مُستقاة فعلاً من ارض الواقع وليست صنعة الكاتبة أو مُخيلتها الباذخة وهنا يكمن إبداع لبنى ياسين.إنها تحتج بطريقتها التي تتسم بالحنق والقوة معاً ورفض أنصاف الحلول وهي في لاتقد م أي اعتذارات نيابة عن الرجل ولاحتى مشاريع تصالح فهو في نظرها مصدر كل عذابات المرأة ومُكابداتها والمرأة ليست صاحبة قرار وهي عبارة عن كائن مُهمش تستقبل مكائد الـذكر بكل استكانة حسب سياط لبنى الحارقة التي تطرح هذه النظرة التي يبدو أنها لن تتزحزح من ذاكرتها وهو أن الذكر هو مصدر الآلام منذ طفولتها ، أياً كان موقعه وصلته بالأنثى ، أباً
أم شقيقاً أم جداً أم حبيباً..إلخ فيما يبدو وهاهي هنا تقول لنا على لسان البطلة عن جدها مثلاً [منذ بلغت السابعة من عمري و أمي ترسلني كل يوم إلى جدي في البناء المجاور لنا لآخذ إليه الطعام و آتيها بالأواني الفارغة و لأجيب مطالب جدي التي لم تعرف يوما حدا لبشاعتها6]هذا الجد الشاذ الذي حملته البطلة كل تفاصيل حقدها على المجتمع بعد أن بلغت سن المراهقة كقولها معبرة عن موقفها من الذكور [كل ما كان يعنيني هو تحطيمهم وإتعاسهم وإفلاسهم وتمزيق أسرهم و هدم استقرارهم و رميهم ورائي, بعدها كنت اشعر بالرضا و الفرح , أشعر أني انتقمت من جدي و قتلته , كنت اعلم تماما أنني اقتله مع كل دمار اسببه لأحد هؤلاء , و كنت استمتع بقتله و تعذيبه مع كل تدمير اسببه لواحد من جنسه البغيض ... و أتلذذ بما افعله كما يتلذذ طفل بأكل الحلوى .7] هذا الموقف هو ديدن الكاتبة رغم أن الخلل في الأسرة التي لم تعود أطفالها على الصدق وغالباً ماتعاقبهم بسببه وفي بعض الأحيان لاتصدقهم ، وهي قصة تحدث في المجتمع العربي ولايمكن الاعتذار عنها ولكن يمكن مُعالجتها .
خطورة ماتطرحه لبنى ليس في موقفها من الذكورة ولكن الأخطر أن أسلوبها مُتميز وقادر على الإقناع وبعث أنفاس تجعل المُتلقي يتماهى ويتعاطى معها بنوع من التعاطف العميق.
نشرت في صحيفة الشمس الليبية / المُلحق الثقافي بتاريخ
7/12/2009..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
*جزء من دراسة مطولة ضمن مخطوط أسفار الورود.تحت الطبع.
1. قصة أنثى في قفص.
2. قصة. بريد عاجل.
3. قصة لن أفعل هذا
4. """""""""
5. نفثات لبنى ياسين في طقوسها..محمد البشير..الأيام
6. قصة أصابع جدي. 2005
7. """""""""
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بطاقة:
• الجنسية سورية.
• بكالوريوس علوم جامعة دمشق.
• دبلوم عالي للتأهيل تربوي جامعة دمشق.
• دبلوم في الرسم والنحت في معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة في دمشق.
• شاركت بالعديد من الأمسيات الأدبية والقصصية في دمشق وحلب واللاذقية. وترجمت قصصي إلى الفرنسية والانكليزية والاسبانية والبنغالية والهندية والكردية.
• الإصدارات:
• •ضد التيار- مجموعة قصصية ونلت عنها العضوية الفخرية للكاتبات المصريات وهي البادرة الأولى للجمعية في إعطاء العضوية لكاتبة غير مصرية.
• •أنثى في قفص- مجموعة قصصية صادرة عن وهج الحياة للإعلام.
• •ضوضاء في مجلة حياة مقال ساخر
• •طقوس متوحشة- مجموعة قصصية صادرة عن دار وجوه للنشر والإعلام.
• •المشاركة في مجموعة قصصية بعنوان (استفهامات خرساء) الصادرة عن وهج الحياة للإعلام لمجموعة من الكتاب بقصة (دعوت لأختي
• •المشاركة في مجموعة قصصية بعنوان ( أسراب طينية) الصادرة عن وهج الحياة للإعلام لمجموعة من الكتاب بقصة (أياد بيضاء.. ولكن).
• •المشاركة في مجموعة قصصية بعنوان (سديم الانتظار) الصادرة عن وهج الحياة للإعلام لمجموعة من الكتاب بقصة(المعطف الأبيض).
• •المشاركة في كتاب القصة القصيرة جدا الصادر عن الجمعية الدولية للمترجمين العرب (واتا) بمجموعة من القصص القصيرة جدا تحت عنوان(رؤية طفل).
• •تحت الطباعة مجموعة قصصية بعنوان (تجـــيء ويغضي القمر)
• ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
• نشرت بملحق الشمس الثقافي [ليبيا]العدد 22 بتاريخ 7/12/2009