[حسن ابراهيم سمعون]

عشِيَّةُ الْمِيلادِ فِي غَزَّة‎‎*

بمناسبة العدوان الصهيوني على غزة برأس السنة عام 2008

بِعَشِيَّةِ الْمِيلادِ ثَلْجٌ ..لا يُغَايِرُ صَمْتَهُ

إلاَّ لُهَاثُ أَيَائِلٍ

وَرَنِينُ أَجْرَاسٍ..

يَزُفُّ قُدُومَ طَيْفِ الأرْجُوَانْ

وَبِكِيسِهِ أَحْلامُ أَطْفَالٍ..

تُمَايِزُ حُمْرَةَ الثَّوْبِ الْمُغَايِرِ‎..

صَفْحَةَ الثَّلْجِ اْلمُعَلَّقِ فِي عُيُونٍ..

بِالْمَدَاخِنِ وَالدُّخَانْ

تَتَنَاوَلُ السِّرَّ الْمُقَدَّسَ‎..

تَقْرَأُ الْقُرْآنَ‎‎ فِي قُدَّاسِهَا

يَامَرْيَمَ ‎‎الْعَذْرَاءَ هزِّي شَمْسَنَا

لِتسَاقـُطِ الْقُرْبَانَ دِفْئًا..

فِي مَسَارِبِ غَزَّتِي

فَدَمُ الشَّقَائِقِ بَارِدٌ بِالأقحُوَانْ!

بِعَشِيَّةِ الْمِيلادِ تَـلْـتَمُّ الْهَدَايَا..

وَالشُّمُوعُ تُرَاقِصُ الْكَاسَاتِ مِنْ

طِيبِ الْحَكَايَا ..وَالصَّبَايَا تَمْلأ الأطْبَاقَ..

تَشْوِي الْكَسْتَنَاءْ

فِي غَـزَّتِي

تُشْوَى الْعَمَائِمُ وَالْعَذَارَى..

وَالنِّسَاءْ

وَتَمَائِمٌ هَجَعَتْ رُهَابًا أَغْمَضَتْ..

لَمْ تَسْمَع ِالأجْرَاسَ مِنْ صَخَبِ السَّمَاءْ

فَتَزَاحَمَتْ فِي حـُلْمِهَا

أَشْلاءُ بَائِعَةِ الْحَلِيبِ‎ وَكَفُّ فَاطِمَةَ الَّتِي بُـتِرَتْ..

بِدَسِّ (عَرُوسَةٍ)‏

فِي جَيْبِ (مَرْيُولٍ)..‏

يَقِيهَا شَرَّ مَصَّاص ِالدِّمَاءْ

فِي غَزَّتِي

حَـبْرُ الطَّوَاقِي السُّودِ عَـرْبَدَ جَامِحًا

فِي كِيسِهِ خَـلٌّ وَمِلْحٌ مِنْ هَدَايَا (الْجُلْجُلَهْ)

لِلأوْلِيَاءْ

فِي غَزَّتِي

قَصَفَ الْفَرِيسِيونَ مَسْرَى الأَنْبِيَاءْ

فِي غَـزَّتِي

تَتَغَايَرُ الأشْيَاءُ‎ ..وَالألْوَانُ‎ ..‎وَالأحْجَارُ‎..

وَالأزْهَارُ فِي طَقْسِ الشِّوَاءْ

‎***‎

فِي غَزَّتِي

خَـتَنَ الْفَرِيسِيونَ‎‎لَيْلاً..

غُرَّةَ الْعَام ِالْجَدِيدْ

فَـتَطَاوَلَ اللَّيْلُ الْبَهِيمُ كَخَيْمَةٍ

شَدَّ الْجِوَارُ مُغَارَهَا فَتْلاً..

بِأَمْرَاس ِالْحَدِيد ْ

فِي غَزَّتِي

قَصَفُوا الْمَغَارَةَ وَالْوَلِيدْ

فِي غَزَّتِي

صَهَرُوا التَّرَابَ وَلَمْ نُلاقِ حَفْنَةً لِفَم ِالشَّهِيدْ

فِي غَزَّتِي

نَارٌ يُطَوِّقُهَا الْجَلِيدْ

‎***‎

فِي غَـزَّتِي

‏(‏‎‎أَسْتِيرُ) تَرْقُـصُ عَارِيَهْ

رَقْصَ السَّمَاحْ

وَبِجِيدِهَا حَطَبُ الْمَحَارِقِ كَازُنَا

فَضَحَ الْعَشِيقَ بِرِيحِهِ

نَتِنًا فَفَاحْ

وَبِغَمْزَةٍ مِنْ (شَهْرَيَارَ) مُغَازِلا

صَمَتَتْ بَيَادِقُنَا عَنِ الْهمْس ِالْمُبَاحْ

فِرْعَوْنُنَا قَطَعَ السُّبَاتِي خَانِقًا

لِفَم ِالْجِرَاحْ

قَدْ شَقَّ مُوسَى لِلْقَبِيلَةِ مَعْبَرًا

فَعَلامَ (‎‎يَافِرْعَوْنُ) فِي

وَجْهِ الْقَبَائِلِ غَالِقًا؟!

