[عادل سلطاني]

الإهداء : إلى صنو الذات حسن إبراهيم سمعون .. إلى الأخوة في المطلق ..

((...جرار الصمت ...))

جراري العتيقة .. ها عتقي العمر

في ليل حزني .. فأقداح عمري ..

يصلصل فيها الفراغ .. الوجود

فتمتص نبضي .. ويعزف قلبي ..

عواء ذئاب الجليد ..

وحيد أنا هاهناك وقطبي الأبيد

يزمجر حتى الصقيع .. ليستل

.. ما في الجرار .. فبعضي هناك ..

وكلي هنا .. ها أفلسف دفء الفراغ

أفلسف طين الوجود ..

فهل قفصي الآدمي .. يسددني ..

حيث ينداح سر السكون ..

ويملؤني من رفيف ...

أقوس ضلعي .. يدي صوبتني

إلى حيث .. حبي ..

إلى حيث ألقت جراري الحبيبات ..

كوثر روحي .. لأشرب صمتي

توحدت والكأس .. جربت كل احتراقي

تناسخت و الكأس .. أشرقت

حيث الشفاه .. أوزع .. همسي

وبوح الجرار .. فما الكأس

إلا أنا .. أنت .. ياعابرا غرب روحي

لأبزغ في شرقك الأبدي ..

ونسكب كل الجرار ..

إلى الصمت .. حيث الملاذ

وأفياء هذا الخلاص ..

تظل عذاب الكؤوس ..

وصمت الجرار

كتبها عادل سلطاني ببئر العاتر يوم الثلاثاء 20 جويلية 2010

[حسن ابراهيم سمعون]

الأخ عادل, ثمة سؤال أقلقني منذ يفاعتي , زرت ااستراليا ذات مرة , وشاهدت شيئا ً من تراث السكان الأصليين ( البورجينو ) قبل أن يغزوها الإنسان الأبيض , وقرأت عن (الزولو/ والتام تام ) بأفريقيا , وعن (الطوارق , والأمازيغ) وعن ( المايا والأستيك ) بأمريكا أيضا ً وقبل غزوها ,وعن ( الهون والسلتيين والسلاف والآريين ) بأوروبا ,وعن الشرق الأقصى , كل هذا ولم تكن ثمة وسائل اتصال وانتقال , ومنذ
آلاف السنين , وما رأيته عند الجميع , هو التشابه, والتطابق, والتوحد,
حيال الحقائق الكبرى في هذا الكون .
فالقربان , والتعزيم , والنار , والرقص , والموسيقا الحَـنجَـرية المتشابهة
وطقوس الجنس , والخصب , والقمح , والذرة , والموت والولادة الخ....
كل هذا كان يقودني إلى سؤال أرّقني كثيرا ً:
كيف هذا ؟؟؟
وكيف تلاقحت هذه الثقافات ؟؟
وكيف انتقلت ؟؟
وأخيرا ًجاوبت نفسي بالتالي :
هنالك معلم واحد , --- سمِّه ماشئت ---, أنا أسميه الله , وأبيح للآ خر أن يسميه مايشاء ( براهما . تاو . بعل , أتون , كا , رع ,أدد , الخ....)
فأنا أراها مسميات لذات المسمى .
أسهبت لكن لأصل إلى التالي:
أخي عادل بالله عليك , من أين لك هذا القاموس الساحر , ومن علــّـمكَ هذا
وكأن أبولو قد نفخ روحه فيك.
أعود لأسأل نفسي عن سر انجذابها لعادل فأراها محقة
فالصمت, والجرار, والحزن , والأقداح , والصلصال, وطين الوجود ,
وسر الكون ,والقفص الآدمي , والتناسخ , وبوح الجرار ,ووووو
كل هذه الأزاميل المخملية تنحت بي , وأعود لأقرأك َ,
أخي عادل , هل التقينا سابقا ً ؟
هل تبحث الروح عن توائم لها ؟
ثمة من يقول ( الأرواح مااتفق منها ائتلف , وماتنافر منها اختلف ,)
لقد أطلت عليك , وخرجت عن ( بروتوكول ) الردود , لكن ثق قرأتك
صادقا ً وكاتبتك صادقا ً.
أخي عادل شكرا ً على هديتك هذه النفحة المغاربية العطرة من شذاكم
أخوكم أبو ابراهيم / سوريا / عين السودة