وَسُوَيْسُكَ الْمَشْبُوه ُ يَسْرِي بِالْفَرِيسِيينَ‎‎ دِفْئًا..

لَمَّ شُذَّاذَ الْبِطَاحْ

فِي غَزَّتِي

قَتَلُوا الْمَآذِنَ‎‎ وَالْمُؤَذِّنَ وَالنُّوَاحْ

فِي غَزَّتِي

سَقَطَتْ أَنَاشِيدُ الصَّبَاحْ

‎***‎

فَحَنَاجِرُ الأطْفَالِ أَسْكَتَهَا الرَّصَاصْ

وَبِدِيكِهَا الرُّومِيِّ‎...‎ يَنْفَجِرُ الرَّصَاصْ

وَخَدِيجَةٌ رَسَمت حَمَاما ًأَبْيَضًا ‏

كَقَمِيصِهَا الْمَذْؤُوبِ..

لَوَّنَهُ الرَّصَاصْ

فَسَمَاءُ غَزَّةَ مِنْ رَصَاصْ

وَشُوَاظُهُ فِي عُلْبَةِ التَّلْوِين ِ‎..‎

وَالآيَاتِ‎..‎ وَالْعُكازِ فِي طَقْسِ الصَّلاةْ

وَلَهِيبُهُ

حَرقَ الشَّوَاهِدَ وَالرُّفَاتْ

فِي غَزَّتِي

وَضَعُوا الْمَصَاحِفَ‎..‎

وَالأنَاجِيلَ الْعَتِيقَةَ شَاهِدًا ‏

فَوْقَ الْقُبُورِ وَرَقَّـنُوا

بِعَشِيَّةِ الْمِيلادِ تَارِيخَ الْوَفَاةْ

‎***‎

فِي غَزَّتِي

حَرَقَ الْغُزَاةُ الصُّوفَ وَالزَّيْتُونَ وَالسَّلْوَى..

وَأَكْوَامَ الْحِجَارَهْ

فِي غَزَّتي

نَـفِـدَ النَّسِيجُ فَكَفَّنُوا

بالطـُّهْرِ مِنْ أَسْتَارِ كَعْبَتِنَا وَأَقْمَاطِ الْمَغَارَهْ

فِي غَزَّتِي

نَفِدَ الضِّمَادُ تَضَمَّدُوا

بُـرْدَ الرَّسُولِ..وَثَوْبِ عِيسَى قَائِمًا

فِصْحَ الْبـِشَارَهْ

‎***‎

فِي غَزَّتِي

سَيْلُ الْجَنَائِزِ سَاخِنٌ

وَنَجِيعُ غَزَّةَ سَاخِنٌ

وَالثَّلْجُ مِنْ خَلْفٍ وَقُدَّامٍ..

وَمِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ‎ عَلَى الْمَعَابِرِ وَالْحُدُودْ

وَسَمَاءُ غَزَّةَ أَمْطَرَتْ نارًا..

وَهُمْ... فِيهَا قُعُودْ

فَتَدَثَّرُوا (رَبْعَ الْمَزَوِاي)‏..

يَوْمُنَا الْمَوْعُودُ آتٍ شَاهِدًا

وَحَذَارِ مِنْ تَقْوِيمِكُم ْ

صَفَحَاتُهُ مُلِئَتْ..

بِأَسْمَاءِ الشُّهُودْ

شِعْر :حَسَن إِبْرَاهِيم سَمْعُون/30/12/2008/

نشرت بجريدة العروبة /11/1/2009/ العدد /12942/

[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي المبدع الشاعر" حسن إبراهيم سمعون " وها للرمز موعد معك ...موعد للإبداع ...موعد للتشظي ...موعد للبوح ....موعد لغزة العمق والجرح لغزة الشموخ والعزة في زمن الإنبطاح المر ...حملتنا هذه الإلياذة السمعونية إلى حيث يجب أن نكون حيث الرمز المكثف في زخمية صادقة مبدعة يتناغم فيها الفضاء المكان والفضاء الزمان في تواترية خالدة عذبة تنداح في العمق بعيدا بعيدا تعكس ذلتنا في المقام الأول وغطرسة فرعون القرن الواحد والعشرين تعكس الحصار والدمار والقصف والتنكيل والإبادة في أعرى تجلياتها الصارخة ليسدل ستار هذه الإلياذة على مرارة الجرح شكرا أخي لأنك أهديت لنا جرحنا في حلة شعورية لا يستطيع أن ينسج خيوطها إلا شاعر في قوة شعورك أيها المبدع الفاضل
تقبل أيها الكريم تحيات أخيك عادل سلطاني

[حسن ابراهيم سمعون]