[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الشاعر المبدع .. " أبا إبراهيم" ها أنت ذا ترد وكأنني ألمحك تفتق عنك شرنقة التاريخ لتسبر الماضي من أجل ولوج دفة الحاضر ..
ها أنت ذا تحرك جرح التاريخ في وتنقلني إلى حضارة الإنسان الأول .. إلى بزوغ الجد الأول .. القلب الأول على هذا الكوكب ..
نعم محق جدا من خلال هذا الرد المقاربة أو المقاربة الرد .. فكلانا أيها الفاضل يبحث عن السر ويبحث عن الحقيقة فشغفنا المشترك بحب الحضارات القديمة سيما البدائية الحجرية في بقاع المعمور يموقعنا في دائرة المشترك المقدس بيننا .. فالحضارة الحجرية الأولى الموغلة في القدم لابد أن يحسها المبدع إذا أراد أن يكون كوني الإبداع كوني الشعور للمطلق ..للإنسان حتى يفهم السر الأعظم ويتوحد به ليفهم هذه السيرورة .. من بزوغ لوسي إلى الحضارة الآشولية :" إنسان جاوا .. إنسان بكين .. وإنسان الأطلس ..." إلى إنسان نياندرتال الموستيري .. إلى الإنسان العاقل .. وإلى العاقل العاقل .. إلى الحضارة العاترية والوهرانية والقفصية إلى الحضارة النطوفية والمجدلانية والأوريغناسية إلى الأبوريجينية إلى البوشيمان في كالاهاري
إلى الغانش في جزر الكناري ... إلى وإلى .. هذا غيض من فيض وقليل من كثير ...فبيئة الإنسان الأول تأسرني كيف كان يمارس طقوسه لغته.....
حبه كيف كان يمارس الخلود ... توحده بأرواح الأسلاف .. صراعه الخالد مع الطبيعة من أجل إثبات كينونته الوجودية .. فالإنسان هو الإنسان رغم التطور التقاني لوسائلية الحياة .. فجدارياته الخالدة .. جسدت فكرة الإمتلاك .. فكل فلسفة بدائية تنطلق من عقيدة الصيد .. طقوس الخصب والمطر طقوس المغارسة .. طقوس البعث والموت .. طقوس الولادة .. طقوس الإبداع .. طقوس المزارات .. طقوس التناسخ .وووو إلى أن تنتهي الواوات .. كل هذا مشتركنا يا أبا إبراهيم الذي ننهل منه .. ونفلسف من خلاله كينونة وجودنا وشعورنا .. أو ليس ذلك السهم الحجري الأول المشذب يحمل شكل القلب الآدمي الذي أهداه الجد الأول إلى حبيبة مطلقة .. أو ليس جدنا الأول من أبدع .. وسجل يومياته على الصخور .. حيث الطين والماء والإخضرار .. أولايكون ذلك الزمن الحجري الأخضر يحمل بحق ذلك الإنسان الأخضر ذلك المقدس .. فهناك أخي الفاضل فاصل شعوري في التحقيب الشعوري أيضا نستطيع أن نقسم من خلاله سيرورة الإنسان إلى سيرورة ماقبل العملة .. و سيرورة ما بعد العملة ...
فكانت السيرورة الأولى أخلد وأنقى من السيرورة الثانية ومع الحضارة والعملة تبدلت تضاريس هذه السيرورة شيئا فشيئا إلى أن قست في عصرنا الإسمنتي القاسي " عصر الصدى .. عصر التقنية .. عصر الإنفلات ... عصر العولمة ذلك العصر المسطح ... فهل سنعود لبدائيتنا الأولى .. أم ستعود البدائية السعيدة إلينا لنرى الإنسان يبزغ من جديد .. ويغير خارطة القساوة ونعود للتوحد بالطين ونرسم الهوية المطلقة للإنسان ... وها أنت ذا تعيدني من خلال هذا الرد القارئ المستنير إلى الجرار .. إلى الطين .. إلى شظايا المرو الخالدة التي اختارها الجد الأول ذاكرة شاهدا على الإنسان لأنها ذاكرة لا تصدأ ولا تهترئ لأنها تحمل حرارة الحب الخالد حينما قذفها قلب أرضنا الأم دفئا للإنسان
ليصارع البرد والجوع والعراء ... فلسفتنا واحدة ... روحنا واحدة ... قاموسنا مشترك واحد .. يفلسف الإنسان .. والوجود فعسى يبزغ الإنسان
أثرت الجرح وقاربت العمق لك جزيل الشكر على هذا الرد القارئ .. فهنيئا للكون بشاعر في قامتك أيها الفاضل " أبا إبراهيم "
تقبل تحيات أخيك

[حسن ابراهيم سمعون]

قرأتك , وقرأتك , وسأقرأك أيها النحات , البازلت يستصرخ أزاميلك أيها العاقل , والشعر يهجم على قلمك أيها الأنسان , وأنت اللاعب الوحيد بين الهلام والبازلت
لك محبتي وتقديري أيها الحزين الإسبارطي .

حسن ابراهيم سمعون / سوريا

[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جميلة روحك الشاعرة " أبا إبراهيم " .. وهي ترود حزن العمر ..وتمسح عن العمق ما خلفته السنين ..جميل ما نثرته روحك الرقيقة على جفاف القلب ..دمت ودامت لمساتك السمعونية الدافئة أخي الحبيب
تحياتي

[حسن ابراهيم سمعون]

ثملت من جرارك أيها النحات , فروحك الشمول ألهب رأسي

أبو ابراهيم

[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جميل ردك سيدي الفاضل " أبا إبراهيم ".. جميلة نشوتك وبوحك الراقي ..سلمت وسلم قلبك وعقلك يا أيها الكل المتناسخ في الروح ياصنوي هناك في شرق القلب والعمر ..
تحياتي

[حسن ابراهيم سمعون]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل سلطاني السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته جميل ردك سيدي الفاضل " أبا إبراهيم ".. جميلة نشوتك وبوحك الراقي ..سلمت وسلم قلبك وعقلك يا أيها الكل المتناسخ في الروح ياصنوي هناك في شرق القلب والعمر .. تحياتي

في العيد ثملت بآخر جرة , فهات المزيد , من بنات الكرم والبازلت أيها النحات العاتري

أبو ابراهيم , سوريا /

[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما أجملك أيها السمعوني المستفز ... تسعدني دائما أخي الحبيب أسعدك الله
تحياتي أيها الدفء الثلجي في كهف عمري

[محمد الصالح الجزائري]

وكلي هنا .. ها أفلسف دفء الفراغ
أفلسف طين الوجود ..
فهل قفصي الآدمي .. يسددني ..
حيث ينداح سر السكون ..
جرارك أيها العاتري المفلسف للصمت والهمس والصراخ والفراغ.. أيها النحات الغائص في سحر وعبق أسطوري..شكرا لك..