الأخ عادل تحية عربية سورية لروحك العُــلوي وبعد , أخي عادل شكرا ًلمرورك الكريم على عشية الميلاد فيغزة , وثق بأن كلماتك الصادقة وسام شرف أضعه على صدري , سيّما وأنه من أرض الجزائر العظيمة , أرض المليوني شهيد , لك محبتي واحترامي .
(لنكن أصدقاء بامكان مراسلتي على بريدي)

[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي العزيز الفاضل الشاعر" حسن إبراهيم سمعون " شكرا جزيلا على ردك وأهلا بك أيها السوري الشهم أخا وصديقا
تقبل تحياتي أيها المبدع

[حسن ابراهيم سمعون]

الأستاذ عادل , السلام عليكم وعلى بير العاتر ( ويجب أن يكون اسمه البير السعيد ) تيمنا ً بكم,
شكرا ً لردك ولطمأنتي بأني أكتب شيئا ًيـُـقرأ , في زمن الهبوط والثرثرة .
أخي عادل أنت قارىْ

حسن ابراهيم سمعون / سوريا

[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شاعر أنت وربي يا" أبا إبراهيم " ... شاعر كوني رسالي ... وأستغرب جدا كيف لا يفيء العابررون إلى وارفات فلذتك هذه ... غريب ذوق هذا الزمن ... مروا أيها الكرام بأفياء أخيكم ... تمتعوا بالإبداع في أرقى جماله .. ومعانيه الرسالية ... نقبوا على كنوز سمعونية السبك ...لا تترددوا ... ستجدون المتعة والعمق ...
أخي " إبراهيم " قدر المبدع أن يحترق .. فمرحى للإحتراق الجميل الخالد
تقبل تحياتي أيها العتيق الثائر .. وتحايا زيتون أوراس الثائر أيها القلب

[حسن ابراهيم سمعون]

أخي عادل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تسعدني دعوتك لواحتي, والله يا أخي عادل , لو كان ثمة انسان من ثمانية مليارات يقرأني
فأنا ملزم وملتز م بالكتابة له, أما استغرابك لذوق المتلقي فأنت محق , أنا شخصيا ً أرى
أن الغالبية من القراء كسالى , وتعودوا على الوجبات الشعرية السريعة , أخي عادل
لقد مللت ُ الاجترار ,والنص الهابط والممجوج , والمتناسخ ,لكن ثق أخي الحبيب
بأن الخالد سيبقى , ( هوميروس أطرب الأغريق منذ قرون وما زال يطربنا )

وتفضل بقبول فائق محبتي وتقديري أخي عادل

حسن ابراهيم سمعون / سوريا / عين السودة

[حسن ابراهيم سمعون]

الأخوة والأخوات عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ], عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ], عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ], عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
أشكركم جزيل الشكر لمروركم وقراءتكم

حسن ابراهيم سمعون / سوريا / عين السودة /

[محمد الصالح الجزائري]

...أخي الدمشقي الغالي... أنا حديث عهد بالمنتدى..مازلت لا أعرف أروقته وفنانيه..مازلت أبحث في زواياه عن شيء يشدني فيلهمني نشوة الرد أو الإبداع... فاعذر أخا لك مازال تائها بين أقلام وأقلام...
جميلتك هذه صاحبة الوشاح الحزين آلمتني حد السقوط... استحضار الموروث بهكذا جمالية وأناقة..وبلغة مسكية عطرة أمر يدعوني إلى قراءات وفراءات حتى استجمع خيوط نسيجك لوشاح غزة القصيدة التي لم تكتب بعد !!! أشكرك أخي الغالي ولي عودة بإذن الله...أخوك السرتي الجراوي محمد الصالح الجزائري...

[حسن ابراهيم سمعون]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري ...أخي الدمشقي الغالي... أنا حديث عهد بالمنتدى..مازلت لا أعرف أروقته وفنانيه..مازلت أبحث في زواياه عن شيء يشدني فيلهمني نشوة الرد أو الإبداع... فاعذر أخا لك مازال تائها بين أقلام وأقلام... جميلتك هذه صاحبة الوشاح الحزين آلمتني حد السقوط... استحضار الموروث بهكذا جمالية وأناقة..وبلغة مسكية عطرة أمر يدعوني إلى قراءات وفراءات حتى استجمع خيوط نسيجك لوشاح غزة القصيدة التي لم تكتب بعد !!! أشكرك أخي الغالي ولي عودة بإذن الله...أخوك السرتي الجراوي محمد الصالح الجزائري...

الأستاذ محمد الصالح الجزائري , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله أباك , أيها السرتي , صاحب التوقيع المدهش (إن لم تجد من تحب فلا تكره أحدا ً)
ياللروعة , يكفيني هذا التوقيع لأعرف من تكون ياأستاذ محمد .
أخي الجزائري , يشرفني مرورك بعشية الميلاد في غزة , ورأيك وسام على صدري ,وأنا
أيضا ً حديث عهد بالمنتدى , لك محبتي وتحيتي من أرض سوريا

أخوك حسن ابراهيم سمعون / سوريا / عين السودة /